رسالة ليبيا

دورة فاشلة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية

محمد الأصفر

اختتمت فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان الوطني للفنون المسرحية 20 ـ 30 ـ 2008م شحات ـ البيضاء ـ درنة ـ وسط استياء كبير من الكثير من الفنانين والمثقفين الذين تابعوا عروض المهرجان حيث اتسمت هذه الدورة بسوء التنظيم والفوضى والارتجالية وانعكست كل تلك السلبيات على العروض حيث الازدحام غير المبرر له وإفساد العروض من قبل الجمهور مماجعل الفنان ميلود العمروني بطل مسرحية جيش حميدة الدولى أن يوقف العرض بعد مشهدين من بدايته ليتم عرضه بعد يومين.. والفنان الضيف حسن مصطفى حضر هذا الفصل السيء وغادر إلى مصر ولم يكمل بقية العروض.. المهرجان على الرغم من الدعم السخي المقدم من أمانة الثقافة الليبية حيث تجاوز حسب ما سمعنا النصف مليون، إلا أن الخدمات المقدمة للفنانين مقابل هذا المبلغ خدمات سيئة لا تليق بفنان يحترم فنه ويقدسه إضافة إلى المعاملة السيئة من لجان المهرجان التي وصلت في إحدى فصولها إلى اتهام فرقة السنابل وفنان كبير معروف اسمه رجب العريبي بسرقة بطاطين من بيت الإقامة، تناول الوجبات وهي وجبات سيئة جدا بالطابور.. الإقامة في مصيف على البحر وهي أيضا سيئة فالمتعارف عليه ان كل فرقة يخصص لها فندقا خاصا بها كي يرتاح الفنان ويستطيع أن يصل بأدائه في يوم العرض إلى القمة.

المسارح التي تقام عليها العروض بعيدة عن مقر الإقامة ونصف الوقت يضيع في التجهز للمغادرة وفي العودة إلى المبيت وعموما وحسب كثير من الآراء التي نشرت في الصحافة المحلية أنهم يرون أن مدينة صغيرة مثل البيضاء ليس بها فنادق كافية وخدمات مناسبة غير قادرة على تنظيم مهرجان وطني مسرحي يشارك فيه أكثر من 700 فنان ومتابع والأغلبية طالبت بإعادة المهرجان إلى مدينة طرابلس حيث الإمكانيات الجيدة وقرب أصحاب القرار والمسئولين من مكان الفعاليات لمعالجة أي خطأ طارئ أو أي نقص.. وكل هنات الجان العاملة يمكن لفنان بلعها لكن تبقى الصدمة الأخيرة التي وجهتها لجنة التقييم والتي كانت غير مقنعة في منحها الجوائز وفي حجب بعضها حيث اعتبر البعض ليلة الختام ليلة اغتيال المسرح الليبي.. ولجنة التقييم قامت بمنح عدة جوائز لفرقة واحدة ومنحت جوائز لفنانين جدد وحجبت عدة جوائز ولا بأس من انتهاج هذا المسار الثوري في سحب البساط من تحت المخضرمين ومنح الجوائز لفنانين جدد، وهذا سأعتبره جيدا وسيجعل من كل فنان جديد أن يثق في فنه وان يركز وان يرتقي إلى الخشبة وهو مطمئن أنه لن يظلم لكن حجب عدة جوائز لا مبرر له أيضا.

