يقدم الباحث المغربي هنا استقصاء للعلاقة بين علم الاجتماع والمقاربات المنهجية الجديدة التي تستخدم أكثر من تخصص، بصورة تثري البحث وتحرره من الانغلاق التخصصي الضيق، زاعما أن علم الاجتماع كان دوما متعدد التخصصات في سبره مختلف أبعاد الظاهرة الاجتماعية من اقتصادية وثقافية وتاريخية ونفسية وغيرها.

السسيولوجيا والمقاربة «البين-تخصصية «

Sociologie et interdisciplinarité

محمد أعراب

تقديم:
يتم استعمال وتداول مفاهيم جديدة ومقاربات ديداكتيكة وبيداغوجية في مجال العلوم لهذا سنحاول ان نعالج طبيعة هذه المقاربة التي يصطلح علها "البين- تخصصية" Interdisciplinarité وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1. ماذا يعني مفهوم البين- التخصصية في مجال العلوم؟ كيف يتم تعريفها؟ وماهية علاقتها مع المفاهيم التي تتداخل وتتقاطع معها مثل/ - التخصص وتنوعه" "عبر- التخصص-"transdisciplinarité نزعة "التعدد-تخصصية pluridisciplinarité ولماذا البين- تخصصية في مجال العلوم؟ وما الحاجة إليها؟

2. ماهي العلاقة بين السسيولوجيا والبين- تخصصية؟ كيف يمكن تطبيقها في علم الاجتماع؟ وكيف يتعامل السسيولوجيون معها؟ وكيف يطبقونها في مجالات اشتغالهم ودراساتهم؟ والى أي حد يمكن اعتبار السسيولوجيا "علما بين تخصصيا"؟

لماذا الحديث عن" البين- تخصصية" في العلوم؟ ما هو إطار هذا الحديث وسياقاته؟ ينبغي على العالم المعاصر/ أن يواجه مشاكل كبرى بأبعادها وخطورة نتائجها. إن المجاعة والانفجار الديموغرافي وخطر الحرب النووية وتدهور البيئة تعتبر مشاكل لايمكن للعلم والأخلاق والتربية أن تتجاهلها وتغفلها. وان تتركها دون التفكير في حلول لها. إن هذه القضايا والمعضلات لا توجد في قلب تخصص واحد، ولا تهم أو تعني علما واحدا بعينه، بل إن جميع التخصصات والعلوم، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لكي تدرس هذه المشكلات، وتجيب عن أسئلة العصر وتحدياته. لهذا فالحاجة ماسة لتبني مقاربة "بين-تخصصية" تنخرط وتتضافر فيها مختلف العلوم. لقد كان العلم في القرن الماضي يقوم بحل ومعالجة مشاكل بسيطة نسبيا تنتمي إلى ميدان متجانس تقريبا، وتدخل في إطار تخصص معين ومحدد. أما اليوم فلقد أصبحت المشاكل تتميز بسمة التعقيد والتركيب. ان العالم المعاصر يطرح أسئلة مركبة تتداخل فيها عوامل ومتغيرات عديدة حيث يتداخل ماهو اجتماعي بما هو تقني. فتكثر وتتنوع التأثيرات والتفاعلات. الأمر الذي يتجاوز النظرة الضيقة، والمقاربة الأحادية من قبل تخصص واحد ووحيد.

