رسالة ليبيا
مهرجان للشعر وآخر للمسرح ومناشط أخرى
يتميز المشهد الثقافي الليبي بكثرة الأنشطة من ندوات ومعارض تشكيلية ومهرجانات أدبية وسياحية ومعارض للمخطوطات وحفلات للمألوف ومسلسلات مرئية ومسموعة ومهرجانات للشعر الشعبي ومسرحيات وإصدارات للكتب والمجلات بالإضافة للملاحق الأسبوعية والشهرية العانية بالفن والأدب والتراث وعلى الرغم من هذا الزخم إلا أن تأثير هذه المناشط في الوسط الثقافي والوسط العام قد لا يذكر فمعظم المناشط تؤول إلى الفشل، ولا تحقق الهدف الذي نظمت من أجله لعدة أسباب ليس هنا مكان مناقشتها. وفي هذه الرسالة الأولى من ليبيا سأقدم بعض المناشط التي نظمت واستطعت متابعتها عن كثب في بنغازي وطرابلس ومصراتة وزلة خلال هذا الشهر وجزء من الشهر الذي قبله مع إدراج فقرات صحفية حول ما كتب عن هذه المناشط في الصحافة لعلنا بذلك نقدم إضاءة تهم كل متابعي وقراء مجلة الكلمة: مهرجان زلة للشعر والقصة الدورة التاسعة وسط حضور عربي ومحلي من الأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين والتشكيليين الليبيين والعرب وبحضور بعض شخصيات السلك الدبلوماسي مثل مدير المركز الثقافي السوداني وباحثة فرنسية في التراث والفنون الإفريقية تم افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان زلة للشعر والقصة يوم 14-10-2008 ليستمر لمدة 3 أيام يقرأ فيها الشعراء والقصاصين والنقاد ما جلبوا لهذه الواحة الواقعة في منتصف ليبيا من إبداعات.. في حفل الإفتتاح تم إلقاء العديد من الكلمات بالمناسبة كذلك تم عقد ندوة تكريمية احتفاءا بالشاعرين الراحلين (محمد الهريوت علي صدقي عبدالقادر) حيث تم إلقاء العديد من الشهادات حول الشاعرين، وتم إلقاء كلمة بالمناسبة من قبل نجل الشاعر الكبير الراحل علي صدقي عبدالقادر، ومن ثم القاء كلمة من قبل شقيق الراحل الهريوت، وتم عرض كلمات مكتوبة علي جزء من كفن الراحل لهريوت مهداة إلي واحة وأهالي زلة، وكان قد خطها قبيل أيام من رحيله، ومن ثم تم تكريم اسرتي الشاعرين بدورع وشهادات تكريم. وهذا المهرجان تقيمه الواحة سنويا بمجهودات أهلية معظمها تبرعات من أهل المنطقة، فوجبات الضيوف وهي وجبات شعبية من مائدة الواحة من البيوت، وكذلك الإقامة في البيوت والمدارس، والذي يغلب على هذا المهرجان الدفء والطيبة والكرم التي تراها في وجوه الزلاويين. السيارات الخاصة تقلك مجانا، والصيدليات لا تتقاضى ثمن الأدوية. ومن خلال حضوري لهذا المهرجان، وهي المرة الأولى، شعرت أن في هذه الواحة يوجد شيء أكبر من الشعر وأنه هناك سر من أسرار الحياة.. ومن خلال متابعتي لمناشط هذا المهرجان لمدة ثلاثة أيام، فمن الناحية الفنية استطيع أن أطلق عليه مرتع المتشاعرين، لكن كما قلت إن في هذه الواحة شيء أكبر من الكلمة وأكبر من الشعر وأحيانا الشعر لا نجده في القصائد، ونجده في الإنسان وهذا ما لمسته من خلال تجربتي مع هذه الواحة المملوءة ليلا بالنجوم التي يراها حتى ضعاف البصر، وربما حتى العمي ففي هذه الواحة لكل إنسان نجمة.. هي قصيدة نوره ودفئه وإحساسه بالأمان. الأمسيّة الشعريّة الأمازيغيّة الأولى طرابلس: ليبيا إشعاعٌ حضاريٌّ على مدى التاريخ أقيمت ليلة الأربعاء، الرابع والعشرون من شهر سبتمبر، الموافق الخامس والعشرون من رمضان أمسية شعريّة برعاية (رابطة شباب جادو)، وذلك في باحة فندق (زمّيط)، بمشاركة مجموعة من الشعراء الأمازيغ، في أولى مبادرةٍ من نوعها تحدث في مدينة طرابلس، إذ سبق تنظيم مهرجانات وأمسياتٍ شعريّة وفنيّةٍ في جبل نفوسة وزوارة، خلال السنوات القليلة الماضية. وقام بتقديم الأمسيّة الشاعر الشاب صلاح انقاب، إذ بدأت الأمسية بكلمةٍ هذا نصّها: «مذ بدأ الإنسان الكلام، قبل أن يفكّر في الكتابة أو توثيق ما يتحدّث به، وقبل أن يخترع الأحرف، كان الشعر يحوي داخله القصّة، الأسطورة بل وكلّ معطيات الواقع الإنسانيّ، الشعر مرسومٌ ثقافيٌّ يعبّر عن حالة المجتمع، ليمثّل شكله، هيئته وكينونته، فارتباط الشعر بشخصيّة المجتمع ارتباطٌ وثيقٌ، منه كانت الأغنيّة، الأهازيج والرقصات، ولطالما كان تألق الشعر دليلاً على الازدهار العمراني والاقتصادي، بل وازدهار كلّ معطيات فنون الحياة. إن ذاكرة المجتمع لا يمكن الإطّلاع عليها إلا عبر ما يتمّ تواتره من شعرٍ بالدرجة الأولى، فكانت الإلياذة والأوديسا، الماهابهارتا والرميانا الهندية، ملحمة جلجامش البابلية، شعر المعلّقات العربيّة، بل أن شاعريّة النص كانت من أساسيّات الخطاب القرآني في تجسيدٍ لأهميّة جاذبيّة وعذوبة اللغة في إيصال روح الفكرة وعصارة التجربة، لا يمكن الحديث عن الشعر الأمازيغي دون الحديث عن الأدب وأصنافه في عموم شمال إفريقيا، والذي يدّل على أصالة هذا الشعر، فالذاكرة الشفهيّة غنيّةٌ بمخزونٍ ضخمٍ من الروايات والأساطير، والتي برز عبرها كتّاب كترنس الإفريقي صاحب مسرحية الخصيّ، لوكيوس أبوليوس صاحب رواية الحمار الذهبي ودفاع صبراتة، رغم كون هذه الأسماء لا تمثّل قيمة الأدب لأنها تزامنت وعصور التوثيق، بينما يبقى الأدب الشفهي هو مخزون ثقافة المجتمع الأكثر وضوحاً، ويبقى الشعر هو المرآة التي تعكس بيئة هذه الثقافة». هذا وقامت اللجنة المشرفة على الأمسية بطباعة كتيّباتٍ تحوي جل النصوص التي تم إلقاؤها مكتوبةً باللغة الأمازيغية بالحرفين النبطي (العربي) والتيفيناغ، مرفقاً بنص ترجمةٍ إلى اللغة العربيّة، وكانت أولى النصوص للشاعر عيسى أبو ديّة، بعد الوقوف لقراءة الفاتحة على فقيدي الشعر الليبي: المرحوم بلقاسم أبوديّة الذي وافته المنيّة قبل عامين، والمرحوم على صدقي عبد القادر، والذي وافاه الأجل في أوائل الشهر الكريم، وكانت القصائد بعنوان: أدفل (الثلج)، أبريد (الطريق)، تيواتريوين (أدعية) وقد قام بقراءة النص عادل أبو ديّة. وقصيدة أدبير (اليمام والتي قام زيدان المنصوري بقراءتها، والشاعر يعتبر من أهم شعراء الجبل، إذ يملك دواوين متعدّدة باللغتين العربيّة والأمازيغيّة. الاحتفال باليوم الوطني للمسرح بمبادرة وطنية أهلية أنطلق يوم الخميس 09-10-2008 م اليوم الوطني للمسرح وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المسرح الليبي الحديث، وسيتكرر الاحتفال بهذا اليوم سنوياً في التاريخ المذكور احياء لهذه الذكرى الحضارية الهامة، وستكون فقرات اليوم الوطني للمسرح لهذا العام: ـ ندوة يدعى لها خبراء ومختصون مسرحيون عند الساعة 17:30 بقاعة مركز جهاد الليبيين/ طرابلس بعنوان «المسرح الليبي تاريخاً وآفاق» لمناقشة الشؤون المسرحية فنياً وتاريخياً وتطويرياً. ـ ستقوم فرقة غفران للاعمال الفنية والمسرحية علي مسرح الكشاف عند الساعة 20.00 بتقديم مسرحية (فتح مكة) تأليف المفكر الاسلامي احمد القطعاني، وذلك بالتعاون مع العديد من الفرق الفنية المماثلة. وقد وصفت صحيفة أويا عبر ما نورده من مقتطفات استطلاع قام به صحفيو الجريدة المهرجان أو الاحتفالية المقامة بالمناسبة بالمتواضعة جدا وعبر استطلاع الصحيفة نستطيع أن نقف عن كثب من حالة المسرح