وفاء سلاوي: المحاكمة بين الأدب والقانون

صدر للباحثة يروم كتاب د/ وفاء سلاوي (المحاكمة بين الأدب والقانون) الصادرعن منشورات القلم المغربي بالدار البيضاء البحث في الآليات القانونية التي قرأ ويقرأ بها القانون (قانون الحريات العامة والقانون الجنائي في الأعم) النصوص الأدبية، شعرا ورواية ومقالة، والنصوص الفكرية من خلال محاكمات طالت العديد من الكتابات خلال القرن العشرين مما جعل الكتاب ملتقى شبكة متقاطعة من الخطابات التي كانت تقف عندها وفاء سلاوي، خطابات اجتماعية وقانونية وسياسية وثقافية.

وقد زاوجت الكاتبة بين رؤيتين وثقافتين، القانونية والأدبية، حتى تتمكن من تحليل وتفكيك بنية هذا الخطاب المحاكماتي، باعتباره حكما وقراءة على نص إبداعي متخيل أو نص نقدي وفكري يطرح أسئلة وافتراضات نسبية لمتخيل ووجهة نظر ووعي محقق من جهة أخرى، وبالتالي فإن النص القانوني هو قراءة معيارية. ومن رؤية أخرى دراسة لغوية تأويلية للتأليف الإبداعي والفكري، بنياته ونسقه التداولي ومدى تجدر معرفته في ما هو مجتمعي وثقافي. وبالإضافة إلى المدخل التأطيري للكتاب عالج الكتاب بالأساس تلك العلاقة المتوترة بين القانوني والأدبي من خلال ثلاثة فصول كبرى وعشرة مباحث.

وهكذا قدمت الكاتبة القراءة والرسالة ثم مرجعيات الذات والموضوع، ومرجعيات المتلقي وبعد القراءة. واستخلصت سلاوي في النهاية مجموعة من الأفكار والملاحظات بخصوص الخطاب القانوني/ المحاكماتي.

يقع الكتاب في 265 صفحة وتضمن تقديما للأستاذة سعيدة بومزراك القاضية المستشارة بالمجلس الأعلى للقضاء بالرباط، بالإضافة إلى ملحق عدد من النصوص والأحكام والتقارير النادرة التي حوكمت بها المؤلفات الأدبية والفكرية (تقريران لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة حول رواية اولاد حارتنا 1968 و 1988 نص مرافقة عبد العزيز جاويش خلال محاكمة ديوانه الشعري 1910ـ نص الحكم الصادر في حق رواية الفراش سنة 1992 ـ مذكرة النيابة العامة بخصوص رواية يوميات ضابط في الأرياف 1998 ـ ثم نص الحكم الصادر في حق فيلم خمسة باب 1983).

وتعكس البيلوغرافيا الملحقة بالكتاب الجهد الفكري الذي بذلته الكاتبة بالعودة إلى مصادر ومضان قانونية وأدبية لا غنى للباحث في المجالين معا منهما. وقد صدر نفس الكتاب للمؤلفة بعنوان فقه المحاكمات الأدبية والفكرية: دراسة في الخطاب والتأويل في طبعة مزيدة بفصلين هما.. بالقاهرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بمصر في 412 صفحة من الحجم الكبير. يقع الكتاب وقد تضمن ملحقا بعدد من النصوص والأحكام والتقارير النادرة التي حوكمت بها المؤلفات الأدبية والفكرية خلال القرن الـ20.