تسعى الشاعرة الجزائرية لاقتناص زمن التيه في هذه القصيدة، لا تيه الحبيب عن حبيبه فحسب، وإنما تيهه عن نفسه في زمن الشتات والولع باقتناص السكينة واستحاله البحث إلى بحث أبدي.

زمن التيه

جهاد الجزائري

 

يخيل إلي في الأفق

والمساء يبكي

وهم الرحيل

والريح تناجي ليله

يخيل إلي هباءا

يحاول التيه

الرجوع إلى أرض المطية

زمن الشتات

وهم الولع

وهم ...

يحاول السكينة

وتأبى الظلال العودة

تأبى النسيان بعده

هل رحل ..

تراه يعود ليله

طال السرى

وتأبى العيون الوقوف

خلس الليالي

تراه يعود ليله

ستون عاما

عاما بعد عام

يعميه التيه

ويزداد السراب إليها

طريقا يشبه الشمس

يشبهها نفسها

يخيل إلي

خلف الستار أعينه

وبالهدب دمعة

وليل ..

وظلمة

آه يا زمن التيه

ضاعت كل الدروب إليها

آه يا زمن التيه

طال ليله

تراه يعود ليله

يملأ عيني ملح الذكرى

شح غيث القلوب

وتاه الطريق إليها

آه يا زمن التيه

شرع للنور صدره

للسفر الطويل

إليها ..

طال ليله

وأرقت السماء بغيب عينيها

حبلى هي بماء العمر

بعينيها ..

حلم ضياع

هي ..

طال ليله

تراه يعود ليله

تراه يعود إليها

هي نفسها

تبحث عن نفسها

تبحث عنه فيها

آه يا زمن التيه

تراه يعود ليله

تراه يعود يوما

إليها.

المسيلة ـ الجزائر