تقارب الناقدة المغربية رواية «شرك الهوى» من خلال مؤشرات الحداثة والظاهراتية والمعجم اللغوي وسؤال التجريب، لتخلص إلى أنها سردية تمثل السلوك الجمعي للمجتمع المغربي في ظل حداثة لم يتجها، ممثلة بالإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي التي عملت على خلخلة العلاقات الاجتماعية ومفهوم الحرية الفردية.

شراك التماهي والحياد

في رواية «شراك الهوى» لمحسن أخريف

الزهـرة حمودان

"شراك الهوى" رواية للدكتور محسن أخريف1، حازت على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب سنة 2013، وهي من منشورات نفس المؤسسة.

تمثل لوحة غلاف الرواية، للرسام الراحل عيسى إيكن، عتبة تنضح ببعض الدلالات المشتركة مع الرواية، وهي عبارة عن أربعة دوائر متداخلة، تتدرج من الأوسع إلى الأصغر، مشكلة كتلة متماسكة، يمكن للمتلقي، أن يلمس بالمشاهدة فعل تساقطها في ما يشبه بحيرة، مياهها شفافة، تكاد تبين عن ما يركد بعمقها، مع تناثر أشكال دقيقة، متباينة الدقة والشكل. وقد توحي الرجة التي أحدثتها كتلة الدوائر، برجة الحداثة في المجتمعات المعاصرة، كما وظفها المؤلف في بنية الرواية.

ويعتبر الفنان التشكيلي الراحل عيسى إيكن، من الرسامين المثقفين، المشبعين برؤى فلسفية، تعتني بالذات، وبذلك يكون اختيار عمله هذا، يساوق موضوع الرواية، ويقارب عمقها الفني والدلالي.

يقدم نص الرواية، هويته بانتمائه لعصره، من خلال بنية سردية، شراكها نتاج أزمنة، وعصور وصفها الدارسون بـ"الحديثة"، صداها في انشطار لا يتوقف. بينما الهوى بكل ميولاته الإنسانية، بعثرته أعاصير ميكانزمات "أزمنة حديثة" -بتعبير هيغل- خلخلت المعايير، وتمكنت سطوة آلياتها من فرض أنماط جديدة في التفكير، والعيش، وحتى المشاعر.

تقتطع الرواية لوجودها في المشهد السردي المغربي، حيزاً ضمن أعمال أدبية، تتنوع بين الشعري والسردي، تحمل ملامح الزمن الرقمي، وتمثل جسرا لأدب ما بعد الحداثة، والأدب الرقمي، الذي مازالت ملامحه مجال شد وشجب.

تقع الرواية في مائة وخمسة وعشرين صفحة، موزعة على ثلاثين وحدة نصية، عتبات عناوينها، تبدأ بـ"شؤون خاصة"، وتنتهي بـ"العلاقة في المبتدأ تجريب محض"، وتدور أحداثها بين فضاءين، فضاء الواقع بأمكنته وأزمنته وشخوصه، وفضاء افتراضي بكل وسائطه التواصلية، وما تخوله للمنخرطين فيه، من أساليب التواري والتجلي والتواصل، وحتى الإيهام والتجريد إن جاز لنا القول. بطلها شاب عالق في شرنقة فوضى ما بعد الحداثة، حيث تداعياتها تطارده ابتداء من عمله بشركة للإعلانات، وما تحمله آلة الإعلان من عتاد رقمي، مروراً بفضاء التحولات بمدينة طنجة.. وصولاً إلى علاقاته بالمرأة، وموقع الجسد في هذه العلاقة. الجسد كأيقونة تخص الرجل والمرأة على حد سواء.

شراك متعددة من القلق والشك وشيء من اللامبالاة، تجعل بطل الرواية، يخسر الإنسانة التي تعلق بها، بعد علاقة بدأت عبر العالم الافتراضي، وتطورت بخروجها إلى عالم الواقع. وشخصية الحبيبة هذه التي سيغيبها مرض السرطان، دون علم منه، تقابلها علاقته مع سعاد، عينة اجتماعية، تعرف عليها في فضاء الواقع، عبر فضاء الحي. مع علاقات عابرة مع "حياة" من عالم الليل، وغيرها ممن أشار البطل إلى ذكر مرورهن بحياته، دون تعيين أسمائهن. وبين هذه العوالم، تولد الحكاية، وفي طياتها تكمن القرائن الثقافية، والمكونات الفكرية، والصراعات النفسية، وأنماط بنية الحياة في مجتمع شخصيات الرواية، وتطوراتها.

تحمل رواية "شراك الهوى"، ممكنات متعددة للقراءة كلعبة السرد، وشرائح الشخوص، الاجتماعية والفكرية، وكيفية تفاعلها مع حداثة القيم والنظم الرقمية. وكذا المكان بفضاءاته المتباينة، ثم الذات والجسد. وتحولات المفاهيم والقيم في مجتمع الحداثة. غير أن مفتاح كل هذه المداخل، يمكن أن نبحث عنه في مقصدية الكاتب، وعن ماذا يحكي؟ وذلك من خلال قراءتنا لمؤشرات النص هذه:

- مؤشرات الحداثة، وتأثيرها في حياة الناس، خصوصا فئة الشباب، وما أفرزته من قيم، في وجود العالم الرقمي.

