تمنح هذه المسرحية الحركة دورا دراميا لايقل أهمية عن دور الحوار، وتراوح في تناولها بين زمنين كي ينعكس الماضي على مرايا الحاضر، وتحاور الأسطورة الواقع، ويتكشف لنا ألق الزمن الأول وعمق خيباتنا المعاصرة.

أقهت الأوغاريتي (مسرحية): Aqhat Of Ugarit

معالجة مسرحية لأسطورة أقهت الأوغاريتية

سجيع قرقماز

الشخصيات:
الشخصيات المعاصرة:

الشخصيات الأوغاريتية:

الفصل الأول

المشهد الأول:
موسيقى من (رسالة مسجلة علىCD) تبدأ هادئةً، وتتصاعد متناسبةً مع الحوار، حتى تصل إلى فتاة في العاشرة من عمرها (راما) وهي تردد الرسالة، فنسمع الكورال كاملاً. (راما) تشارك بترديد عبارات غير واضحة. مع نهاية النشيد، واختفاء الصوت تدريجياً نسمع صوتاً يقترب من بعيد. بينما تنسحب (راما) إلى بقعة ضوء ستكون ملاذها الدائم حتى نهاية العمل.

صوت الكورس: كان الحلم وليس الحجر، الحياة وليس الدمار. كان تل رأس الشمرا، والناس تعيش فوقه، العشب والشجيرات ونبات الشمرة العطري يملأ المكان، كان أهالي قرية "برج القصب" يزرعون أراضيهم، ويقلبون التربة، يعيشون على أطراف التل، ماعدا صاحبنا محمود منلا المعروف بـ (الزير) فقد كان يقترب من التل أكثر، ويبحبش عن أماكن صعبة لحراثتها، كان صمده قاسياً كملامح وجهه، وكان لا يخذله أبداً، لكن في هذه المرة جرت الرياح بما يشتهي التاريخ، لا بما يشتهي الزير.

لن نطيل عليكم وسندع الزير يخبركم بنفسه عن أحداث القصة الغريبة التي جرت معه منذ حوالي خمسين عاما، وهذا هو الزير: (الزير، وهو الآن شيخ كبيرفي السن (السبعين) يتقدم إلى مقدمة المسرح بهدوء الشيخ الوقور، الستارة تخفي ما وراء الزير).

الزير: سأعود بكم إلى ربيع العام 1929، وسورية تحت الانتداب الفرنسي، وفي التل المعروف باسم "رأس الشمرة". تعودت أن أحرث الأرض، ولم يخذلني صمدي من قبل، أما في تلك المرة، وأثناء الحراثة، فقد وقف حجر كبيرٌ في طريق صمدي القوي.

المشهد الثاني:
(يتم تغيير المشهد ليناسب حديث الزير (شاباً منذ حوالي خمسين عاما)، التل، ثيابه وشخصيته، ينحني ليقود الصمد، بعد عدد من المحاولات يبدو الزير غاضباً، الحجر الكبير لا يتحرك رغم كل الجهد الذي قام به الثور. يأتي إليه صديقه (الشيخ صديق)).

الشيخ صديق: ختيرت يا زير. هيك
الزير: خسا يا (شيخ صديق)، بس ها لحجر أخو الحفيانة قدر عليّ، وعالتور كمان.
الشيخ صديق: وهلق؟
الزير: وهلق شو؟ إجيت بوقتك حتى تساعدني.
الشيخ صديق: (ضاحكاً بصخب) إي شوف تور غيري يساعدك زير.
الزير: شو خايف أكدنك محل التور؟؟
(يحاول الهرب، يقبض الزير عليه من يده)
الزير: منتساعد، أنا وأنت والتور، شو؟
الشيخ صديق: إذا هيك معليش، همة...
(يربطان حبلاً بالحجر الكبير، ومنه إلى الثور، ويتعاونان فيخرج الحجر، ويرى الاثنان فوهة كبيرة تحته، ينظران عجبا)
الزير: شو يا شيخ صديق؟
الشيخ صديق: شو يازير؟
الزير: كأنه كنز؟
الشيخ صديق: إي كأنه كنز
الزير: هس...
الشيخ صديق: هس...
(ينظران إلى بعضيهما، ناظرين حوليهما):
الزير: وشو منعمل
الشيخ صديق: خلينا نشوف شو فيه أول شي.
الزير: معك حق.
(يمعنان النظر في الحفرة، يرفع واحدهما رأسه، والآخر بعده بالتناوب)
الشيخ صديق والزير: كأنه دهب عم يلمع. كأنه قبر، كأنه كبير... كأنه قديم
(يسمعان صوت خطوات)
الزير: كأنه حدا جاي..
الشيخ صديق: شكله ابن حرام.
(ينهضان محاولين إخفاء ما في الحفرة عندما يصل شاب من القرية مستطلعاً)
الشاب: شو فيه هون
الشيخ صديق: روح العاب ما فا شي.
الزير: (محاولاً أن يكون طبيعياً) ما فيه شي.
(ينظر الشاب باتجاه الحفرة)
الشاب: كأنه كنز؟
الشيخ صديق: كأنه ما بتشوف مليح.
الشاب: (عائداً) إي منشوف...
(يذهب)
الزير: هادا بدو يبلغ الدرك.
الشيخ صديق: بيعملها؟
الزير: ليش لأ.
الشيخ صديق: هلق إبن مين هالشاب قلتلي؟
الزير: إبن وهيبة.
الشيخ صديق: بيعملها إبن حرام.
الزير: خلينا نقطع الطريق عليه.
الشيخ صديق: كيف؟