هناك مسرحية جيدة بشهادة الجميع العرب والليبيين بعنوان (الإطار) لم تمنح أي جائزة بالإضافة أن لجنة التحكيم قدمت النتائج من دون حيثيات والمفترض أن تكتب عن كل عمل فائز على الأقل ثلاث سطور ليقتنع المتلقى بجماليات هذا العمل واستحقاقه للفوز. وربما الحسنة الوحيدة التي أقنعت الجميع هى فوز الكاتب الدرامي فتحي القابسي بجائزة التأليف عن مسرحيته (جريدة أم بسيسي) حيث ظل هذا الكاتب منذ سنوات يكتب للمسرح ولمرئية من دون أن يتحصل على أي جائزة، على الرغم من إبداعه وفهمه لأعماق الإنسان الليبي وأجواءه الشعبية.. وستظل مشكلة التحكيم إلى الأبد هي آفة المهرجانات والمسابقات وهذا هو قدر المسرح والفن. والطريف لدينا في ليبيا أن الوجوه المسئولة في المسرح لا تتغير أبدا فهذه الوجوه سنجدها أيضا في المهرجان الثاني عشر وإلى الأبد. وأعتقد أن منح فرقة بيت شحات (قورينا) الثقافي أربع جوائز دفعة واحدة يحمل بعدا تعبويا حيث تم منح جائزة حورية قورينا عن عرض تحيا دولة الحقراء اعداد الصغير المسكيني ـ اخراج عزالدين المهدي ـ الكاتب معمر القذافي ـ لللأخ القائد معمر القذافي خاصة مع تزامن عودة تمثال أفروديت من إيطاليا بواسطة جهود القيادة الليبية الساعية إلى عودة كل أثر فني تم نهبه فترة الاستعمار الإيطالي.

وهناك عدة اسماء مبدعة منخرطة في العمل الإداري بالمهرجان في لجان التنظيم والتحكيم وغيره والأفضل عدم استهلاك هؤلاء المبدعين اداريا ومطالبتهم بالإشتراك في المهرجان بنصوص فنية أو بإخراج المسرحيات وأيضا شهد هذا المهرجان عدة عروض هابطة فنيا جدا والغريب انه كانت هناك لجنة مشاهدة لا ندري كيف أجازت مثل هذه العروض التي تسيء للمسرح وتتفهه.. ملاحظات أخرى كثيرة لمسناها في هذا المهرجان منها ان مدير المهرجان ومساعده لا يحضران العروض فبينما العروض تعمل على الخشبة تجدهما جالسان في الكافتيريا يحتسيان القهوة ويدخنان السجائر والمفترض أن يتابع المسؤول المهرجان وخاصة الشيء المهم والاساسي فيه وهو العرض.. كذلك واكبت المهرجان جريدة لا ترتقي إلى مستوى أن تكون جريدة فنية فعزوف القارىء والمشارك عن اقتنائها يجعلنا لا نتكلم عن محتواها وما تروج له حيث تجدها في المطعم أكوام وفي الكفتيريا أكوام وفي مكتب الاستقبال أكوام وفي نهاية هذه المتابعة الخاصة بمجلة الكلمة سأظل أقول أننا لن نتقدم إلى الأمام ما دمنا نفضل الموالي والمخلص على الموهوب.

في هذا المهرجان تم تكريم العديد من الفنانين العرب والليبيين منهم:

* سليم كلاس * طلحت حمدي * جولييت عواد * قاسم البياتلي * شيرين * المسكيني الصغير * سهير المرشدي * صباح بركات * جميل عواد * منى نور الدين * رافع نجم * عطية الفلاح * خدوجة صبري * نعيمة بوزيد * لطفي بن موسى * صالح بوخزيم * جميلة الحضيري * الطاهر قنانة * والراحل الجالي أحمد والراحل صالح الثلثي وتكريم استثنائي للفنان المرحوم "محمد عبد الهادي" مؤسس المسرح اليبي.

وهذه حصيلة نتائج وجوائز المهرجان

جائزة حورية قورينا للكاتب المبدع "معمر القذافي" عن نصه "تحيا دولة الحقراء"

