رسالة المغرب الثقافية: سنوات "لاماليف" المغربية

و"أحكي لي كتاب" في الصالون الدولي ال 13 بالجزائر

عبدالحق ميفراني

الدورة الثامنة للمتلقى العربي والمتوسطي، المرأة والكتابة: القصة النسائية واحتفاء بزكية داود
نظم المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب، بتنسيق مع فرع الاتحاد بآسفي. الملتقى العربي والمتوسطي، المرأة والكتابة في دورته الثامنة  بمدينة آسفي خلال أيام 17 ـ 19 يوليوز/ تموز الماضي، تضمن الملتقى،  ندوة في موضوع: القصة القصيرة النسائية: تجارب، أساليب، رؤى وأمسية شعرية. إضافة الى الأمسية الاحتفاء، بالكاتبة والصحفية زكية داود، تقديرا لمؤلفاتها ولتجربتها الصحفية، ولإسهاماتها الثقافية الغنية. ملتقى المرأة والكتابة الذي ينظمه اتحاد كتاب المغرب كل سنة بمدينة آسفي، يمثل تقليدا ثقافيا وأدبيا وفكريا باعتبار أن الملتقى فضاء جمالي لتأمل علاقة المرأة بالحياة والإبداع. وهو محطة أساسية لإعادة ربط علاقة المرأة في المغرب والعالم العربي والمتوسطي وكيف تؤسس هذه العلاقة الدقيقة في أبعادها الجمالية والفنية.. عبر خلق فضاء مفتوح للحوار والأسئلة حول كتابات المرأة بتجدد سؤال الكتابة النسائية في العالم العربي. إذ يستجيب هذا الحراك بالاهتمام بكتابات المرأة في العالم العربي عموما، لا فقط بفعل حضور هذه الملتقيات والندوات والمخصصة أساسا لكتابات المرأة، بقدر ما ساهمت الكاتبة في إضفاء مشروعية تأكيديا وفعليا على مستوى حضورها الفعال وفي مختلف المجالات، سواء كانت فكرية أو نقدية أو أدبية.

ملتقى المرأة والكتابة والذي وصل هذه السنة للدورة الثامنة، استطاع عبر امتداد تاريخ تنظيمه استضافة وجوه نسائية. تعبر، على تعدد التجارب والرؤى التي تشارك في فعالياته، على الرغبة الأكيدة لمواصلة بلورت نقاش حقيقي حول كتابة المرأة، وحول النزوع النقدي المضاد لكتابة ذكورية متسلطة، واستحواذية. الملتقى الذي ينظم كل سنة تحت محور محدد، بلور طيلة الثماني سنوات، درجات وعي هذه الكتابة، في صوتها المختلف. خلال هذه الدورة نظمت جلسات محورية لمقاربة موضوعة "القصة القصيرة النسائية: تجارب، أساليب، رؤى". هذه الجلسات المحورية التي تناولت تجربة القصة القصيرة النسائية تنوعت عبر تلمس تجارب قصصية تهم المثن القصصي النسائي. إذ قدم الناقد نجيب العوفي نظرة عامة حول القصة القصيرة في الإمارات. وقد قدم المداخل توجيها نظريا يهم الإبداع الخليجي عموما السنوات الأخيرة والذي رأى فيه الكثير من الثراء. تناول الباحث "جمالية القص في القصة النسوية الإماراتية"، من خلال إصدار أنطولوجي صدر منذ مرحلة قصيرة موسوم بـ "كلنا، كلنا نحب البحر". وقد وسمت القصة الإمارتية بالحداثة والجدة. وهو ما ظهر من خلال جمالية المحكي وجمالية الحكي، في مقاربات الناقد لبعض المجاميع القصصية. عموما يؤكد الناقد العوفي أن المثن القصصي الإماراتي النسائي يعرف صراعا لجدلية القديم والحديث، وهي النواة الإشكالية التي تجمع المجاميع القصصية، إضافة الى أنها تعزف على الشجن الخليجي.

