رسالة تونس
«المعرض الافتراضي» أو البحث عن الحياة الثانية: Second Life
تقدم الفنانة التشكيلية وفاء بورخيص طرحا جديدا لمفهوم العرض فتجعله افتراضيا وذلك من خلال تقديم لوحات رقمية وسط العالم الافتراضي "الحياة الثانية" Second Life. ولعل الناظر إلى هذا العالم الافتراضي يظن في بداية الأمر أن هذا البرنامج ليس إلا لعبة من ألعاب الكمبيوتر، لكنه سرعان ما يتفطن إلى أنه ليس هنالك لا سيناريو ولا هدف مشترك بين بقية "السكان". فـ "الحياة الثانية" هو تقليد للعالم الواقعي وذلك بالولوج إليه عن طريق شخصية رقمية تمثل مستعملها وتتحرك بواسطة الفأرة وأسهم لوحة المفاتيح مثل ألعاب الفيديو. مثله مثل أي مجتمع افتراضي، فإن الحياة الثانية تتكون من عدة مجموعات لكل واحدة منها هدف مشترك تعمل عليه. وقد ازدادت ديمغرافية السكان الافتراضيين بالحياة الثانية وتنوعت طرق العيش فيها، إذ نجد عوالم عدة منها: السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم الإنسانية والأدب. ومن أبرز العوالم التي جمّعت السكان حولها نجد عالم المال الذي مكن العديد من الحصول على ثروة افتراضية يمكن تحويلها إلى ثروة حقيقية بواسطة بعض النقرات على الفأرة. وسط هذا التزايد الكثيف وسط "الحياة الثانية" نجد تنافسا ليس له نظير بين الفنانين الذين يتدافعون لتجربة فنهم وسط أكبر حشد من السكان الافتراضيين. كما وجد بعض هؤلاء الفنانين ضالتهم وسط هذا العالم ثلاثي الأبعاد لكي يجربوا إبداعاتهم ويحققوا بعضا من أحلامهم التي يعجزون عن تحقيقها في الواقع، بحيث يمكنهم التحرك والتنقل الى أي مكان والقيام بكل الأشياء التي يقومون بها عادة في العالم الحقيقي، لكن من دون أي عراقيل تعترض ذلك مثل قوانين الفيزياء والحواجز الجغرافية وكذلك التقنية... من بين هؤلاء الفنانين، كان الفنان "فراد فورست" Fred FOREST مهتما منذ صغره بالتقنيات الحديثة ودورها في العملية الإبداعية... فانتقل من استغلال الراديو والتلفاز إلى الفاكس والساتلايت وبقية أجهزة الاتصال التي اخترعها الإنسان وصولا إلى جهاز الكمبيوتر. أصبح "فراد فورست" فنانا معروفا بـ "الفن السوسيولوجي" وهو فن يلتزم نقد المجتمع والبحث عن حلول بطريقة فنية بحتة، فأنجز هذا الفنان عدة أعمال بمختلف المدن في العالم، كان يطرح في كل مرة قضية من قضايا المجتمع الذي يزوره.( ساو باولو، نابولي، الخ...). أما من الناحية التقنية فقد اشتهر هذا الفنان بأنه من رواد فن الفيديو وفن الانترنت التي وجد فيها مجالا واسعا للإبداع بما أنها تصل الكثير من الناس في الآن نفسه عبر الشبكة العنكبوتية. من بين القضايا التي اهتم بها "فراد فورست" في بلده الأصلي فرنسا، كانت التنمية المستديمة محل اهتمامه لسنة 2008. ففي 28 أفريل 2008 جمع شركاءه لكي يشاركوا في تأسيس عمله الفني الجديد: "المركز التجريبي للإقليم" Centre Expérimental du Territoire وذلك في شكل عالم ثلاثي الأبعاد في العالم الافتراضي "الحياة الثانية". يتمثل هذا المشروع في إحداث خلية لمناقشة قضايا استرتيجية في مختلف المدن في العالم والتي تتصل بموضوع التنمية المستديمة. من بين تلك القضايا نجد الاحتباس الحراري والإرهاب والعنف والحروب... تكونت هذه الخلية الأولى من عدة شخصيات افتراضية تمثل مخابر علمية لعدة كليات في العالم وهي: لبنان وسراييفو وتورنتو فيلادلفيا وساليرنو وساو باولو. وقد قامت الفنانة التشكيلية باستقبال هؤلاء الضيوف عن طريق شخصيتها الافتراضية Avatar "سان