تصور الإنسان والنظر إليه:
إن النظرة المعاصرة للإنسان تلتقي إلى حد بعيد مع المقاربة البين-تخصصية التي تقتضيها المشاكل والقضايا التي نود معالجتها في وقتنا الراهن. كان ينظر إلى الإنسان والإفراد في المجتمعات القديمة والأزمنة الماضية باعتبارهم يحتلون مواقع ومكانات محددة في النسيج الاجتماعي. أما اليوم فالأغلبية تنظر على العكس من ذلك. إن الإنسان ينبغي إن يكون أكثر اندماجا في محيطه الاجتماعي، وفي وسطه. هذا الاندماج لايستدعي فقط الانفتاح على مشاكل العصر ولكن يتطلب القدرة على ربط العلاقة والبحث عن العلاقات المتبادلة بين ما هو اجتماعي بالاقتصادي، وبالسياسي. ويتطلب الأمر النظر إلى التأثيرات والتفاعلات المتبادلة بين هذه المستويات المختلفة. - ما هو اجتماعي- بالاقتصادي- وما هو تقني- وان نأخذ بعين الاعتبار العلاقات القائمة بين العلم والأخلاق، وان نستعمل ونوظف معارفنا المختلفة من اجل فهم الوسط الاجتماعي، واستيعاب مشاكله، حتى نتمكن من التدخل لإيجاد حلول لها، والسيطرة عليها، وبالتالي يمكن لنا إن نساهم في بناء المدينة والحضارة.

إن التصورات المعاصرة’ تميل وتنزع إلى إعادة الوحدة للإنسان. لقد كانت الانقسامات والاختلافات في علم النفس في القرون السابقة تؤكد على التصور المتعدد للإنسان، باعتبار شخصيته، تنقسم إلى مستوى معرفي ووجداني انفعالي وحسي حركي. لكن كلما تقدمت وتطورت المعرفة السيكولوجية كلما ازداد التأكيد على تداخل وترابط وتفاعل هذه المستويات المتباينة فيما بينها.

1. تعريف وتحديد "البين-تخصصية":
كيف يحدد علماء الاجتماع هذا المفهوم؟
أ-ادغار موران والبين-تخصصية
" Edgar-Morinيقصد بالتخصص أو المادة صنفا وفئة تنظيمية ضمن وداخل المعرفة العلمية. تمكن وتساعد على تقسيم العمل وعلى التخصص وتستجيب وتتناسب مع التنوع الذي يميز ويطبع المعرفة العلمية. يتسم التخصص، عادة بنزوعه نحو الاستقلال، وترسيم وتحديد الحدود الفاصلة بين المواد والعلوم، من حيث اللغة التي تستخدمها، والمفاهيم التي تؤسسها، والتقنيات التي توظفها، والنظريات التي تؤطرها. ظهر وتأسس التنظيم التخصصي في أوربا في القرن التاسع عشر، في مرحلة تاريخية تميزت بتطور الجامعات الغربية المعاصرة، وازدهار البحث العلمي وتقدمه في شتى التخصصات والمجالات.

"النزعة التخصصية" و"النزعة المفرطة في التخصص" ان النزعة التخصصية، تقود الباحث إلى خطر الانزلاق إلى" تخصصية مفرطة" وفي الوقت ذاته، إلى النزوع نحو تشييئ المعرفة وموضوع البحث العلمي، وعزله عن سياقه وبيئته والنظر إليه باعتباره شيئا منعزلا ومنغلقا. وينظر إلى موضوع البحث كشيء في ذاته. إن حدود التخصص ولغته، وأدواته وتقنياته ستكرس عزلة مادة التخصص. ان الروح المفرطة في التخصص ستصبح روحا يسيطر عليها حب التملك، ولن تسمح لأي باحث خارج التخصص أن يطأ حدود التخصص ومجاله. ولقد قال" مارسيل بروست" في هذا الصدد مايلي "إن السفر من اجل الاكتشاف لايكمن في البحث عن أراضي جديدة، بقدر ما يتحدد في أن نملك عينا جديدة".