القاصة ربيعة ريحان والمبدعة لطيفة باقا، والقاصة مليكة نجيب. قدمن شهادة تهم علاقتهن بالكتابة القصصية، وسؤال الكتابة خصوصا. وتمثل الشهادات والتي عادة ما تقدم داخل فعاليات الملتقى، ورشا مفتوحا يمكن المتتبع والقارئ من تلمس أبجديات الكتابة القصصة وديناميتها، بل وتقدم هذه الشهادات سمات وملامح عامة للكتابة الإبداعية النسائية في مختلف تمظهراتها. وهكذا يظل سؤال "عن الكتابة سنظل نحكي" بوابة عبور للمبدعات كي يقدمن تصورهن حول الإبداع وعلاقته بالمرأة وبالذات وبالمجتمع. وشاركت في فعاليات الملتقى القاصة الإماراتية فاطمة السويدي، والقاصة الإماراتية فاطمة محمد الهديدي. وقد استهلت المشاركة من خلال تمثيلين الأول بورقة عمل قدمتها الباحثة والقاصة الإماراتية فاطمة السويدي، مديرة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام بعجمان، والثاني عبر شهادة حول التجربة الإبداعية للقاصة الإماراتية فاطمة محمد الهديدي. وشاركت السويدي بمداخلة نقدية بعنوان (الكتابة النسائية في القصة القصيرة الإماراتية) تناولت نشأة القصة القصيرة في الإمارات والأصوات القصصية النسائية وحضور هذه الأصوات في المنجز الإبداعي للكتابة النسوية وتنوعها. وكشفت المداخلة عن تعدد كاتبات القصة الإماراتية وتنوع مواضيعهن التي عبرت عن ارتباط القصة الإماراتية بالظواهر الاجتماعية المرتبطة بالزواج وغلاء المهور والعمالة الأجنبية والوافدة وغيرها، كما تطرقت إلى بعض الأسماء القصصية النسائية الجديدة مثل: روضة البلوشي وفاطمة المزروعي، وفاطمة الهديدي، كما تضمنت الورقة إشارة إلى تنوع جماليات الأسلوب القصصي عند القاصات الإماراتيات في استخدام اللغة الشعرية والرمزية.

وقدمت الكاتبة والإعلامية فاطمة الهديدي شهادة حملت عنوان "بداياتي كثيرة، ليست بينها نهايات" تناولت فيها التجربة بين ذاكرة الطفولة والشغف المبكر بالإبداع، قالت فيها: البدايات كثيرة، فكيف أبدأ ومن أين؟! أأبدأ من الشغف المبكر في طلب الحكاية مع المساءات الرقيقة في الصيف والمخملية في الشتاء، والانتظارات الشهية الجائعة والمشتعلة بما في جعبة الوالدة حينا والجدة أحيانا؟ أم من الغرام المبكر بالقراءة منذ أن كانت أمنية الوالد التي مارسها من خلال أقرب الأولاد إلى نفسه، وبناء العلاقة القديمة مع الكتاب بيديه؟ أم من علاقة القلق والهواجس التي لحقت بنا بعد ذلك فحجزت مستوطنتها في النفس فلا تتركها إلا حروفا مسفوحة على الورق بخربشات من الألم على صفحات التناقض.

الناقد الأدبي محمد معتصم، أحد النقاد المغاربة والعرب القلائل الذي تخصصوا السنوات الأخيرة في متابعة هذا التراكم النسائي الإبداعي، قدم تصورا موجزا حول القصة القصيرة النسائية من خلال تقسيم التجارب الى أجيال. والداعي الى توظيف هذا التقسيم للأجيال هو تحديد الخصائص النوعية لهذه الكتابات. أساليبها ثم رؤاها. فالقصة النسائية رسخت نفسها من خلال المنجز النصي الذي أمسى حاضرا بقوة. كما انخرط في دينامية التحولات من جيل الامتداد والتأصيل الى الجيل الافتراضي. رسم الناقد محمد معتصم، ملامح وسمات عامة لهذا الحضور، وعبر تتبع للاسليب الفنية المهيمنة. أما الباحث محمد قاسمي فقدم إحصاءا ورصدا بيبلوغرافيا، ومن داخله يكشف عن 82 مجموعة قصصية عرفها المشهد القصصي النسائي المغربي، وقد شكلت أوراق النقاد عبدالرحمان التمارة، أحمد زنبير، مصطفى يعلى..عودة قوية لهذا المثن القصصي النسائي الحديث، في إبراز معالمه وسماته الكتابية. ورؤاه للعالم وللذات وللمجتمع.

