تقرير من المغرب (2)
الأدب والترجمة
استهل لقاء اليوم الدراسي حول الأدب والترجمة الذي نظمته شعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ـ مرتيل بالكلمة التي ألقاها رئيس الشعبة د. عبد الرحيم جيران والتي رحب فيها بضيوف اللقاء وأشاد فيها بالتنسيق الموجود بين الشعبة والمركز الثقافي الأندلس على مستوى بعض الأنشطة التي يتضمنها البرنامج الثقافي الجامعي السنوي، كما أبرز في كلمته أهمية الموضوع وراهنيته وضرورة التفكير في مجمل الإشكالات التي تعترض سبل المشتغلين بقضاياه. ثم تناول الكلمة بعد ذلك مدير المركز الثقافي الأندلس الناقد والمترجم عبد اللطيف البازي الذي تطرق إلى أهمية الفعل الثقافي المشترك بين الفعاليات داخل فضاء مرتيل، كما أبرز دور المركز الثقافي الأندلس في خلق الجسور بين الثقافتين العربية والإسبانية مع ما للترجمة من أهمية في تمتين هذه الجسور. ضمت الجلسة الصباحية "دراسات في الترجمة" مداخلات رصينة تألق في إدارتها د. عبد الهادي أمحرف معربا عن أهمية اللقاءات الثقافية التي تنخرط فيها شعبة اللغة العربية، والتي تسعى جاهدة إلى خلق ثقافة حقيقية تروم تحقيق التواصل مع الأدب، مذكرا بالإشكالات التي تطرحها ندوة "الأدب والترجمة" ممهدا بمجموعة من الأسئلة من قبيل كيف يعمل المترجم على النصوص الأدبية قبل نقلها من لغة إلى لغة؟ وما هي التطلبات التي تفرضها عليه النصوص في ترجمتها ؟ وهل بإمكان المترجم أن يتصرف في هذه الترجمة مراعيا خصوصية ثقافته الخاصة من دون أن يضر بهوية النص المترجم وفائدته الجمالية ؟. وفي مداخلته "ملاحظات حول الترجمة" استعرض الأكاديمي والمترجم رضوان العيادي المراحل التي قطعتها نظريات الترجمة مبرزا أن هذا التنوع الذي تعرفه مقارباتها لم تمنعه من إبداء بعض الملاحظات العامة، والتي حصرها في أن الترجمة الأدبية تبقى بين القيود والحرية لأن عمل المترجم الأدبي يتسم بالقيود المفروضة عليه والحرية الملقاة على عاتقه، فهو حر من حيث أنه ليس عليه من الناحية النظرية الاستجابة لمعايير ثابتة من قبيل التكافئ/ التناظر، كما أن مترجم الأدب لا ينتج نصا من فراغ بل لجمهور يتألف سياقه مما يجب للترجمة إيصاله، وهو ما قد يؤثر في نجاح أو إخفاق ترجمة معينة، ومهمة المترجم كذلك تخضع لقيود معينة لكنها في نفس الآن على درجة كبيرة من الإبداع ـ يضيف رضوان العيادي ـ إن ترجمة النصوص الأدبية تطرح تحديا فريدا من نوعه بالنسبة إلى المترجم التي تكمن في تشغيل مهاراته الإبداعية. تضم إليها البنيات اللغوية والبيئة الثقافية للغة المنقول إليها، مع محاولة أن يكون المترجم أمينا قدر الإمكان للنص الأصلي، وهي تتطلب مترجما ذو مهارات خاصة ومواهب إبداعية، فالترجمة الأدبية هي مسعى فني واجتماعي، كما تتطلب تجربة وصنعة وتمكنا من تقنيات الترجمة. وأيضا ضرورة إتقان اللغة المنقول منها وكذلك إتقان اللغة المنقول إليها، وأن يكون في المترجم شيء من الكاتب، وشيء من الصحف، بالإضافة إلى امتلاك قدرات أسلوبية وخيالا خلاقا ومعارف ثقافية واسعة. كما اعتبر عمل مترجم النصوص الأدبية مركزيا وهامشيا في