الليبي من نواحيه جميعها: واقع مأزوم ومهزوم، ومتضررون يصرخون ولا يجدون إلا آذاناً صماء، ومسرحاً تزلزلت خشبته وتصدعت. إنه وصف بسيط للحال الذي وجدنا عليه مسرحنا الذي يحتفل هذا العام بعيده المئة، رغم أن الناظر لواقع المسرح الليبي لا يصدق أن عمره مئة عام. خاصة إذا كان قد حضر الاحتفالية المتواضعة جداً التي أقيمت في هذه المناسبة. والمؤسف أنها كانت بالمجهود الذاتي من فرقة غفران للأعمال الفنية والمسرحية بإخراج الفنان صالح أبو السنون يوم الخميس الماضي. أما المؤسسات الرسمية فربما لا تعلم أن هذا العام هو المئة للمسرح الليبي، بل قد لاتعلم أن ليبيا بها مسرح أصلاً، هذا ليس تهكماً على مسؤولينا بقدر ماهو محاولة لتحريك سكونهم المميت، الذي لمسناه بأنفسنا عندما أجرينا لقاءات مع المثقفين والفنانين والممثلين في مسرحنا الوطني. فأثناء دخولنا للمسرح ومشاهدة الاحتفالية وجدنا لفيفاً من الممثلين والفنيين والمثقفين يتجاذبون أطراف الحديث قبل الدخول للمسرح كان من بينهم الفنان يحيي عبدالسلام وكذلك الفنان عبدالله الشاوش الذي لم يعطنا فرصة لنسأله بل اندفع هو وسألنا من يحتفل بمئوية المسرح وارتسمت على وجهه علامات الامتعاض والرفض لواقع المسرح الليبي الذي وصفه بأنه لم يقدم شيئاً للفنان مقارنة بالمسارح العربية. وهذه أراء بعض الفنانين الذين تم استطلاعهم: عبدالله الشاوش.. الدولة لاتحترم المسرح. يحيي عبدالسلام : باستثناء ليبـيا فلا أحد يعرض ثلاث مسرحيات يوميا.ً حسن السعداوي: المسؤولون القائمون على الثقافة لا علاقة لهم بالثقافة! والمسرح سيد الفن بكل معاييره وأن هناك هوة بين الإعلام كخطاب والاعلام كثقافة. وأضاف أن وضع المسرح الليبي بهذا الشكل يجعل الناس تقول إن لا ثقافة أو مسرح لدينا. الفنان الكبير يحيي عبدالسلام قائلاً: لقد قدمنا مسرحاً حقيقياً في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات واعتمدنا في ذلك على الموهبة لكن هذا الجيل الجديد لم يقدم شيئاً بالتالي فالمسرح الجديد هو عبارة عن سراب وأوهام مقارنة بالمسرح الذي قمنا نحن بتأسيسه في الماضي رغم اعتمادنا على مجهودات فردية لأن الدولة لم تقدم شيئاً للمسرح فقط تقوم كل بضعة أعوام بتنظيم تظاهرة مسرحية وفي مستوى ضعيف، مثلا في مدينة طرابلس كيف يقدم ثلاثة عروض في يوم واحد رغم عدم توفر مسرح جيد ويطلق عليه اسم مهرجان مسرحي وكل ذلك للحصول على مال. الفنان عبدالله الشاوش : نحن دولة لا تحترم المسرح ولا تحترم الفنان الليبي حتى في الحقوق المادية في العمل المشترك، فلماذا لا تنشر أجور الفنانين الليبيين في الصحف كما هو في الدول الأخرى؟ المهرجان الوطني للمسرح ـ الدورة 13 تنطلق بمدينة البيضاء ومدينة درنة خلال هذا الشهر فعاليات المهرجان الوطني المسرحي في دورته الثالثة عشرة والتي يتم فيها تنافس 15 عشرة فرقة مسرحية من مختلف المدن الليبية في ظل ضعف الدعم المادي وتأخره عن موعده وانشغال الفرق المسرحية في مدينة بنغازي خلال موسم شهر رمضان وكذلك التنفيذ الرمزي لمهرجان المسرح الفكاهي وسوف تكون هناك مشاركة فرق عربية علي هامش المهرجان وضيوف عرب ومسرحيين كبار , ويأتي إختيار مدينة درنة للعروض المسرحية تكريما لتاريخ انطلاق أول فرقة مسرحية بقيادة المسرحي الراحل محمد عبدالهادي سنة 1924م. ونقتطف من حوار أجراه الأستاذ محمد بنور مع رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ الشريف بوغزيل نبذة عن آخر الاستعدادات لهذا المهرجان : ما هى آخر استعدادتكم لانطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطنى للفنون المسرحية؟ ـ أحب أن أؤكد بأن الاستعدادات لانطلاق عرس المسرح الليبى تتم على قدم وساق وبقيمة جيدة وبمستوى راق لا يقل جودة عن استعدادات المهرجانات العربية كما أن الأستاذ نورى الحميدى امين اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام حريص كل الحرص على احترام مثل هذه المهرجانات وهو يحترم الاستعدادات ويقدم كل العون من أجل اظهار الدورة الجديدة للمهرجان بالمظهر الذى يليق بالمسرح الليبي. مناشط دار حسن الفقيه هي دار أثرية من دورين تطل على ميناء طرابلس البحري بنيت في العصر القره مانللي واتخذها السفير الفرنسي آنذاك مقرا لسفارته لدى الدولة العثمانية وأهملت هذه الدار الجميلة ذات المعمار البديع سنوات لكن في السنوات الأخيرة قام جهاز تنظيم وصيانة المدن القديمة بترميمها وتخصيصها لأقامة الندوات والأمسيات والمعارض الفنية وفتحها أمام السيّاح والزوار. وقد نظمت فيها خلال شهر رمضان أربعة مناشط هي كالتالي: أمسية شعرية للشاعر الليبي المعروف د عاشور الطويبي.. حضر الأمسية جمع غفير من عشاق الشعر ومن الشعراء والكتاب الليبيين وقرأ فيها الشاعر عدة قصائد من إبداعاته ولقد قام بتقديم الأمسية الشاعر الليبي المعروف أحمد الفقيه صالح.. والشاعر عاشور الطويبي بالإضافة إلى كتابته للشعر النثري وإصداراته المتعددة له (دواوين: أصدقاؤك مروا من هنا ـ نهر الموسيقى ـ قصائد الشرفة ـ صندوق الضحكات القديمة ـ وأيضا كتابته للسرد عبر روايته الجميلة دردنيل فهو مترجم جيد للشعر وله كتاب صدر أخير ترجم فيه مختارات من الشعر العالمي بعنوان زهرة تطفو على الماء.. أيضا له موقع الكتروني على الشبكة عنوانه: أصدقاؤك مرّوا من هنا.. وقد تابعت أمسية الطويبي معظم المطبوعات الليبية مشيدة بشاعريته وصدقه وفرادته وجودة ترجماته التي يقترب في أكثرها من روح الشاعر الأصل. الأمسية الثانية في الدار كانت قصصية وهي أول أمسية يقيمها القاص محمد الزنتاني وهو قاص من جيل السبعينات صدر له هذا العام عن مجلس الثقافة العام مجموعة قصصية بعنوان الصبي الوردة.. وقد حضر أمسيته الكثير من المتابعين الذين أثنوا على هذه التجربة القصصية وقرأ في أمسية باقة من قصصه التي كتبها في مراحل مختلفة من حياته.. قدّم الأمسية القاص المعروف عمر بلقاسم الككلي الذي قال كلمة جميلة عن الفن القصصي للزنتاني نقتطف منها: محمد الزنتاني هذاالقاص المتميز والمهم هو من مواليد 1954 بدأ الكتابة والنشر في النصف الثاني من سبعينيات خمسة عشر عاماً، ليعود للكتابة مجدداً، ومحمد الزنتاني لمن لا يعرفه، علامة متميزة في مدونة القصة الليبية، ولذا أعلن ما أقوله لنفسي، للاصدقاء الحضور: اتركوا مؤقتاً، كل أفكاركم عن القصة القصيرة ليتمكنوا من التعامل مع كتابة جديدة ومختلفة والاختيارات التي سيقدمها، تحوي فيما أظن الملامح العامة لمحمد الزنتاني، هذا الكاتب الذي يبني عمله كلمة كلمة، وجملة جملة مثلما يبني شخوص قصصه التي تنتظر ما لا يأتي، وتلاحق ما لا يمكن الوصول إليه، ان شخوصه تحقن قارئها بما تضمره من اخفاق. ثم قرأ الكاتب عمر الككلي جزءا من قراءة عن هذا الكاتب (محمد الزنتاني) حيث يقول: يشتغل الكاتب المقتدر محمد الزنتاني على قصصه بصبر وتمهل لكأنه يلتقط خرزا بالغ الصغر، بملقط دقيق ليصفه خرزة خرزة، في حيز ضيق لا تستقر فيه الخرزات كما ينبغي، إلا ليد ثابتة ساطية، وعين لاقطة، ذلك انه يبني عمله كملة كلمة، وجملة جملة مثلما يبني العصفور عشه الجميل والمتماسك، قشة قشة.