محمد العناز ضيفا على نادي آفاق بكلية آداب تطوان المغربية

سليمان الحقيوي

في إطار افتتاح موسمه الثقافي لهذه السنة، نظم نادي آفاق FUTURE ORIZON التابع لمسلك الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب بتطوان أمسية شعرية، احتفاء بالتجربة الشعرية الجديدة، وذلك مساء يوم الخميس 18 دجنبر 2008م بفضاء قاعة الندوات بالكلية بحضور مكثف للطلبة والباحثين والمهتمين. افتتح اللقاء الذي استمر لأزيد من ثلاث ساعات وتألقت في إدارته الباحثة والسينمائية فاطمة الزهراء الهبطي؛ معتبرة أن اللقاء هو لقاء بين صناع المستقبل من خلال التواطئ حول لحظة من الحلم المشترك بين شعراء حالمين ومتفرجين آملين، لأن عطره سيشمل كل الملسوعين بوهج الشعر، مشيرة إلى أن حضور الشاعر والباحث محمد العناز من داخل رحاب الكلية له أكثر من دلالة بالنسبة لنا كطلبة باحثين، تضيف فاطمة الزهراء ـ لأنه يشكل أحد الأصوات الشعرية المثابرة في التجربة الشعرية الجديدة بالمغرب، إنه أكبر شاعر صغير في المغرب. أما كلمة د. عبد الرزاق الصغير رئيس مسلك الدراسات الإنجليزية فقد ركزت على أهمية الانفتاح والإيمان العميق بالطاقات الإبداعية التي تحفل بها كلية الآداب بتطوان، مشيرا إلى ضرورة إعطاء الأولوية للأنشطة الثقافية بوصفها مكونا من مكونات التكوين الجامعي، وهذا ما يسعى إليه نادي آفاق من خلال برامجه، فالإبداع هو ما يمكث في الأرض. في حين عبر ضيف اللقاء الشاعر محمد العناز عن سعادته بهذه الالتفاتة الجميلة، والتي حتما ستترك أثرا عميقا في مخيلته وذاكرته وأحاسيسه، خاصة وأنها تأتي من مكان ارتبط به وجدانيا وإنسانيا وعلميا(كلية الآداب بتطوان)، ثم تحدث بعد ذلك عن أهمية المنجز الشعري المغربي الذي يتسم بالتعدد والتنوع، معتبرا أن أصوات التجربة الشعرية الجديدة طافحة بعوالم فنية وجمالية، تبحث عن خصوصياتها وسط صخب الحياة اليومية وإكراهاتها المرة، وفي الوقت الذي فضل فيه النقاد الانسحاب من الحياة الثقافية وعدم مواكبة المستجدات الإبداعية في مختلف أشكال التعبير الإنساني، فإن الإبداع الشعري حقق تراكما يستدعي وقفات نقدية من أجل إخضاعه لمشرحة النقد وتبيان نجاعته وقدرته على الإبداع على غير منوال. واعتبر في الوقت نفسه أن الاحتفاء بالشعر وسط المؤسسات الجامعية هو محاولة للإحساس بجدوى الشعر، في زمن الإسمنت بامتياز.. وأن اختيار الشعر هو رهان شخصي لأنه يجد في الحلم إمكانية للحياة بشكل أفضل؛ بعد ذلك قرأ الشاعر قصيدة سيد المعنى أهداها إلى الشاعر العربي الكبير الراحل محمود درويش. ثم تلتها قراءات شعرية باللغة الإنجليزية لكل من نازك العاقل التي أرسلت لهيب شعرها المعتق بلغة إليوت، لكأن القصيدة عندها تذوّب الشمس والسكر معا عند شروقها، أما ليلى المصلوحي فقد كان شعرها يتأمل خيوط عشق الحياة متجاوزة خلق العادي والمستهلك، أما الشاعر نور الدين البكراوي فقد فضل لغة سيرفانطيس ليحلق بقصيدته عاليا في سماء الأندلس، مسافرا بلا عنوان.. يمنح القصيدة حكمة النار، النار التي تضيء كما تبيد. في حين قرأ كل من طارق البكوري وبثينة بن الأمين قصيدة مشتركة بلغة أندلسية كتبت بحاسة سادسة، لنسج إيقاعا مختلفا، لأن الشعر عندهما مرادف للوجود والحياة. أما الشاعر خالد عيسى زكريا فقد حمل شعره من أعماق مغارة هرقل، طائرا في سماء القصيدة بعنفوانه المرح. كما عرف اللقاء عدة وصلات موسيقية وعنائية أبدع فيها كل من هشام الجويري ومحمد بلمين، أعطت لمسة سحرية على اللقاء.