إنه الصراخ وانا فيه

حفل تأبين وتكريم للشاعر الفلسطيني الراحل محمد حسيب القاضي

غزة

نظم مركز غزة للثقافة والفنون بالتعاون مع التجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتوبيا"، حفل تكريم شاعر الثورة المغفور له محمد حسيب القاضي، على مسرح عسقلان بمؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم بمدينة غزة.

الحفل الذي حمل عنوان «إنه الصراخ وأنا فيه» وهو عنوان إحدى مجموعاته الشعرية، بدأته عريفة الحفل الكاتبة سماح التايه بالترحيب بالحضور ثم السلام الوطني والوقوف دقيقية صمت وقراءة الفاتحة على روح الفقيد. وألقى أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون كلمة المركز والتجمع القائمين على الحفل، ناعياً الشاعر الراحل. وقال سحويل: «ما أحوجنا اليوم لنترجم الشعارات التي تغنى بها شاعرنا محمد حسيب القاضي، والتي حملت معظم اغانيه وأشعاره كشعار للوحدة الوطنية التي لن تقوم لنا قائمة ولن نحقق إنجازاً ذا قيمة طالما ظل الإنقسام يعشعش في خلايانا وشوارعنا». وأضاف: «لقد آن الاوان لنجمع راياتنا الحمراء والصفراء والخضراء والبيضاء في راية واحدة ترفرف على ربوع الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف حتى تطمن أرواح الشهداء جميعاً وحتى يكون لنضالنا مغزى».

ثم ألقت الإعلامية كوثر عويضة كلمة أهل الفقيد، الذين شكروا كل من قدم واجب العزاء، وتمنوا أن يحظى إبداع الراحل بالتكريم وأن تجد أعماله صدىً دائماً في نفوس الأجيال، وأن تستمر صرخته مدوية ضد الحصار والانقسام. تلا ذلك جلسة شعرية إنسانية حول الراحل إنساناً ومبدعاً أدارها الشاعر ياسر الوقاد، ابتدأت بقراءة شعرية لنصوص من أعمال القاضي ألقاها الشاعر يوسف القدرة.

وكانت شهادة المخرج المسرحي د.حسين الأسمر، التي تحدث فيها عن حسيب الإنسان، تواضعه ورهافة حسه، ظروف اغترابه، عمله الكتابي والإذاعي، تجربة صوت فلسطين في القاهرة، ثم العودة للوطن وخيبة الأمل التي صادفها حسيب وكل المبدعون من عدم التقدير وعدم الاكتراث بالإنتاج الثقافي والمعرفي على أرض الوطن. كما استذكر علاقته بحسيب ولقاءاتهما في الاغتراب والوطن ومشاريعهما المسرحية التي لم تكتمل.

الروائي والكاتب محمد نصار كانت له شهادة أيضاً، ومرور بالذاكرة حين كانت قصائد حسيب تغني للثورة والثائرين، وتشعل في قلوب الفلسطينيين وهجاً نضالياً. كما أسهب نصار في إنصاف شاعرية الراحل وإبداعه، مشيداً ببصمته الحداثية التي اتخذت خطاً فريداً سباقاً. ثم عادت كلمات القاضي تمد أياديها للحضور في قراءة شعرية لنصوص من ديوانه "السدى" ألقاها الشاعر محمود ماضي.

وكانت نهاية فقرات الحفل شدو بأوتار العود وترديد لأغاني حسيب الثورية، عزف لها وغناها كل من أيمن أبو عبده وهيثم المغني. وكان تأثر الحضور واضحاً بما سمعوه من شعر وشهادات، كما تفاعل الحضور مع أغاني الثورة التي كاد أن ينساها هذا الجيل. الكاتب والروائي غريب عسقلاني كعادته تحدث بشاعرية مرهفة خاصة وأن علاقة شخصية كانت تجمعه بالراحل. الممثل محمد شعشاعة أكد على ضرورة أن يتعرف هذا الجيل والأجيال القادمة على مبدعيه ورموز عطائه الوطني، وشدد على ضرورة تكريم الشاعر في حياته قبل مماته. المخرج السينمائي سويلم العبسي ترحم على القاضي بموال كتبه خصيصاً له، وتمنى أن تتيح له الظروف إنتاج عملاً سينمائياً من نصوص الراحل. الشاعر والصحفي رزق البياري أثنى على كل شعراء الوطن الذين حملوا هم القضية وترحم على روح الفقيد مؤكداً الاستمرار من الارتواء من نبع عطاءاته الشعرية.