شخوص هذه القصص مرسومة بطريقة ظلية (Silhouette) ومقصوصة، في ضربات رشيقة، بمقص مرهف، إلا أن حركتها تجري على مسرح يسلط على عناصره ضوء شديد السطوع يجعلحوافها شديدة الوضوح والبروز، والأمكنة التي تتحرك فيها هذه الشخوص غالباً ما تكون قاسية ومعادية وهي تحاول التكيف معها (إلى درجة التشيوء أحيانا) ولكنها وفي جميع الحالات تقريباً، تبوء بالإخفاق المدمر، إنها شخوص تنتظر ما لا يأتي، وتلاحق ما لا يمكنها إدراكه، وتتوقع ما هو مستحيل، فتضيق عليها الأمكنة، والدنيا بما رحبت، إلى درجة الاختناق أحيانا. المنشط الثالث في الدار كان من نصيب التشكيل حيث استضافت الدار المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية والقاصة آمال فرج العيادي تحت عنوان كينونة رقمية وتم عرض في هذا المعرض حوالى 70 لوحة رقمية (دجتل آرت) وقد افتتح المعرض الفنان الليبي المخضرم على العباني الذي تابع تجربة الفنانة منذ بدايتها منذ سنتين وأشاد بتطور مستواها واعتبرها من رواد هذا الفن في ليبيا حيث أنه لم يغامر أي فنان من قبل بتنظيم معرض خاص بالدجتل أرت.. حضر المعرض جمهور لا بأس به من متابعي الفن التشكيلي وكتبت عنه عدة مقالات ومتابعات نشرت في صحف الجماهيرية والعرب والقدس العربي وأويا بأقلام كتاب نذكر منهم محمود النطاح ـ أسامة بلقاسم ـ ناصر المقرحي ـ حواء القمودي ـ محمد الأصفر.. ونظرا للمتابعة اليومية للمعرض فقد طلبت مديرة الدار باستبقاء اللوحات في صالة العرض لمدة شهرين على الأقل وذلك من أجل أفواج السياح التي تزور ليبيا كثيرا هذا الخريف. وقد كتب الصحفي الليبي محمود النطاح مقالة في جريدة العرب حول المعرض نقتطف منها: تطالعنا الفنانة التشكيلية آمال فرج العيادى بباقة من أجمل أعمالها الفنية التى تبرز بعض جوانب تجربتها الإبداعية غيرالمسبوقة على المستوى المحلى فى مجال فن الرسم بالكمبيوتر الذى أصبح خلال السنوات الاخيرة أحد أهم سمات الفن التشكيلى على المستوى العالمي. هذه التجربة الفنية المتواصلة منذ عدة سنوات تجسّدت من خلال مشاركة الفنانة فى سلسلة من المعارض الفنية فى بنغازى ومصراتة وطرابلس ومدينة تولوز الفرنسية. وحظيت باعجاب واحتفاء الوسط الفنى الليبى وهو ما عبّر عنه بصورة خاصة الفنان التشكيلى الكبير على العبانى خلال افتتاح المعرض حين أكد على أن الحركة الليبية هى دون شك فى حاجة إلى استثمار الإمكانيات الفنية التعبيرية والأدائية التى يتيحها ويقدمها فن الرسم بالكمبيوتر وبما يساهم فى مواكبة الفن والفنان الليبيين للتطورالكبيرالذى يشهده عالمنا المعاصر، مشيرا إلى ما تتسم به أعمال الفنانة من شعرية تشكيلية وأسلوب تجريدى يأتى ربما امتدادا ً لأسلوبها الابداعى فى كتابة القصة ولكن بصورة أكثر تجريدية، وأضاف أن أعمال الفنانة التى تتميزبغناها الفنى تؤهل صاحبتها لأن تتبوأ بجدارة مكانها اللائق بها فى المشهد التشكيلى الليبى المعاصر. المنشط الرابع والأخير للدار كانت أمسية قصصية للقاص الليبي عمر ابوالقاسم الككلي وقد كانت هذه الأمسية مميزة بعض الشيء حيث اشتركت معه في الأمسية المترجمة الإيطالية ايلاريا اديو التي تدرس العربية في إيطاليا، وترجمت مجموعة قصص للكلي إلى الايطالية، بالإضافة إلى قيام ممثل بترجمة قصص الككلي ومسرحتها أمام الجمهور. حيث يقرأ الككلي مقاطع طويلة ثم يعقبه الممثل بقراءة هذه المقاطع بشكل فني وبإحساس مناسب مصاحب لكل جملة. وقد حضر الأمسية جمهور من الطليان. وقدم الأمسية الفنان التشكيلي المعروف الذي يجيد اللغة الإيطالية الطاهر المغربي. وقد التقت الصحفية والشاعرة حواء القمودي المترجمة ايلاريا على هامش الأمسية. ودردشت معها حول الأمسية وقصص الككلي، وترجمة القصص الليبية ونقتطف بعضا مما صرحت به المترجمة ايلاريا اديو حول الأمسية: لقد عشقت اللغة العربية منذ أول درس، لقد جذبتنى موسيقى هذه اللغة، أمّا اختيارى للأدب الليبي فقد كان اقتراح استاذتي البروفيسورة (ايزابيلا كامير دافليتو) رئيسة قسم اللغة العربية، عند هذه الاستاذة اهتمام بالأدب العربي غير المشهور، وكان الأدب الليبي هو الأدب غير المشهور لدينا، وقد ترجمت في البداية قصة (صناعة محلية) لعمر الككلي، وقصة أخري للدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، ونظراً لأن د. الفقيه مشهور وله أدب مترجم، فقد اخترت الككلي، حيث كان حافزى أنه أدب جديد، حيث الكتابة والأسلوب والكلمات والجمل كانت مميزة وممتعة، فعمر الككلي يكتب بأسلوب سهل ومفهوم للناس، وفي نفس الوقت هناك عمق وانتباه للتفاصيل الصغيرة ووصفها بدقة، وتتابع إيلاريا قائلة / لقد اطلعت على تاريخ القصة القصيرة في ليبيا،لأن مشروع تخرجي حتم علىّ أن أقدم نبذة عن الأدب في ليبيا، فقرأت ليوسف الشريف، وعلي مصطفى المصراتي، وأحمد إبراهيم الفقيه، وكامل المقهور وغيرهم، وأتمنى أن أزيد معرفتى بالقصة القصيرة في ليبيا، وأتمنى أيضاًِ أن أنشر هذه المجموعة القصصة التي ترجمتها، وقد اطلعت على المجموعة الثانية للكاتب وربما؟!!. صدور العدد الأول من مجلة سرديات من جامعة المرقب ـ الخمس ـ 100 كيلو متر غرب طرابلس ـ صدر العدد الأول من مجلة (سرديات) وهذه المجلة وليد جديد يصدر عن الجامعة برئاسة تحرير القاص والروائي الليبي ناجي الشكري واحتوى العدد على عدة محاور نقدية ومجموعة مقالات وحوار وآخر الإصدارات أيضا تم طباعة هذه المجلة طباعة فاخرة وتعتبر بكل تأكيد إضافة للمشهد الثقافي الليبي والعربي لافتقاد السرد لمجلات وصحف متخصصة حيث يأتي دائما جزء أو كباب من أبواب مطبوعة ولا تنشر الروايات لطولها إلا على حلقات وهنا نشيد بتجربة مجلة الكلمة التي استفادت من الفضاء الالكتروني ونشرت في كل عدد من اعدادها رواية كاملة يمكن سحبها على الورق وقراءتها بهدوء كذلك ايضا مشروع كتاب في جريدة الذي ينشر الروايات ويوزعها مجانا مع الصحف المشاركة في برنامجه مجانا. معرض المصحف الشريف نظم "معرض المصحف الشريف" على أرض المعارض بمعرض طرابلس الدولي وذلك احتفالاً بمرور خمسة وعشرين عاماً على الانتهاء من كتابة (مصحف الجماهيرية) الذي خط فيه الزعيم الليبي معمر القذافي آخر كلمة فيه وهي (الناس) ويضم المعرض ستة أجنحة رئيسية إلى جانب جناح لصيانة وترميم المصاحف القديمة مجاناً، وعرض فيه أكثر من ألف مصحف كتبت بخطوط مختلفة منها (النسخ والكوفي والرقعة والثلث والأفريقي) وغيرها من الخطوط الجميلة التي تتميز بها لغة (الضاد) وبروايات متعارف عليها كرواية (نافع وان كثير وعاصم وقالون، وحمزة وابن عامر). وقسمت أجنحة هذا المعرض على النحو الأتي: ركن خاص بمصحف الجماهيرية، وجناح للمصاحف المخطوطة وجناح للمصاحف المطبوعة وجناح للمصاحف المسجلة وجناح لدور النشر كما كان هناك حضور متميز لكل من جناح مصحف الشام وهو من أكبر المصاحف حجماً والمصحف الذهبي وهو من الذهب الخالص ويزن 500 كيلوا جرام. وقد شهدت ليالي المعرض العديد من الفاعليات