هي قصائد تنتشي على تقنية المفارقة، تستعين من حقل سردي بامشاج تقنيات متفردة تجسد مشهدية اللحظة المراوغة، كي تخط صورا مليئة بالدهشة، تهتك المسكوت عنه، وهي أيضا قصائد شذرية تقدم صورا من الحراك الشعري السعودي الحديث.

قصائد قصيرة

إبراهيم زولي

1

ضواحي                      

متثاقلا يمشي

في ضواحٍ مفترضة

حيث الفوضى

التي تهبّ من النافذة

ـ غالبا النافذة تدفع ثمن

السلوك السيئ لليل ـ

واهنا يسحب ثيابه الجديدة

تتبعه أعضاؤه التي تتحرك بسرعة

تشبه تماما طريقته في الحديث

لم يكتشف ذلك المساء

انه نام في سرير شرس

لايستحقّ كلّ هذا السرد

                      

                       

2

عادة مدرسيّة

هناك

يتداعى خشب العاصفة

ابتسامتهم المعدنية

لاتفارقهم

كعادة مدرسية

ينصت أجملهم إلى

جسده بشكل مغاير

على مايبدو

كانت أصابعه الأفّاقة

تعرف رائحة غير مناسبة

تفيض منه

لم يكن هذا الفعل

يدعو للشجب والاستنكار

لأنه غالبا يهيمن

على العصافير الطليقة

ويحبس الغناء في

لوحة إعلانية

3

وجوه

الوجوه التي كانت

نائمة على ضمير البحر

لم تعد تسوّل لها نفسها

المريضة كباولا الليندي

اطمأنت على حائط اللامبالاة

حكّت خشب الخوف

بسبّابة الأمل

الأمل الذي يتدحرج

على الموسيقى

وينفض خيباته بعد فوات الأوان

غير مكترث بأخطائه الإملائية

وهو يدوّن بياناته في سجلّ الغياب

4

معاملة

لم يكن الأمر حقيقيا

ورود من الدم المالح

تصطاد جزءا من

ملامحه المنهوبة

وهي تتنزه في فناء المدرسة

مما يصعب التعرف عليها

يحصل ذلك أثناء ثرثرة سريعة

أوبحث متقدم في قوقل

باللغة التي لايستطيع الشاعر

الوصول بها إلى أسئلة حقيقية

ودون أن يعامل جسده وهو ينتحب

باحترام يليق بالقسوة

هل تظن أنك تستطيع أن تطلق

ماء شياطينك بهذه الرومانسية

لاتجازف لأن الألم يتمدد خطوة خطوة

ويرقد إلى جانبك

على سرير الغثيان

5

اختيار

قبل أن يتلاشى

همس الطير في أذنيه

لامس أهدابه بمرارة

وأحصى خرافاته

هناك استعجل الدخول

إلى شجرة العصيان

التي كانت تحت جلده

كرة من لهب

هذه المرة لم يخطئ

في اختياره

على الرغم أن ثمّة

هدفا لم تحدده البوصلة

شاعر من السعودية