"ترانزيت" لشربل داغر
صدر كتاب شعري جديد للكاتب اللبناني شربل داغر، بعنوان: ترانزيت، عن دار النهضة العربية في بيروت (246 صفحة). وهو الكتاب الشعري التاسع في إنتاج داغر، ويحمل الإهداء التالي: إلى سمير قصير في ضحكته المقيمة. يشتمل الكتاب على نص واحد، وينبني وفق نسق حواري. ينعقد النص حول الواقعة التالية: إثر عطلٍ مفاجىء في صالة ترانزيت في مطار، تنغلق المنافذ على عدد من المسافرين، فلا يقوون على الخروج، ولا على متابعة رحلاتهم؛ ينصرفون إلى تبادل الكلام والحركة، ومنهم ممثِّلون ومُخرِج يتمرَّنون ابتداءً من كتاب التاج للجاحظ... يتابع الشاعر داغر، في هذا الكتاب، الخروج من قصيدة النثر صوب شكل جديد، تلتقي فيه أنماط كتابية وتعبيرية مختلفة، بين الجملة الإنشادية والجملة الحوارية والجملة السردية وغيرها، ويتغيَّر بموجبها بناء القصيدة فضلاً عن فضائها: هذا يجعل الكلام الشعري يتوزَّع ويتقلَّب ويتباين ويختلف بين أصوات متعددة ومختلفة، ويجعل الشاعرَ، في هويته ودوره وخطابه، محلَّ مراجعة وصياغة جديدة. يقول داغر عن كتابه الجديد: لا أبدأ الكتاب أو النص انطلاقاً من لفظ، وإن أتى عنواناً، كما في هذه المرة: ترانزيت. كان أكثر من عنوان؛ كان مساحة، ولها وظيفة مسبقة ومحدَّدة: أن تستقبل في صورة مؤقتة. وكان لها أيضاً من يشغلها، سلفاً، وإن لوقت قصير: الواصلون المنتقلون إلى رحلة ثانية، والواصلون إلى مقصدهم النهائي الذين ما وصلوا بعد. هذا ما جعلني أستقبل أمام بوابة، انتصبتْ بمجرد قيام الحائط مثل ورقة أو شاشة إلكترونية. إلا أنني استقبلتُ من لا أعرف، تباعاً، حتى أن بعضهم ودَّع بعضهم الآخر أمامي... مساحة مفتوحة، مأهولة، مثل استعارة، ولكن لمن لهم هيئة غرباء وعابرين. هكذا خرجتُ منذ السطر الأول، وقبعتُ أنتظر في الممرات، في انتظار أن يصلوا... أخيراً. ورد على صفحة الغلاف الأخيرة: - لِمَ لا تجيب؟ أين تقف؟ - فيما يخصني، أنا، خرجتُ من الكتاب. - وذاكَ الذي وَجَّهْتُ إليه الحديث؟ - كنتَ تحادث غيري.
صدر كتاب شعري جديد للكاتب اللبناني شربل داغر، بعنوان: ترانزيت، عن دار النهضة العربية في بيروت (246 صفحة). وهو الكتاب الشعري التاسع في إنتاج داغر، ويحمل الإهداء التالي: إلى سمير قصير في ضحكته المقيمة.
يشتمل الكتاب على نص واحد، وينبني وفق نسق حواري. ينعقد النص حول الواقعة التالية: إثر عطلٍ مفاجىء في صالة ترانزيت في مطار، تنغلق المنافذ على عدد من المسافرين، فلا يقوون على الخروج، ولا على متابعة رحلاتهم؛ ينصرفون إلى تبادل الكلام والحركة، ومنهم ممثِّلون ومُخرِج يتمرَّنون ابتداءً من كتاب التاج للجاحظ...
يتابع الشاعر داغر، في هذا الكتاب، الخروج من قصيدة النثر صوب شكل جديد، تلتقي فيه أنماط كتابية وتعبيرية مختلفة، بين الجملة الإنشادية والجملة الحوارية والجملة السردية وغيرها، ويتغيَّر بموجبها بناء القصيدة فضلاً عن فضائها: هذا يجعل الكلام الشعري يتوزَّع ويتقلَّب ويتباين ويختلف بين أصوات متعددة ومختلفة، ويجعل الشاعرَ، في هويته ودوره وخطابه، محلَّ مراجعة وصياغة جديدة.
يقول داغر عن كتابه الجديد: لا أبدأ الكتاب أو النص انطلاقاً من لفظ، وإن أتى عنواناً، كما في هذه المرة: ترانزيت. كان أكثر من عنوان؛ كان مساحة، ولها وظيفة مسبقة ومحدَّدة: أن تستقبل في صورة مؤقتة. وكان لها أيضاً من يشغلها، سلفاً، وإن لوقت قصير: الواصلون المنتقلون إلى رحلة ثانية، والواصلون إلى مقصدهم النهائي الذين ما وصلوا بعد.
هذا ما جعلني أستقبل أمام بوابة، انتصبتْ بمجرد قيام الحائط مثل ورقة أو شاشة إلكترونية. إلا أنني استقبلتُ من لا أعرف، تباعاً، حتى أن بعضهم ودَّع بعضهم الآخر أمامي... مساحة مفتوحة، مأهولة، مثل استعارة، ولكن لمن لهم هيئة غرباء وعابرين. هكذا خرجتُ منذ السطر الأول، وقبعتُ أنتظر في الممرات، في انتظار أن يصلوا... أخيراً.
ورد على صفحة الغلاف الأخيرة:
- لِمَ لا تجيب؟ أين تقف؟ - فيما يخصني، أنا، خرجتُ من الكتاب. - وذاكَ الذي وَجَّهْتُ إليه الحديث؟ - كنتَ تحادث غيري.