من أمسيات للأنشاد الديني، ومحاضرات فكرية دينية، إلى جانب عرض ضوئي لمشروع رسم المصحف بالحاسب الآلي ومؤتمرات علمية حول ( القرآن الكريم) تمحورت حول "تاريخ القرآن" و"مسأله الاعجاز" و"لغة القرآن الكريم" و"القرآن وثقافة الإنسان". كما ضمت إحدى قاعاته معرضاً للصور الفوتوغرافية لمصورين معروفين تجسد مساجد وزوايا وكتاتيب قديمة. ويعتبر هذا المعرض من المعارض القليلة في الوطن العربي والعالم الإسلامي التي تقام إجلالاً وتكريماً لخير الكتب "كتاب الله العزيز" واحتضنت القاعة الرئيسة جناح "مصحف الجماهيرية" الذي قامت بطباعته "جمعية الدعوة الإسلامية" في صيف 1983 ف والذي توالت طباعته في نسخ بأحجام وأشكال وزخارف متنوعة، وكان شيخ الخطاطين "أبوبكر ساسي" قد خط آياته الكريمة برواية "قالون عن نافع". كما شهدت هذه القاعة عرضاً لصفحتين أصليتين من مصحف الشام الكبير، والذي يصل حجم الصفحة فيه إلى مترين وأربع سنتمرات وعرضها إلى متر وأربع وعشرين سنتمتراً، وقد شارك في خط صفحاته الكريمة أكثر من ستين خطاطاً من سبع عشرة دولة من العالم كان من بينهم الخطاط الليبي."إبراهيم المصراتي" الذي نال شرف خط صفحتين من الجزء السابع والعشرين منه، وقد حظى هذا المعرض بشرف الأولوية في عرض هذه الصفحات الأصلية التي لم يتم عرضها في السابق خارج الأراضي السورية. كما شهد هذا الجناح عرضاً لأصغر مصحف في العالم لا يتعدى حجمه 1 سنتمتراً عرضاً و2 سنتمتراً طولاً. وإلى جانب جناح مصحف الشام كانت هناك مشاركة من دار المصحف الذهبي للنشر والتوزيع الروسية التي شدت انتباه الزوار بمصحفها الذهبي المطبوع على مائة وثلاث وستين سبيكة ذهب عيار 999.9 من فائق الذهب الخالص عرض منها أربع قطع كانت قد سكت في دار سك العملات بموسكو، وتحمل نص المخطوط الأصلية (لمصحف عثمان) التي تعود إلى القرن الثامن الهجري. مجلة فضاءات في عددها الأربعين العدد (40) من المجلة الشهرية فضاءات عن دار الأصالة المعاصرة وهو عدد شهر ناصر (يوليو) 2008ف وقد احتوت المجلة على مقالات عدة منها: (سؤال الكيان) لعبد المنعم المحجوب وهو الجزء الثاني من سلسة تساؤلات فلسفية حول فكرة الكيان، يقول الكاتب «الحديث عن الكيان هو بقدر كبير عن التاريخ.. إنه حديث عن الخصوصية لا عن المشترك الإنساني، عن الإحقية المتكونة كصورة أولية لا عن الحق» وعن (المشروع النقدي للعقل الإسلامي) كتب فتحي نصيب متخذا من خطاب (محمدأركون) نموذجا للتحليل لمعرفة منطق ومنهجية وأدوات التحليل في قراءة التراث الإسلامي، لا سيما وان العدد احتوى على حوار فكري مع ( محمد اركون). وحول تقنيات السرد احتوى العددعلى مقالتين: الأولى بعنوان (تقنيات السرد في قصة الفرار إلى جهنم) لعثمان المثلثي والأخرى: (تقنيات السرد والتناص بين الرواية والفلم) لجمال التركي. وحول الصراع الحضاري وإشكاليات الواقع في الخطاب الشعري العربي يناقش عبد السلام أبو زكري مسألة: لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب من خلال استجابة الشعر العربي لهذا الاشكالية. وعن علاقة المكان والزمان وأسلوب الكتابة يطرح (عادل معيش لازم) عدة تساؤلات حول ثنائية الكاتب ـ المؤلف والموقع الزماني والمكاني، متخذا من كتاب (المجالس المحفوظية) عرضا لكتاب (فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي ) حيث يتتبع المؤلف (ارثر هيرمان) فكرة الاضمحلال في الحضارة الغربية وتحولاتها في السياق الحضاري والاجتماعي والسياسي عبر تحليل كتابات ومن خلال ما طرحه (نيشه وشبنجلر وتوينبي وسارتر، فوكو وفانون). لوحة غلاف العدد (40) بعنوان فضاءات أخرى) للفنان أحمد السيفاو. معرض للمخطوطات والوثائق والصور التاريخية افتتح بدار "أحمد النائب" للوثائق والمعلومات التاريخية التابعة لجهاز إدارة المدن التاريخية الواقعة في شارع الاكواش بمدينة طرابلس القديمة معرضاً للوثائق والمخطوطات والصور التاريخية الذي ضم عدداً كبيراً من الصور والكتب والوثائق والمخطوطات التاريخية الهامة والتي تحتفظ بها الدار لتكون متاحة أمام الدارس والباحث عن المعلومة والخبر والتفصيلة التصويرية، ويعتبر هذا المعرض الأول من نوعه الذي تنظمه الدار منذ افتتاحها من حوالي 15 عاما مضت من نشاطها الثقافي والعلمي لتبرز للجمهور المتلقي ملامح من مكوناتها وأرشفيها التاريخي الكبير الذي تضطلع به، وباعتبارها أحد المراكز التوثيق والرصد في ليبيا التي يرجع لها الباحث وتخزن بها المعلومة بكل انواعها، وكما هو معروف بان دور التوثيق والتسجيل والأرشفة التي تنتشر في العالم تحظى باهتمام وتطوير في طرق حفظها للمخطوطة والوثيقة والكتاب والصورة القديمة. ليالي مصراتة الثقافية تاريخ المسرح في مصراتة عريق جداً ولعل كتاب الفنان علي رشدان (تاريخ المسرح في مصراتة) يقدم لمحة وافية عن كل فرقة مسرحية بمدينة مصراتة وعن ماقدمته من مسرحيات داخل ليبيا أوخارجها خلال أكثر من ستين عام هو عمرالمسرح المصراتي.. لذلك لم أستغرب وأنا أشاهد المستوى الرفيع لفرقة الشباب الثائر عبر مسرحيتها (تراجيديا) التي أعدها وأخرجها الفنان والصحفي زلي عصمان. كانت المسرحية تندرج عبر النشاط الذي تنظمه أمانة اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام بشعبية مصراتة تحت عنوان ( ليالي مصراتة الثقافية) والذي استمر لمدة ثلاث ليال. * قبل عرض المسرحية أقيم حفل تكريم لرائد من رواد المسرح في مدينة مصراتة وهو الأستاذ (عبد الله الطاهر الزروق) حيث تحدث العديد من المسؤولين في الشعبية وفي الثقافة وكذلك تحدث عدد من تلاميذ هذا الأستاذ الفاضل ومجايليه من الفنانين والأدباء بمصراتة وغيرها من مدن ليبيا. وقد صاحب حفل التكريم الذي قدمت فيه بعض الجوائز الرمزية معرض تشكيلي لفنانين موهوبين شباب لم تتكرس أسمائهم بعد وكانت لوحاتهم سواء الضوئية ( الفوتغرافيا ) أوالمنجزة بالزيت أوالماء أوالديجتل أرت (الحاسوبية) جميلة وتبشر بميلاد فنانين موهوبين جدد في هذه المدينة. الجدير بالذكر أن نشاط ليالي مصراتة الثقافية يستمر لمدة ثلاثة أيام حيث تم في اليوم الثاني تكريم الشاعر الفنان محمد أميمه. وفي اليوم الثالث كان اللقاء مع الموسيقا حيث تم تكريم الأكاديمي والموسيقار المعروف د. عبد الله السباعي. عقب تكريمه حفل فني أحيته فرقة مصراتة للمألوف والموشحات والألحان العربية. إصدارات جديدة صدر هذا الشهر العديد من الإصدارات الجديدة من قبل مجلس الثقافة العام الليبي أو أمانة الثقافة والإعلام والجامعات ودور النشر الخاصة نذكر منها على سبيل المثال: احتدام الجدوتين ديوان شعر الشاعر صلاح الدين الغزال المرأة ترجمات الكاتب سعيد العريبي الدراما التلفزيونية الأستاذ جمال عيسى ميلود مختارات أدبية الشاعر خالد درويش حبل الغسيل الكاتب الناجي الحربي المراحل سيرة أحمد نصر تقنية المرح مقالات ورؤى الشاعر صالح قادربوه ديوان هاشم بوالخطابية تحقيق حسين نصيب المالكي وعشرات الإصدارات الأخرى التي سنورد عنها تقديما مختصرا في رسالة الشهر القادم.