فلاور عايشي" Sunflower AICHI أي عباد الشمس عايشي. بعد زيارة الضيوف للمكان وإرشادهم حول كيفية استعمال مختلف أدوات البرنامج الخاص بالحياة الثانية، اتجهت الشخصيات الافتراضية إلى قاعة الجدال وشرعوا في الحديث حول مختلف المشاكل الراهنة في العالم. إثر ذلك قدم الشريك الرسمي للمشروع السيد "فيليب فاشيرو" في الطابق الثاني جمعيته الجديدة "كابوسين دوت نات" التي تنادي بإحداث بطاقة هوية رقمية لكل مبحر على الانترنت... في نهاية المطاف، قامت الشخصية الافتراضية للفنانة وفاء بورخيص بدعوة الضيوف الافتراضيين إلى زيارة معرضها الافتراضي بالفندق ثلاثي الأبعاد الذي جعله "فراد فورست" معبرا عن عدم استقرار العالم الافتراضي ككل. في هذا المعرض، تقدم الفنانة وفاء بورخيص مجموعة من اللوحات غلب عليها اللون الأزرق المتوسطي تعبيرا منها عن أهمية البحر الأبيض المتوسط في تنمية الحضارات وتلاقحها فى الحوض المتوسطي. أما الأبواب التونسية التي أثثت تكويناتها فقد رمزت بها إلى العناوين الافتراضية لمستعملي شبكة الانترنت والتي يعبر عنها باللغة الفرنسية "Les adresses IP". كما أن الباب العربي له دلالة خاصة عند هذه الفنانة وهي دور العلماء العرب في تطور العلوم البصرية والرياضيات، من أهمهم العالم الخوارزمي الذي نجح في اكتشاف الصفر الذي تقوم عليه علوم الحاسوب إلي يومنا هذا. يوم السبت 01 نوفمبر 2008 في فضاء "التياترو" بتونس العاصمة على الساعة الرابعة بعد الزوال، سوف تقوم الفنانة وفاء بورخيص بزيارة افتراضية إلى "المركز التجريبي للإقليم" Centre Expérimental du Territoire رفقة الفنان "فراد فورست" والسيد "فيليب فاشيرو" ثم تتجه إلى معرضها الشخصي لكي تفسر للجمهور التونسي دور الانترنت كوسيلة للإبداع الفني...
تقدم الفنانة التشكيلية وفاء بورخيص طرحا جديدا لمفهوم العرض فتجعله افتراضيا وذلك من خلال تقديم لوحات رقمية وسط العالم الافتراضي "الحياة الثانية" Second Life. ولعل الناظر إلى هذا العالم الافتراضي يظن في بداية الأمر أن هذا البرنامج ليس إلا لعبة من ألعاب الكمبيوتر، لكنه سرعان ما يتفطن إلى أنه ليس هنالك لا سيناريو ولا هدف مشترك بين بقية "السكان". فـ "الحياة الثانية" هو تقليد للعالم الواقعي وذلك بالولوج إليه عن طريق شخصية رقمية تمثل مستعملها وتتحرك بواسطة الفأرة وأسهم لوحة المفاتيح مثل ألعاب الفيديو.
مثله مثل أي مجتمع افتراضي، فإن الحياة الثانية تتكون من عدة مجموعات لكل واحدة منها هدف مشترك تعمل عليه. وقد ازدادت ديمغرافية السكان الافتراضيين بالحياة الثانية وتنوعت طرق العيش فيها، إذ نجد عوالم عدة منها: السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم الإنسانية والأدب. ومن أبرز العوالم التي جمّعت السكان حولها نجد عالم المال الذي مكن العديد من الحصول على ثروة افتراضية يمكن تحويلها إلى ثروة حقيقية بواسطة بعض النقرات على الفأرة.
وسط هذا التزايد الكثيف وسط "الحياة الثانية" نجد تنافسا ليس له نظير بين الفنانين الذين يتدافعون لتجربة فنهم وسط أكبر حشد من السكان الافتراضيين. كما وجد بعض هؤلاء الفنانين ضالتهم وسط هذا العالم ثلاثي الأبعاد لكي يجربوا إبداعاتهم ويحققوا بعضا من أحلامهم التي يعجزون عن تحقيقها في الواقع، بحيث يمكنهم التحرك والتنقل الى أي مكان والقيام بكل الأشياء التي يقومون بها عادة في العالم الحقيقي، لكن من دون أي عراقيل تعترض ذلك مثل قوانين الفيزياء والحواجز الجغرافية وكذلك التقنية...