المشهد الثالث:
((تعتيم بهدوء وإنارة بهدوء على مخفر للدرك، برقيات ترسل، يظهر دركيان في الظل، بينما الزير والشيخ صديق واضحين، يتحدثان إلى الدرك، وأصوات المورس تستمر برنينها) "قبر كبير في برج القصب، فيه الكثير من الأوابد، واللقى، وبقايا عظام، وأشياء أخرى، ويبدو أن القبر مهم").

المشهد الرابع:
((يتغير المكان إلى مكتب، مع استمرار الشيخ صديق والزير في الوضع نفسه، بينما حل بعض المدنيين بلباس أنيق فرنسي مكان الدرك) "مكان يبدو هاماً جداً، يمكن أن يكون أوغاريت، الحلقة المفقودة في تاريخ الإنسانية، يبدو أنه أوغاريت، إنه أوغاريت، إنها الأبجدية، إنها بعض الرقم الهامة.. إنها.. إنها.." (تستمر أصوات المورس، يستمر المشهد لثوانٍ، إضاءة على(الزير) وحيداً، يخلو المكان، يظهر الزير شيخاً)).

المشهد الخامس:
الزير: إنها حوالي خمسين عاماً، يومها كنت شاباً، وأتى الفرنسيون بقيادة (كلود شيفر)، وبدؤوا الحفر في "رأس الشمرة"، فكانت أوغاريت، وطلبوا مني أن أعمل معهم فعملت، واستمريت بالعمل، وبدأت أوغاريت تظهر، وصرنا نكبر، كبر أولادنا، صاروا شباباً، تزوجوا، وخلّفوا، واستمرت حياتنا لكن بعيداً عن التل، فالعمل في التل مستمر لكشف تاريخ أوغاريت. في تلك الأيام ولد ابني سليمان، وعندما اشتد عوده قليلاً صار يعمل معنا في البعثة، ثم تزوج، وأهدانا أجمل فتاة في المنطقة، وقد سماها (راما)، وكانت منذ سنيها الأولى تتردد على التل، تلعب معي ومع الشيخ صديق، وصارت صديقةً للعمال جميعاً وللآثاريين الفرنسيين.

كبرت (راما) معنا دخلت مدرسة القرية/ أجل صار في القرية يومها مدرسة/ وأمضت بضع سنوات في المدرسة، كانت تتردد دائماً على التل نحن اليوم في بداية السبعينات من القرن الماضي وسآخذكم في جولة إلى تل "رأس الشمرة" لتتابعوا معي ماذا تفعل (راما):

المشهد السادس:
(مشهد لعمل فوق التل، تركض (راما)، تغني، بيدها كتب ودفاتر، بيدها الثانية قضوضة زعتر تأكلها بشهية. تجتاز العاملين في التل، تدخل القبر المعروف في أوغاريت (ربانو)).

المشهد السابع:
((راما) في حوالي العاشرة من العمر، الإضاءة تقلّص المشهد لتظهر (راما) وحدها في الكادر، حولها نوافذ للقبر، وفي السقف سبعة أحجار ربط، خربشات على الحيطان، تتأمل المكان، تستلقي على ظهرها، تفتح ذراعيها، وهي تشخص بنظرها بعيداً جداً، تحاول فتح فمها، كلام،كأنه صادر عنها لكنه يأتي من بعيد).

أزرع محبة في قلب الأرض
سلاماً لبني لبشر
سلاماً لبني البشر

(تتحرك (راما) مع سماع الأبيات، وكأنها حميمة لديها، تنهض، تدور في القبر تردد كلمات غير مفهومة مع الموسيقى الأولى للنشيد).

راما: محبة في الأرض
سلاماً للبشر
سلاماً للبشر

تدور داخل القبر، تتابع نظرها بعيداً ما تزال تحلم، أو هي في حلم يقظة، يأتيها صوت من البعيد:

ـ راما،
(تكرر مأخوذةً)
راما: سلاماً سلاماً لبني البشر
(كورال: لدي رسالة أقولها لك.)... يضعف الصوت تدريجياً
(راما) ما تزال في القبر، ومع تلاشي صوت الموسيقى تلمح بقايا صورة مرسومة على أحد الحيطان
صوت: راما.
راما: من ينادي ولا يوجد أحد.
(تقترب من الصورة الجدارية)
راما: هل هي فوغة ابنة دانييل المحبوبة، شقيقة أقهت.
(تقترب بخشوع منها)
راما: هل تناديني لم لا تجيبي
راما: كنت الصبية الحلوة، والأخت المخلصة، مات أقهت وحيداً، لقد تعذب كثيراً.
صوت: راما... (يتردد الصدى ثانيةً)
تبدأ (راما) بالدوران حول نفسها متسائلةً عن مصدر الصوت...