إن تاريخ العلوم والمعرفة، ليس هو تاريخ تقسيمها وتجزئيها إلى تخصصات مغلقة وضيقة، كما انه ليس تاريخ قطائع وانفصال بين المعارف والعلوم، بل انه أيضا تاريخ تكون وتشكل "مركبات" "ومجمعات"، تجمع وتضم عدة تخصصات ومواد معرفية متداخلة ومتكاملة. وبكلمة أخرى إذا كان التاريخ الرسمي للعلوم والاستقلال الذاتي لكل علم بموضوعه ومناهجه وبالتالي هو النزوع نحو التخصصية والتخصص فان التاريخ الحقيقي هو تاريخ" العبر-تخصصية" وتعدد وتنوع التخصصات والبين-تخصصية. حيث إن العديد من المفاهيم ظهرت في تخصص ما، لكن سرعان ما تجاوزت حدود تخصصها، لكي تنتشر وتسود مجالات وتخصصات علمية أخرى، وكذلك الشأن بالنسبة للنظريات والتقنيات والمناهج. إن مفهوم المعلومة مثلا الذي ظهر في إطار"الممارسة الاجتماعية" قد اكتسى دلالة جديدة، ومعنى علمي جديد ودقيق في نظرية "شانون"Sahnnon Information ثم انتقل فيما بعد إلى ميدان "البيولوجيا"، فارتبط بمفهوم "الجينات"، وهنا أصبحت له علاقة بمفهوم "القانون" المستمدة من لغة قانونية، وأصبح الحديث اليوم عن قانون "جيني" أو وراثي Le code

ب - السسيولوجيا و"البين-تخصصية" أية علاقة؟ ماهي حدودها؟ كيف فهمها وطبقها السسيولوجيون؟
إن العلاقة بين السسيولوجيا والبين-تخصصية راسخة ومتينة حيث أن كل دراسة أو بحث بالنسبة لعلماء الاجتماع تكتسي وتأخذ بعدا شموليا متعدد التخصصات، منفتحا على كل المستويات/ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها. لهذا فعلم الاجتماع يتميز بطابعه "البين-تخصصي" و"المتعدد التخصصات". أن علم الاجتماع يأخذ بعين الاعتبار كل أبعاد ومستويات الحياة الاجتماعية والواقع الاجتماعي الذي يدرسه، ويتخذه موضوعا له. ويتوخى تقديم تفسير شمولي يتميز ويختلف عن التفسيرات التخصصية الضيقة- اقتصادية أو نفسية أو تاريخية، أن السسيولوجيا تريد وتطمح أن تكون هي ملكة العلوم الاجتماعية. وهذا لايعني أن السسيولوجيا هي نوع من المعرفة آو تخصص علمي بدون موضوع علمي دقيق، بل على العكس من ذلك، فهي علم المجتمع الذي يهدف إلى فهم وتفسير الواقع الاجتماعي، والمجتمع في كليته وشموليته باعتباره "كلا مركبا".

لهذا فالسسيولوجيا تقيم علاقات متينة ووطيدة مع التخصصات العلمية التي تشاركها وتتقاسم معها مجال البحث والدراسة، لهذا، فباسم "الفكر المركب" والطابع التركيبي" للسسيولوجيا، فهي تعمل على بناء اوراش معرفية لفهم الواقع الاجتماعي في كل تجلياته ومستوياته، هذا الواقع الذي عملت النزعة التخصصية الضيقة على تقسيمه وتجزيئه، وبالتالي تشويهه، وعدم تقديم معرفة وفهم متكامل له. وهي السمة المركزية التي يؤكد عليها ادغار موران Edgar Morin عندما يتحدث عن "الفكر المركب Interdisciplinaire إن اتهام العلم بالنزوع نحو التخصص والى اختزال الواقع، وتجزيء المعارف أدى إلى ظهور وتشكل مبادرات ومحاولات ابستيمولوجية من اجل إيجاد روابط وصلات توحد مختلف العلوم، في وحدة كلية وشمولية تتحدد في "الفكر العلمي" والعلم في صيغة المفرد وليس الجمع "علوم". فالعلوم تعمل علي تفتيت الواقع وتجزيئه إلى أجزاء منفصلة ومتعددة بدل إدراك العالم في كليته بصفته يشكل "كلا مركبا". إذا كان التخصص يترتب عنه بناء حقيقة علمية ذات بعد واحد، فان البين –تخصصية تقود إلى فهم الواقع والحياة الاجتماعية في تعددها وتنوع أبعادها.