الجائزة الفنان اسم العمل المشارك الفرقة
1 ـ جائزة أفضل تنكر علي الشرقاوي عقل -
2 ـ أفضل موسيقى (حجبت) - -
3 ـ أفضل إضاءة أحمد فرج فنتازيا بيت شحات الثقافي
4 ـ أفضل إدارة مسرحية رافع الحبتي اللعبة المسرخ الأخضر
5 ـ أفضل مناظر ومكملات (حجبت) - -
6 ـ أفضل ملابس مروان معيزيق فنتازيا بيت شحات الثقافي
7 ـ أفضل ممثلة ثانوية رندة عبداللطيف يامطر ياعمتي المسرح الحديث البيضاء
8 ـ أفضل ممثلة أولى جميلة المبروك حسن امراة واحدة الجيل الصاعد
9 ـ أفضل ممثل ثانوي رمضان العريبي يامطر ياعمتي المسرح الحديث البيضاء
10 ـ أفضل ممثل أول عز الدين ونيس الدويلي فنتازيا بيت شحات الثقافي
11 ـ أفضل مخرج مناصفة (شرح البال + عبد العزيز ونيس) يامطر ياعمتي + فنتازيا
12 ـ أفضل إعداد مسرحي أحمد ابراهيم نزيف الحجر فرقة سبها المسرحية
13 ـ أفضل تأليف مسرحي فتحي القابسي جريدة أم بسيسي أصدقاء التمثيل اجدابيا
14 ـ أفضل عرض متكامل (حجبت) - -

الغزال يحتج على قائمة بوكر العربية الطويلة
بعد نشر القائمة الطويلة لبوكر العربية 2008م رصدنا بعض ردود الأفعال لروائيين استبعدت رواياتهم أو لم يشاركوا أصلا في المسابقة وهذه بعض الحوصلة التي اخترنا منها الأهم: علق روائي لم تدخل روايته إلى القائمة ورفض أن يذكر اسمه حفاظا على شعرة معاوية مع لجنة الجائزة قائلا: أنها مجرد جائزة واللعنة على المال والفقر.. وعلق روائي شاب اتصلت به عبر الموبايل عن الروايات المجازة قائلا: معظم الروايات المترشحة قرأتها وهي ضعيفة إبداعيا وربما تم اختيارها لقرب أصحابها من الغرب أو مقيمين فيه فيكفي أن تكون روائيا عربيا تقيم في اوروبا أو امريكا حتى تفتح أمام جيبك أبواب الجوائز والمجلات والصحف والفضائيات.. بينما روائي مغربي شاب قال أنا مثلك يا أخي لن أشارك في جوائز على رأسها كتاب غير مؤهلين لمنحها.. وبينما فضل الروائي الأرتري ابوبكر حامد كهال المقيم في ليبيا الصمت وعدم التعليق على النتائج الأولية لبوكر مانحا للصبر مهلة وممتطيا صهوة الدماثة واللباقة والدبلوماسية.. جاء رد الروائي الليبي عبدالله الغزال حادا وعنيفا وهو الروائي الذي عرف عنه حب العزلة والصمت وقال لي عبر مكالمة هاتفية أيدها بعدها بدقائق برسالة عبر الإيميل:

أنه أمر يدعو إلى الرثاء أن تحسب هذه الجائزة على المشروع الفكري العربي المريض أصلا. هذه الجائزة منذ انطلاقتها هي مثال حي جديد على الدرك المظلم الذي وصل إليه الانحطاط الحضاري العربي، ودليل قوي على الانحدار المميت الذي تتدحرج عليه الرواية العربية، والاستياء العام الذي يعم الأوساط الأدبية من هذه المهزلة يشير إلى أن ثمة خطأ ما على فضاء الحدث. ولقد نشر الدكتور صبري حافظ مقالا طويلا على صحيفة أخبار الأدب أوضح فيه أبعاد هذه الجائزة الكوميدية.