المشهد الثامن:
(يظهر الزير والشيخ صديق وهما في منتصف العمر)

الزير: راما
راما: جدي.
(يتحسسها، يضع يده الحانية على جبينها)
الزير: راما، شبك
راما: ما فيه شي يا جدي.
الزير: كأني سمعتك عم تذكري فوغة، وأقهت، مين هدون
راما: ما فيه شي يا جدي.
الزير: (يحضنها) شو القصة جدي؟.
راما: قصة أقهت
الزير: ما بعرف إنت قولي لي.
راما: أحيان بشوف حالي (فوغة) أخت (أقهت) اللي انتقمت لقتله بعد ما مات غدر.
الشيخ صديق: اسمالله عليكي، كأنه مسلسل عربي، هلق وقت القتل والموت
الزير: بكير حتى تفكري بالموت يا جدي.
راما: بشعر إنو(فوغة) عايشة جواتي.
الزير: مين (فوغة) يا جدي.
راما: بنت القاضي العادل (دانييل).
الشيخ صديق: يلا خلينا ناخدا عالبيت أحسن، حرارتها مرتفعة.
راما: (تهذي) فوغة، أقهت، دانييل...
(يخرجون).

الفصل الثاني

المشهد الأول:
(الستارة مغلقة، صمت، تعتيم، يتبعه صوتٌ منخفضً لموسيقى أسطورية قديمة، يتناوب معها صوت الكورس).

اسكب زيتاً
العيون، الأرض والسماء
الغلال أشجار الأرض.

يرتفع صوت الموسيقى تدريجياً ليملأ المكان، وتبدأ الإضاءة بإنارة الخشبة، يبدأ دخول سبع فتيات تحملن جراراً، الكورس بشكل قوس، على خلفية بيدر، تظلله شجرة كبيرة، تردد الفتيات مع دخولهن:

فلترسل أيها النبع الماء للزرع
أنزل المطر على الأرض يا بعل
أنزل المطر على الحقل أيها العلي

(تبدأ حركة الفتيات لملء الجرار، وسقاية الحقول، وهن يتابعن)

رحمةً للحنطة في الحقول
دواءً على التلال
عطراً للجبال
وفرحةً على البيدر
رحمةً بالطير والبشر
لنأكل خبزنا جسداً
ونشرب خمرتنا دماً

المشهد الثاني:
يظهر رجلٌ وقورٌ (القاضي دانييل) يجلس تحت الشجرة الكبيرة، وارفة الظلال، على البيدر، ليقضي بين الناس، يجلس بعض الأشخاص حول القاضي:

الكورس: ليحقق القاضي دانييل حلمه
ليولد لـ (دانييل) ابن صياد

(تتحول الأنظار إلى الرجل الوقور، القاضي دانييل، الذي يقف بين الناس ليحكم بالعدل، يظهر من الناس الذين يحيطون به أنهم يشكرون له حكمه العادل، كان القاضي يظهر من بعيد وهو يقوم بدوره بكل أمانةٍ وإخلاص).

الكورس: إنه القاضي دانييل، ينصف الفقير والأرملة، ويحق حقوق الضعفاء، والملك لا يتوانى عن دعم القاضي وقراراته، لثقته الكبيرة بحياده، وموضوعيته.

المشهد الثالث:
(كان القاضي يفض النزاع بين زوجين)، قال لهما:

القاضي دانييل: يجب أن، تتحملا بعضكما، يمكن أن يكون الزواج أقل روعةً من العزوبية، لكنه أكثر أماناً.
الكورس: ماذا عن وضع المرأة؟
القاضي دانييل: في قانون أوغاريت "على الرجل إذا أهان أمه، أو أساء إليها، أن يغادر البيت ملعوناً، يخلع جلبابه، يضعه على قفل الباب الخارجي، ويذهب عارياً كما ولدته أمه"، والمرأة ترث كالرجل، وتحتفظ بإرثها، ومهرها، والأراضي والأملاك التي وهبت لها... أما بالنسبة للزواج، تابع القاضي، فمسموحٌ للأوغاريتي أن يعدد زيجاته (لكن من استطاع إلى ذلك سبيلاً).
الكورس: قاضي أوغاريت العادل الذي نفخر به لا ولد له ,
لا سند قوي يسنده في شيخوخته،
لا شاب يدحل سطح بيته في الشتاء،
أعطته الدنيا ولم تنصفه
أعطاه "الإيل" ولم يرزقه بولد ٍ
يحمل اسمه
أعطاه العدل ولم يعطه الولد

المشهد الرابع:
(يبتعد الجميع تدريجياً عن القاضي دانييل، إنه وحيدٌ، يشعر بذلك، يركع، يقوم، يعيد الكرة أكثر من مرة، الكورس يحيط به من خلفه، والفتيات تتحرك وكأن حركتها مكملة لحركة دانييل).

