أعلنت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع أنها ستكرم المفكر التونسي الدكتور الحبيب الجنحاني وذلك لكونه صاحب المسيرة الفكرية والعلمية والثقافية الممتدة عبر سنين طويلة، والذي كانت له بصمة واضحة في الساحتين التونسية والعربية على صعيد الفكر والثقافة والبحث الأدبي والعلمي.
ويأتي التكريم ضمن مبادرة (يوم الوفاء) التي اطلقتها الدكتورة سعاد الصباح منذ مايقارب الربع قرن والتزمت بإقامته ادورياً لتكريم الرواد العرب الأحياء في كل المجالات الأدبية والعلمية والثقافية الذين قدموا خدمات جليلة في مالاتهم ليأتي كردٍّ للجميل الذي قدمه هؤلاء المفكرون لأبناء جيلهم والأجيال اللاحقة من آداب وعلوم وفكر وثقافة.. واحتقاء بكبار الادباء والمفكرين حال حياتهم خلافا لما اعتاد عليه الاعلام العربي من الاحتفاء بعم عند مغادرتهم الحياة.
ويتضمن التكريم حفلا يدعى اليه عدد من الاقطاب الثقافية يتحدثون فيه عن مسيرة الجنحاني العلمية والأدبية ونشاطاته المتوزعة في المجالات السياسية والاجتماعية وتسليط الضوء على كتبه وبحوثه ودراساته ومقالاته وسيقام الحفل في العاصمة التونسية قريبا، وقال مدير دار سعاد الصباح للنشر علي المسعودي ان الدار تعمل على انجاز كتاب تكريمي متزامنا مع الحفل يستعرض مسيرة د. الجنحاني، ويلقي الضوء على جوانب شخصيته مع سرد سيرته الشخصية كما رواها بنفسه، متضمناً مقدمة بقلم د.سعاد الصباح، بالإضافة إلى دراسات المتخصصين وشهادات الأصدقاء، وبعض الصور التي ترصد محطات من حياته.
وكانت جذور التعاون بين دار سعاد الصباح ود. الحبيب الجنحاني تعود إلى فبراير 1993، عندما تحولت الدار إلى مؤسسة حسب القانون المصري، وتضمنّت أنشطتها النشر والتوزيع في كل من مصر والكويت، وخصصت صندوقاً لعلاج الأدباء، وقامت بتقديم المنح الثقافية للمبدعين، وتكريم الرواد من الأدباء ومنح الجوائز، بعد أن كان ذلك حكراً على الهيئات الحكومية، وتكوّن مجلس أمناء للدار يومها من شخصيات عربية معروفة مثل د.عبد العزيز حجازي، ود.سعد الدين إبراهيم، ود.ثروت عكاشة، ود.سمير سرحان، وشاكر مصطفى، وحنّا مينا، ود.عدنان شهاب الدين، ود.سليمان العسكري، ود.حسن الإبراهيم، وكان منهم ومعهم د.الحبيب الجنحاني.. وآخرون. ولم يقتصر التعاون على ذلك، فقد أصدرت دار سعاد الصباح للجنحاني لاحقاً كتاباً يحمل عنوان (دفاعاً عن الحرية)، أهداه إلى شهداء الحرية في العالم وإلى الشعوب العربية وإلى الشباب التونسي ليبقى يقظاً ذائداً عن ثورته، وكان الكتاب إسهاماً في تشريح النظام الاستبدادي ونشر الوعي في صفوف الأجيال الناشئة بأساليب مقاومته.
وقالت د.سعاد الصباح إن المبررات التي تدفع إلى تكريم شخصية كالجنحاني توضحها مسيرة هذا الرجل الممتدة عبر عشرات السنين، والتي تسجل أنه لم يكن رقماً زائداً في تاريخ بلده، خاصة وأنه قد ناصر الإنسان في قضيته الجوهرية؛ بأنه إنسان، ولاحق العلم منذ نعومة أظفاره في بلاده تونس ثم في تغرُّبه الأوروبي.
يذكر أن الدكتورة سعاد الصباح كرمت في "يوم الوفاء" من الأعلام المعاصرين شخصيات لها وزنها الفكري والثقافي والأدبي من الكويت وخارجها، وهم:
1. الأستاذ عبد العزيز حسين (الكويت) 1995م.
2. الشاعر إبراهيم العريض (البحرين) 1996م.
3. الشاعر نزار قباني (سوريــا) 1998م.
4. د. ثروت عكاشة (مصـر) 2000م.
5. صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل (السعودية) 2001م.
6. د.عبد الكريم غلاب (المغرب) 2003م.
7. الأستاذ غسان تويني (لبنـان) 2007م.
8. د. صالح العجيري (الكويت) 2013م.
وتتزامن هذه الاحتفالية مع مرور ربع قرن على مبدارة "يوم الوفاء" التي أطلقتها د. سعاد الصباح أواخر عام 1992 لتاكيد أن الأديب العربي يحتاج إلى التكريم حال حياته بخلاف التكريم الذي اعتادت عليه الثقافة العربية بتكريم الأديب وذكر مآثره بعد وفاته