وصل مهرجان التراث السنوي في نسخته الخامسة والعشرين إلى نهاية مشواره هذا العام حيث اختتم فعالياته التي جاءت بشعار "عيون إن روت" مساء اليوم السبت الموافق 15 أبريل 2017م بعد أن استقبل على مدى أيامه العشر أكثر من عشرين ألف زائر. وكان المهرجان قد فتح أبوابه في الخامس من الشهر الجاري برعاية كريمة وسامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بجانب موقع قلعة البحرين ويقدم أنشطة مكرسة للاحتفاء بالعديد من المعاني التراثية المرتبطة بالعيون الطبيعية في مملكة البحرين.
واستدرجت هيئة البحرين للثقافة والآثار العديد من ملامح الموروث الشعبي البحريني ومن بينها عمل تركيبي على مدخل المهرجان حمل اسم "المنجور"، وهو أحد أدوات الري القديمة. كما وصاحب المهرجان معرض فني شمل عدداً من مقتنيات متحف البحرين الوطني وشارك فيه 16 فناناً بحرينياً بأعمالهم المرتبطة بالعيون الطبيعية والمزارع. كما وعرّف المهرجان الزوار على عدد من العيون الشهيرة في البحرين مثل عين بوزيدان، بئر باربار ، وعين أم السجور.
وكان محبّو الفن البحريني الموسيقي الأصيل على موعد يوميا مع العديد من الحفلات التراثية، استمتع الجمهور خلالها بالاستماع للأغاني البحرينية الشعبية المرتبطة بالتراث والثقافة المحلية. ومن بين الفنون السماعية التي استدرجها المهرجان إلى مسرحه: فن العاشوري، وفن الصوت، وفن دق الحب، وفن الليوه، والفجري، والجربة، حيث قدمتها كل من فرقة الشرطة الشعبية، دار بن حربان، فرقة محمد بن فارس، دار شباب الرفاع، دار قلالي، فرقة إسماعيل دواس، دار شباب الحد، دار الرفاع الصغيرة، فرقة سامي المالود وفرقة جاسم جمشير.
الأطفال بدورهم كان لهم نصيب من فعاليات المهرجان، حيث قدّم ركن الأطفال على مدى أيام مهرجان التراث العديد من الأنشطة التي تعلم فيها الصغار مهارات إبداعية وفنية من خلال ورش عمل متنوعة كورشة عمل رسم العيون بالكولاج، عيون البحرين، الرسم على الأحجار، لف الأسلاك، عين عذاري، سمك ساب، العيون بين يدي، تزيين الحب، ألون لوحتي بالملح، ضوء العيون، إناء الطحالب وغيرها. كما واستضاف الركن أيضا يوميا عروض الدمى بعنوان “رحلة العيون”وفقرات حزاوي من التراث.
هذا وتأتي الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لمهرجان التراث تأكيداً على أهمية التراث والهوية المحلية في الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني، فقد أولى جلالته هذا المهرجان عنايته الشخصية الخاصة، وشرّفه بالرعاية منذ انطلاقته الأولى في عام 1992، وذلك انطلاقاً من رؤية حكيمة تستثمر التراث في تعزيز المنجز الإنساني البحريني وصناعة مرتكز للانطلاق نحو آفاق المستقبل.