في سنة 1993 كتب الفنان رويشد مذكراته ممزوجة بين الفرح والحزن. ومن اجل بعث عملية التوثيق والاتصال بين المهرجانيين تابعت نشرية "فكاهستار" بشكل احترافي كل تفاصيل المهرجان وهذا إلى جانب موقع انترنيت: www.festival-theatrecomique.dz والذي احتوى على كل مجريات المهرجان وتابع الحدث عن طريق مقالات، صور، ولقطات الفيديو، وغيرها وهذا لتكوين رصيد وثائقي هام يفيد الباحثين والمهتمين مستقبلا. لجنة التحكيم وجاءت نتايج المنافسة على النحو التالي: الباحث المسرحي: محمد بوكراس وهو من المهتمين القلة في الجزائر بمسرح الطفل وله كتابات عدة في هذا المجال وهو ايضا يشتغل نائب رئيس تحرير مجلة المهرجان اضافة الى عضو لجنة تنظيم الملتقى العلمي الموازي للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. * من دورة حسن الحسني الى دورة رويشد، كيف تقيس هذه المسافة؟ ـ الفنان حسن الحسني وجه مسرحي وسينمائي متفرد، توفي في 25 من سبتمبر 1987 وهو على بلاطو التصوير في فيلم أبواب الصمت للمخرج السينمائي عمار العسكري. بعد وفاة هذا الرجل الكبير ارتات جمعية بن شنب للمسرح بالمدية القيام باحتفالية سنوية بمناسبة وفاته وفي سنة 1999 تبنت وزارة الثقافة هذه الاحتفالية وأصبحت مهرجانا مسرحيا سنويا مدعما من طرف الوزارة والولاية تحضر مختلف الفرق المسرحية من الجهات الأربع للجزائر، ومع تنظيم المهرجانات الثقافية من خلال قانون الترسيم الصادر سنة 2003، رسمت الوزارة هذا المهرجان وأعطته اسم المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، بعد الترسيم عرف المهرجان نقلة نوعية وتحول من مجرد أيام مسرحية إلى مهرجان تتنافس فيه الفرق والجمعيات المسرحية عن طريق تقديم عروض فكاهية على جائزة العنقود الذهبي المستوحاة من طبيعة المنطقة الفلاحية والمشهورة بزارعة العنب. وبهذا أصبح المهرجان محطة ثقافية سنوية هامة من خلال التطرق إلى موضوع متميز وهو الفكاهة، أو الضحك الذي يعتبر أداة بسكو ـ سوسيو ـ ثقافية هامة ووسيلة نقد اجتماعية، و أرى أن المهرجان له آفاق مستقبلية واعدة من خلال العمل على ترقية هذا النوع الفني وتطوير تقنياته ووسائله عبر ملتقيات وموائد مستديرة وغيرها. هذه المرة تم الاحتفاء بالفنان رويشد.. * ماهو الوجه الآخر الذي اكتشفه المهرجان من خلال سيرة ومسيرة الفنان المسرحي الراحل رويشد؟ ـ لقد اخذ المهرجان على عاتقه أن يحمل في كل مرة اسم احد أعمدة الفكاهة في الجزائر وبعد الفنان المرحوم محمد التوري في الطبعة الماضية جاء الدور هذه المرة على واحد من ابرز الفنانين الذي تركوا بصمات واضحة في سماء المسرح والسينما الجزائرية وهو الفنان أحمد عيّاد المدعو رويشد، وما لفت انتباهي أثناء عملية التحضير هو غياب المعلومات كلية عن هذه الشخصية في الانترنيت، عدا بعض الفقرات التي لا تتجاوز الأسطر المعدودة، وهو ما شجعنا على تنظيم يوم دراسي وتحضير مطبوعات وتوزيعها على مختلف الفضاءات الإعلامية بما فيها الانترنيت، وما تم مناقشته في اليوم الدراسي وتسليط الضوء عليه هو خصوصية الكتابة عند رويشد، لماذا؟ لأن رويشد كان بطل كل الأعمال التي كتبها ابتداء من الغولة، حسان الطيرو، حسان الطاكسي.... وتحول في بعد على مخرج لكل أعماله (كاتب ومخرج وممثل في العمل نفسه)، إذا هل رويشد كان يكتب لنفسه؟ هل رويشد كان يكتب عن نفسه؟ هل يمكن قراءة كتابات رويشد، أم هي كتابات موجهة للعرض فقط وليس نصوص للقراءة؟؟ ولعل هذا ما قصده الدكتور مخلوف بوكروح عندما طرح إشكالية النص الوظيفي، أي النص الموجه للعرض فقط وغير قابل للقراءة. أيضا ما يمكن التوقف عنده في كتابات رويشد هي قدرته الخارقة على محاكاة الواقع، ونقله إلى الخشبة أو الشاشة ببساطة كبيرة، وقدرته على المواكبة الاجتماعية من خلال التطرق في كل مرة إلى الراهن الاجتماعي، بطريقة جذابة. *المشكلة التي واجهت المنظمين هي هذا الحضور الكبير للجمهور/ لكن في غياب قاعة كبيرة ومؤهلة.. الا تعتقدون استاذ بوكراس ان هذا يؤثر سلبيا على فاعلية هذا المهرجان. وايضا على الفرق المشاركة داخل المنافس؟ ـ تصبح المدية مدينة ثقافية بأتم معنى الكلمة خلال المهرجان وتصبح دار الثقافة قبلة لعشاق الفن الرابع، ولكن للأسف القاعة لا تتسع إلى لحوالي 350 مقعد فقط ويبقى في كل مرة نفس العدد خارج الأسوار، وتلبية لتعطش الجمهور قرّرنا تنظيم عروض موازية في قاعات مختلفة عبر مدينة المدية والمدن المجاورة، ولا نرى أن هذا يؤثر سلبا على مجريات المنافسة لأنها تدور في ظروف جد احترافية ولجنة التحكيم التي يختار عناصرها بعناية كبيرة تعطى لها كل الاستقلالية لممارسة مهامها بعيدا عن كل التأثيرات. * أشرف الدكتور عبدالكريم برشيد على ورشة الكتابة الدرامية.. كيف كان عمل هذه الورشة وأيضا ألم تكن دعوة للاحتفالية في مهرجان الفكاهة؟ ـ حتى لا يصبح المهرجان عبارة عن لقاء ترفيهي أو فرجوي، قمنا بتسطير برنامج موازي للعروض المسرحية يحتوى على أيم دراسية مثل تلك الوقفة التي قمنا بها في اليوم الثاني من المهرجان مع الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسها (1958 ـ 2008) من خلال الاستماع على شهادات خمسة من ابرز عناصرها: الفنان سيد على كويرات، ملحن الفرقة مصطفى سحنون، المطرب الهادي رجب، الكوميدي جعفر بك، الفنان طه العامري. وكذلك اليوم الدراسي حول الفنان رويشد سيرة مسيرة الذي سبق الحديث عنه، وتأتي الورشات التكوينية المفتوحة أمام الشباب الهاوي ليستزيد من المعلومات الخبرات والاحتكاك مع قامات كبيرة مثل الدكتور عبد الكريم برشيد الذي أحب المدية وعبر مرار على رغبته في العودة إليها، والذي يشرف للمرة الثانية على ورشة الكتابة الدرامية، وهذا لايحتاج إلى تعليل، لأن الرجل صاحب قدم راسخة في الكتابة الدرامية، ترك وراءه 37 نصا مسرحيا ترجمت على مختلف لغات العالم، إذا من هذا المنطلق جاءت الاستعانة بخبرة هذا الرجل الكبير المتواضع المعطاء الذي يقدم الكثير بهدوء وبسخاء. الكاتب الروائي المصري علاء الأسواني من الجزائر وفيما يخص فنية الكتابة أعرب الأسواني أن على الرواية العربية أن تتخلص من النظرة السطحية التي تفرضها المناهج الغربية على الرواية مثل اعتبار الرواية فن غربي على الرغم أن أكثر من مثال يوضح أن هذا الفن كان سائدا في التراث العربي. بدأ من الجاحظ وألف ليلة وليلة كما راح يستغرب "ماذا يعني بالضبط أننا نعيش زمن الرواية" مؤكدا أن الرواية لا ترتبط بزمن ولقد كانت منذ أن وجدت كفن مرافقة لحياة الإنسان في لحظة التاريخ ولم تتقدم على حساب أي فن وأن ما يقال في هذا الشأن هو مجرد حذلقات صحفية لا تستند إلى تأسيس فلسفي أو نقدي عميق. وعاد الأسواني إلى بدايته والصعوبات التي واجهته ككاتب وفنان ومن أهمها النشر أين قال أن الكاتب في الوطن العربي لا يقيم عمله من خلال نوعيه وجودته الفنية بغض النظر عن كونه معروف أو لا بل الأمر يتعلق بتداول اسمه بين الناشرين.أو علاقاته الخاصة أو يسر حاله.وكل هذه المقاييس غير معقولة في انتشال الأعمال المميزة من الظلام. وفي سؤال من القاعة حول مدى ارتباط المثقف المصري بالقضية الفلسطينية وأشكال مؤازرتها في مصر قال الأسواني أن هناك طرق كثيرة لمناصرة الشعب الفلسطيني يقوم بها المثقف في مصر بشكل عام، فالنشاط الثقافي والتواصل مع المثقفين والفلسطينين لا يكاد ينقطع بل إن الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك أي إلى تعبئة الرأي العام والنخب الفاعلة من قبل بعض الأفكار مثل تنظيم قوافل من الطلبة والقضاة لمحاولة كسر الحصار على غزة والتي جوبهت بالقمع بكل أسف يقول الأسواني أريد أن أوضح أن الرأي العام والشعور العام في مصر مضاد للتطبيع مع إسرائيل والرأي العام هناك يسقط المطبعين من اهتمامه مهما كانت قيمتهم الفنية والأدبية كما صرح أن رواية شيكاجو" جار تحويلها إلى فيلم في المستقبل القريب الفيلم مشترك بين مصر وكندا.