القاضي دانييل: سبع سنينٍ وأنا أركع لك
سبع سنينٍ وأنا أنتظر
صارت ابنتي "فوغة" صبية وأنا أنتظر
لم أرزق بصبي ٍ يحمل اسمي
يدحل سطح بيتي في الشتاء
يكون عكازي في خريف العمر

(تتصاعد الموسيقى، بينما يتهالك (دانييل) أرضاً).

الكورس: رفع (دانييل) صوته مجلجلاً ونام
مد المئزر وبات ليلته، انتظر، وانتظر..

(تخفت الموسيقى تدريجياً، ليتماسك من جديد)

القاضي دانييل: سبع سنينٍ
وسأنتظر سبعاً أخر
فالإله سيحقق أمنيتي
وسيهبني الصياد الذي يملأ قدوري باللحم
والذي يدافع عن سياجي

(تتصاعد الموسيقى مع توزع الكورس، ودخول مجموعة الراقصين (سبعة شباب)، الجميع يحملون المباخر، ويبدؤون رقصة "المعبد" والدعاء إلى الإله كي يحقق رغبة (القاضي دانييل)، ينسحب دانييل إلى عمق المسرح، حتى نهاية الرقصة، ثم ـ ستوب كادر ـ على الراقصين وهم يغطون دانييل. مع توقف الموسيقى).

الفصل الثالث

المشهد الأول:
(في المنزل الريفي، (راما) وسط أبيها وأمها، والزير والشيخ صديق).

راما: (لنفسها) لم تك (فوغة) تدري بما يحدث، لكنها تشعر بألم أبيها الكبير، وهذا ما يجعلني أفكر فيها.
الشيخ صديق: ولي بنتي مين هادي (فوغة) آ
راما: (فوغة) كانت بنت قوية، وقدّ حالها، كانت عايشة وحيدة، كتير مشتاقة يكون عندها أخ يحميها، ويساعدها.
الزير: وشو علاقتها بدانييل
راما: (دانييل) أبوها، وكان من الشخصيات المهمة في أوغاريت، وكان الملك (نقماد الثاني) يحترمه وييحبه كتير، كان القاضي الأول في أوغاريت في عهد الملك (نقماد الثاني).
والدها: منين بتعرفي كل هالمعلومات يابنتي
راما: بابا، هادا (كابي) اللي بيشتغل مع الفرنسيين، مهتم كتير بالقصص الأوغاريتية القديمة، وبيحكي لي كل القصص الحلوة عن هاديك الأيام.
والدتها: وبعدين يا بنتي، صار عندها أخ

(تبدأ (راما) وكأنها تسرد الحكاية، لنسمع صوت الموسيقى الميثولوجية القديمة، يرتفع صوت الموسيقى وتخفت الإضاءة في نفس الوقت، حيث يتحول المشهد إلى البيدر ثانيةً)

المشهد الثاني:
(مع استمرار الموسيقى، يخرج كورس الراقصين وتبقى الفتيات، اللواتي تتقدم من مقدمة المسرح، وخلفهن (القاضي دانييل) يرفع يديه بالدعاء إلى الشجرة الكبيرة).

الكورس: نهض وجلس عند البوابة قرب الأكداس عند البيدر
يقضي قضاء الأرملة ويحكم حكم اليتيم
استمر بالدعاء
كان "البعل" يسمعه، وينقل شكواه
صوت البعل: يا والدي، إنه القاضي دانييل يتنهد
فليس له كأخوته ولد
باركه يا خالق الخلق
وفاصل السماء عن الأرض
فيكون له ابنٌ في بيته
وذريةٌ في قصره
ارزقه بولدٍ يشد إزر أبيه
يرمم مسكنه
يأخذ بيده في الظلام
كي ينشر العدل بين الناس، ويحقق قضاءك
الكورس: وكانت الشكوى تصل إلى رب الأرباب "إيل"
صوت إيل: أيها البعل
لقد باركناه من خلالك
وحققنا رغبته استجابةًَ لرغبتك

المشهد الثالث:
(يتحرك (دانييل) يمين الشجرة، مع (الكورس) بينما يدخل كورس الراقصين برفقة زوجته (دانييلا) و(فوغة) ويتوضعون يسار الشجرة، يشكلون جميعاً قوساً يملأ الخشبة. (تنار الشجرة بأنوارٍ قويةٍ، ترافقها الموسيقى)).