بالطبع، قد يقال إن استيائي هذا إنما ينبع من عدم ورود اسمي ضمن القائمة الطويلة لستة عشر روائيا عربيا، ولكن عزائي هو أنني كنت قد طلبت من ناشري مؤسسة الانتشار العربي عدم ترشيحي لهذه الجائزة ليقيني أنها مشروع مخترق منذ البداية وأنها جائزة لا مصداقية لها، كان هذا أثناء لقائي بالأستاذ نبيل مروة رئيس المؤسسة في معرض تونس الدولي للكتاب شهر أبريل الفائت، لكن في نهاية الأمر للناشر رأيه. والناظر للجنة المشرفة التي تدعي أنها فاضلت بين الروايات المترشحة سيعرف فورا أنها قائمة هزيلة بل ومضحكة، رئيس اللجنة هو شمعون وبطبيعة الحال كان الحِراك شمعونيا حقيقيا ففي حين استبعدت أسماء كبيرة في فضاء النقد مثل الدكتور سعيد يقطين والدكتور صبري حافظ والدكتور سمر روحي الفيصل والدكتور صالح هويدي والدكتور عبدالله إبراهيم والدكتور سعيد بنكراد، نجد أسماء أخرى ليس لها بعوالم نقد السرديات صلة. يخيل إلي أحيانا أن هنالك ثمة صراع قوي تحكمه أيديولجيات مضادة لأي خطوة ناجحة قد تتحقق على طريق النهضة العربية، وهذه الأيديولوجيا هي العامل الأساس الذي تم توظيفه جيدا لضرب هذا المشروع في مهده، والنتائج التي ظهرت في دورتي الجائزة تؤكد هذا الأمر بالرغم من محاولات التزويق والخداع التي مورست لإضفاء لون من الجدية على النتائج. ففي الدورة الأولى استخدم اسم روائي كبير وهو بهاء طاهر وأقصي إبراهيم الكوني ولم يرد اسمه حتى في القائمة القصيرة، وهذه المرة (لكسر اللوم) تم وضع اسم إبراهيم الكوني ضمن القائمة الطويلة في محاولة حمقاء لصنع بريق قد يخدع أنظار الرأي العام ويعميهم عن الحقيقة المريرة.  

ندوة ليبية حول أعمال الكاتبة السعودية زينب حفني
ليومين متتاليين أقام المركز العربي للإعلام الإلكتروني ندوة حول أعمال الكاتبة السعودية زينب حفني تحت عنوان الأدب النسوي في الجزيرة العربية ـ زينب حفني نموذجا وقد شارك في هذه الندوة عدد من الكتاب والنقاد من المغرب وليبيا والعراق وفلسطين منهم د/ محمد اسليم وود زهور كرام ومحمد معتصم من المغرب ومحمد الأصفر وهالة المصراتي وصلاح عجينة وصابر الفيتوري و أ/ محمد المالكي وفتحي نصيب و د/ عائشة المغربي من ليبيا وجميل حمادة من فلسطين وساجدة الموسوي من العراق وواكبت الندوة متابعات اعلامية جيدة من قبل وسائل الإعلام الليبية وفي يوم الختام أقيمت أمسية شعرية شاركت فيها الكاتبة زينب حفنى بعدة قصائد بالإضافة إلى مشاركة عدة شاعرات وشعراء ليبيين وقد حظيت هذه الاحتفالية بزيارة من الأستاذ أحمد إبراهيم أمين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر والشخصية السياسية المعروفة في ليبيا حيث ألقى كلمة حول حرية المرأة والإبداع ثم غادر لتتواصل الأوراق والمداخلات الأدبية وفي نهاية الندوة أخذت صورة جماعية للحضور ووزعت شهادات التقدير على المشاركين. 

محاضرة حول الثقافة العربية
ـ ج أويا ـ عُقدت بالمركز الثقافي المصري أواخر الشهر الماضي ندوة علمية فكرية ألقى خلالها المستشار الثقافي السوداني الأستاذ عبيد الفقيه محاضرة بعنوان: "الثقافة العربية ـ المفاهيم والتحديات" بحضور لفيف من الكُتاب والأد باء والإعلاميين ورجال القانون وأساتذة الجامعات وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الجماهيرية.