الدورة الثامنة لملتقى "المرأة والكتابة" احتفى بالصحفية والكاتبة زكية داود، تقديرا لعملها الصحفي والفكري والأدبي، ولمسارها النضالي الحافل. وتعد الكاتبة والصحفية زكية داوود، التي ولِدت باسم جاكولين ديفيد في عام1937 في بيرناي بفرنسا، ثم اشتهرت في ما بعد بإسمها المستعار "زكية داود"، واحدة من أكثر الشخصيات رمزية في الصحافة المغربية. وعن اختيارها لهذا الاسم تقول زكية داود "هذا الاسم هو في الواقع الترجمة الحرفية لاسمي الحقيقي جاكلين ديفيد". كنت قد وصلت إلى المغرب في عام 1958، وبعد ذلك بعام واحد حصلت على الجنسية المغربية. وبالتدريج تحولت جاكلين إلى زكية. والحقيقة أنني اخترت هذا الاسم المستعار بناءً على طلب مدير "جون أفريك/ jeune afrique" حين كنت أعمل كمراسلة لها في الفترة من 1963 إلى 1966. وكان قد أمهلني خمس دقائق فقط كي اختار الاسم. فبعد اشتغالها مطلع الستينيات بالإذاعة الوطنية بالرباط، ثم بصحيفة "الطليعة"، وعملها مراسلة لمجلة "جون أفريك"، أسست بالاشتراك مع زوجها محمد لوغلام سنة 1966 (لام ألف)، وهي مطبوعة جريئة ناطقة باللغة الفرنسية استقطبت طيلة فترة صدورها التي دامت 22 عاما مفكرين بارزين، مثل المؤرخ المغربي عبد الله لعروي، والكاتب والمفكر عبد الكبير الخطيبي، والباحث محمد الطوزي، والحبيب المالكي، كما كسبت شريحة واسعة من القراء قبل أن تتوقف عن الصدور سنة 1988. وإلى جانب اشتغالها بالمجال الصحفي أغنت زكية داود الخزانة المغربية بمجموعة من الكتب والإصدرات القيمة. وقد وتقاطعت الشهادات والمداخلات، التي قدمتها نخبة من الكتاب والأدباء في جلسة التكريم، من بينهم عبد الحميد عقار، والعربي المساري (الذي ألقيت شهادته بالنيابة)، وإدريس الخوري، وحسن البحراوي، وعبد الرحيم العلام، في إبراز محطات مضيئة في المسار المهني والنضالي والإسهام الأدبي والفكري للمحتفى بها، كما قدمت خلال هذه الجلسة قراءات تحليلية نافذة لبعض من مؤلفات الكاتبة زكية داود، خاصة روايتها الأولى "زينب ملكة مراكش"، وكتاب "عبد الكريم الخطابي" ملحمة ذهب ودم، "ومغاربة الضفتين". ورسمت المداخلات والشهادات تفاصيل دقيقة ومهمة في حياة زكية داود، بدءا بحصولها على الجنسية المغربية، وتحولها إلى مواطنة مغربية "تلتزم بالواجبات، وتناضل من أجل الحقوق، التي كان يفتقر إليها المغرب في مرحلة الستينيات"، وانخراطها في "معركة القلم" عند بداية عملها الصحافي، ثم اشتغالها لفترة قصيرة بالدار البيضاء، قبل أن تنتقل بعدها للعمل بالرباط في الإذاعة الوطنية بجانب زوجها، الذي كان يشتغل بوزارة الإعلام، جرى التحاقها بعد ذلك بالصحافة المكتوبة للمنظمة النقابية آنذاك الاتحاد المغربي للشغل، إذ عملت في جريدة "الطليعة".