- مؤشرات الظاهراتية، من خلال ثلاث محاور:

الحدوس الذاتية للبطل، وتقنية السارد "المتماهي"، التي تربط بين الذات الفردية للبطل ووعيها بظواهر عصره، من خلال سمة التأمل لديه، وما تجليه مواقفه وردود أفعاله في النسيج الحكائي.

التطور في المجال الصناعي للحياة العصرية من التلفاز، إلى صابون "دوف". وفي القيم والسلوك كالحرية في العلاقة بين الرجل والمرأة. والثقافة من خلال توليد متواليات للحكي حول الرسائل بين الأمس واليوم. وطنجة بعد شكري. وكتابة الرواية كحلم من أحلام شخصية "وفاء"، وما رافقها من آراء لكل من بطلي الرواية حول الكتابة الروائية. كذلك موضوعة الأبراج. أفرد لها الكاتب وحدة نصية خاصة، كما أدرجها في تبئيره الضجر مع صحف الصباح.

المعجم اللغوي للرواية الحامل لمصطلحات وأسماء ومعاني مستجدة، فرضتها ضرورات الحداثة التقنية والصناعية والقيمية.

ومن الأسئلة المنهجية، التي قد تواجه المتلقي في هذا السياق: هل يمكن اعتبار رواية شراك الهوى رواية تجريب تتمثل مجتمع الحداثة؟ وهل في الإمكان استغلال إشراق تخيلي للكاتب، حين يعنون آخر فصل من روايته بـ"العلاقة في المبتدأ تجريب محض". واعتبارها مدخلا، للبحث عن وعي الكاتب بمدى علاقة الحداثة، بالتحولات التي اعترت جوهر الأشياء في مجتمعه، من قيم وعادات وأعراف.

يوظف الدكتور محسن أخريف، عدة آليات لإنتاج نص روائي تجريبي، يرصد تأثيرات الحداثة

وفوضى ما بعدها، وذلك عبر محورين أساسيين هما: التأمل، والخيال الذي أفرد له الكاتب متواليات تتناسل داخل مسارات وعي يتبدى من "أبسط ضروبه إلى أشدها رقيا"2. بينما السارد، له في كل موقع لسان، وإن كان يبدأ ملتبسا بسرد ذاتي يحتمي بالتبئير"focalisation"3 من خلاله يمارس حكيه بمونولوجية، تعمق فعل التماهي مع باقي شخصيات الرواية، باستثناء وحدتين نصيتين من الرواية، الأولى رقم 26 بعنوان "الواقعي في حياة وفاء"، وفيها ينفصل السارد عن البطل، ويلزم حدود الراوي المحايد، في الكشف عن ما غاب عن البطل، كاشفا لأول مرة باسمه الشخصي، إذ يحكي عن "كمال" في سياق العلاقة المرتبكة بينه وبين حبيبته: "الهناء الذي كان يظن "كمال" أنها تعيش فيه، لم يكن واقعا معيشا، فهي كانت تتخبط في مشاكل لا حصر لها ولا آخر"4.

والوحدة النصية الثانية، رقم 29 بعنوان "وفاء"، وفيها يسلم السارد زمام الحكي، إلى البطلة حبيبة كمال المفتقدة، لتبرر انسحابها من حياة الرجل، الذي كان لها يوما -كما وصف هو نفسه- صديق بدرجة حبيب. تحكي لنا وفاء بهذا الخصوص: "لم أرد أن أخبره بأمر مرض السرطان. ولن أخبره أبداً.. لن أعذبه أو أشغل باله بالأمر"5.

نقارب التجريب في الرواية، على مستوى رصد الكاتب لأشكال التحولات، والتطورات التقنية، وتغلغل العالم الرقمي، في الحياة الاجتماعية، في بلده، أو بالأحرى بمدينة طنجة، بتركيز أكثر، حيث تجري الأحداث بين العالم الافتراضي، والعالم الواقعي. وكذا المعايير الحديثة للحياة الاجتماعية، نتيجة مفاهيم الحداثة كالحرية، المكرسة عبر نوافذ الدردشة، والجنس بين الجنسين، خارج إطار الزواج. وتطور مفهوم العفة عند الفتاة، وعلاقة هذه الأخيرة بجسدها.