وقد استهل الدكتور حسن الغزولي المستشار الثقافي المصري الندوة عن مدى ما تعانيه الثقافة العربية من قصور ومن بعض الفجوات والإشكاليات تتمثل في الغزو الخارجي لثقافتنا.. ثقافتنا التي نعبر من خلالها عن تراثنا ومعارفنا وهويتنا وقيمنا وعن العادات والتقاليد والعولمة والكوكبة تحتم علينا أن نخلصها من الرواسب العالقة بها. بعد ذلك ألقى الأستاذ عبيد الأمين محاضرته عن الثقافة العربية المفاهيم والتحديات تحدث فيها عن قضية الثقافة العربية وما تتعرض له من نكسات وغزو حيث قال: هذه القضية حساسة وهامة ويجب التكلم فيها بإسهاب وهناك خلط من قبل البعض بين الصحافة والثقافة، فالصحافة جزء من الثقافة، والثقافة في اللغة مشتقة من كلمة ثقف ومعناها حرز أو جاد وثقف بمعنى شذب وهذب وتستخدم سابقاً لكل ما يحتاج لتشذيب مثل شذب السهم وعند علماء الاجتماع الثقافة هي السلوك وكل مناحي الحياة من لغة وتراث ومعارف.. الخ. والثقافة العربية ما كانت لتسمى الثقافة العربية لولا أنها تنبع من الدين الإسلامي وتراث حضاري ثقافي ممتد يكاد يكون في حالة تعايش دائماً على مر العصور.

وهناك بعض الأزمات والعراقيل التي تقف عائقاً أمام الثقافة منها على سبيل المثال من ناحية التربية والتعليم والوعي والإدراك كلها ليست على ما يرام فالتعليم للأسف يكاد يكون تعليماً عقيماً وكله يعتمد على التلقين أي استيعاب الآخر وإلغاء العقل وحتى الدراسات العلمية تدار في أغلب الأحيان بشكل نظري وهو ما يجعل الشخصية معتلة ونحن مطالبون حتى تكون الثقافة فعالة من الناحية التعليمية أن يكون هناك حوار، ففي الجامعات المعروفة مثل جامع "اكسفورد" الطلبة لا يكادون يجدون الأستاذ إلا في حلقة نقاش وحوار نحن لا نزال نعاني من نسبة الأمية العالية في مجتمعاتنا العربية وخاصة في الأرياف بالرغم من أننا أمة أول ما أنزل في كتابها الحكيم كلمة "اقرأ".

وفي إحصائية أخيرة تقول اليونسكو بأن متوسط ما يقرأه الأمريكي في العام تسعة كتب والإنجليزي ستة كتب والإنسان العربي ربع صفحة. 

محاضرة لصلاح الدين بوجاه وشعر وتشكيل
أقيم بالمركز الثقافي التونسي مساء السبت 8 ـ الحرث ـ 2008 نشاط ثقافي اشتمل على محاضرة للدكتور صلاح الدين بوجاه رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وأمسية شعرية تونسية ليبية فلسطين ومعرض للفنون التشكيلية. افتتح الندوة السيد/ أحمد السالمي مدير المركز الثقافي التونسي بكلمة ترحيب للحضور ومن بعده ألقى الدكتور/ صلاح الدين بوجاه محاضرة بعنوان "التحول الثقافي رؤية شاملة" قائلاً: يمكن أن ألخص هذه الندوة في سطر واحد وهو أن التغيير الثقافي أوسع من الحقل الثقافي، ثم قدم المحاضرة التي كانت تحث على أهمية عدم الفصل بين المشهد الثقافي عن باقي الأحداث في البلاد بل يجعله موصولاً بها وعاملاً للوصول إلى غايتها. واكب المحاضرة معرض تشكيلي وامسية شعرية لعدة أسماء ليبية وتونسية داومت على المشاركة في أنشطة المركز الثقافي التونسي في ليبيا كل عام. 

تشكيل وشعر وندوات وزيارات وموسيقا في يوم الشهيد بهون
في الذكرى الثمانين لشنق تسعة عشرة من أبناء المدينة وأعيانها، واحتفالا بمعركة قارة عافية وتهجير أهالي البلدة من قبل الاستعمار الإيطالي، انطلقت يوم 14 ـ 11 ـ 2008م بمدينة هون ولمدة 3 أيام احتفالية كبيرة تحت إشراف جمعية ذاكرة المدينة، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية التابعة والمهتمة بالثقافة والأدب والتراث والسياحة. وقد جاءت أنشطة الاحتفالية بصورة منظمة ومنضبطة وبإلتفاف جاد من الأهالي والمسئولين بالمدينة حيث افتتحت يوم الجمعة عشية وهو بداية الإحتفالية الزاوية القادرية بعد أن تمت صيانتها وتوسيعها وتم ختم القرآن الكريم على أرواح الشهداء التسعة عشر الذين شنقهم الطليان الفاشيست وفي المساء أحيت فرقة المألوف والموشحات المصراتية حفلا جميلا أنشدت فيه الكثير من الموشحات والابتهالات التى نالت استحسان ومتابعة الجميع.

