"إدانة الأدب" إصدار جديد للدكتور عبد الرحيم جيران
عبد السلام دخان
عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ـ المغرب ـ صدر للناقد المغربي الأستاذ الدكتور عبد الرحيم جيران مؤلف جديد موسوم بـ: (إدانة الأدب). بهاء غلاف الكتاب يستقي جمالياته من لوحة الفنانة التشكيلية ثريا بالجنوي، ومن طبيعة العنوان الملتبس النابع من الإشكاليات الثقافية والنقدية التي أثارها صدور كتاب تزيفطان تودوروف والمعنون بـ: (الأدب في خطر). La litterature en peril والتي يترجمها المؤلف بالأدب مهدد وكتاب تودوروف دعوة الى إعادة الإعتبار للأدب، وإلى مراجعة مناهج تدريسه. ويعتبر عبد الرحيم جيران أن شكوى تودوروف من وضع الأدب في المدارس الفرنسية جعل من هذا العمل يقف بين منزلة التقرير، ومنزلة الوصايا، وهو ماجعل الكتاب (الأدب مهدد). يتسم بنوع من الإختزالية التي تجلت في إقصاء مارتن هايدغر، ونيتشه، وميرلوبونتي، ولوكاتش وغيرهم. وحصر تاريخ الأدب في ضوء وجهات نظر تبين مواطن الخلل المنطقي في الحجج المسوقة في الكتاب، وهذا الرهان هو ماجعله كتاب (إدانة الأدب). محاكاة سجالية وساخرة لكتاب تودوروف ليس فقط في محتوياته واستشهاداته، ولكن في تقسيماته المختلفة وهي: تمهيد، واختزال مصطنع للأدب، وماوراء الكتاب، والمعنى الأدبي: أي معنى؟، وحدود استطاعة الأدب، وخاتمة أو إرباكات عامة. وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الرحيم جيران: (كيف يمكن مقاربة الأدب إبان لحظة تدريسه من دون التوفر منهجيا على حلول عملية تكشف لنا الطريقة التي سيتكفل النجاح لما يطرحه تودوروف من مهام. فالوصايا لاتعد كافية، لأن تدريس الأدب يطرح معظلات ابستةمةلةجية ونطبيقية ليست بالشيئ الهين، إذ الأمر بتعلق من جهة بتوصيل مادة مخصوصة يجب أن تشعر التلميذ بخصوصية موضوعها، وبخصوصية وسائل مقاربتها، ومن جهة أخرى بتبين وسائل تقاطعها مع المواد الأخرى المدرسة ذات الصلة. وللتدريس مدخلات ومخرجات تتماشى مع برنامج محدد، ومع تمرحل سنوات التعليم، ومع التمهيد للجامعة. فالدرس الأدبي غير معزول عن مسارات تعليمية متراكمة تهذف الى تطوير الكفاءات الانفعالية والتواصلية والعقلية، فلا يمكن اختزالها في محدد وحيد فقط. هذه ملاحظة تجعل معيار المعنى غير كاف للهجوم على النقد، ومن ثمة الأدب، لان القول بأن الأدب يقف عند حدود المعنى هو في حد ذاته، إساءة للأدب، وإدانة له، أكثر مما هو إدانة للنقاد).