يتميز المشهد الثقافي الليبي بكثرة الأنشطة من ندوات ومعارض تشكيلية ومهرجانات أدبية وسياحية ومعارض للمخطوطات وحفلات للمألوف ومسلسلات مرئية ومسموعة ومهرجانات للشعر الشعبي ومسرحيات وإصدارات للكتب والمجلات بالإضافة للملاحق الأسبوعية والشهرية العانية بالفن والأدب والتراث وعلى الرغم من هذا الزخم إلا أن تأثير هذه المناشط في الوسط الثقافي والوسط العام قد لا يذكر فمعظم المناشط تؤول إلى الفشل، ولا تحقق الهدف الذي نظمت من أجله لعدة أسباب ليس هنا مكان مناقشتها. وفي هذه الرسالة الأولى من ليبيا سأقدم بعض المناشط التي نظمت واستطعت متابعتها عن كثب في بنغازي وطرابلس ومصراتة وزلة خلال هذا الشهر وجزء من الشهر الذي قبله مع إدراج فقرات صحفية حول ما كتب عن هذه المناشط في الصحافة لعلنا بذلك نقدم إضاءة تهم كل متابعي وقراء مجلة الكلمة:
مهرجان زلة للشعر والقصة الدورة التاسعة وسط حضور عربي ومحلي من الأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين والتشكيليين الليبيين والعرب وبحضور بعض شخصيات السلك الدبلوماسي مثل مدير المركز الثقافي السوداني وباحثة فرنسية في التراث والفنون الإفريقية تم افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان زلة للشعر والقصة يوم 14-10-2008 ليستمر لمدة 3 أيام يقرأ فيها الشعراء والقصاصين والنقاد ما جلبوا لهذه الواحة الواقعة في منتصف ليبيا من إبداعات.. في حفل الإفتتاح تم إلقاء العديد من الكلمات بالمناسبة كذلك تم عقد ندوة تكريمية احتفاءا بالشاعرين الراحلين (محمد الهريوت علي صدقي عبدالقادر) حيث تم إلقاء العديد من الشهادات حول الشاعرين، وتم إلقاء كلمة بالمناسبة من قبل نجل الشاعر الكبير الراحل علي صدقي عبدالقادر، ومن ثم القاء كلمة من قبل شقيق الراحل الهريوت، وتم عرض كلمات مكتوبة علي جزء من كفن الراحل لهريوت مهداة إلي واحة وأهالي زلة، وكان قد خطها قبيل أيام من رحيله، ومن ثم تم تكريم اسرتي الشاعرين بدورع وشهادات تكريم.
وهذا المهرجان تقيمه الواحة سنويا بمجهودات أهلية معظمها تبرعات من أهل المنطقة، فوجبات الضيوف وهي وجبات شعبية من مائدة الواحة من البيوت، وكذلك الإقامة في البيوت والمدارس، والذي يغلب على هذا المهرجان الدفء والطيبة والكرم التي تراها في وجوه الزلاويين. السيارات الخاصة تقلك مجانا، والصيدليات لا تتقاضى ثمن الأدوية. ومن خلال حضوري لهذا المهرجان، وهي المرة الأولى، شعرت أن في هذه الواحة يوجد شيء أكبر من الشعر وأنه هناك سر من أسرار الحياة.. ومن خلال متابعتي لمناشط هذا المهرجان لمدة ثلاثة أيام، فمن الناحية الفنية استطيع أن أطلق عليه مرتع المتشاعرين، لكن كما قلت إن في هذه الواحة شيء أكبر من الكلمة وأكبر من الشعر وأحيانا الشعر لا نجده في القصائد، ونجده في الإنسان وهذا ما لمسته من خلال تجربتي مع هذه الواحة المملوءة ليلا بالنجوم التي يراها حتى ضعاف البصر، وربما حتى العمي ففي هذه الواحة لكل إنسان نجمة.. هي قصيدة نوره ودفئه وإحساسه بالأمان.
الأمسيّة الشعريّة الأمازيغيّة الأولى طرابلس: ليبيا إشعاعٌ حضاريٌّ على مدى التاريخ أقيمت ليلة الأربعاء، الرابع والعشرون من شهر سبتمبر، الموافق الخامس والعشرون من رمضان أمسية شعريّة برعاية (رابطة شباب جادو)، وذلك في باحة فندق (زمّيط)، بمشاركة مجموعة من الشعراء الأمازيغ، في أولى مبادرةٍ من نوعها تحدث في مدينة طرابلس، إذ سبق تنظيم مهرجانات وأمسياتٍ شعريّة وفنيّةٍ في جبل نفوسة وزوارة، خلال السنوات القليلة الماضية. وقام بتقديم الأمسيّة الشاعر الشاب صلاح انقاب، إذ بدأت الأمسية بكلمةٍ هذا نصّها: «مذ بدأ الإنسان الكلام، قبل أن يفكّر في الكتابة أو توثيق ما يتحدّث به، وقبل أن يخترع الأحرف، كان الشعر يحوي داخله القصّة، الأسطورة بل وكلّ معطيات الواقع الإنسانيّ، الشعر مرسومٌ ثقافيٌّ يعبّر عن حالة المجتمع، ليمثّل شكله، هيئته وكينونته، فارتباط الشعر بشخصيّة المجتمع ارتباطٌ وثيقٌ، منه كانت الأغنيّة، الأهازيج والرقصات، ولطالما كان تألق الشعر دليلاً على الازدهار العمراني والاقتصادي، بل وازدهار كلّ معطيات فنون الحياة. إن ذاكرة المجتمع لا يمكن الإطّلاع عليها إلا عبر ما يتمّ تواتره من شعرٍ بالدرجة الأولى، فكانت الإلياذة والأوديسا، الماهابهارتا والرميانا الهندية، ملحمة جلجامش البابلية، شعر المعلّقات العربيّة، بل أن شاعريّة النص كانت من أساسيّات الخطاب القرآني في تجسيدٍ لأهميّة جاذبيّة وعذوبة اللغة في إيصال روح الفكرة وعصارة التجربة، لا يمكن الحديث عن الشعر الأمازيغي دون الحديث عن الأدب وأصنافه في عموم شمال إفريقيا، والذي يدّل على أصالة هذا الشعر، فالذاكرة الشفهيّة غنيّةٌ بمخزونٍ ضخمٍ من الروايات والأساطير، والتي برز عبرها كتّاب كترنس الإفريقي صاحب مسرحية الخصيّ، لوكيوس أبوليوس صاحب رواية الحمار الذهبي ودفاع صبراتة، رغم كون هذه الأسماء لا تمثّل قيمة الأدب لأنها تزامنت وعصور التوثيق، بينما يبقى الأدب الشفهي هو مخزون ثقافة المجتمع الأكثر وضوحاً، ويبقى الشعر هو المرآة التي تعكس بيئة هذه الثقافة».
هذا وقامت اللجنة المشرفة على الأمسية بطباعة كتيّباتٍ تحوي جل النصوص التي تم إلقاؤها مكتوبةً باللغة الأمازيغية بالحرفين النبطي (العربي) والتيفيناغ، مرفقاً بنص ترجمةٍ إلى اللغة العربيّة، وكانت أولى النصوص للشاعر عيسى أبو ديّة، بعد الوقوف لقراءة الفاتحة على فقيدي الشعر الليبي: المرحوم بلقاسم أبوديّة الذي وافته المنيّة قبل عامين، والمرحوم على صدقي عبد القادر، والذي وافاه الأجل في أوائل الشهر الكريم، وكانت القصائد بعنوان: أدفل (الثلج)، أبريد (الطريق)، تيواتريوين (أدعية) وقد قام بقراءة النص عادل أبو ديّة. وقصيدة أدبير (اليمام والتي قام زيدان المنصوري بقراءتها، والشاعر يعتبر من أهم شعراء الجبل، إذ يملك دواوين متعدّدة باللغتين العربيّة والأمازيغيّة.
الاحتفال باليوم الوطني للمسرح بمبادرة وطنية أهلية أنطلق يوم الخميس 09-10-2008 م اليوم الوطني للمسرح وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المسرح الليبي الحديث، وسيتكرر الاحتفال بهذا اليوم سنوياً في التاريخ المذكور احياء لهذه الذكرى الحضارية الهامة، وستكون فقرات اليوم الوطني للمسرح لهذا العام:
ـ ندوة يدعى لها خبراء ومختصون مسرحيون عند الساعة 17:30 بقاعة مركز جهاد الليبيين/ طرابلس بعنوان «المسرح الليبي تاريخاً وآفاق» لمناقشة الشؤون المسرحية فنياً وتاريخياً وتطويرياً.
ـ ستقوم فرقة غفران للاعمال الفنية والمسرحية علي مسرح الكشاف عند الساعة 20.00 بتقديم مسرحية (فتح مكة) تأليف المفكر الاسلامي احمد القطعاني، وذلك بالتعاون مع العديد من الفرق الفنية المماثلة.