Multidimensionnelle . la science
إن البين-تخصصية تهدف إلى إدراك الرابط الذي يجمع بين المواضيع والظواهر التي ندرسها، من اجل بناء معارف تتسم بالشمولية. إنها تعتبر المدخل الأساسي لما يسمى حاليا ب"العبر-تخصصية" transdisciplinarité "وتداخل التخصصات"، والتي تعدد أساسا لكل المعارف العلمية، وللمعرفة القادرة على فهم ذلك الكل المركب. الذي يحاول الإجابة عن الأسئلة الكبرى حول الإنسان والكون والطبيعة والحياة. وغيرها من القضايا التي تحاول التخصصات المختلفة الإجابة عنها، ولكن بشكل منعزل وجزئي ومنفصل. أما "العبر-تخصصية" فهي تتوخى تجاوز التخصصات والمواد قصد بناء الحقيقة العلمية في وحدتها، إنها تحاول أن تبني وحدة العلم ، بدل تعدده وانشطاره وتفككه.

كيف تتجلى البين-تخصصية في ميدان السسيولوجيا؟ وكيف طبقت من قبل السسيولوجيين؟

لقد تم فهم البين-تخصصية في مجال السسيولوجيا، كما تم استيعابها وفهمها من قبل المواد والتخصصات العلمية الأخرى، باعتبارها رؤية تدرك أهمية الاستفادة من المعارف العلمية التي تم تحقيقها وبناؤها في حقول علمية أخرى. والهدف من ذلك كله هو تشييد وبناء معرفة علمية دقيقة ومتكاملة حول الظواهر والمواضيع المدروسة. إن السسيولوجيا تتعامل وتنظر إلى المقاربة البين-تخصصية من منظور ايجابي حيث يمكن وصفها بكونها معرفة علمية بين تخصصية، دون إن تفقدها هذه السمة أو الخاصية طبيعتها وخصوصيتها العلمية، من حيث مواضيعها ومناهجها. وفي الوقت ذاته دون أن تضفي على السسيولوجيا طابع الهيمنة على العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى التي تتقاسم معها دراسة الحياة الاجتماعية، والواقع الاجتماعي. إن المقاربة البين-تخصصية في السسيولوجيا هي اقرب إلى نوع من الحوار المتبادل والهادف بين العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى- التاريخ- الاقتصاد- علم النفس- وغيرها.

جورج زيمل "والبين- تخصصية " G .Simmel et l’interdisciplinarité
يقارن "جورج زيمل" في هذا الصدد بين السسيولوجيا والهندسة حيث استطاعت هذه الأخيرة أن تؤكد وجودها بفعل تجريد "أشياء مادية" عن أشكالها وصورها المجالية Possibilité ، لهذا، فإذا أرادت السسيولوجيا أن تكون أكثر من اسم عام يجمع جميع المعارف والعلوم الاجتماعية الأخرى، وان توجد فعلا، فعليها بدورها أن تعمل علي تجريد أشكال وصور الجمعيات، عن محتوياتها التي تقابلها وتطابقها المادة في المجتمع. هذه المادة ليست فحسب "مادة اجتماعية" بل هي فيزيائية ونفسية وكونية. وفي هذا الصدد يقول جورج زيمل مايلي: «إذا أردنا للسسيولوجيا أن توجد كعلم خاص ينبغي للسسيولوجيا ألا تكتفي بتجميع وتوحيد فقط، وبشكل خارجي فقط، هذه الظواهر الاجتماعية والتاريخية؛ بل عليها أيضا أن تقوم بتجريد وبناء تنظيم جديد une abstraction- D’abstraire des choses matérielles

