المدينة الإسلامية والأصولية و النسوانية بالمغرب

إعداد: عبد الرحيم العطري

جديد عالم الاجتماع المغربي الدكتور عبد الصمد الديالمي



صدر أخيرا لعالم الاجتماع المغربي الدكتور عبد الصمد الديالمي كتابان جديدان في إطار مشروعه المعرفي الذي يشتغل فيه على الجنس، و ذلك بالاعتماد على آليات التحليل السوسيولوجي. و قد قد اختار للكتاب الأول الصادر عن دار الساقي ببيروت العنوان التالي: المدينة الإسلامية و الأصولية و الإرهاب: مقاربة جنسية، فيما اجترح للكتاب الثاني الصادر عن دار توبقال بالدار البيضاء مسمى النسوانية بالمغرب.

كتاب المدينة الإسلامية و الأصولية و الإرهاب: مقاربة جنسية تقول عنه نوال العلي أنه يستمد أهميته، من تعرضه لأكثر من تابو، بل يجمع بينها ليصبح أحدها منفذاً إلى الآخر: الجنس، الدين، السياسة. ففي هذا الكتاب سيبدأ الديالمي بلغة حافظت على خيط مشدود بين الأدب والعلم والتحليل، مستشهداً بالشعر وكتب التراث وأخبار التاريخ، بل ربطها بما يحدث في العالم المعاصر، وصولاً إلى الإحصاء وعلم الاجتماع الحديث.

يتناول عالم الاجتماع المغربي في عمله الأصول الجنسيّة النفسيّة للأصولية. هكذا، يبدأ من تكوّن المدن الإسلامية الأولى، وينتقل إلى تحليل دلالات الشكل العمراني وارتباطها بالجنسانية، باحثاً في اللغة كتعبير سوسيولوجي وجنسي. فالمدينة اسم مؤنث تحوطه ذكورية السور التي تهددها جلافة البادية والقبيلة من الخارج. وهناك ثغور (فتحات) وفي قول آخر فروج.

وتضيف نوال العلي قائلة بأنه الديالمي يربط استخدام العنف الرمزي الذي تحدث عنه عالم الاجتماع الفرنسي بورديو، بالجماعات الأصولية التي توظفه لإحكام سيطرتها، عبر تكفير المواطن تبريراً لممارسة العنف المادي ضد الآخر ومحاربة حرية المعتقد. وكمثال على العنف الرمزي، يتناول الباحث الكتب التي تدعمها أموال النفط لتعميم الفكر الوهابي وأسلمة الدول تبعاً لهذا الفكر، لا بل صبغ الإسلام نفسه وفقاً لهذا النموذج. كل ذلك للوقوف في وجه الثورة الشيعية الإيرانية حسب الديالمي الذي يتساءل عن حق السعودية التي تستغل مكانتها الدينية، بأن تروج
لوهابيتها على حساب التنوّع الإسلامي.
يضم الكتاب، وجهات نظر مختلفة قادت صاحبها للوصول إلى إسلام علماني، داعياً إلى إعادة النظر في أسس تدبير النصوص والاجتهاد في قراءتها.
يذكر أن الكتاب الأول صدر في 208 صفحة من القطع الكبير، فيما صدر الكتاب الثاني، في نحو 290 صفحة من القطع المتوسط. كما يذكر أخيرا أن الباحث و المفكر المغربي عبد الصمد الديالمي يعد من الرواد السوسيولوجيين الذين انشغلوا بهواجس تأسيس مدرسة سوسيولوجية مغربية، غير مهادنة و جريئة، تذهب بعيدا في الكشف و التحليل، و هو من أبرز الباحثين الذين يتميزون بوضضوح مشروعهم المعرفي و أصالة منجزهم الفكري.
وقد سبق وأن صدرت للديالمي عدة كتب نذكر من بينها: القضية السوسيولوجية: نموذج الوطن العربي، المرأة والجنس في المغرب: دراسة سوسيو تحليلية، المعرفة والجنس، من الحداثة إلى التراث، نحو ديموقراطية جنسية إسلامية.