من بين هؤلاء الفنانين، كان الفنان "فراد فورست" Fred FOREST مهتما منذ صغره بالتقنيات الحديثة ودورها في العملية الإبداعية... فانتقل من استغلال الراديو والتلفاز إلى الفاكس والساتلايت وبقية أجهزة الاتصال التي اخترعها الإنسان وصولا إلى جهاز الكمبيوتر. أصبح "فراد فورست" فنانا معروفا بـ "الفن السوسيولوجي" وهو فن يلتزم نقد المجتمع والبحث عن حلول بطريقة فنية بحتة، فأنجز هذا الفنان عدة أعمال بمختلف المدن في العالم، كان يطرح في كل مرة قضية من قضايا المجتمع الذي يزوره.( ساو باولو، نابولي، الخ...). أما من الناحية التقنية فقد اشتهر هذا الفنان بأنه من رواد فن الفيديو وفن الانترنت التي وجد فيها مجالا واسعا للإبداع بما أنها تصل الكثير من الناس في الآن نفسه عبر الشبكة العنكبوتية.
من بين القضايا التي اهتم بها "فراد فورست" في بلده الأصلي فرنسا، كانت التنمية المستديمة محل اهتمامه لسنة 2008. ففي 28 أفريل 2008 جمع شركاءه لكي يشاركوا في تأسيس عمله الفني الجديد:
"المركز التجريبي للإقليم" Centre Expérimental du Territoire وذلك في شكل عالم ثلاثي الأبعاد في العالم الافتراضي "الحياة الثانية".
يتمثل هذا المشروع في إحداث خلية لمناقشة قضايا استرتيجية في مختلف المدن في العالم والتي تتصل بموضوع التنمية المستديمة. من بين تلك القضايا نجد الاحتباس الحراري والإرهاب والعنف والحروب...
تكونت هذه الخلية الأولى من عدة شخصيات افتراضية تمثل مخابر علمية لعدة كليات في العالم وهي: لبنان وسراييفو وتورنتو فيلادلفيا وساليرنو وساو باولو. وقد قامت الفنانة التشكيلية باستقبال هؤلاء الضيوف عن طريق شخصيتها الافتراضية Avatar "سان فلاور عايشي" Sunflower AICHI أي عباد الشمس عايشي.
بعد زيارة الضيوف للمكان وإرشادهم حول كيفية استعمال مختلف أدوات البرنامج الخاص بالحياة الثانية، اتجهت الشخصيات الافتراضية إلى قاعة الجدال وشرعوا في الحديث حول مختلف المشاكل الراهنة في العالم. إثر ذلك قدم الشريك الرسمي للمشروع السيد "فيليب فاشيرو" في الطابق الثاني جمعيته الجديدة "كابوسين دوت نات" التي تنادي بإحداث بطاقة هوية رقمية لكل مبحر على الانترنت...
في نهاية المطاف، قامت الشخصية الافتراضية للفنانة وفاء بورخيص بدعوة الضيوف الافتراضيين إلى زيارة معرضها الافتراضي بالفندق ثلاثي الأبعاد الذي جعله "فراد فورست" معبرا عن عدم استقرار العالم الافتراضي ككل.
في هذا المعرض، تقدم الفنانة وفاء بورخيص مجموعة من اللوحات غلب عليها اللون الأزرق المتوسطي تعبيرا منها عن أهمية البحر الأبيض المتوسط في تنمية الحضارات وتلاقحها فى الحوض المتوسطي.
أما الأبواب التونسية التي أثثت تكويناتها فقد رمزت بها إلى العناوين الافتراضية لمستعملي شبكة الانترنت والتي يعبر عنها باللغة الفرنسية "Les adresses IP". كما أن الباب العربي له دلالة خاصة عند هذه الفنانة وهي دور العلماء العرب في تطور العلوم البصرية والرياضيات، من أهمهم العالم الخوارزمي الذي نجح في اكتشاف الصفر الذي تقوم عليه علوم الحاسوب إلي يومنا هذا.
يوم السبت 01 نوفمبر 2008 في فضاء "التياترو" بتونس العاصمة على الساعة الرابعة بعد الزوال، سوف تقوم الفنانة وفاء بورخيص بزيارة افتراضية إلى "المركز التجريبي للإقليم" Centre Expérimental du Territoire رفقة الفنان "فراد فورست" والسيد "فيليب فاشيرو" ثم تتجه إلى معرضها الشخصي لكي تفسر للجمهور التونسي دور الانترنت كوسيلة للإبداع الفني...