ولأن الحديث عن زكية دواد لا يستقيم دون التوقف عند تجربة مجلة "لاماليف"، فقد أحاطت كل المداخلات بلا استثناء هذه المحطة النوعية في تجربة المحتفى بها، وفي الممارسة الصحفية بالمغرب، باهتمام خاص لرمزيتها وتأثيراتها العميقة، التي كان لها بالغ الأثر في مجرى الحياة الثقافية والسياسية طيلة فترة صدورها لاسيما أنها استقطبت مجموعة من المثقفين المغاربة المرموقين، الذين أسسوا لصرح الثقافة المغربية الحداثية. وفي هذا السياق، ذكر عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب في مداخلته بأن احتفاء ملتقى المرأة والكتابة بالكاتبة والصحفية زكية داود يصادف الذكرى الخمسين "للقاء المثمر بين المحتفى بها والمغرب في سنة 1958، التي ما تزال بعد خمسين سنة تحافظ على الحيوية وشباب الفكر نفسهما". مجلة لاماليف، مجلة شهرية كانت تنشر في المغرب في الفترة من 1966 إلى 1988. وكانت تتبنى موقفاً سياسياً غير معلن، وتهتم بقضايا اجتماعية، وثقافية واقتصادية، إلا أنها اهتمامها الجوهري كان ينصب على القضايا السياسية. ولقد ظهرت المجلة في فترة توافقت مع سنوات الاحتقان السياسي، برز صراع مثير للاهتمام بين الميدانين السياسي والاجتماعي. وكان الحوار الإيديولوجي مستمراً.

وقال رئيس اتحاد كتاب المغرب الناقد عبدالحميد عقار إن لقاء زكية داود بالمغرب لم يكن مشابها للقاء كتاب، وأدباء آخرين من أصقاع مختلفة اختاروا الإقامة بالمغرب "لحسابهم"، في حين اختارت زكية داود الإقامة "لحساب المغرب"، وأن تكون واحدة من مواطنيه، مشيرا إلى أن الاحتفاء بزكية داود هو تقدير لعملها الصحفي والفكري والأدبي وعرفانا بما أنجزته وتنجزه لصالح الفكر والأدب والصحافة والتحديث. واعتبر رئيس اتحاد كتاب المغرب، أن مجلة "لاماليف"، التي أسستها زكية داود سنة 1966، "تعد إلى اليوم مرجعا وواحدا من أبرز مكونات الذاكرة السياسية بالمغرب، مثلما شكلت مؤلفاتها بعد ذلك أفقا نقديا جديدا بجرأة تهتم بأبرز القضايا والصعوبات والعقد التاريخية والسياسية في المغرب المعاصر". وبدوره، اعتبر العربي المساري في مداخلة له تلاها نيابة عنه مصطفى النحال، أن "الخطوة الكبرى والمغامرة، التي طبعت حياة زكية داود التي حلت بالمغرب سنة 1959 في مرحلة كان فيها البلد يعيش حالة غليان ويجتاز مرحلة مفصلية"، هي إقدامها سنة 1966 رفقة زوجها على إصدار مجلة "لاماليف"، التي شكلت طيلة 22 سنة ملتقى للنخبة من باحثين وجامعيين ومفكرين وكتاب. وأوضح المساري أن "لاماليف"، كانت "مشروعا للمقاومة من أجل الديمقراطية والحرية والحداثة ، لذلك استهدفت إلى جانب صحف ومجلات أخرى بالرقابة والمنع". أما الباحث حسن بحراوي، فاستوقفته التجربة المريرة، التي عاشتها زكية داود مع "لاماليف"، "التي واصلت الصدور رغم المعاناة اليومية من تأخر ومنع ورقابة طوال 22 سنة إلى حدود1988"، مؤكدا أن المجلة "كانت مجلة لليسار المغربي في وقت كان هذا اليسار مقموعا ومقسما ولا يملك أي منبر"، فيما رأى الباحث الأكاديمي أنور المرتجي أن تجربة "لام ألف" توافقت مع الميول اليسارية لزكية داود ومع مناخ التغيير، الذي كان يعرفه المغرب "بعيد الاستقلال".

وقد عرف الملتقى تنظيم أمسية شعرية نسق فقراتها عبدالحق ميفراني. وشارك فيها كل من: أمينة المريني، اسماعيل ازويريق، كمال أخلاقي، عزيز أزغاي، منير الإدريسي، يونس الحيول. يذكر أن ملتقى المرأة والكتابة، والذي ينظم سنويا بمدينة آسفي الساحلية، سيعرف السنة المقبلة تغييرات جوهرية تهم تنظيمه. إذ أعلن عن تغيير تاريخ انعقاده من فصل الصيف الى الربيع، والأقرب نهاية مارس. كما ستعود الفقرات الموازية التي كانت تقدم بموازاة انعقاد هذا الملتقى (مسرح، سينما، تشكيل، موسيقى..). إضافة الى توسيع قاعدة المشاركة كي تشمل بلدان أخرى عربية ومتوسطية.