لجنة تحكيم مختصة مكونة من باحثين وأساتذة جامعيين ومسرحيين بارزين وهم الأستاذ لخضر منصوري من جامعة وهران، الممثل والمخرج لطفي بن سبع من باتنة، الممثلة نصيرة بوحسين المعروفة في الوسط الفني باسم نضال، الوجه المسرحي الشبابي عيسى جكاطي برئاسة الكاتب والمخرج العيد كابوش من عنابة الحائز على جائزة أحسن أداء رجالي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف دورة 2008، هذه التشكيلة المتوازنة أعطت مصداقية لعملية تقييم العروض المتنافسة واستطاعت من خلال عملية تقييم موضوعية أن تقدم تقريرها النهائي أمام تصفيقات الجمهور والمهرجانيين.
أحسن توظيف موسيقي مسرحية نفسي نفسي لورشة الخشبة الذهبية لسيدي بلعباس.
أحسن سينوغرافيا مسرحية نفسي نفسي لورشة الخشبة الذهبية لسيدي بلعباس.
جائزة أحسن نص لمسرحية الحلم الضائع لحقة محمد التوري البليدة.
جائزة أحسن إخراج لمسرحية حمة الكوردوني لمسرح المدينة وهران.
جائزة لجنة التحكيم لمسرحية عودة الحجاج لتعاونية عامر لمسرح سطيف.
جائزة العنقود الذهبي لمسرحية الرامول من إنتاج تعاونية الكونسيرتو لبومرداس.
مجلة (الكلمة) التقت على هامش هذه الفعاليات بالباحث والناقد المسرحي الأستاذ: محمد بوكراس مسؤول البرمجة في المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي. وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية برج الكيفان تخصص نقد مسرحي
ماذا يعني بالضبط أننا نعيش زمن الرواية؟
في أمسية حضرها نخبة من المثقفين الجزائريين بمقر جمعية الجاحظية التي يرأسها الروائي الكبير الطاهر وطار، قدم الكاتب والروائي المصري علاء الأسواني الكثير من وجهات النظر إلى راهن المثقف العربي وعلاقته بالمشهد السياسي ملتفتا إلى تجربته الشخصية في الميدان فيما أوضح أن الرواية العربية تتقدم نحو عصرها الذهبي في الوطن العربي أو خارجه معبرا استنادا إلى إلى قيمة المبيعات للروائي العربي أو مدى الاهتمام والخلخلة التي تحدها رواية هنا أو هناك أين أصبحت الرواية تستطيع أن تحرج أو تخلخل أنظمة بأسرها والأمثلة كثيرة في هذا الباب كما أبدى الروائي علاء الأسواني إعجابه بالجزائر تاريخا وطبيعة والتي طالما كانت مصدر للكثير من الأعمال الفنية في الوطن العربي وغيره إلهام لبطولات شعبها حيث قال أن لا شيء أخره عن زيارة الجزائر منذ صدور روايته التي دفعته إلى الشهرة عدا التزامه مع الناشرين.
رسالة الجزائر: المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي (دورة رويشد)
إجماع على حسن التنظيم وتعاونية الكونسيرتو تقطف العنقود الذهبي