تلقي رواية "شراك الهوى"، بالمتلقي في شراك تداعيات الحداثة، وما أنتجته من تيارات فكرية محايثة لها أو متمفصلة عنها، أو متفاعلة مع معطياتها، أو مشككة في بعض معضلاتها الفلسفية، وهو ما نجده عند فلاسفة القرن العشرين. ولعل في منهج "الظاهرياتية"، ومفاهيم الدارسين والمهتمين بها، خصوصا في سياقها العام، وما أنتجه من ضوابط، ما يمكن أن نستأنس به لفهم بنية وعي الكاتب وكذا إدراكه، للحداثة بتجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نسوق -في هذا الإطار- إحدى نظريات ادموند هوسرل القائلة بـ"أن أوجه الفكر معطاة لي، شريطة أن أتأملها وأضعها بشكل خالص كما أراها. أستطيع أن أتكلم بكيفية فضفاضة أو ملتبسة عن المعرفة، وعن الإدراك، وعن التمثل والتجربة (...) في هذه الحالة طبعا عندما أتأمل، يكون الشيء الوحيد المعطى لي، إنما هو ظاهرة الالتباس (...) وهي تلك التي نصادفها تحت عنوان المعرفة بالمعنى الواسع جدا. لكنني أستطيع كذلك أن أقوم بإدراك راهني، وأن أوجه نظرتي نحوه، أستطيع فضلا عن ذلك، بأن أتمثل إدراكا في الخيال، أو في الذكرى. وأن أوجه نظرتي نحوه، باعتباره معطى هكذا في الخيال. لم اعد أمتلك إذن خطابا فارغا أو قصدا، أو تمثلا فضفاضا، أو ملتبسا عن الإدراك"6، يفتح هذا النص، إمكانية استقراء البناء الروائي، لدى الكاتب، إذ التأمل سمة مصاحبة لشخصية السارد/ البطل، كذات معرفتها بما يجري من أحداث وشخوص، مضعفة إلى حد التماهي... مما حول سردها إلى نوع من المونولوجية، لولا تقنية "كاف المخاطب"، إذ عبرها يكتشف المتلقي، أن هناك صوتين، يتولى الواحد منهما عملية السرد للآخر. ويعرف ديلتي "التماهي" بكونه "توظيف قدرة الإنسان للتقمص المُتعاطف لحالات الآخرين، وأفعالهم، وفهمها من الداخل"7، وسنورد بعض حالات التماهي، من نص الرواية:

* * *

"التماهي" بين السارد وشخصية البطل:

لا تدعي رواية "شراك الهوى" خيالاً محلقاً، مغرقاً في "العجائبي"، بقدر ما تقدم ما توارى تحت الفوانيس المكسرة، في الحدائق العامة8، ووراء شاشات الحواسيب. وما يمثله ذلك من حرية مبتسرة، تخلخل منظومة القيم في المجتمع المغربي. وهذا أيضا ما تقول به الظاهراتية،في بعض مفاهيمها حول العلاقة بين المرأة والرجل كونها -في أزمنة الحداثة- تقوم على قدم المساواة. نقرأ هذا الملمح في الرواية على لسان البطل: "وقلت لي مرارا، أنك أصبحت تعشقين البروز الخفيف لبطني"9. الحرية في إبداء الإعجاب بجسد الرجل، أصبحت –هنا- متكافئة، ومتناقضة مع ما كان متعارفا عليه اجتماعيا، من كون ذلك حكراً على الرجل.

* * *

"التماهي" مع الطبيعة البيولوجية للأنثى:

خوض بطل الرواية في خصوصيات بيولوجية أنثوية محضة. نرصده يقول في أكثر من موقع:

- "لا تجد من يسألها: هل مرت عادتك الشهرية بسلام"10.

- "هي لا تعرف ما تفعله بجسدها (...) جسدها أيضا يصبح خانقا لها (...) تود لو تتلاشى في المكان. أن تفقد الإحساس به. أن تنصرف، لكن إلى أين، في هذا الليل الأشبه بالمصير.. مصيرنا جميعا"11.

- "قلت لك مراراً إنني متعلق بجسدك، لكن الحياة ليست فقط جسداً نمارس معه الحب، انه جسد نمارس الحياة معه، ونعيشها به. إنه جسد يرافق مشيتنا، ويقتسم معنا نفس الهواء الذي نتنفسه، هواء المقهى وهواء غرفة النوم، وهواء القلب، وتيارات الأحاسيس"12 من خلال هذه النصوص نلحظ التطور، في مجال القيم الإسنادية لمفهوم "الجسد".

* * *

سمة التأمل لدى البطل:

يوسع المؤلف دوائر بنيات سرده، من خلال رصده لحركة الشارع، وتحولاتها، كنموذج للفضاءات المفتوحة. يختار المقهى، كفضاء مغلق، غير أنه ينفتح على الشارع. داخلها يمارس البطل تأمله: "تلج المقهى تصعد إلى الطابق الأعلى، تختار ركناً قصياً، وفي نفس الوقت مطلا على الشارع يعجبك التأمل في الناس من خلال زجاج نافذة المقهى"13.