زكية داود: سنوات لاماليف
اسم "لام ألف" مكون من حرفين عربيين يشكلان كلمة "لا". وهي عبارة عن وسيلة مستترة لإعلان الانتماء إلى المعارضة، وأن كل شيء لابد وأن يكون محل تساؤل. بدأت المجلة حينها، بتوزيع ثلاثين ألف نسخة، تحكي  زكية داود، "وقرب النهاية" كنا قد وصلنا إلى 12 ألف نسخة، علماً بأن كل نسخة كان يقرأها عشرة أفراد على الأقل. في البداية كانت تكلفة مجلة "لام ألف" درهمين، وحين زاد عدد صفحات المجلة من 46 صفحة إلى 90 صفحة، حددنا سعر المجلة بسبعة دراهم. وكان عدد كبير من قرائنا من الشباب يعيشون على دخول بسيطة ويتبادلون النسخ فيما بينهم، ولهذا السبب لم نفكر قط في رفع سعر المجلة. كنا نجمع الإعلانات من القطاعين العام والخاص على السواء. ولنقل إننا لم نكن جشعين أيضاً، ولم تكن تكاليف الإعلان لدينا باهظة. لقد كان زمناً مختلفاً بالنسبة للصحافة.. توقفت "لاماليف" ومغامراتها، بعد تدخل مباشر لإدريس البصري (وزير الداخلية الأسبق) الذي رأى أننا كنا نبيع عدداً أكبر مما ينبغي من النسخ. ولقد اتهمني بإهانة الملك، وهي تهمة باطلة، فقد كان يبحث عن أي عذر فحسب. والحقيقة أننا توقفنا لأننا كنا قد أصبحنا أهم مما ينبغي في نظرهم. ولقد استغرقت وقتاً طويلاً للغاية لتقبل نهاية مجلة "لام ألف" وتفهم ما حدث. والتفسير السياسي للأمر هو أننا لم يعد بوسعنا أن نستمر في الوجود فقد تمكنت وزارة الداخلية من اختطاف عدد كبير من المساهمين في مجلتنا، ولم تكن ترغب في أن ترى هؤلاء الناس ينتمون على نحو ما إلى العالمين. لقد كان عليها أن تحاصر المفكرين بعد أن اعترى القلق الأحزاب السياسية والصحف التابعة لها. فضلاً عن ذلك فقد بدأ اختطاف المفكرين على ذلك النحو في بداية الثمانينيات معلناً ضياع الحرية والفكر منذ ذلك الوقت. إلا أنهم في ذات الوقت لم تكن لديهم الرغبة في حظرنا من النشر، بل كانوا يريدون فقط انتزاع كل المزايا من بين أيدينا، وكانت حريتنا واحدة من أهم تلك المزايا. كانوا يريدون ببساطة تعديل وضعنا المستقل داخل مساحة خاضعة لسيطرتهم تماماً. وكنا ندرك القضايا التي لا نستطيع أن نتعرض لها بالمناقشة، وكنا نعرف أين حدودنا، على النقيض من الصحافيين الشباب اليوم الذين لا يعون الخطوط الحمراء، والذين تدفعهم السلطات إلى تجاوز تلك الخطوط ثم تنقلب عليهم فجأة ودون سابق إنذار. لذا فقد كنا نعرف المساحة المحدودة التي نتحرك في إطارها، فتمكنا من توسيع هذه المساحة ونشرها إلى ما يزيد على 12 ألف شخص. قال لي وزير الداخلية "هذا أكثر مما ينبغي". كان يريد تخفيض ما نوزعه من نسخ إلى ألف نسخة فقط نوزعها في الجامعات. "وكان يتصور أنه بذلك أننا سوف نستسلم كما استسلم آخرون. إلا أن الاستسلام كان يعني التحول إلى كلاب وديعة، ولم يكن هذا مقبولاً على الإطلاق. لذا فقد أوقفنا كل شيء..."