صوت البعل: باركك رب الأرباب "إيل"
واستجاب لصلواتك
باركك رب الأرباب
وسيكون لك كما لأخوتك ولد
سيكون لدانييل ولدّ صيادٌّ
وليكن إسمه "أقهت"
وسأباركه بباكورة صيده كل عام
دانييل: لتكن مشيئة الرب
وليكن اسمه "أقهت"
شكراً لك يا رب الأرباب إيل
ولمباركتك يا "بعل الجبار" راكب السحب،
لنحتفل جميعاً

(موسيقى راقصة، الجميع فرحون، كورس الشباب مع البنات يتابع الرقص، دانييل، وزوجته، وابنته يشاركونهم في رقصة الولادة، والشكر للآلهة).

المشهد الرابع:
(في المنزل الريفي، (راما) وسط أبيها وأمها، والزير والشيخ صديق).

راما: إي صار عندها أخ، وأجمل أخ، "أقهت إبن دانييل"، كل المملكة احتفلت مع دانييل بهالمناسبة، وقدموا الهدايا الكتيرة لأقهت، حتى الآلهة شاركت دانييل فرحته بالهدايا المميزة.
الزير: طيب و(كابي) منين بيعرف كل هالشي يابنتي
راما: جدي، هادا المسيو شيفر رئيس البعثة الفرنسية، صديقه لـ (كابي) وبيخبره عن كل هالشغلات.
الشيخ صديق: طيب وهادا شيفر وجماعته شو بيعرفهم
راما: هالقصص متل ما قال لي (كابي) مكتوبة عالألواح اللي عم تطالعوها أنتو من تحت الأرض.
والدها: وهالقصص يا ترى حقيقية بابا
راما: طبعاً، بس بالنسبة لأهل هداك الزمان، المسيو شيفر بيأكد إنو القصص كانت حقيقية، واللي ماكان حقيقي منها كان بقصد تفسير ظواهر الكون والطبيعة...
الزير: يعني كان قصدهم يعلموا أولادهم من خلال هالقصص
راما: طبعاً جدي، لهيك (كابي) بيحكي لي ياها، وبيقللي دايماً: منشان بس تصيري صبية تفهمي كيف كان أجدادك يفكروا.
الشيخ صديق: ليش عندك أجداد غير الزير ولي بتي
راما: لأ عم صديق، القصد أجدادنا من آلاف السنين.
الشيخ صديق: ليش ولي بتي معقول هيك ناس كتير أكابر نكون نحني أحفادهم، إي والله ما معقولة، (ويضحك بصخب).
الزير: ليش شبنا ياصديق
الشيخ صديق: البركة فيكن يا زير، بس قصدي هيك ناس غشيمين متلنا، لازم يكونوا أجدادهم غشيمين متلن... بعدين بتصغر إذا قلت شيخ، بيوجعك حنكك؟
الزير: (يقابله ضاحكاً) أنا بمون شيخ.
الشيخ صديق: وإنت أجدادك الأوغاريتيين يا زير، والله بتستحق تكون منهم.
والدها: هلق خلونا نعرف شو صار بدانييل
والدتها: وكيف الآلهة شاركت دانييل بالهدايا
الشيخ صديق: إي والله، خلونا نعرف الآلهة شو قدموا هدايا لأقهت.
راما: اسمعو لازم إقرا الحكاية هون من الدفتر اللي مترجم عليه "كابي"
(تفتح دفتراً يرافقها):

المشهد الخامس:
صوت راما: عاش الصبي (أقهت) حياةً رغيدةً برعاية والديه، وأخته فوغة التي تعلقت به كثيراً..

(يخفت صوتها تدريجياً ليرتفع صوت الكورس مكانها، متابعاً الحكاية وكذلك يتغير المنظر من البيت إلى البيدر والشجرة.. في البداية صوت الكورس، ثم يدخلون من اليمين واليسار بالتناوب).

الكورس: وكان محبوباً جداً في أوغاريت، وشقياً جداً لا يهدأ في مكان، وخاصةً في نزهاته خارج العاصمة، إلى الجبال الشرقية، حتى قيل عنه إنه يقتنص الطيور والوحوش بسهولةٍ كبيرةٍ ولم يبلغ بعد سن الرشد. لكنه عندما بلغ سن الرشد احتفلت أوغاريت كلها بهذه المناسبة التي يعتبرها الأغاريتيون من المناسبات الهامة. لكن أهم الهدايا كانت هدية الإله (كوثر) وهو إله الصناعة والحرف الذي يسكن مدينة "ممفيس"، وهي الهدية التي سببت مأساة أقهت إبن دانييل....

(تعتيم، مع سبوتين، حيث يقسم المسرح إلى جزأين، وننتقل من جهة إلى أخرى بالتناوب، وحسب الحوار)

في اليسار: دانييل وزوجته وابنته، وبعضٌ من أهالي أوغاريت يحتفلون ببلوغ (أقهت) الثانية عشر من العمر، وهو سن البلوغ عندهم.