هذا التأمل، يقود الكاتب صوب بوابة التخييل. يسبقه وعيه. يلتقط ظواهر عصره. حين يروي بلسان السارد، وهو يتماهي مع شخصية البطل، بحيث أن الرواية لم تمنح البطل اسماً شخصياً إلا في صفحتها المائة. هذا السارد/ البطل بحدوسه الذاتية، يسترجع أحداثاً وتأملات يلحمها مشيداً وحدات مشاهداته. يقول" في أغلب الأحيان تجلس بالمقهى وحدك مسرورا بوحدتك هذه، تكتفي بذاتك (...) تفكر في أشياء، ترغب أن تحدث في المستقبل. وفي خضمها تتذكر أشياء ماضية، ما كان لها أن تكون بالشكل الذي كانت عليه بالنسبة لك كما تحور بعض التفاصيل في المخيلة تعجبك التفاصيل الصغيرة"14.

في نفس السياق، يضيف في نص سردي مونولوجي آخر: "أنت سعيد بهذا الوضع في المقهى... ولا تشعر بأية كآبة أو وحدة، أو ضجر... أنت تتوحد مع الكائنات التي تعيش داخلك"15 البطل يحاول أن يبدو وكأنه متصالح مع ذاته، مما يمنحه القدرة على التأمل بنوع من الحرية والحياد.

ومن عناصر المنهج الظاهراتي، الذي يلامس مقاربتنا هذه، لقراءة رواية "شراك الهوى"، التطور الذي تناوله بالبحث الأكاديمي العربي حسن حنفي.

* * *

التطـور:

يعتبر الدكتور حسن حنفي في كتابه "تأويل الظاهريات"، ملمح "التطور" عنصراً رئيسا، في المنهج الظاهراتي، فحين يورد المؤلف، في أول وحدة نصية من الرواية على لسان السارد/ المتماهي مع البطل: "تعود إلى البيت، أول شيء تفعله هو تشغيل "الكمبيوتر"، وهي عادة عوضت عندك عادة تشغيل التلفاز"16 فهما رمزان للتطور التقني. وإذ يربط بين الذاتية والظاهراتية، معرفا تلك العلاقة بكون المنهج الظاهراتي "نظرية في "الذاتية" (Subjectivité) (Intersubjectivité) الأولى هي ما يسمى بالخبرة الفردية، في هذا الصدد نجد البطل يصف حاله عند انقطاع التواصل بينه وبين وفاء: "ما يحزنك في كثير من الأحيان هو أن يجيبك المرسل إليه في الحين دون مرور كثير من الوقت. ولهذا غالباً ما ترسل الرسالة، وتغلق علبة الرسائل... إن الرسائل التي تكتبها هي موجهة إلى الذات أولا، لكن مع وفاء الآن الأمر مختلف تماما"17 وهو هنا يقصد الرسائل الإلكترونية، التي تطورت عن الرسائل البريدية كما سنأتي على ذكره لاحقا.

كما يتوج هذا النص أيضا، تجلي الذاتية ومدى تطورها: "كنت تظن أن عالم الإشهار والصورة سيبقى بالنسبة لك مجرد عمل يساعدك عائده على تلبية حاجيات الحياة. لكنه الآن أصبح المركز والمحرك المهم لإثبات الذات. المسألة هي أن الإنسان يغير دائما من نقط ارتكازه في الحياة، وتتغير معها محركات إثبات الذات"18.

وتصر شخصية البطل، على الحلم بذاتية متطورة عبر مراحل العمر، إلى حد وصوله لمرحلة الحكمة، وكأننا بالبطل، يبحث وسط طوفان الحداثة، عن توازن، حيث نجده يتساءل: "هل ستصبح حكيما في نهاية العمر (...) الحكمة لم تعد توجد في الحياة، بقدر ما توجد في الكتب، وما دام الناس لا يقرؤون الكتب، فإن الحكماء قد قلوا. تماما كما كان القدماء، إلا قلة منهم حكماء، لأن أكثرهم لم تكن لديه القدرة والشجاعة على مجابهة الحياة، والخروج من الحدود المرسومة19.

والثانية هي ما اصطلح عليه بـ"الذاتية المشتركة" وتعني الخبرة الجماعية. ففي الرواية نجد الشخصية الرئيسة في الرواية، تروي على لسان صديقه الشاب الطنجاوي "حميد": "مدينة طنجة فقدت الكثير من بهائها مع غياب محمد شكري. كان يحاول أن يقنعك بالأمر "طنجة فقدت الكثير برحيله.. شعوري نحوها لم يعد كما كان حينما كان شكري ما زال حياً"20.

كما ينتقل بالقارئ، إلى مستوى آخر للتأمل، بالحكي عن فضاءات الأمكنة، كذاتية مشتركة. وجودها يمتد من السير إلى غرف النوم، ليعربد في الحانات والمقاهي، مسترجعا وجود شكري، الباصم لمثل هذه الأمكنة، بقولة شهيرة له "أنا ذاهب لأتمقهى".