نفس الآن، الأول باعتباره وسيطا ثقافيا بالمعنى الواسع، يقوم بوظيفة جوهرية تمكن عدة أطراف من التواصل في العالم، أما الهامشي بوصفه خفيا وغير مرئي إلى حد قد يبلغ عدم الاعتراف، مختتما مداخلته بأن الترجمة الأدبية لابد أن تكون على درجة عالية من الإبداع، لأنها صنعة تتطلب الكثير من العرق والإلهام. أما مداخلته د. رشيد برهون التي عمومها بـ "الترجمة الشعرية والاحتراق بنار الإبداع أو كيفية قطف الوردة دون قتل العطر" فقد بدأها بعرض لبعض مواقف مترجمي الشعر المتراوحة بين الإنكار والانجذاب لإبراز كيف أن تلك الثنائية الضدية التي تطالعنا عموما عند الحديث عن الترجمة أيا كانت والمتعلقة بالاستحالة والإمكان، متوقفا عند الجاحظ الذي يقول باستحالة ترجمة الشعر بخلاف أبو سليمان المنطقي السجستاني، وقد جعل هذا التأرجح بعض المنظرين يدعون إلى اعتماد الترجمة الحرفية لتجاوز مسألة استحالة الترجمة الشعرية مستشهدا بوالتر بنيامين الذي قدم نموذجين من الشعراء المترجمين الذين اعتمدوا الترجمة الحرفية استنادا إلى هذا التصور، وهما هولدرين في ترجمته لسوفوكل، وشاتوبريان وهو يترجم مليتون. أما الشاعر بيير ليريس فقد عبر عن هذه المفارقة قائلا إن ترجمة الشعر أمر مستحيل والامتناع عن ترجمته أمر مستحيل أيضا، بينما يطرح أكتافيو باث القضية في إطار عام، ليجعلها مرتبطة بمفهمومي الغيرية والاختلاف. أما الباحث عبد السلام دخان فقد وصف في مداخلته الموسومة "الترجمة أو العبور نحو تخوم المعنى" بأنها الحلم بالعبور من نص أدبي إلى نص آخر، مشيرا إلى أن عملية العبور هاته تحدث انقلابا في اللغة بين المترجم والنص والمؤلف. ومن ثمة تصبح الترجمة مخاضا للمعنى داخل النص بوصفها عملية هيرمونطيقية، تعيد تنشيط القول الأصلي العميق للنص الأدبي.كما تتم في اللحظة التي يتم فيها اختراق سياج المعنى ليتجه نحو ما يسميه غادامير "بشيء المعنى"، وتقتضي في الوقت نفسه خيالا منتجا ومبدعا عبر المسافة الجمالية التي يخلقها النص مع فهمنا للواقع، فالترجمة لا تحاكي الواقع النصي بقدر ما تخلق واقعا نصيا جديدا. إن الترجمة عملية نسبية وهي من ثمة لانهائية مستمرة في الزمان ـ يضيف عبد السلام دخان ـ إنها لا تلتصق فقط بالنص لأن كل ترجمة تعتقد أن النص هو الأساس ترجمة عمياء تمارس المحو بدل الأثر، ليختتم مداخلته بمقولة للوكليزيو "أحلم بأدب لا ينتهي أبدا". في حين تم تخصيص الجلسة المسائية إلى عرض "تجارب في الترجمة" والتي ترأسها ذ.عبد العزيز بوعيشية معتبرا أن الترجمة وسيلة في غاية الأهمية لما لها من دور في ربط الصلات الثقافية بين الأمم بحكم أهميتها ومدى قدرتها على نقل المعلومة من لغة إلى أخرى من دون أن تفقد هذه المعلومة خصوصيتها، أو تتعرض إلى تحريف ما، متوقفا عند الصعوبات التي يطرحها فعل الترجمة داخل رحاب الأدب. ليعطي الكلمة بعدها للشاعر والمترجم د. مزوار الإدريسي واسما ورقته بـ "بين الترجمة وبيني" منطلقا من سؤال أساس حول حقه في الحديث عن تجربته في الترجمة معترفا أن مصادفات الحياة هي التي انتهت به إلى مزاولة الترجمة دون تخطيط أو ترتيب