في اليمين: رجل بعضلات، يضع اللمسات الأخيرة على قوسٍ ونبال، وهو مهتمٌ كثيراً بعمله، ويبدو فخوراً بما ينجز.

دانييل: لقد بلغت سن الرشد يا (أقهت) صرت الشاب الذي يفخر به والده.
دانييلا: الابن الصالح الذي يحمي أسرته.
فوغة: والأخ العزيز الذي يقاتل في سبيل أخته.
دانييل: ستصبح أعظم صياد في المملكة.
الكورس: وأعظم حداد في المملكة ما يزال يعمل على صناعة قوس رائعة، (بإشارة إلى الرجل ذو العضلات) إنه الإله (كوثر) إله الصناعة والحرف في أوغاريت، وهو الذى بنى البيت الجميل للإله بعل في جبل "صافون". وكان فخر أوغاريت. لكن من هو صاحب الحظ السعيد في اقتناء هذا القوس.
(تظهر (عناة) آلهة الصيد، وترقص بكل عنفوان، وهي تتجه إلى الإله (كوثر) في دلالةٍ على أنها صاحبة الحظوة في هذا القوس)
الكورس: هل هي شقيقة البعل، وربة الصيد، الجميلة (عناة)
(يتحرك (أقهت) ويرقص بكل عنفوان، وهو يتجه إلى الإله (كوثر) في دلالةٍ على أنه صاحب الحظوة في هذا القوس)
الكورس: أم أن (كوثر) يفكر بهديةٍ لائقةٍ للقاضي العادل (دانييل) بمنسبة بلوغ ابنه (أقهت) سن الرشد
(في هذه الأثناء لا يلتفت (كوثر) إلى أحد بل يتابع عمله بكل جدٍ ومثابرة)
كوثر: إنه القوس الأكثر قوةً، أشد قوسٍ أصنعه في حياتي.
(تتحرك (عناة) وترقص بكل عنفوان، وهي تتجه إلى الإله (كوثر) في دلالةٍ على أنها صاحبة الحظوة في هذا القوس)
(يتحرك (أقهت) ويرقص بكل عنفوان، وهو يتجه إلى الإله (كوثر) في دلالةٍ على أنه صاحب الحظوة في هذا القوس)
(يرقصان معاً وكأنهما في صراعٍ من أجل الفوز بالقوس، وإقناع (كوثر) بذلك)
كوثر: (وكأنه يعرض بضاعته)
إنها السهام الأقوى
والتي تناسب القوس.
(يتابع (أقهت) و(عناة) رقصتهما، ويقتربان أكثر من (كوثر))
كوثر: القوس الأقوى، والأجمل، والسهام الخيرة، إنها تستحق رجلاً..
(تختفي (عناة) في الحال، ويرتفع صوت الفرح، (أقهت) بين المحتفلين، يدخل (كوثر) وهو يحمل القوس والسهام بشكل ٍ احتفالي بين يديه، يسكت الجميع، ويقفون احتراماً للقادم)
كوثر: إنه يستحقه أيها القاضي العادل
إنه الرجل الذي يستحق القوس.
الصياد الذي يستحق سهامي.
(يقترب (كوثر) منهم، يضع القوس والسهام بين يدي (أقهت) الذي يركع أمامه، وهو يتناول القوس والسهام، ينسحب (كوثر) جانباً بينما يقترب (دانييل) من أقهت الما يزال راكعاً، يضع (دانييل) يده على رأس (أقهت) )
دانييل: بواكير صيدك باركها (البعل)
لتكن بواكير صيدك للهيكل يابني.
لتكن سهامك للخير
لتملأ قدور أبناء مملكتك باللحم
كما جرارهم ملأى بالنبيذ
(ينهض (أقهت) يرقص بالقوس والسهام، يرافقه كورس الفتيات، وكورس الشباب. في نهاية الرقصة، ومع التركيز على (كوثر) يختفي لنرى (عناة) مكانه، تتوقف الرقصة فجأةً)

المشهد السادس:
الكورس: بمديةٍ لماعةٍ قطعت صدر الحمل 
             وشربت قدحاً كبيراً من الخمر 
             ودم الدالية بكأسٍ ذهبيةٍ 
             رفعت رأسها تشتهي القوس في نفسها

((أقهت) يتابع رقصته، وحيداً على الخشبة، ينتبه إلى ذلك عندما يرى (عناة) وجهاً لوجه، يوجه قوسه إليها، تخاف).