يتابع السارد وصفه للأمكنة، راصداً حركية الشارع: "الشوارع بدأت تتخفف قليلاً من الرائحين والغادين (...) حال هذه المدينة مثير للدهشة، فبين عشية وضحاها تتغير حالتها. يختفي الكثير من الناس فجأة، دون سابق إنذار. كما أن المدينة بين عشية وضحاها، تمتلئ عن آخرها، ويظهر باعة متجولون وقاعدون فجأة، ويختفون فجأة. كأن أحوال الناس أصبحت مرتبطة بأحوال طقس المدينة، التي أصبحت الآن متدثرة بلحاء غامق من البرودة والقنوط. الشوارع فارغة، وليس بها سوى أناس قليلون، يسرعون الخطى نحو منازلهم، ليشاركوا أزواجهم المطبخ والسرير ومشاهدة التلفاز"21.

يستطيع المتلقي، من خلال هذا المشهد البانورامي، كشف ما يلتقطه وعي البطل -ومن خلاله الكاتب- من الأفكار والظواهر الاجتماعية من سلوك، وعلاقات، وأحاسيس، وطبائع العصر، يقول البطل في هذا السياق أيضا: "استيقظت في العاشرة صباحا، بعد أن نمت خمسة ساعات. تذكرت سؤالاً أصبح شهيراً في هذه الأيام، وهو: ما الذي يدعوك لمغادرة السرير"22.

ينتظم تأويلنا لمقصدية الكاتب وفكره، من خلال الفضاء "الزمكاني" الذي تجري فيه أحداث الرواية، في إطار "هرمنوطيقي" بامتياز، ولكي نكمل إحكامه، سندرج فيه المحور الثالث، وهو المعجم اللغوي، لأنه يرتبط بالتأويل ارتباطاً عضوياً، والحلقة التي تربط الظاهراتية بالتأويل.

* * *

في البداية، سنرصد عناصر الهرمينوطيقا المتجلية في الرواية وهي:

- كينونة النص: وهو مفهوم هرمينوطيقي، يعتبر النص كائناً ينوب عن العالم23، بتصرف ويتجلى هذا المفهوم في نص رواية "شراك الهوى"، ابتداء من نصوص عتبات العناوين، التي استهلها الكاتب بخصوصية ذاتية، على مستوى البنية السطحية لعنوان الوحدة الأولى "شؤون خاصة"، يقدم فيها للقارئ، الشخصية الرئيسة للرواية، انطلاقاً من خصوصية علاقته بالمرأة، حيث تبدأ الفقرة الأولى لنص الوحدة، بسرد تحسبه للوهلة الأولى، حوارا بين شخصين: "لم تكن علاقتك معها تعني لك شيئاً كبيراً، لهذا لما نفذت تهديدها بالفراق، لم تكلمها، ولم تطلب منها التراجع عن قرارها"24. ومن علاقته الخاصة بالمرأة، يمر إلى علاقاته العامة كعمله وعلاقاته المتقلبة بزملائه، ثم توظيف رمزية نشرة الأخبار، وحمولتها، وتأثيرها على مزاجيته، للدلالة على مدى تأثر الشخصية بما يقع في العالم، راصدا بذلك ظاهرة الإعلام، كظاهرة كونية... نقرأ: "تمضي أيامك عادية جداً. تذهب في الصباح إلى مقر شركة الإعلانات التي تشتغل بها... تتصفح الجرائد، إلى أن ينتصف النهار (...) فلا تجدها تتحدث عن شيء، عدا أخبار القتل والاغتصاب والسرقات وشبكات الجنس (...) تقرأ برجك في جريدتين أو أكثر، فتجدهما مختلفين (...) لكن قراءتهما والانشغال بهما لحظات قليلة أيسر من أن تستحوذ على تفكير الإنسان مآسي الحوادث. تعيد تصفح الإعلانات التي صممتها، ثم تنصرف إلى خارج المبنى (...). تؤثر الأخبار، رغم كل احتياطاتك، على مزاجك"25.

تتوالى وحدات الرواية، يسردها راو عصري، ينحت مواقعه من خبرته ووعيه ومعرفته، يعبر بعتباتها عن مضامينها. وهذا ما سيمكننا من استخراج بعض ظواهر الحداثة، في مجتمعنا المغربي، وماهيتها الإنسانية.

يستجيب -الكاتب إلى حد كبير- إلى ما ذهبت إليه الظاهرتية من قولها بانفتاح الذات على الوجود الأصيل للظواهر، وفي إعادة تشكيل الوعي، بما يمكنه من مقاربة عميقة لموضوع المعرفة25 بتصرف. فمثلا في إطار رصده لظاهرة الرسائل المكتوبة، في سياق حكائي يندرج –شكلاً- في سياق بنيات الحكي، ويرتبط بالذات -موضوعاً- حيث يحضر هنا عنصر تطور الذات الجماعية، متجليا في تطور الرسائل المكتوبة بالقلم، والمرسلة بالبريد المحمول، إلى الرسائل الإلكترونية. ومدى تأثير ذلك على الذات الفردية، أو ذات البطلة كما هو وارد في هذا النص. "أخبرتك أنها تهوى أن ترسل الرسائل الورقية رغم أنها تراسلت بالإيميلات، منذ أن فتح أول مقهى انترنيت في المدينة، وحين كان إرسال رسالة يكلف بعض المال، وأن فرحتها الكبرى هي أن تتلقى الرسائل"26.