مسبقين، واعتبر أن الترجمة إحساس خالص بالمتعة، لأنه إبداع قد يتفوق على النص الأصلي أحيانا أو يضفي عليه قيمة فنية مستشهدا بنموذج الخبز الحافي لمحمد شكري الذي قام بترجمتها الطاهر بنجلون. أما الشاعر والمترجم خالد الريسوني انطلق من كون الترجمة متعة ومشروع ذاتي بوصفها تلقيا واستقراءا لنص معين، ليتحدث بعد ذلك عن تجربته في الترجمة التي ابتدأت مع لوركا "أيام المنفى في الراشدية" سنة 1991، متسائلا: لماذا الترجمة والشعر؟ هل هو الإبداع من خلال القصيدة؟ مجيبا أن ترجمة العمل الشعري يبقى نفسه حينما أكتب القصيدة، وأن الشعر هو الكفيل بإعطاء إمكانية تحقيق الذات، مختتما مداخلته بأنه يفضل ترجمة الشعر عن ترجمة النثر.وأخيرا مداخلة المترجم عبد اللطيف الزنان الذي تحدث عن الترجمة بكونها رحلة شيقة تدخل المترجم في عالم القراءة، وتبتدئ علاقته بها مع نصوص الشاعرة المغربية عائشة البصري، مؤكدا أهمية دور المترجم في عملية الترجمة لأنه هو الذي يختار العبارة ويبحث عن دلالات متشابهة، متوقفا عند شروط الترجمة التي بدونها لا يصعب الحديث عن ترجمة مبدعة تحاور النص الأصلي بالرغم من استحالة وجود ترجمة نهائية، والتي لخصها في ضرورة التفكير في الآخر من لدن المترجم، والتعامل مع النص كقارئ جيد، والشعور إلى حد ما بشعور الشاعر، واستيعاب المعنى والمضمون، كما انتقد عبد اللطيف الزنان التعامل السيئ مع المترجم من لدن دور النشر والنقاد الذين يمدحون الكاتب وينسون المترجم لدرجة أن الكتب الإنجليزية والإسبانية لايظهر اسم المترجم في عنوان الكتاب.
استهل لقاء اليوم الدراسي حول الأدب والترجمة الذي نظمته شعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ـ مرتيل بالكلمة التي ألقاها رئيس الشعبة د. عبد الرحيم جيران والتي رحب فيها بضيوف اللقاء وأشاد فيها بالتنسيق الموجود بين الشعبة والمركز الثقافي الأندلس على مستوى بعض الأنشطة التي يتضمنها البرنامج الثقافي الجامعي السنوي، كما أبرز في كلمته أهمية الموضوع وراهنيته وضرورة التفكير في مجمل الإشكالات التي تعترض سبل المشتغلين بقضاياه. ثم تناول الكلمة بعد ذلك مدير المركز الثقافي الأندلس الناقد والمترجم عبد اللطيف البازي الذي تطرق إلى أهمية الفعل الثقافي المشترك بين الفعاليات داخل فضاء مرتيل، كما أبرز دور المركز الثقافي الأندلس في خلق الجسور بين الثقافتين العربية والإسبانية مع ما للترجمة من أهمية في تمتين هذه الجسور. ضمت الجلسة الصباحية "دراسات في الترجمة" مداخلات رصينة تألق في إدارتها د. عبد الهادي أمحرف معربا عن أهمية اللقاءات الثقافية التي تنخرط فيها شعبة اللغة العربية، والتي تسعى جاهدة إلى خلق ثقافة حقيقية تروم تحقيق التواصل مع الأدب، مذكرا بالإشكالات التي تطرحها ندوة "الأدب والترجمة" ممهدا بمجموعة من الأسئلة من قبيل كيف يعمل المترجم على النصوص الأدبية قبل نقلها من لغة إلى لغة؟ وما هي التطلبات التي تفرضها عليه النصوص في ترجمتها ؟ وهل بإمكان المترجم أن يتصرف في هذه الترجمة مراعيا خصوصية ثقافته الخاصة من دون أن يضر بهوية النص المترجم وفائدته الجمالية ؟. وفي مداخلته "ملاحظات حول الترجمة" استعرض الأكاديمي والمترجم رضوان العيادي المراحل التي قطعتها نظريات الترجمة مبرزا أن هذا التنوع الذي تعرفه مقارباتها لم تمنعه من إبداء بعض الملاحظات العامة، والتي حصرها في أن الترجمة الأدبية تبقى بين القيود والحرية لأن عمل المترجم الأدبي يتسم بالقيود المفروضة عليه والحرية الملقاة على عاتقه، فهو حر من حيث أنه ليس عليه من الناحية النظرية الاستجابة لمعايير ثابتة من قبيل التكافئ/ التناظر، كما أن مترجم الأدب لا ينتج نصا من فراغ بل لجمهور يتألف سياقه مما يجب للترجمة إيصاله، وهو ما قد يؤثر في نجاح أو إخفاق ترجمة معينة، ومهمة المترجم كذلك تخضع لقيود معينة لكنها في نفس الآن على درجة كبيرة من الإبداع ـ يضيف رضوان العيادي ـ إن ترجمة النصوص الأدبية تطرح تحديا فريدا من نوعه بالنسبة إلى المترجم التي تكمن في تشغيل مهاراته الإبداعية. تضم إليها البنيات اللغوية والبيئة الثقافية للغة المنقول إليها، مع محاولة أن يكون المترجم أمينا قدر الإمكان للنص الأصلي، وهي تتطلب مترجما ذو مهارات خاصة ومواهب إبداعية، فالترجمة الأدبية هي مسعى فني واجتماعي، كما تتطلب تجربة وصنعة وتمكنا من تقنيات الترجمة. وأيضا ضرورة إتقان اللغة المنقول منها وكذلك إتقان اللغة المنقول إليها، وأن يكون في المترجم شيء من الكاتب، وشيء من الصحف، بالإضافة إلى امتلاك قدرات أسلوبية وخيالا خلاقا ومعارف ثقافية واسعة. كما اعتبر عمل مترجم النصوص الأدبية مركزيا وهامشيا في نفس الآن، الأول باعتباره وسيطا ثقافيا بالمعنى الواسع، يقوم بوظيفة جوهرية تمكن عدة أطراف من التواصل في العالم، أما الهامشي بوصفه خفيا وغير مرئي إلى حد قد يبلغ عدم الاعتراف، مختتما مداخلته بأن الترجمة الأدبية لابد أن تكون على درجة عالية من الإبداع، لأنها صنعة تتطلب الكثير من العرق والإلهام.
أما مداخلته د. رشيد برهون التي عمومها بـ "الترجمة الشعرية والاحتراق بنار الإبداع أو كيفية قطف الوردة دون قتل العطر" فقد بدأها بعرض لبعض مواقف مترجمي الشعر المتراوحة بين الإنكار والانجذاب لإبراز كيف أن تلك الثنائية الضدية التي تطالعنا عموما عند الحديث عن الترجمة أيا كانت والمتعلقة بالاستحالة والإمكان، متوقفا عند الجاحظ الذي يقول باستحالة ترجمة الشعر بخلاف أبو سليمان المنطقي السجستاني، وقد جعل هذا التأرجح بعض المنظرين يدعون إلى اعتماد الترجمة الحرفية لتجاوز مسألة استحالة الترجمة الشعرية مستشهدا بوالتر بنيامين الذي قدم نموذجين من الشعراء المترجمين الذين اعتمدوا الترجمة الحرفية استنادا إلى هذا التصور، وهما هولدرين في ترجمته لسوفوكل، وشاتوبريان وهو يترجم مليتون. أما الشاعر بيير ليريس فقد عبر عن هذه المفارقة قائلا إن ترجمة الشعر أمر مستحيل والامتناع عن ترجمته أمر مستحيل أيضا، بينما يطرح أكتافيو باث القضية في إطار عام، ليجعلها مرتبطة بمفهمومي الغيرية والاختلاف. أما الباحث عبد السلام دخان فقد وصف في مداخلته الموسومة "الترجمة أو العبور نحو تخوم المعنى" بأنها الحلم بالعبور من نص أدبي إلى نص آخر، مشيرا إلى أن عملية العبور هاته تحدث انقلابا في اللغة بين المترجم والنص والمؤلف. ومن ثمة تصبح الترجمة مخاضا للمعنى داخل النص بوصفها عملية هيرمونطيقية، تعيد تنشيط القول الأصلي العميق للنص الأدبي.