وقد وصفت صحيفة أويا عبر ما نورده من مقتطفات استطلاع قام به صحفيو الجريدة المهرجان أو الاحتفالية المقامة بالمناسبة بالمتواضعة جدا وعبر استطلاع الصحيفة نستطيع أن نقف عن كثب من حالة المسرح الليبي من نواحيه جميعها: واقع مأزوم ومهزوم، ومتضررون يصرخون ولا يجدون إلا آذاناً صماء، ومسرحاً تزلزلت خشبته وتصدعت. إنه وصف بسيط للحال الذي وجدنا عليه مسرحنا الذي يحتفل هذا العام بعيده المئة، رغم أن الناظر لواقع المسرح الليبي لا يصدق أن عمره مئة عام. خاصة إذا كان قد حضر الاحتفالية المتواضعة جداً التي أقيمت في هذه المناسبة. والمؤسف أنها كانت بالمجهود الذاتي من فرقة غفران للأعمال الفنية والمسرحية بإخراج الفنان صالح أبو السنون يوم الخميس الماضي. أما المؤسسات الرسمية فربما لا تعلم أن هذا العام هو المئة للمسرح الليبي، بل قد لاتعلم أن ليبيا بها مسرح أصلاً، هذا ليس تهكماً على مسؤولينا بقدر ماهو محاولة لتحريك سكونهم المميت، الذي لمسناه بأنفسنا عندما أجرينا لقاءات مع المثقفين والفنانين والممثلين في مسرحنا الوطني. فأثناء دخولنا للمسرح ومشاهدة الاحتفالية وجدنا لفيفاً من الممثلين والفنيين والمثقفين يتجاذبون أطراف الحديث قبل الدخول للمسرح كان من بينهم الفنان يحيي عبدالسلام وكذلك الفنان عبدالله الشاوش الذي لم يعطنا فرصة لنسأله بل اندفع هو وسألنا من يحتفل بمئوية المسرح وارتسمت على وجهه علامات الامتعاض والرفض لواقع المسرح الليبي الذي وصفه بأنه لم يقدم شيئاً للفنان مقارنة بالمسارح العربية. وهذه أراء بعض الفنانين الذين تم استطلاعهم:
عبدالله الشاوش.. الدولة لاتحترم المسرح. يحيي عبدالسلام : باستثناء ليبـيا فلا أحد يعرض ثلاث مسرحيات يوميا.ً حسن السعداوي: المسؤولون القائمون على الثقافة لا علاقة لهم بالثقافة! والمسرح سيد الفن بكل معاييره وأن هناك هوة بين الإعلام كخطاب والاعلام كثقافة. وأضاف أن وضع المسرح الليبي بهذا الشكل يجعل الناس تقول إن لا ثقافة أو مسرح لدينا.
الفنان الكبير يحيي عبدالسلام قائلاً: لقد قدمنا مسرحاً حقيقياً في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات واعتمدنا في ذلك على الموهبة لكن هذا الجيل الجديد لم يقدم شيئاً بالتالي فالمسرح الجديد هو عبارة عن سراب وأوهام مقارنة بالمسرح الذي قمنا نحن بتأسيسه في الماضي رغم اعتمادنا على مجهودات فردية لأن الدولة لم تقدم شيئاً للمسرح فقط تقوم كل بضعة أعوام بتنظيم تظاهرة مسرحية وفي مستوى ضعيف، مثلا في مدينة طرابلس كيف يقدم ثلاثة عروض في يوم واحد رغم عدم توفر مسرح جيد ويطلق عليه اسم مهرجان مسرحي وكل ذلك للحصول على مال. الفنان عبدالله الشاوش : نحن دولة لا تحترم المسرح ولا تحترم الفنان الليبي حتى في الحقوق المادية في العمل المشترك، فلماذا لا تنشر أجور الفنانين الليبيين في الصحف كما هو في الدول الأخرى؟
المهرجان الوطني للمسرح ـ الدورة 13 تنطلق بمدينة البيضاء ومدينة درنة خلال هذا الشهر فعاليات المهرجان الوطني المسرحي في دورته الثالثة عشرة والتي يتم فيها تنافس 15 عشرة فرقة مسرحية من مختلف المدن الليبية في ظل ضعف الدعم المادي وتأخره عن موعده وانشغال الفرق المسرحية في مدينة بنغازي خلال موسم شهر رمضان وكذلك التنفيذ الرمزي لمهرجان المسرح الفكاهي وسوف تكون هناك مشاركة فرق عربية علي هامش المهرجان وضيوف عرب ومسرحيين كبار , ويأتي إختيار مدينة درنة للعروض المسرحية تكريما لتاريخ انطلاق أول فرقة مسرحية بقيادة المسرحي الراحل محمد عبدالهادي سنة 1924م.
ونقتطف من حوار أجراه الأستاذ محمد بنور مع رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ الشريف بوغزيل نبذة عن آخر الاستعدادات لهذا المهرجان : ما هى آخر استعدادتكم لانطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطنى للفنون المسرحية؟
ـ أحب أن أؤكد بأن الاستعدادات لانطلاق عرس المسرح الليبى تتم على قدم وساق وبقيمة جيدة وبمستوى راق لا يقل جودة عن استعدادات المهرجانات العربية كما أن الأستاذ نورى الحميدى امين اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام حريص كل الحرص على احترام مثل هذه المهرجانات وهو يحترم الاستعدادات ويقدم كل العون من أجل اظهار الدورة الجديدة للمهرجان بالمظهر الذى يليق بالمسرح الليبي.
مناشط دار حسن الفقيه هي دار أثرية من دورين تطل على ميناء طرابلس البحري بنيت في العصر القره مانللي واتخذها السفير الفرنسي آنذاك مقرا لسفارته لدى الدولة العثمانية وأهملت هذه الدار الجميلة ذات المعمار البديع سنوات لكن في السنوات الأخيرة قام جهاز تنظيم وصيانة المدن القديمة بترميمها وتخصيصها لأقامة الندوات والأمسيات والمعارض الفنية وفتحها أمام السيّاح والزوار. وقد نظمت فيها خلال شهر رمضان أربعة مناشط هي كالتالي:
أمسية شعرية للشاعر الليبي المعروف د عاشور الطويبي.. حضر الأمسية جمع غفير من عشاق الشعر ومن الشعراء والكتاب الليبيين وقرأ فيها الشاعر عدة قصائد من إبداعاته ولقد قام بتقديم الأمسية الشاعر الليبي المعروف أحمد الفقيه صالح.. والشاعر عاشور الطويبي بالإضافة إلى كتابته للشعر النثري وإصداراته المتعددة له (دواوين: أصدقاؤك مروا من هنا ـ نهر الموسيقى ـ قصائد الشرفة ـ صندوق الضحكات القديمة ـ وأيضا كتابته للسرد عبر روايته الجميلة دردنيل فهو مترجم جيد للشعر وله كتاب صدر أخير ترجم فيه مختارات من الشعر العالمي بعنوان زهرة تطفو على الماء.. أيضا له موقع الكتروني على الشبكة عنوانه: أصدقاؤك مرّوا من هنا.. وقد تابعت أمسية الطويبي معظم المطبوعات الليبية مشيدة بشاعريته وصدقه وفرادته وجودة ترجماته التي يقترب في أكثرها من روح الشاعر الأصل.
الأمسية الثانية في الدار كانت قصصية وهي أول أمسية يقيمها القاص محمد الزنتاني وهو قاص من جيل السبعينات صدر له هذا العام عن مجلس الثقافة العام مجموعة قصصية بعنوان الصبي الوردة.. وقد حضر أمسيته الكثير من المتابعين الذين أثنوا على هذه التجربة القصصية وقرأ في أمسية باقة من قصصه التي كتبها في مراحل مختلفة من حياته.. قدّم الأمسية القاص المعروف عمر بلقاسم الككلي الذي قال كلمة جميلة عن الفن القصصي للزنتاني نقتطف منها:
محمد الزنتاني هذاالقاص المتميز والمهم هو من مواليد 1954 بدأ الكتابة والنشر في النصف الثاني من سبعينيات خمسة عشر عاماً، ليعود للكتابة مجدداً، ومحمد الزنتاني لمن لا يعرفه، علامة متميزة في مدونة القصة الليبية، ولذا أعلن ما أقوله لنفسي، للاصدقاء الحضور: اتركوا مؤقتاً، كل أفكاركم عن القصة القصيرة ليتمكنوا من التعامل مع كتابة جديدة ومختلفة والاختيارات التي سيقدمها، تحوي فيما أظن الملامح العامة لمحمد الزنتاني، هذا الكاتب الذي يبني عمله كلمة كلمة، وجملة جملة مثلما يبني شخوص قصصه التي تنتظر ما لا يأتي، وتلاحق ما لا يمكن الوصول إليه، ان شخوصه تحقن قارئها بما تضمره من اخفاق. ثم قرأ الكاتب عمر الككلي جزءا من قراءة عن هذا الكاتب (محمد الزنتاني) حيث يقول: يشتغل الكاتب المقتدر محمد الزنتاني على قصصه بصبر وتمهل لكأنه يلتقط خرزا بالغ الصغر، بملقط دقيق ليصفه خرزة خرزة، في حيز ضيق لا تستقر فيه الخرزات كما ينبغي، إلا ليد ثابتة ساطية، وعين لاقطة، ذلك انه يبني عمله كملة كلمة، وجملة جملة مثلما يبني العصفور عشه الجميل والمتماسك، قشة قشة.شخوص هذه القصص مرسومة بطريقة ظلية (Silhouette) ومقصوصة، في ضربات رشيقة، بمقص مرهف، إلا أن حركتها تجري على مسرح يسلط على عناصره ضوء شديد السطوع يجعلحوافها شديدة الوضوح والبروز، والأمكنة التي تتحرك فيها هذه الشخوص غالباً ما تكون قاسية ومعادية وهي تحاول التكيف معها (إلى درجة التشيوء أحيانا) ولكنها وفي جميع الحالات تقريباً، تبوء بالإخفاق المدمر، إنها شخوص تنتظر ما لا يأتي، وتلاحق ما لا يمكنها إدراكه، وتتوقع ما هو مستحيل، فتضيق عليها الأمكنة، والدنيا بما رحبت، إلى درجة الاختناق أحيانا.