تتخذ الظواهر لدى الكاتب، مؤشرات للحداثة التي غزت المجتمع المغربي، وهي المحور الرئيس والقيمة المهيمنة في الرواية، والمبرر لكل التوترات التي أصبحت تعانيها ذوات شخوصها، المحكومة بإكراهات العصر. فهي أحيانا متشككة، حين يحكي البطل بعد حواره الافتراضي مع إحدى فتيات النت: "كثيرات هن من يوقعن بالرجل، هكذا يخبرنه بأنه قد أعجب بهن، من يصدق منهم الحكاية، غاص في حب كاذب وسلطعوني، لا وجود للحب.كل واحدة يمكن أن تعوض الأخرى"27.

والمستسلمة أحيانا أخرى كما هو الحال في هذا النص من الرواية: "تمضي الصباحات مترددا بين المقاهي المختلفة، من مقهى إلى آخر غارقا في التأمل، وغارقا في التذكر، وغارقا في الاستهامات الصباحية اللذيذة، والمليئة بالفقدان، والخيبة، وفي سب الحظ العاثر، والحب الذي لا يعلن عن نفسه في القلب، إلا بعد فوات الأوان"28. ورغم كل ذلك، يصر الكاتب أن يصف تلك الاستيهامات باللذيذة.

إلى أن يصل الأمر إلى حد السلبية، كما هو وارد في هذا النص: "في مقهى النيل جلست. طلبت قهوة بالحليب (...) لا شيء تغير فيه سوى بعض الكراسي الجديدة. الزبائن تحفظ وجوههم جيدا. منذ زمن لم يغيروا المقهى حتى انك تخيلتهم كمقعدين، حملهم النادل واحدا، واحدا وغير الكراسي من تحتهم"29.

هكذا يجوب الكاتب فضاءات الأمكنة، رفقة تأملاته، وهي ترصد تجليات التطورات، المحدثة، دون أن يسقط من حساباته، دهاليز الأحاسيس المحبطة.

* * *

المعجـم اللغـوي:

وبعودتنا للحداثة التقنية، المجسدة في العالم الرقمي بكل عدته وعتاده، يمكن أن ندعم قراءتنا هذه بتحليلنا لمعجمها اللغوي، معتمدين عملية الإحصاء، وهي عملية أقرها الدكتور حسن حنفي، في كتابه الذي أسلفت الاشارة إليه، حيث نحصل على النتيجة التالية: الهاتف، ذاكرة هاتفك، هاتف ملحق بالصورة، ريبرتوار، الميسنجر، نوافذ الخارج، الكمبيوتر، التلفاز، علبتك الالكترونية، بريد إلكتروني، البروفيلات، الويبكام، كلمة المرور، الروابط، نوافذ الحديث، كاميرا، مقهى الأنترنت، الإيميل، العالم الافتراضي، اللابتوب، ذاكرة البرنامج.

هذه المفردات، بكل ما فيها من المعرّب مثل ريبرتوار والميسنجر، واللابتوب، والمترجم كالحاسوب، وكلمة المرور، والروابط، شيد المؤلف عالم روايته، وأبدع في أنسنتها، بمقاربتها بالأحاسيس الإنسانية، ناحتاً من علاقة الذات بالآلة، تعابير خاصة به، وهذا ما يمكن أن يجلي الخطاب التأويلي، الذي تحمل فيه اللغة العالم إلى النص، فنلفي أن الكاتب أنجز لنا كمتلقين، خطابا يحمل دلالات بصيغ مستوحاة من العالم الرقمي، مثل:

- ريبرتوارك العاطفي 30.

- جراحك الألكترونية الافتراضية مفتوحة 31.

- تفكر في هذه الجملة. وفي داخلك تنبعث قهقهات (...) لكنك بعد برهة تجد نفسك تتأمل في الماهية الدامية لهذه الجراح... إذ تجاوز الأمر مجال اللعب. الجراح الالكترونية هي الغرق في الظن"32.

- المناجاة الألكترونية، أو تقريب البعيد 33.

يبتدع الكاتب، صوراً تعبيرية، لتداعيات العلاقات التي تقام عبر العالم الافتراضي، حيث يضاعف الغياب المفرخ للشك، عذابات طرفي العلاقة.