في اليوم الثاني أقيمت بقاعة الشهداء ندوة حول معركة عافية نتائجها وأسبابها ثم الرابعة عصر اقيم مهرجان خطابي وعرض للخيول ومجسمات رمزية لتسعة عشر مشنقة وبعد المغرب تم افتتاح معرض تشكيلي كبير خاص بالصور الضوئية والصور الرقمية وقد شارك في هذا المعرض فنانين من ليبيا وتونس وألمانيا منهم عماد بالحسن مروان الطرابلسي ابراهيم البهلول محمد الهادف الهادي الطرابلسي محمد نجاح من تونس اليزابيت لومي من ألمانيا مرعي التليسي طلال بريون عبدالمجيد الفرجاني وليد الصابري عبدالكريم الرقيعي عادل رمضان جمال الفيتوري كمال بوزيد وآمال العيادي من ليبيا وهى الفنانة الوحيدة التى شاركت بجناح حول الرسم بواسطة الكومبيوتر.

عقب المعرض حفل فني ساهر أحيته فرقة هون للموسيقى أضافة للفنان الليبي المعروف خالد الزواوي والفنانة التونسية نجوى محمد. اليوم الأخير من الإحتفالية في الصباح تمت زيارة موقع معركة عافية ومقبرة الشهداء وفي العشية كان الموعد مع الشعر ومع أمسية جميلة للشاعرين المبدعين من مدينة درنة عبدالسلام العجيلي وسالم العوكلي وعقب الأمسية وبعد تناول وجبة العشاء قدمت فرقة هون المسرحية عرضا لمسرحيتها برج القهوة ثم أعقب المسرحية حفل الختام حيث وسعت شهادات التقدير على المشاركين. 

كتاب جديد للكاتب والباحث عبدالحكيم عامر الطويل
الكتاب بعنوان: "خفايا جديدة مثيرة تكشفها مقبرة طرابلس البروتستانتية" وقد صدر الكتاب عن مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية وقد احتوى الكتاب المجلد على (984 صفحة)، وجاء نتاج جهد ودراسة امتدت لما يزيد عن العقد قام بها الباحث عبد الحكيم الطويل للكشف عن أسرار المقبرة المسيحية الأثرية والواقعة بجانب طريق الشط القديم وغير بعيد عن مبنى الإذاعة الليبية، والتي كان الاعتقاد السائد انها مقبرة تحوي رفات بحارة وجنود امريكيين قضوا في الحملة الامريكية على طرابلس مطلع القرن التاسع عشر والتي اشتهر باسر البارجة الامريكية (فيلادلفيا) من قبل البحرية الليبية.

وقد تم عرض الكتاب مفصلا مشكورا من قبل القاص الليبي غازي القبلاوى على موقع ليبيا اليوم حيث كتب عن الكتاب ملخصا قيما ووافيا نقتطف منه: يذكر الباحث عبد الحكيم الطويل، الذي عرف بابحاثه ودراساته التاريخية والاثرية المتعمقة، في مقدمته لهذا العمل الموسوعي أن اهتمامه بهذا الاثر بدأ العام 1990، عندما زار الموقع اول مرة ومنذ ذلك الوقت تعددت زياراته للمقبرة وتطورت حتى تحولت إلى بحث اثري وتاريخي لإماطة الغموض الذي اكتنف هذا الموقع الاثري، ونشر اول نتائج دراساته عبر صحيفة الشط العام 1997، ومع العام 2001 قامت مصلحة الاثار الليبية باسناد مهمة تنفيذ اول عملية صيانة للموقع الاثري للباحث عبد الحكيم الطويل من خلال جهوده الاستكشافية لهذه المقبرة.

