يرسم الشاعر العراقي هنا، في هذه المرثية المؤثرة، بورتريها خاصا للشاعر الفقيد الذي اغتالته أيادي الغدر. ومن خلال القصيدة تتكشف واقع اغتيال الشاعر واستجوابات الجلادين له، عله يتخلى عن الشعر، أم تراها قيم الحق والخير والجمال، تلك القيم التي رسخها الراحل وظلت تعيش للأبد. لأن تضحيته تعملقها، وانتصار الجلادين عليه يحقق لها السيادة.

مقتل طائر غرد

عباس مجيد سعيد

"مثل لوركا، وماكس جاكوب قتلوك في وضح النهار"

الى روح الشاعر القتيل خالد الأمين

جسد يخرج من جرح

وصراخ كشظايا الزجاج

يضيء في غرف التحقيق

وكنت

تجر خلفك الفرات

عن ضجيج الأسئلة

من جوف الأسئلة

سقطت جثث

في دواة الكتابة

الأسئلة

مسامر في شجرة الجسد

والصرخة

تآليل فوق وجوه القتلة

في مناديل الضوء

تلعن لغة

خرجت من جراحها

مثل كأس فارغة

تركت روحك

تهشم فوق زقورة الألم

وأنت تخرج من محنة الأسئلة

يهرع إليك

طائر الغروب

وأنت

تشرق من محاجر الزمن.

قل لي

أيها النخيل كريشة طائر

أي غيمة

سترحل عليها جراحك؟

وأي بلاد

تلك التي تتقد فيها الجراح

كمواقد البدء

وأي نهار

هذا الذي يجر نفسه

كذات يحتضر؟

لن أستبدل جرحك

بألف حقل

ولا صرختك

بكل أحلام الموسيقى

خالد،

إصغ إلي:

ـ ضع جرحك فوق قلبي

وسترى

ألف نهر يمشي ورائك

مثل نجمة

خرجت من مدادها

احتضنت جرحا

ومت

كعصفور..

شاعر من العراق