تنطوي الحيرة الوجودية التي تتعامل معها قصيدة الشاعر المغربي على أكثر من دلالة للحيرة ولجدران العنوان معا، لأنها حيرة تتسربل برداء الليل تارة، وتتشح بعباءة الريح أخرى، وهي تتحرك في الزمن بمفردات تثري التجربة وترقش في طواياها مستويات متعددة من المعنى.

نشيد الجدران

علي العلوي

تجري من تحتي الأقدارُ
وبين يديَّ تذوب دروب الحيِّ
وتنتحب الأشجارْ
الليل يواسيني وأواسيه
ويداريني وأداريه
وكلانا وجه تحرقه النارُ

فيا نار الذكرى
كوني بردا وسلاما
ونشيدا وكلاما
لما تتهاوى أجنحة الريح عليَّ
وكوني سرب حمام يجتاح سهوب يديَّ
فأنا نبض خريفٍ
ووميض رصيفٍ
وأنا صحراءُ تسافر في روحي
فتعود إليَّ
أيا نار الذكرى
احترقي وتجليْ في شمس جروحي
فالبدر تجلى بين شريد وشهيد
والبدر غريب عني
والبدر قريب مني
والبدر صلاة تدمي عينيَّ
.............
سأشعل آخر قنديل أهداه البحر إليَّ
سأشعله بدموع العينِ
وأشرع باب الحزن لبرد العينْ
فمتى نسرع خلف خطانا؟
ومتى نشرع باب البينْ؟


شاعر من المغرب