* * *

اقتحام النص ومساءلته، والتعامل مع الرموز لفك شيفرات الكتابة:

ونتلمس خطونا صوب هذا الاتجاه، على ضوء إشارات ما يمكن أن نسميه بالبلاغة الالكترونية، ويمكن أن نختار هذا الحوار نموذجا: "منال تريد أن تحادثك. يصلك بريد الكتروني. لم تكن تعرف أحدا بهذا الاسم... في أول محادثة، أرسلت لك وردة، فوردتين،ثم قوس قزح. كتبت لها:

- قوس قزح في شهر غشت؟

- قلبي ماطر.. وحين ظهرت صورتك أشرقت الأنوار، فظلل قلبي قوس قزح جميل. وها قد أرسلته لك عربون محبة".

كتبت لها:

- "يبدو أن قلبك استوائي.. حتى.." "وأصبحت بعدها خارج الخط"34.

النص عبارة عن حوار خارج عن المألوف، على مستوى الشكل، من حيث لغة التواصل، التي تحولت إلى رموز بدل الحروف المكونة للجمل والعبارات. ورود وقوس قزح. وعلى مستوى المضمون، فالمعنى يدل على انتشار قيم تخلخل المعايير الاجتماعية المتعارف عليها، إذ تخلت المرأة، عن كبريائها الأنثوي، مقابل اكتساب حقها في مغازلة الرجل وملاحقته، بطرق صريحة وفجة.

أما على مستوى رموز الكتابة في النص، فالكاتب ينتصر للغة راقية، غير مبتذلة، حتى لو تعلق الأمر، بالعالم الافتراضي. يقول على لسان السارد المتماهي مع شخصية البطل: "حدث هذا معك مرارا، حتى أنك لم تعد تعير الأمر أية أهمية، إما أن تقبل محادثتك أن يكون حديثكما غير عادي، مليئا بالاستعارة والكناية، والمجاز الافتراضي، وإما لتغرب عنك خارج الخط، ماذا تفعل بمحادثات بليدة لا تخرج عن صباح الخير، مساء الخير، ما جديدك"35.

* * *

استدراج الوجود إلى اللغة للإمساك بالكائن وفكره، من خلال رمزيته داخل عالم اللغة:

يجلي هذا المحور، التناقض الذي شيده الكاتب بين شخصيتين نسائيتين مختلفتي المستوى الثقافي والفكري هما سعاد ووفاء. عن سعاد يحكي السارد المونولوجي: "عندما يتأخر لقاؤكما لسبب من الأسباب، لا تتوانى عن التعبير عن ذلك باللهجة المصرية، التي تقول عنها إنها أعمق لهجة، وأكثرها قدرة على التعبير عن الأحاسيس والتحولات، وأنها لهجة متحولة، ولا تكف عن التطور والتحول"36 وعن نفس الشخصية، يدور هذا النص أيضاً: "في الصباح تستيقظ سعاد وشهيتها مفتوحة على الثرثرة. أول الأشياء التي تقولها بعد التحية، أنها مستعجلة... لكنها تظل تثرثر وتفتح موضوعا تلو الآخر، الفاصل بينها قولها: "لقد تأخرت ونلتقي قريبا" (...) تتحدث عن صديقاتها اللاتي لم ترهن يوما بصحبتها (...) تخبرك عن الكثير من صديقاتها، عن أسرارهن وتساؤلاتهن، لكنك تعتقد أن الكثير من التساؤلات التي تنسبها سعاد لصديقاتها هي تساؤلاتها هي، ولسبب غامض تنسبها إليهن"37.

بينما يحكي السارد/ المتماهي عن "وفاء" ورسالتها المكتوبة على الورق: "لك التحية والأشواق، قد يسعف الحبر والورق أحيانا، في تعميق العلاقة أكثر من الكلمات التي تتلاشى مع النطق بها، وتصبح في ملك الهوى وداخل سلطانه. ورسالتي وإن فاجأتك، ولا أستغرب شعورك بالمفاجأة، وجعلتك تظن أن ساعي البريد أخطأ بوضع هذه الرسالة في علبتك. أنت ابن عصرك الذي ربما لا تصلك سوى فواتير الهاتف والانترنيت ومتعلقات البنك.. كلها فواتير مادية خالية الروح"38.

وعبر هذين النصين، نستطيع أن نلمس، كيف أوّل الكاتب الشخصية التي يمكن أن تكون مقابلة لشخصية "سعاد"، فكرا وثقافة التي هي "وفاء":

- "قرأت الرسالة الألكترونية مرة... بل أعدت قراءتها مرات أخرى، متأملا في الحس السردي الساخر الذي تملكه وفاء"39.

وفي نص آخر يحكي عن "الأدب"، كمنطقة مشتركة بينه وبين وفاء، قائلا:

- "كأن الأدب منطقة مشتركة بينكما، ترتقان خيوطها معا، وكأن الحكاية التي تريد أن تكتبها، هي حكايتها نفسها، وأنت جزء منها بالطبع"40.

