تندرج تجربة الرسامة المغربية سلوى البصراوي الفنية، في إطار رسم عوالم إبداعية رقيقة، لها الكثير من السحر الطبيعي والمجتمعي الأخاذ، وهو ما يمنح أعمالها البديعة أفقا خالصا، له الكثير من البصمات الرقيقة، والحس الفني الأنثوي الجميل. وفي أعمال الفنانة التي عرضت آخر أعمالها برواق النادرة بالرباط منذ الجمعة 17 مايو، والى غاية الخميس 20 مايو، إحساس بان المرأة المغربية، قادرة على خلق عوالم فنية مغرية، وذلك من خلال إصرارها على الخلق والإبداع، وتجاوز عسر الفراغ والروتين، للتجاوب مع عوالم أخرى تجد فيها المرأة الفنانة ذاتها، بحثا عن صقل موهبتها، واستكشاف ما يجول بخاطرها. من هنا تبرز قيمة المسحة الفنية لدى الفنانة سلوى، المتخصصة في فن السيراميك، وتعليمه، فضلا عن الصباغة على الزجاج، والثوب، وتقنية الأبعاد الثلاث، وتقنيات أخرى، وهو ما يجعل منها فنانة متعددة المواهب، وللوحاتها فيض من السحر، الذي يتجسد على فضاءات كثيرة، تتوزع بين الطبيعي والواقعي والتشخيصي والحالم.
سلوى من هذا المنطلق، رسمت على مرايا السحر جمال المرأة المغربية، في عدد من المحطات والمشاهد الممتعة، وهو ما جعل من تلك اللوحات، أعمالا إبداعية تنبض بالدفء والرقة، وتبرز تكريم المرأة كعنصر فعال في المجتمع، فضلا عن احتفائها بالطبيعة، وذلك من خلال رسم الورود والأزهار، ومناظر ساحرة تأسر الأفئدة والألباب، لتكون لتجربتها مسحة خاصة، تتميز بالتقنية العالية في رسم تلك اللوحات الفنية، وبالقيمة الرمزية في تكريم التراث المغربي الأصيل.
أن أعمال سلوى بصمة فنية لإحياء العادات والتقاليد، لتكون أعمالها فيض من مشاهد راقية جدا، لها الكثير من الأناقة، والصفاء الفني الرقيق، والوداعة التي يمكن المتلقي أن تلمسها في كل المرايا التي تنعكس عليها شمس الفنون" البصراوية"، صباح مساء. وقالت سلوى في تصريح خاص بالمناسبة، أن معرضها يبرز قيمة الفنون النسائية المخصصة للزينة والديكور المنزلي، موضحة أن تجربتها، تعد واحدة من التجارب النسائية الجادة، التي توضح الرغبة الأكيدة للمرأة في إبراز مواهبها وقدراتها الفنية، وذلك من اجل لقاء الجمهور، والمساهمة في ثراء الممارسة الفنية والثقافية المغربية والعربية بشكل عام. وأضافت أنها كانت ترسم منذ نعومة أظافرها على ورق المقوى، ثم طورت تجربتها، وذلك من خلال دراسة فن السيراميك، والرسم على الزجاج على أيدي عدد من المتتخصين في هذا المجال، الذين استفادت منهم الشيء الكثير. وأوضحت بالمناسبة، أن لوحاتها تتميز بثرائها وخصوبتها الفنية، وذلك من خلال استعمال عدد من المواد الأولية التي تحتاج إلى تقنية عالية، بهدف رسمها وتتثبيثها على اللوحة، كما أشارت إلى أن إبداعها يحتفي في العمق بالطبيعة وبالإنسان، وبالتراث والتقاليد، وبكل ما حضاري وإنساني ويرمز إلى ثراء المغرب ثقافيا واجتماعيا وفنيا. وأبرزت الفنانة سلوى، قيمة القاسم المشترك الذي يجمع بين الفنون البصرية والتشكيلية، وفن السيراميك والرسم على الزجاج الذي تتقنه، موضحة أن الفن الجميل والموهبة والإبداع، هو الذي يجمع بين مختلف الفنانين، وذلك بهدف خلق عوالم فنية يرضى عنها المتلقي والجمهور وتضيف شيئا مهما إلى ذائقته الفنية. ولفتت الفنانة إلى أنها أقامت قبل معرض رواق "النادرة" عددا من المعارض التي لقيت استحسان الجمهور، ومنها معرضها الفني بأسواق السلام" ، وساحة جامع بدر باكدال بالرباط، فضلا عن معارض أخرى ضمن فعاليات ربيع اكدال الثقافي وغيرها.
إن هذه المعارض هي التي أكسبت سلوى تجربتها الفنية الكثير من المراس والموهبة، الشيء الذي انعكس على أعمالها التي شكلت، صورا راقية للذكرى، وفيها الكثير من الأحلام والذكريات، ويورق فيها الكثير من الحس الإبداعي الجميل، وفيض من الرومانسية، حيث الورود في معرضها تصنع من الفضاء حديقة غناء تسمع فيها شدو العصافير، وتستنشق فيها عبير ربيع ساحر، كله رقص فراش، وسقسقة ماء عذب، ومواويل نساء يحملن مياه الأمل من غدير الفنون. إلى هنا، يمكن اعتبار معرض سلوى برواق النادرة بالرباط، واحدا من المعارض المميزة والناجحة، التي كسرت روتين عرض اللوحات المختلفة، وهو ما أكسب معرضها الذي كانت مدته قصيرة للأسف، سحرا خاصا من قبل الجمهور الذي وجد فيه، فضاء لاستكشاف عالم فنون السيراميك والرسم على الزجاج، والنقش على الخشب، والرسم على الثوب، وفي ذلك لذة فنية لا تعدلها لذة.
كما يمكن الإشارة، إلى معرض الأزياء النسائية التي برعت في رسوماتها سلوى، كان ملح الطبق الفني الذي قدم للجمهور هناك، حيث أن المصممة والفنانة خديجة المجدوبي برعت هي الأخرى في تقديم أعمال على مقاس نساء جميلات، وبألوان لها طيف الحلم وأريج الحوريات، مما جعل من المعرض، سحرا على مقاس الفنون النسائية، وجد فيه المتلقي والجمهور كل الدفء والرومانسية وغزل أعراس، كان في طيف النساء الجميلات، يطوف من هنا وهناك ليصنع من المعرض ملحمة فنية راقية جدا، وإبداعا جميلا يستحق كل الدعم والتشجيع، حفاظا على أصالة الفنون المغربية، ودعما للمرأة في إبداعها المتجدد والخالص.