ـ هل هناك موقف معين حدث لك جعلك تختار عالم السجن لتكتب عنه؟! الإحساس العام الآن فعلا أننا نعيش في الكابوس، لقد حاولت تغذية العمل بمشاهد تؤدي إلي الإحساس بهذا. ـ كنت تبدو علي الحياد من كل الشخصيات، وربما لهذا السبب بدت أنها تفتقد الرغبة في الحياة أساسا؟! ـ ولكن في رواية "أصوات الليل" كنت تبدو متعاطفا بشدة مع المرأة العجوز! ـ الخبل لم يصب أحد الضباط مع أنهم يعيشون في نطاق العالم الصارم ذاته؟! ـ بعض الشخصيات كانت أشبه بومضة ولم تستكملها مثل فتاة الآداب الموجودة في استراحة الرائد! ـ عدت للسجن مرة أخرة بعد أن كتبت عنه قصة في مجموعة (حديث من الطابق الثالث)! ـ لم أتجاوز أسوار السجن في هذه القصة، كانت بطلتها امرأة تحدث زوجها، هي من خارج السجن، وهو في الشباك! ـ هل كانت القصة إرهاصة بالرواية؟! ـ في المشهد الواقعي بطنطا كانا عنبرين حولتهما أنت إلي ثلاثة في (أسوار)؟! ـ نعم.. نعم، كان العنبر الثالث غائبا لأنه لم يكن طرفا في المشكلة، كان قد حصل علي دوره بالفعل! ـ ما الذي دفع المأمور للقيام بخدمات دون أن يطلب منه أحد ذلك؟! ـ هل قرأت كتبا في سيكولوجية التعذيب قبل الشروع في كتابة الرواية؟! ـ أعتقد أنه من الظلم حصر كونديرا ومحاسبته من هذه الزاوية الضيقة التي تتحدث بها عنه؟! ـ قد يكون ذلك صحيحا غير أنني لم أتابعه بعد أن نفرت منه وابتعدت عنه، وعموما هو كاتب متوسط القيمة! ـ بصفتك أحد المتابعين الجيدين لأعمال الشباب كيف تري مستقبل الكتابة الجديدة؟! ـ ولماذا تتراجع القصة القصيرة في وجهة نظرك؟! ـ لماذا تجاوزتكم ظاهرة البيست سيللر..؟! ـ لماذا تحولت الساحة الثقافية إلي شراذم متناحرة الآن؟! ـ علي ذكر الوزير.. كيف تري معركته للوصول إلي رئاسة اليونسكو؟!
قليلا ما يجري محمد البساطي مقابلات أدبية حول أعماله، ولكن هذا الحوار النادر الذي أجراه معه أحد محرري (أخبار الأدب) يكشف عن الكثير من آليات العملية الإبداعية عنده، ويلقي الضوء على ما يدور في الواقع الثقافي المصري الراهن، وهذا ما حدا بنا لإعادة نشره هنا توسيعا للفائدة.
المجتمع دخل الكابوس!
حوار مع محمد البساطي بعد «أسوار»