نظرية الممارسة او التطبيق و"البين-تخصصية" بيير بورديو Pierre Bourdieu : La théorie de la pratique et interdisciplinarité
تظهر وتتجلى البين–تخصصية في التعريف الذي ينسجه ويعطيه السسيولوجيون للمواضيع، وذلك نظرا للتقطيع والتجزيء الذي يقومون به على مستوى "المادة الاجتماعية." وفي هذا الإطار يمكن القيام بتحليل وجرد للتعاريف التي قدمها السسيولوجيون، منذ "دوركايم" إلى نظرية الممارسة او التطبيق عند بيير بورديو. بالنسبة لهذا الأخير، إن الموضوع الذي تتمحور حوله "نظرية الممارسة او التطبيق" والتي تستند على مفهوم "الحقل". والتي يحاول ان يخلق نوعا من التقارب والمقارنة بينها وبين الهندسة على غرار ما قام به جورج زيمل «le champs théorie de la pratique la matière sociale».

 

أستاذ باحث في السسيولوجيا وعلوم التربية- المدرسة العليا للتكنولوجيا-جامعة مولاي إسماعيل-مكناس

 

Bibliographie
1- GRANGER Gilles-Gaston (1986) : « Pour une épistémologie du travail scientifique »، dans Jean Hamburger (dir.)، La philosophie des sciences aujourd’hui. Paris : Gauthier-Villars : 111-122.

2- LÉVI-STRAUSS Claude (1962) : La pensée sauvage. Paris : Plon.

3- MORIN Edgar (1999a) : La tête bien faite. Repenser la réforme، réformer la pensée. Paris : Seuil.

4- MORIN Edgar (1999b) : « Introduction »، dans Relier les connaissances. Paris : Seuil : 7-15.

5- MORIN Edgar (2000) : Les sept savoirs nécessaires à l’éducation du futur. Paris : Seuil

6- Carrefour des sciences، Actes du Colloque du Comité National de la Recherche Scientifique Interdisciplinarité، Introduction par François Kourilsky، Éditions du CNRS، 1990.)

7 -Bulletin Interactif du Centre International de Recherches et Études transdisciplinaires n° 2 - Juin 1994eorg Simmel، Sociologie et épistémologie، Paris : PUF، 1981، p. 91.

8-Voir Edgar Morin، « Introduction »، in Relier les connaissances، Paris : Seuil، 1999، p. 8، note 1.

9-Voir notamment Edgar Morin، La Méthode. La connaissance de la connaissance، Paris : Seuil، 1986 ; Introduction à la pensée complexe، Paris : ESF، 1990.

10-Edgar Morin، La tête bien faite، Paris : Seuil، 1999، p. 14.

11-Gilles-Gaston Granger، « Pour une épistémologie du travail scientifique »، in J. Hamburger (dir.)، La philosophie des sciences aujourd’hui، Paris : Gauthier-Villars، 1986، p. 120.

12-Voir notamment Jacques Hamel، « Réflexions sur l’interdisciplinarité à partir de Foucault، Serres et Granger »، Revue européenne des Sciences sociales، Vol. 23، N° 100، 1995، pp. 571-585 ;

12- « L’interdisciplinarité. Fiction de la recherche scientifique et réalité de sa gestion contemporaine »، L’Homme et la Société، N° 116، 1995، pp. 59-71 ; « La socio-anthropologie : un nouveau lien entre la sociologie et l’anthropologie ? »، Socio-anthropologie، Vol. 1، N° 1، 1997، pp. 19-38 ; « Les enjeux du bricolage interdisciplinaire »، in Y. Lenoir (dir.)، Sur l’interdisciplinarité et ses enjeux، Sherbrooke : Éditions du CRP، 2001، pp. 37-

13-Georg Simmel، Sociologie. Études sur les formes de socialisation، Paris: PUF، 1999، pp. 42-43.