كما تتم في اللحظة التي يتم فيها اختراق سياج المعنى ليتجه نحو ما يسميه غادامير "بشيء المعنى"، وتقتضي في الوقت نفسه خيالا منتجا ومبدعا عبر المسافة الجمالية التي يخلقها النص مع فهمنا للواقع، فالترجمة لا تحاكي الواقع النصي بقدر ما تخلق واقعا نصيا جديدا. إن الترجمة عملية نسبية وهي من ثمة لانهائية مستمرة في الزمان ـ يضيف عبد السلام دخان ـ إنها لا تلتصق فقط بالنص لأن كل ترجمة تعتقد أن النص هو الأساس ترجمة عمياء تمارس المحو بدل الأثر، ليختتم مداخلته بمقولة للوكليزيو "أحلم بأدب لا ينتهي أبدا". في حين تم تخصيص الجلسة المسائية إلى عرض "تجارب في الترجمة" والتي ترأسها ذ.عبد العزيز بوعيشية معتبرا أن الترجمة وسيلة في غاية الأهمية لما لها من دور في ربط الصلات الثقافية بين الأمم بحكم أهميتها ومدى قدرتها على نقل المعلومة من لغة إلى أخرى من دون أن تفقد هذه المعلومة خصوصيتها، أو تتعرض إلى تحريف ما، متوقفا عند الصعوبات التي يطرحها فعل الترجمة داخل رحاب الأدب. ليعطي الكلمة بعدها للشاعر والمترجم د. مزوار الإدريسي واسما ورقته بـ "بين الترجمة وبيني" منطلقا من سؤال أساس حول حقه في الحديث عن تجربته في الترجمة معترفا أن مصادفات الحياة هي التي انتهت به إلى مزاولة الترجمة دون تخطيط أو ترتيب مسبقين، واعتبر أن الترجمة إحساس خالص بالمتعة، لأنه إبداع قد يتفوق على النص الأصلي أحيانا أو يضفي عليه قيمة فنية مستشهدا بنموذج الخبز الحافي لمحمد شكري الذي قام بترجمتها الطاهر بنجلون. أما الشاعر والمترجم خالد الريسوني انطلق من كون الترجمة متعة ومشروع ذاتي بوصفها تلقيا واستقراءا لنص معين، ليتحدث بعد ذلك عن تجربته في الترجمة التي ابتدأت مع لوركا "أيام المنفى في الراشدية" سنة 1991، متسائلا: لماذا الترجمة والشعر؟ هل هو الإبداع من خلال القصيدة؟ مجيبا أن ترجمة العمل الشعري يبقى نفسه حينما أكتب القصيدة، وأن الشعر هو الكفيل بإعطاء إمكانية تحقيق الذات، مختتما مداخلته بأنه يفضل ترجمة الشعر عن ترجمة النثر.وأخيرا مداخلة المترجم عبد اللطيف الزنان الذي تحدث عن الترجمة بكونها رحلة شيقة تدخل المترجم في عالم القراءة، وتبتدئ علاقته بها مع نصوص الشاعرة المغربية عائشة البصري، مؤكدا أهمية دور المترجم في عملية الترجمة لأنه هو الذي يختار العبارة ويبحث عن دلالات متشابهة، متوقفا عند شروط الترجمة التي بدونها لا يصعب الحديث عن ترجمة مبدعة تحاور النص الأصلي بالرغم من استحالة وجود ترجمة نهائية، والتي لخصها في ضرورة التفكير في الآخر من لدن المترجم، والتعامل مع النص كقارئ جيد، والشعور إلى حد ما بشعور الشاعر، واستيعاب المعنى والمضمون، كما انتقد عبد اللطيف الزنان التعامل السيئ مع المترجم من لدن دور النشر والنقاد الذين يمدحون الكاتب وينسون المترجم لدرجة أن الكتب الإنجليزية والإسبانية لايظهر اسم المترجم في عنوان الكتاب.