المنشط الثالث في الدار كان من نصيب التشكيل حيث استضافت الدار المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية والقاصة آمال فرج العيادي تحت عنوان كينونة رقمية وتم عرض في هذا المعرض حوالى 70 لوحة رقمية (دجتل آرت) وقد افتتح المعرض الفنان الليبي المخضرم على العباني الذي تابع تجربة الفنانة منذ بدايتها منذ سنتين وأشاد بتطور مستواها واعتبرها من رواد هذا الفن في ليبيا حيث أنه لم يغامر أي فنان من قبل بتنظيم معرض خاص بالدجتل أرت.. حضر المعرض جمهور لا بأس به من متابعي الفن التشكيلي وكتبت عنه عدة مقالات ومتابعات نشرت في صحف الجماهيرية والعرب والقدس العربي وأويا بأقلام كتاب نذكر منهم محمود النطاح ـ أسامة بلقاسم ـ ناصر المقرحي ـ حواء القمودي ـ محمد الأصفر.. ونظرا للمتابعة اليومية للمعرض فقد طلبت مديرة الدار باستبقاء اللوحات في صالة العرض لمدة شهرين على الأقل وذلك من أجل أفواج السياح التي تزور ليبيا كثيرا هذا الخريف.
وقد كتب الصحفي الليبي محمود النطاح مقالة في جريدة العرب حول المعرض نقتطف منها:
تطالعنا الفنانة التشكيلية آمال فرج العيادى بباقة من أجمل أعمالها الفنية التى تبرز بعض جوانب تجربتها الإبداعية غيرالمسبوقة على المستوى المحلى فى مجال فن الرسم بالكمبيوتر الذى أصبح خلال السنوات الاخيرة أحد أهم سمات الفن التشكيلى على المستوى العالمي.
هذه التجربة الفنية المتواصلة منذ عدة سنوات تجسّدت من خلال مشاركة الفنانة فى سلسلة من المعارض الفنية فى بنغازى ومصراتة وطرابلس ومدينة تولوز الفرنسية. وحظيت باعجاب واحتفاء الوسط الفنى الليبى وهو ما عبّر عنه بصورة خاصة الفنان التشكيلى الكبير على العبانى خلال افتتاح المعرض حين أكد على أن الحركة الليبية هى دون شك فى حاجة إلى استثمار الإمكانيات الفنية التعبيرية والأدائية التى يتيحها ويقدمها فن الرسم بالكمبيوتر وبما يساهم فى مواكبة الفن والفنان الليبيين للتطورالكبيرالذى يشهده عالمنا المعاصر، مشيرا إلى ما تتسم به أعمال الفنانة من شعرية تشكيلية وأسلوب تجريدى يأتى ربما امتدادا ً لأسلوبها الابداعى فى كتابة القصة ولكن بصورة أكثر تجريدية، وأضاف أن أعمال الفنانة التى تتميزبغناها الفنى تؤهل صاحبتها لأن تتبوأ بجدارة مكانها اللائق بها فى المشهد التشكيلى الليبى المعاصر.
المنشط الرابع والأخير للدار كانت أمسية قصصية للقاص الليبي عمر ابوالقاسم الككلي وقد كانت هذه الأمسية مميزة بعض الشيء حيث اشتركت معه في الأمسية المترجمة الإيطالية ايلاريا اديو التي تدرس العربية في إيطاليا، وترجمت مجموعة قصص للكلي إلى الايطالية، بالإضافة إلى قيام ممثل بترجمة قصص الككلي ومسرحتها أمام الجمهور. حيث يقرأ الككلي مقاطع طويلة ثم يعقبه الممثل بقراءة هذه المقاطع بشكل فني وبإحساس مناسب مصاحب لكل جملة. وقد حضر الأمسية جمهور من الطليان. وقدم الأمسية الفنان التشكيلي المعروف الذي يجيد اللغة الإيطالية الطاهر المغربي. وقد التقت الصحفية والشاعرة حواء القمودي المترجمة ايلاريا على هامش الأمسية. ودردشت معها حول الأمسية وقصص الككلي، وترجمة القصص الليبية ونقتطف بعضا مما صرحت به المترجمة ايلاريا اديو حول الأمسية: لقد عشقت اللغة العربية منذ أول درس، لقد جذبتنى موسيقى هذه اللغة، أمّا اختيارى للأدب الليبي فقد كان اقتراح استاذتي البروفيسورة (ايزابيلا كامير دافليتو) رئيسة قسم اللغة العربية، عند هذه الاستاذة اهتمام بالأدب العربي غير المشهور، وكان الأدب الليبي هو الأدب غير المشهور لدينا، وقد ترجمت في البداية قصة (صناعة محلية) لعمر الككلي، وقصة أخري للدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، ونظراً لأن د. الفقيه مشهور وله أدب مترجم، فقد اخترت الككلي، حيث كان حافزى أنه أدب جديد، حيث الكتابة والأسلوب والكلمات والجمل كانت مميزة وممتعة، فعمر الككلي يكتب بأسلوب سهل ومفهوم للناس، وفي نفس الوقت هناك عمق وانتباه للتفاصيل الصغيرة ووصفها بدقة، وتتابع إيلاريا قائلة / لقد اطلعت على تاريخ القصة القصيرة في ليبيا،لأن مشروع تخرجي حتم علىّ أن أقدم نبذة عن الأدب في ليبيا، فقرأت ليوسف الشريف، وعلي مصطفى المصراتي، وأحمد إبراهيم الفقيه، وكامل المقهور وغيرهم، وأتمنى أن أزيد معرفتى بالقصة القصيرة في ليبيا، وأتمنى أيضاًِ أن أنشر هذه المجموعة القصصة التي ترجمتها، وقد اطلعت على المجموعة الثانية للكاتب وربما؟!!.
صدور العدد الأول من مجلة سرديات من جامعة المرقب ـ الخمس ـ 100 كيلو متر غرب طرابلس ـ صدر العدد الأول من مجلة (سرديات) وهذه المجلة وليد جديد يصدر عن الجامعة برئاسة تحرير القاص والروائي الليبي ناجي الشكري واحتوى العدد على عدة محاور نقدية ومجموعة مقالات وحوار وآخر الإصدارات أيضا تم طباعة هذه المجلة طباعة فاخرة وتعتبر بكل تأكيد إضافة للمشهد الثقافي الليبي والعربي لافتقاد السرد لمجلات وصحف متخصصة حيث يأتي دائما جزء أو كباب من أبواب مطبوعة ولا تنشر الروايات لطولها إلا على حلقات وهنا نشيد بتجربة مجلة الكلمة التي استفادت من الفضاء الالكتروني ونشرت في كل عدد من اعدادها رواية كاملة يمكن سحبها على الورق وقراءتها بهدوء كذلك ايضا مشروع كتاب في جريدة الذي ينشر الروايات ويوزعها مجانا مع الصحف المشاركة في برنامجه مجانا.