* * *

الخاتمة والطرح الهرمينوطيقي

يقدم الكاتب نموذجا لمتخيل اجتماعي/ حداثي، بخصوصية مغربية/ عربية، يمثل، إلى حد ما، السلوك الجمعي للمجتمع المغربي في ظل حداثة مقتحمة لوجوده، دون أن تكون له يد في إنتاجها، لكنها لبست حياته اليومية طوعا وكرها. وقد أطر نموذجه هذا عبر منتوجين للحداثة الغربية، هي الأكثر تأثيرا أو اختراقا للمجتمع المغربي، بقوة الإعلام وترسانة التسويق الإلكتروني وهما:

- وسائل التواصل الاجتماعي (الفايسبوك)، وتأثيره في تكسير بنيات العلاقات الاجتماعية والعاطفية.

- الحرية، والمفهوم الحديث للذات.

* * *

الإحالات

(1) رواية "شراك الهوى"، تأليف الدكتور محسن أخريف، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الطبعة الأولى، سنة 2013.

(2) كتاب فلسفة الحداثة في فكر هيغل، تأليف الدكتور محمد الشيخ، منشورات الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 2008، ص 158، بتصرف.

(3) هو مصطلح قال به الناقد الأكاديمي الفرنسي جيرار جينيت لتدقيق مصطلح وجهة نظر السارد والتمييز بين الصيغة والصوت. أي بين "من يرى" و"من يتكلم " (Qui voit qui parle حيث اقترح جينيت مصطلح "التبئير (Focalisation)"، الذي يتحاشى فيه التركيز على الجانب البصري، الذي اعتمده سابقوه عندما اقترحوا مصطلحات بديلة مثل المنظور والرؤية.

(4) الرواية، ص 100.

(5) الرواية، ص 116.

(6) كتاب "فكرة الفينومينولوجيا، ادموند هوسرل، ترجمة أحمد الصادقي، نشر دار الحوار، سورية، اللاذقية، ط1، سنة 2009، ص 66.

(7) التأويل المنهج والنظرية - دراسة نظرية في الأصول والمفاهيم والغايات" للدكتور عبد الرحمن محمد محمود الجبوري، موقع بوابات كنانة أونلاين.

(8) الرواية، ص.61

(9) الرواية، ص 59.

(10) الرواية، ص 4.

(11) الرواية، ص.59

(12) الرواية، ص 62.

(13) الرواية، ص 51.

(14) الرواية، ص 9.

(15) الرواية، ص 10.

(16) الرواية، ص 79.

(17) الرواية، ص 4.

(18) الرواية، ص 48.

(19) الرواية، ص 8.

(20) الرواية، ص 51.

(21) الرواية، ص 80.

(22) الرواية، جاك دريدا.

(23) الرواية، ص 3.

(24) الرواية، ص 4.

(25) مقال للأستاذ عمارة الناصر بعنوان "الهرمينوطيقا، مقاربة المفهوم"، الصادر بمجلة "كلمة" الإلكترونية، تصدر عن منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، العدد 41، السنة العاشرة، صيف 2003.

(26) الرواية، ص 14.

(27) الرواية، ص 13.

(28) الرواية، ص 62.

(29) الرواية، ص 80.

(30) الرواية، ص 3.

(31) الرواية، ص 7.

(32) الرواية، ص 7.

(33) الرواية، ص 60.

(34) الرواية، ص 6/7.

(35) الرواية، ص 6/7.

(36) الرواية، ص 19.

(37) الرواية، ص21/22.

(38) الرواية، ص 26.

(39) الرواية، ص 41.

(40) الرواية، ص 39.

* * *

المراجــع:

(1) تشارلز تايلر، المتخيلات الاجتماعية الحديثة، ترجمة الحارث النبهان.

(2) الهرمينوطيقية مقاربة المفهوم، للكاتب عمارة الناصر، نشرتها مجلة "كلمة" الإلكترونية، في عددها 41 لسنة 2003.

(3) صدى الحداثة (ما بعد الحداثة في زمنها القادم)، رضوان جودت زيادة، نشر المركز الثقافي العربي، ط1ـ سنة 2003.

(4) سراب النظرية، الدكتور عبد الرحيم جبران، نشر دار الكتاب الجديد المتحدة، ط 1، سنة 2013.

(5) فضاء التأويل، الدكتور عبد السلام المسدي، نشر دبي الثقافية، ط 1، سنة 2012.

(6) "الذاتي والموضوعي في عمارة الحداثة وما بعد الحداثة"، "دراسة د. فلاح جبر، قسم الهندسة المعمارية، جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهران، الجزائر، أ.م ود. عباس علي حمزة، قسم الهندسة المعمارية، الجامعة التكنولوجية، بغداد.

(7) دراسة فراس سراقبي حول "الفينومينولوجية ونظرية المعرفة" ـ نشرت بموقع "الأوان الإلكتروني" بتاريخ 14 نوفمبر 2009.

(8) فصل من كتاب: ما الآن؟ ماذا عن غد؟ (الحدث، التفكيك، الخطاب) لـ"جاك دريدا ـ منشورات الاختلاف ـ دار الفارابي ـ بإشراف إلكتروني للأستاذ محمد شوقي زين.