أقهت: قوسي ليس للشر... لا تخافي يا ربة الصيد
عناة: لست خائفةً بل مندهشة... ما أجمل هذا القوس
أقهت الفتى البطل، أطلب فضة فأعطيك
ذهباً فأرسل إليك، إنما أعط قوسك لعناة
أعطني قوسك يا أقهت.
أقهت: إني أترقب صيد عقبان لبنان، وغزلان الجبال.
أترقب صيد الوعول، أترقب الثور، أما أنت
فاطلبي (كوثر) يصنع قوساً لك
عناة: أعطني القوس يا أقهت، وسأعطيك ما تريد
أطلب الحياة يا أقهت.
(مناورة بين الاثنين رقصاً) 
             عندما يعود (بعل) إلى الحياة، يحتفل الناس بعيده. 
             يسقونه ويزغردون، ويغنون الأغاني العذبة، ويشيدون به. 
             هكذا سأجعل البطل (أقهت) يعيش
أطلب الحياة الأبدية، وسأعطيك إياها.
وأجعلك تعد السنين مع (بعل)
(المناورة مستمرة بين الأثنين رقصاً)
أقهت: لا تخدعيني يا (بتول)
لا تخدعي البطل بثرثرات النساء  
لمّا كان الجميع سيموتون، أقهت أيضاً سيموت.
ما هي آخرة الإنسان وماذا يأخذ من دنياه
سأموت كالآخرين.
لذلك لا تخدعيني يا (عناة).
لا تخدعيني أيتها (البتول).

(يتراجع عنها، وهو يشد سهماً إلى وتر قوسه باتجاه (عناة)، تصطدم نظراتهما، يتراجع عنها رغم القوس، وهي تتابعه، تطارده، تقترب منه بحركة تهديد، ما يزال صامداً يواجهها، تنظر إلى السماء، تطلب شيئاً، إضاءة توحي أن شيئاً ينزل من السماء، تتحول الإضاءة إلى مجموعة من الرجال الذين يرتدون زي النسور الذين ينفذون أوامر (عناة)، يحيطون بـ (أقهت) بينما تنسحب (عناة) خارج المشهد).

(صراع بين (أقهت) والنسور، ينتهي بمقتل (أقهت). لكنه يرمي القوس والسهام بعيداً بحيث لا تصل أيدي النسور إليها)

الكورس: ضرب (أقهت) مرتين، وثلاث مرات،
 سفك دمه، كدم شاةٍ نحرت على ركبتيها
 خرجت روحه كعصفة ريح،
كنسمة خرجت روحه من أنفه
(يتحول المشهد إلى أحمر يغطي المكان، تدخل (عناة)، تفاجأ بما حدث)
عناة: كان شاباً جميلاً. لماذا فعلتم ذلك
قائد النسور (وطفان): لم نجد طريقةً أخرى، كانت مقاومته أقوى مما اعتقدنا.
عناة: وما الفائدة، وأين القوس
وطفان: ذهبت إلى البحر مع السهام يا مولاتي.
عناة: ليته لم يمت، كان شاباً قوياً جريئاً.
(موسيقى حزينة تطغى على حوار (عناة) ويتحول الأحمر إلى أصفر، والذي يتحول بدوره إلى حقل ٍ أصفر يابس).

الفصل الرابع

المشهد الأول:
(تدور (راما) وحيدةً في بقعة ضوء (يمين الخشبة)، تستلقي على ظهرها، تفتح ذراعيها، وهي تشخص بنظرها بعيداً جداً، تحاول فتح فمها، كلام كأنه صادر عنها لكنه يأتي من بعيد).

راما: أزرع محبة في قلب الأرض
سلاماً لبني لبشر
سلاماً لبني البشر
(في بقعةٍ مقابلة (فوغة) وحيدةً (يسار الخشبة) تنحني لتلقي نظرة على السنابل الصفراء كالموت يتوزع (الكورس) حولها، وهم يجلسون بحزنٍ شديدٍ)
الكورس: سنبلةً باكيةً،
سنبلةً يافعةً يابسة.
فوغة: الحقل أصفر
لا حياة فيه
وأقهت أيضاً
راما: أحياناً بشوف حالي (فوغة) أخت (أقهت) اللي انتقمت لقتله بعد ما مات غدر، والعالم كله صار أصفر ما فيه حياة.
(يدخل دانييل)
الكورس: ها هو يدخل حزيناً لمرأى السنابل،
قبل السنبلة، استنشقها،
تزهو بالقحط السنبلة...
انحبس الطل عن العنب سبع سنوات
انحبس المطر عن الأرض سبع سنوات
دانييل: (يتضرع إلى السماء)
أيتها السحب أنزلي مطراً
أيتها الغيوم أمطري صيفاً، وليروي الندى كروم العنب
فليسقها (بعل) سبع سنوات
وليسقها (البعل) ثماني سنوات.
(بحزنٍ إلى الأرض)
الغيوم بلا طلٍ ولا مطر 
             بلا اضطراب أمواج البحر
(ينظر حوله) 
             كيف ينبت العشب الضار، وتجف السنابل
(يقبل سنبلةً يابسة) 
             ستجمعك يد أقهت، ستضعك في وسط البيدر
(يبدو أنه بدأ يفقد اتزانه، تقترب منه (فوغة) تقع عيناه في عينيها، يشعر بحزنها، ترتمي في حضن أبيها، يضمها، يستشعر خطراً في حركتها، يبعدها عنه بحنان، حتى يواجهها مباشرةً، تخفض بصرها، تحاول الهروب من نظرته المتسائلة).
دانييل: أخطرٌ قادم أم مصيبةٌ حدثت
(تبكي (فوغة)، يرتفع صوت الموسيقى الحزينة، ينظر إلى زاوية المسرح، فيرى مجموعةً قادمةً، وهي تحمل (أقهت) ممدداً فوق تابوتٍ خشبيٍ، مع دخول حاملي التابوت تظلم الدنيا، لتضاء شموع أو فوانيس صغيرة حول التابوت، يركع (دانييل) و(فوغة) و(الكورس) و(راما) من بعيد، مفسحين المجال لخروج التابوت، حيث يشيعه (دانييل) بصرخةٍ عميقةٍ:)
دانييل: لا.. لا.. لا

