رواية "غابت سعاد"

للكاتب المغربي بوشعيب الساوري

عن منشورات دار أسامة بالجزائر 2008 صدرت رواية غابت سعاد للكاتب المغربي بوشعيب الساوري. تحكي قصة غياب شابة مغربية من مدينة الدار البيضاء في ظروف غامضة، مع مطلع الألفية الثالثة. غياب سمح بعدة تأويلات سردية، إلى جانب رواية الأم التي تؤكد سفر ابنتها إلى بلدان البترول، هناك تأويلات الأقارب والجيران ومعارف الأم والأب. غياب يصير مشكلة أساسية لأبويها في حياتهما اليومية وفي علاقتهما بالجيران والأقارب والأصدقاء، تتناسل منها الحكايات بين واقع ومتخيل، في علاقات جدلية قوامها الصراع بين التأويلات السردية، لتبقى حقيقة غيابها معلقة. في رواية الكاتب المغربي حوار بين مسارين سرديين الأول خاص بالأب والثاني خاص بالأم، وهما يتعاملان مع جدلية الغياب والحضور، غياب البنت سعاد وحضور سيرتها التي شغلت الناس، وصارت تلوكها الألسنة، في واقع ثقيل الوطء، يعري الكثير من العلاقات الإنسانية، وتردي الأوضاع الاجتماعية، والتحولات الكارثية التي تطال المكان والعلاقات الاجتماعية، وتسليط الضوء، على موضوع مسكوت عنه في الغالب، ألا وهو أوضاع البنات المغربيات المهاجرات إلى بلدان الخليج العربي وظروف أقامتهن القاسية في غالب الأحوال، وإن كان مجرد ذريعة سردية. بقالب سردي يرتكز على صراع التأويلات السردية، صراع الوهم والحقيقة، وهم الكهف الذي يظل مسيطرا على أبوي سعاد خلال كل فصول الرواية، يستطيع الأب التخلص منه في النهاية، بينما تظل الأم غارقة فيه مواصلة تلقي أخبار ابنتها المتناقضة إلى حين وقوعها في غيبوبة لم تفق منها إلا بصعوبة.