الباحث م. عبد الحكيم عامر الطويل
الكتاب قسم إلى مقدمة و10 أبواب إضافة إلى بابي الملاحق والفهارس، وتم تبويب المواضيع بطريقة سلسة بحيث يمكن قراءة كل فصل على حدى مع ارتباطها جميعاً في موضوع واحد هو تاريخ هذه المقبرة،  

"المرآة" قصص ومسرحيات مترجمة لسعيد العريبي
سعيد العريبى كاتب ليبي يكتب القصة القصيرة والقراءة النقدية ويترجم النصوص الأدبية من اللغة الإنكليزية إلى العربية. ويكتب المقالات ذات الهم الوطنى والقومى والإسلامي. كاتب يكتب بدأب وينشر أعماله منذ الثمانينات حتى الآن فى مختلف المنابر الورقية الأدبية. وأخيرا اتجه أيضا للشبكة الإلكترونية فنشر أعماله فيها بغزارة.

صدر له هذا الأسبوع عن مجلس الثقافة العام الليبى كتاب جديد عنوانه "المرآة: قصص ومسرحيات مترجمة"، وهو من ترجمته وتأليف الكاتب الإنجليزى جي. سي. ثونلي. ويقع الكتاب فى 128 صفحة من الحجم المتوسط ومقسم إلى قسمين، قسم للقصص، وآخر للمسرحيات.. التى نشرها المترجم بمجلات وصحف مختلفة، منها مجلة الفصول الأربعة التى تصدر عن رابطة الأدباء، ومجلة الثقافة العربية، ومجلة المسرح والخيالة، ومجلة المرايا، وصحيفة الجماهيرية، وغيرها.

وحول نشاطه فى مجال الترجمة قال الكاتب سعيد العريبي: "..." أعتبر الترجمة بالنسبة إليّ هواية ورغبة، وأنا أعترف بأننى لست ضليعا فى اللغة الإنجليزية بما يكفي، وكل ما قمت به مجرد محاولات فى هذا المجال.. وقد لاقت الاستحسان والقبول، ترجمت أول ما ترجمت مجموعة من القصص والمسرحيات للكاتب الإنجليزى جي. سى. ثونلى ونشرتها فى مختلف صحفنا ومجلاتنا الوطنية ومنها: مجلة المسرح والخيالة، مجلة الثقافة العربية، مجلة الفصول الأربعة، صحيفة الجماهيرية وغيرها.. ثم جمعتها بعد ذلك فى كتاب تحت عنوان "المرآة: قصص ومسرحيات مترجمة" الذى صدر أخيرا.

وحول سؤالنا له: ما رأيك فى الترجمة الأدبية.. هل هى خيانة للنص الأصلي؟، أم إعادة إبداعه برؤية أخرى؟

أجاب: أنا لا اعتبر أن الترجمة خيانة للنص، الترجمة فى حقيقتها محاولة صادقة من المترجم لمقاربة النص الأصلي، قد لا تصل فى أغلب الأحيان إلى مستوى النص الأصلي، لكن ثمة محاولات ناجحة فى هذا المجال، قاربت النص الأصلى وربما تفوقت عليه، منها على سبيل المثال: ترجمة الكتاب الهندى الشهير "كليلة ودمنة" الذى انتقل إلى جميع لغات العالم عن النص العربى الذى ترجمه عبد الله بن المقفع.

وتعتبر ترجمة الشعر من أصعب الترجمات، وكل المحاولات فى هذا المجال هى مجرد مقاربات من النص الأصلى ليس إلا، لكن ثمة محاولات ناجحة لعل أشهرها رباعيات الخيام الرائعة، وأشعار محمد إقبال الجميلة والمؤثرة التى ترجمت إلى العربية، وحافظت على الكثير من بريقها ودهشتها، أو هكذا يخيل إليّ أنا الذى لا أحسن قراءتها، إلا فى نصها العربى المترجم. 