معرض المصحف الشريف نظم "معرض المصحف الشريف" على أرض المعارض بمعرض طرابلس الدولي وذلك احتفالاً بمرور خمسة وعشرين عاماً على الانتهاء من كتابة (مصحف الجماهيرية) الذي خط فيه الزعيم الليبي معمر القذافي آخر كلمة فيه وهي (الناس) ويضم المعرض ستة أجنحة رئيسية إلى جانب جناح لصيانة وترميم المصاحف القديمة مجاناً، وعرض فيه أكثر من ألف مصحف كتبت بخطوط مختلفة منها (النسخ والكوفي والرقعة والثلث والأفريقي) وغيرها من الخطوط الجميلة التي تتميز بها لغة (الضاد) وبروايات متعارف عليها كرواية (نافع وان كثير وعاصم وقالون، وحمزة وابن عامر). وقسمت أجنحة هذا المعرض على النحو الأتي: ركن خاص بمصحف الجماهيرية، وجناح للمصاحف المخطوطة وجناح للمصاحف المطبوعة وجناح للمصاحف المسجلة وجناح لدور النشر كما كان هناك حضور متميز لكل من جناح مصحف الشام وهو من أكبر المصاحف حجماً والمصحف الذهبي وهو من الذهب الخالص ويزن 500 كيلوا جرام. وقد شهدت ليالي المعرض العديد من الفاعليات من أمسيات للأنشاد الديني، ومحاضرات فكرية دينية، إلى جانب عرض ضوئي لمشروع رسم المصحف بالحاسب الآلي ومؤتمرات علمية حول ( القرآن الكريم) تمحورت حول "تاريخ القرآن" و"مسأله الاعجاز" و"لغة القرآن الكريم" و"القرآن وثقافة الإنسان". كما ضمت إحدى قاعاته معرضاً للصور الفوتوغرافية لمصورين معروفين تجسد مساجد وزوايا وكتاتيب قديمة. ويعتبر هذا المعرض من المعارض القليلة في الوطن العربي والعالم الإسلامي التي تقام إجلالاً وتكريماً لخير الكتب "كتاب الله العزيز" واحتضنت القاعة الرئيسة جناح "مصحف الجماهيرية" الذي قامت بطباعته "جمعية الدعوة الإسلامية" في صيف 1983 ف والذي توالت طباعته في نسخ بأحجام وأشكال وزخارف متنوعة، وكان شيخ الخطاطين "أبوبكر ساسي" قد خط آياته الكريمة برواية "قالون عن نافع". كما شهدت هذه القاعة عرضاً لصفحتين أصليتين من مصحف الشام الكبير، والذي يصل حجم الصفحة فيه إلى مترين وأربع سنتمرات وعرضها إلى متر وأربع وعشرين سنتمتراً، وقد شارك في خط صفحاته الكريمة أكثر من ستين خطاطاً من سبع عشرة دولة من العالم كان من بينهم الخطاط الليبي."إبراهيم المصراتي" الذي نال شرف خط صفحتين من الجزء السابع والعشرين منه، وقد حظى هذا المعرض بشرف الأولوية في عرض هذه الصفحات الأصلية التي لم يتم عرضها في السابق خارج الأراضي السورية. كما شهد هذا الجناح عرضاً لأصغر مصحف في العالم لا يتعدى حجمه 1 سنتمتراً عرضاً و2 سنتمتراً طولاً. وإلى جانب جناح مصحف الشام كانت هناك مشاركة من دار المصحف الذهبي للنشر والتوزيع الروسية التي شدت انتباه الزوار بمصحفها الذهبي المطبوع على مائة وثلاث وستين سبيكة ذهب عيار 999.9 من فائق الذهب الخالص عرض منها أربع قطع كانت قد سكت في دار سك العملات بموسكو، وتحمل نص المخطوط الأصلية (لمصحف عثمان) التي تعود إلى القرن الثامن الهجري.
مجلة فضاءات في عددها الأربعين العدد (40) من المجلة الشهرية فضاءات عن دار الأصالة المعاصرة وهو عدد شهر ناصر (يوليو) 2008ف وقد احتوت المجلة على مقالات عدة منها: (سؤال الكيان) لعبد المنعم المحجوب وهو الجزء الثاني من سلسة تساؤلات فلسفية حول فكرة الكيان، يقول الكاتب «الحديث عن الكيان هو بقدر كبير عن التاريخ.. إنه حديث عن الخصوصية لا عن المشترك الإنساني، عن الإحقية المتكونة كصورة أولية لا عن الحق» وعن (المشروع النقدي للعقل الإسلامي) كتب فتحي نصيب متخذا من خطاب (محمدأركون) نموذجا للتحليل لمعرفة منطق ومنهجية وأدوات التحليل في قراءة التراث الإسلامي، لا سيما وان العدد احتوى على حوار فكري مع ( محمد اركون). وحول تقنيات السرد احتوى العددعلى مقالتين: الأولى بعنوان (تقنيات السرد في قصة الفرار إلى جهنم) لعثمان المثلثي والأخرى: (تقنيات السرد والتناص بين الرواية والفلم) لجمال التركي. وحول الصراع الحضاري وإشكاليات الواقع في الخطاب الشعري العربي يناقش عبد السلام أبو زكري مسألة: لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب من خلال استجابة الشعر العربي لهذا الاشكالية. وعن علاقة المكان والزمان وأسلوب الكتابة يطرح (عادل معيش لازم) عدة تساؤلات حول ثنائية الكاتب ـ المؤلف والموقع الزماني والمكاني، متخذا من كتاب (المجالس المحفوظية) عرضا لكتاب (فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي ) حيث يتتبع المؤلف (ارثر هيرمان) فكرة الاضمحلال في الحضارة الغربية وتحولاتها في السياق الحضاري والاجتماعي والسياسي عبر تحليل كتابات ومن خلال ما طرحه (نيشه وشبنجلر وتوينبي وسارتر، فوكو وفانون). لوحة غلاف العدد (40) بعنوان فضاءات أخرى) للفنان أحمد السيفاو.
معرض للمخطوطات والوثائق والصور التاريخية افتتح بدار "أحمد النائب" للوثائق والمعلومات التاريخية التابعة لجهاز إدارة المدن التاريخية الواقعة في شارع الاكواش بمدينة طرابلس القديمة معرضاً للوثائق والمخطوطات والصور التاريخية الذي ضم عدداً كبيراً من الصور والكتب والوثائق والمخطوطات التاريخية الهامة والتي تحتفظ بها الدار لتكون متاحة أمام الدارس والباحث عن المعلومة والخبر والتفصيلة التصويرية، ويعتبر هذا المعرض الأول من نوعه الذي تنظمه الدار منذ افتتاحها من حوالي 15 عاما مضت من نشاطها الثقافي والعلمي لتبرز للجمهور المتلقي ملامح من مكوناتها وأرشفيها التاريخي الكبير الذي تضطلع به، وباعتبارها أحد المراكز التوثيق والرصد في ليبيا التي يرجع لها الباحث وتخزن بها المعلومة بكل انواعها، وكما هو معروف بان دور التوثيق والتسجيل والأرشفة التي تنتشر في العالم تحظى باهتمام وتطوير في طرق حفظها للمخطوطة والوثيقة والكتاب والصورة القديمة.
ليالي مصراتة الثقافية تاريخ المسرح في مصراتة عريق جداً ولعل كتاب الفنان علي رشدان (تاريخ المسرح في مصراتة) يقدم لمحة وافية عن كل فرقة مسرحية بمدينة مصراتة وعن ماقدمته من مسرحيات داخل ليبيا أوخارجها خلال أكثر من ستين عام هو عمرالمسرح المصراتي.. لذلك لم أستغرب وأنا أشاهد المستوى الرفيع لفرقة الشباب الثائر عبر مسرحيتها (تراجيديا) التي أعدها وأخرجها الفنان والصحفي زلي عصمان. كانت المسرحية تندرج عبر النشاط الذي تنظمه أمانة اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام بشعبية مصراتة تحت عنوان ( ليالي مصراتة الثقافية) والذي استمر لمدة ثلاث ليال.
* قبل عرض المسرحية أقيم حفل تكريم لرائد من رواد المسرح في مدينة مصراتة وهو الأستاذ (عبد الله الطاهر الزروق) حيث تحدث العديد من المسؤولين في الشعبية وفي الثقافة وكذلك تحدث عدد من تلاميذ هذا الأستاذ الفاضل ومجايليه من الفنانين والأدباء بمصراتة وغيرها من مدن ليبيا. وقد صاحب حفل التكريم الذي قدمت فيه بعض الجوائز الرمزية معرض تشكيلي لفنانين موهوبين شباب لم تتكرس أسمائهم بعد وكانت لوحاتهم سواء الضوئية ( الفوتغرافيا ) أوالمنجزة بالزيت أوالماء أوالديجتل أرت (الحاسوبية) جميلة وتبشر بميلاد فنانين موهوبين جدد في هذه المدينة.
الجدير بالذكر أن نشاط ليالي مصراتة الثقافية يستمر لمدة ثلاثة أيام حيث تم في اليوم الثاني تكريم الشاعر الفنان محمد أميمه. وفي اليوم الثالث كان اللقاء مع الموسيقا حيث تم تكريم الأكاديمي والموسيقار المعروف د. عبد الله السباعي. عقب تكريمه حفل فني أحيته فرقة مصراتة للمألوف والموشحات والألحان العربية.
إصدارات جديدة صدر هذا الشهر العديد من الإصدارات الجديدة من قبل مجلس الثقافة العام الليبي أو أمانة الثقافة والإعلام والجامعات ودور النشر الخاصة نذكر منها على سبيل المثال:
احتدام الجدوتين ديوان شعر الشاعر صلاح الدين الغزال المرأة ترجمات الكاتب سعيد العريبي الدراما التلفزيونية الأستاذ جمال عيسى ميلود مختارات أدبية الشاعر خالد درويش حبل الغسيل الكاتب الناجي الحربي المراحل سيرة أحمد نصر تقنية المرح مقالات ورؤى الشاعر صالح قادربوه ديوان هاشم بوالخطابية تحقيق حسين نصيب المالكي وعشرات الإصدارات الأخرى التي سنورد عنها تقديما مختصرا في رسالة الشهر القادم.