المشهد الثاني:
(على البيدر، تحت الشجرة، دانييل، وكأنه في لحظاته الأخيرة حزناً على أقهت).

دانييل: اسمعي يا (فوغة)، يا حاملة الماء على كتفيها
منزلة الطل على الشعير
العارفة مسالك النجوم
روح أقهت تتعذب
إنها أمانةّ في عنقك، أنت ولدي.
(تنحني (فوغة) تضع يدها على السيف)

المشهد الثالث:
(تضع (فوغة) يدها على السيف، تبدأ بارتداء ملابس القتال.. تضع (راما) يدها على السيف، تبدأ بارتداء ملابس القتال.. أثناء الإلباس يتم تبادل الأدوار بين (راما) و(فوغة)، تدوران وهما تتابعان).

الكورس: أخرجت (فوغة) سمكةً من البحر واغتسلت
اصطبغت (راما) بالأرجوان من صدفة البحرثم صعدت
لبست ثوب فتى، وضعت خنجراً في قرابة، ومديةً في غمدها
ولبست فوقها ثوب امرأة
وعند غروب الشمس وصلت إلى أهل الخيام،
حيث يقيم (وطفان).
وحيث (روح أقهت) ما تزال تتعذب.

المشهد الرابع:
(عندما تصل (فوغة) ترى (وطفان) وجماعته، يحتسون الخمرة، ويتسامرون، تنضم إليهم، تشرب معهم، وتستمر الأحاديث، دون أن نسمع شيئاً، حيث فجأة تتوقف الموسيقى).

وطفان: وهكذا طرت فوقه، وأغمدت سيفي في ظهره.
أحد رجاله: لم يكن أقهت جباناً
وطفان: أجل كان وحيداً، لم يكن جباناً ( ينظر إليه (وطفان) بلؤم).
فوغة: لم يكن جباناً، ألم تك ( تقف فوغة، تواجهه )
(يدوران في منتصف المسرح حول بعضهما)
وطفان: لا
فوغة: بل كنت، ضربته في ظهره.
وطفان: لم ولن أكون جباناً.
فوغة: أثبت ذلك.
(يتم تبادل الأدوار بين (راما) و(فوغة)، تدوران وهما تتابعان)
راما: كان وحيداً ولم يكن جباناً، أما أنت فكنت.
فوغة: أقهت كان وحيداً، وكان شجاعاً
وأنت لم تكن وحيداً، وكنت جباناً، وأنا الآن وحدي كما كان، لنرى

(تهجم عليه، تبدأ المبارزة بينهما، تتبادل (فوغة) الدور مع (راما). تطعن (وطفان)، تزهو بالنصر، يخلو المسرح إلا منها ومن (راما)).

(تذهب لتخبر أبيها بذلك، تصعد فوغة إلى السماء، لتختفي، وينتهي المشهد الأسطوري، وليحل مكانه المشهد الواقعي، (راما) تمر أمام الشاطيء مصحوبةً بموسيقى أمواج البحر).

المشهد الخامس:
((راما) وحيدةً على الشاطيء يخرج القوس مع النبال، وتخضر الأرض ثانية، ومع القوس، والسهام، تبدأ (راما) بالزهو وهي تردد رسالة أوغاريت إلى الأمم).

لدي رسالة أقولها لك
رسالة الشجر وهمس الحجر
تنهدات السماء إلى الأرض، والقمر إلى الكواكب
وأغنيات البحر مع النجوم
لدي رسالة أقولها لك
أسكب سلاماً في جوف الأرض.. أكثر من المحبة في الحقول
كي نقيم في الأرض وئاماً.. ونغرس في التراب محبة
لدي رسالة أقولها لك
تعالوا نزرع في التراب محبة، وفي الأرض وئاماً
محبةً في الحقول، فرحةً على البيادر
عطراً على الجبال، دواءً على التلال
سلاماً لبني البشر، سلاماً لبني البشر، سلاماً لبني البشر.