تؤكد زكية داود أن الوضع تغير اليوم، لكنها اتجهت في المقابل الى استعادة هذا الماضي والكتابة على أسماء حفرت عميقا في ذاكرتها كالمناضل عبدالكريم الخطابي، كما اتجهت الى السرد، وخصوصا الى الرواية، كي توقف كما عبرت عن ذلك، لحظات السأم التي استشعرتها السنوات الأخيرة. من كتبها ـ "عبدالكريم، بطل الريف" ،1999 «Abdelkrim, une épopée d or et de sang»، "محاولة من خلال كتابة واضحة ووصف مدقق إعادة كتابة مرحلة ظلت غامضة من تاريخ المغرب. النضال الذي خاضه سكان الريف من الأجل الاستقلال ضد الجيش الإسباني أولا والجيش الفرنسي من بعد، تحكي عن نضال ومقاومة الفلاحين المعدمين والعزل ضد تحالف قوتين استعماريتين لم تتوانيا عن استعمال الغازات السامة بالطائرات ضدهم..".

وـ "سنوات لاماليف"  "Trente ans de journalisme au Maroc 1958-1988 : les années Lamalif"

''Travailleurs marocains en France, mémoire restituée'' (Tarik Editions, 2003)
''Marocains des deux rives'' (L'Atelier, 1997)
''Zaynab, Reine de Marrakech'', 2006
Maroc, les années de plomb,1958-1988 :chroniques d'une résistance, l'histoire d'une revue engagée, Lamalif (Manucius,2007)
Marocains de l'autre rive  (Paris Méditerranée-Tarik, 2004) : Les immigrés marocains, acteurs du développement durable  Zaynab, Reine de Marrakech  (L'Aube, 2004) : roman
Travailleurs marocains en France, mémoire restituée  (Tarik, 2003)
De l'immigration à la citoyenneté  (Mémoire de la Méditerranée, 2003)
Gibraltar, croisée de mondes et Gibraltar, improbable frontière  (Séguier-Atlantica, 2002)
Abdelkrim, une épopée d or et de sang  (Séguier, 1999) : L histoire de l émir Abdelkrim à l origine de la révolte du Rif dans les années 1920. Le premier indépendantiste marocain injustement oublié.
Marocains des deux rives  (L Atelier, 1997).
Ben Barka  (Michalon, 1996) : Ouvrage écrit avec Maati Monjib sur le leader marocain : son enfance, son milieu familial, son parcours politique et son destin tragique.
Ferhart Abbas, une utopie algérienne (Denoël, 1995) : Ecrit en collaboration avec Benjamin Stora
Féminisme et politique au Maghreb (Maisonneuve et Larose, 1994) : Une mise en parallèle de la situation des femmes dans les trois pays de Maghreb.Sur la Toile Portrait. Les mille vies de Zakya par Abdeslam Kadiri Le Maroc change-t-il vraiment ? par Zakya et Kader Abderahim (journaliste, grand reporter à Antenne 2), dans Le Monde diplomatique janvier 2001.
L alternance à l épreuve des faits par zakya , Le Monde diplomatique, avril 1999. 

الصالون الدولي الثالث عشر للكتاب في الجزائر تحت محور: "أحكي لي كتاب"
يحتضن قصر المعارض بالصنوبر البحري (غرب العاصمة الجزائرية)، انطلاقا من 27 تشرين الأول (اكتوبر) القادم والى غاية 5 تشرين الثاني (نوفمبر) فعاليات الصالون الدولي الثالث عشر للكتاب. الصالون مفتوح لكل دور النشر الجزائرية والأجنبية، مع استثناء هذه السنة فقد تم تركيز المنظمين على دور النشر المحترفة. وتهدف هذه الاجراءات الى الرفع من فعالية صناعة الكتاب في الجزائر وخدمة القارئ والمقروئية، كما يعتبر الصالون فضاء لترقية الفعل الثقافي قبل كل شيء، وفرصة سانحة لتلاقي وتواصل المهنيين والمثقفين بشكل عام. وقد عرف الصالون الدولي للكتاب والذي ينظم كل سنة تطورا ملحوظا إذ يكفي تقديم إحصاءات مقارنة خلال الدورات الست سنوات الأخيرة لنكشف حجم تطور المشاركة الأجنبية والمشاركة المتزايدة للناشرين الجزائريين والأجانب ويمكن تقديم الاستدلالات التالية:

دراسة مقارنة

2002

2003

2004

2005

2006

2007

الناشرون الأجانب

127

376

541

558

557

242

المساحات المستغلة (2م)

2611

3668

5044

ـ 

6357

6047

الناشرون الجزائريون

58

74

89

132

130

165

المساحات المستغلة

1176

1689

2751

ـ

3940

5017

مجموع الناشرين الجزائريين والأجانب

185

450

630

690

687

407

مجموع المساحات المستغلة (2م)

3787

5358

7795

8521

10297

11064


تطوير المشاركة

الطبعة الثامنة

الطبعة التاسعة

الطبعة العاشرة

الطبعة الحادية عشر

الطبعة الثانية عشر

الناشرون الأجانب

68+

165+

17+

16+

31+

الناشرون الجزائريون

16+

15+

43+

41+

24+

المساحات المستغلة (2م)

1570+

2438+

726+

1776+

1511+



وقد استقبل الصالون الدولي الثاني عشر للكتاب، نموذجا، السنة الماضية. 300 ألف زائر بمعدل 20.000 زائر يوميا طيلة أيام  الأسبوع  و40.000 زائر يوميا في نهاية الأسبوع، وما يزيد عن 82.000 كتاب معروض. وهو ما يمثل انعطافة قوية في تاريخ هذا الصالون الذي أمسى موعدا سنويا ثقافيا يتحول الى عرس للكتاب والمقروئية. وتقام الطبعة الثالثة عشر للصالون الدولي للكتاب بالجزائر تحت موضوعة أدب الطفولة والشباب، وقد خصصت هذه الطبعة، التي تعقد تحت شعار:"أحكي لي كتاب"، حيزا هاما للأعمال الأدبية والفنية الموجهة للأطفال والشباب: قصص، أشرطة مرسومة، كتب إرشادية، ألعاب، سينما، مسرح، ورشات إبداع... وستحضر هذه الطبعة أسماء كبيرة من الأدب العالمي وفي مجالات الفنون والعلوم، التي تهتم بهذه الفئة من الجمهور بصفة خاصة، لتوقيع أعمالها وإلقاء محاضرات والمشاركة في نقاشات وتنشيط ورشات.

الصالون الدولي للكتاب بالجزائر من تنظيم المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار بالتعاون مع الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير والنقابة الوطنية لناشري الكتاب والجمعية الجزائرية للمكتبيين. ومن بين أهدافه:

التعريف بالإنتاج الفكري للبلدان المشاركة
ترقية النشر
تطوير شبكة توزيع الكتاب
تشجيع عملية التنازل عن حقوق النشر والنشر المشترك والإنتاج المشترك والترجمة.
تحفيز الإستثمار في ميدان النشر وفنون التخطيط.
تشجيع الاتصالات المهنية بين المؤلفين والناشرين والمكتبيين.
النهوض بالكتاب العلمي والتقني والأدبي بصفة عامة.
ترقية كتاب الطفل.

وضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر للكتاب بالجزائر تم إحداث ستة جوائز أدبية في المجلات التالية: الرواية،  التراث، القصة والشباب.رغبة من المنظمين "ترقية المنتوج الثقافي الوطني ووضع أسس لصناعة الكتاب في خدمة العلم والمعرفة". وقد تم لهذا الغرض تنصيب لجنة تحكيم تتشكل من ثمانية جامعيين ومثقفين، برئاسة وزير الثقافة الأسبق السيد لمين بشيشي ويسيرها قانون داخلي، ستعلن عن  الفائز من الأعمال المتنافسة الصادرة في الجزائر والمنجزة من قبل مؤلفين جزائريين، وستسلم الجوائز للفائزين خلال حفل رسمي يحضره نخبة من المدعويين، سيقام عشية اختتام الصالون الدولي الثالث عشر للكتاب. ومن بين الاجراءات التي اتخذتها اللجنة المنظمة منع التوكيلات بين العارضين الاجانب، فقد تم الغاء العمل بالتوكيلات خلال هذه الدورة إذ لن تمثل دار نشر دار أخرى. ويهدف هذا الإجراء الى القضاء على مظاهر القرصنة والبيع المتعدد.