في كتاب جديد للناقد التونسي الطيب الجمّازي: مغامرة صلاح عجينة الشعرية
صدر بتونس كتاب جديد للكاتب التونسي الطيب الجمازي (مغامرة السؤال..حكمة الجواب: قراءة في التجربة الشعرية لصلاح عجينة الكتاب الجوّاني نموذجا). يأتي الكتاب كبحث إبداعي حول الكتابة الشعرية وأبرز ملامحها وأسئلتها للشاعر صلاح عجينة ومتخذة من الكتاب الجوّاني أنمودجا.

نقرأ على غلاف الكتاب كلمتين الأولى للمفكر التونسي سليم دولة يقول فيها: (الشعر كيمياء لغوية مفرحة ومحزنة وجارحة..نعم حين قراءة مخطوط هذه القراءة الممكنة للكتاب الجواني للشاعر صلاح عجينة والتي اجترحها بلذة الشاعر الطيب الجمازي انقدحت في ذاكرتي فكرة صراع النبل والنذالة والشعر والفتوة والذوات والذوات الأدبية.. والفروسية كما صاغها فون شليقل عن ميراث العرب، الفروسية ذاتها إنما هي شعر الحياة. كن فارسا.. وأقرأ هذا الكتاب! بعيدا عن ولائم الخراب والخراب المستعاد.

ونقرأ في مفتتح الكتاب تصدير للشاعر صلاح الدين الحمادي (الكاتب العام لاتحاد الكتّاب التونسيين مما جاء فيه:

يأخذ الطيب الجمازي بأيدينا ويمضي بنا بنا عاشقين لمختلف تضاريس نصوص صلاح عجينة فيحوّل أسئلة الشاعر الحارقة والمتعددة إلى مفاتيح لمغاليق عديد القضايا التي تؤرق الإنسان سواء كان هذا الإنسان قوّالا للشعر أو قارئل له، كيف لا والشاعر المتناولة قصائده هنا بالتحليل يبدو متلبسا بروح الشعر حتى لا تكاد كل قصيدة من قصائده تخلو من لفظة الشعر أو بعض متعلقاتها. إنه يعيش الشعر بمختلف أحواله وها هو يختزل فضيحة الراهن الشعري العربي بقوله: (المدافعون عن الشعر ليس الشعراء.. بل الأدعياء).

تتوزع مادة الكتاب الذي يقع في 110 صفحة على الأبواب التالية:

المدخل ـ الشاعر أمام المرآة ـ مغامرة التعريف ـ مغامرة البوح ـ مغامرة التجاوز ـ حداثة الذات حداثة شعرية ـ مضامين متوترة ـ خاتمة.

يقول الطيب الجمازي في كتابه:

صلاح عجينة يثير بقصائده ولغته حيرة بالغة إذ بعد قرءته تحتار ماذا ستكتب؟ ماذا ستعرف وقد عرف كل شيء بصورة أوضح، ماذا ستكتب عن شاعر يفكر في الشعر بالشعر في اللغة باللغة وفي الرمز بالرمز وفي الحياة فوق الحياة كما يقول محمود درويش، الكتابة عن صلاح عجينة لن تكون إلا مطلقة فيصعب بناء عناصر ومحاور أو استخراج ميزات لتكون أعمدة القراءة والتأويل.

في أعمال صلاح عجينة الشعرية تتنوّع المضامين وتتعدّد فلا قصيدة هائمة في غرضها أو غائمة في موضوعها تتعدّد المقاصد في النصّ الواحد فتكون شموليّة الأفكار باعثة على التوتّر وباعثة على الفوضى في نفس القارئ فيقرأ الحب والحرب والمرأة والحرية والكتابة والسّياسة والهويّة في أسطر قليلة وفي صورة شعريّة واحدة وهذا يدلّ على أن الشاعر لا ينظر من ثقب باب أو شرفة في الأعالي إنّما يستلهم الواقع بجميع عناصره مستخدما جميع الحواس فلا مشهد أو صورة معزولة مقصوصة ولا حركة باهتة.... لا ضوء دون مصدر,لا كائنات شعرية خارقة أو سماويّة رغم المنزع الصّوفي في أغلب الأفكار التي تجرّ القصائد, الكلّ فوق الأرض محبّ للحياة محاور لها بصدد البحث عن السّعادة والاكتمال والاطمئنان.