محفوظ عبد الرحمن يرحل جسداً و يبقى إبداعه محفوظاً في الناس
في رحيل الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، تميل صواري النيل حزناً على فتاها. يرحل رمز آخر من رموز ثقافتنا، يتوالى الرحيل، و رحيل الكبار له طعم مر، لكن عزاءنا دائماً في أن أجساد المبدعين ترحل، فيما يمكث في الأرض و ذاكرة الناس و صفحات التاريخ ما أبدعوه، كل إبداعٍ هو محفوظ، و محفوظ عبد الرحمن كان من أولئك الذين ينقشون بدأب النساك حروفهم في الصخر أو الذاكرة بنفس الجمال، إنهم يحفظونه من الضياع، من التماهي في متاهات الحياة، هكذا كان محفوظ عبد الرحمن، في كل ما أبدع من مسرح و دراما تلفزيونية أو سينمائية، يبني قلاعاً للذاكرة عصية على المحو، و شواطئ لمراكب تبحر خلف الحقيقة، يجعل الإنسان هرماً شامخاً، و يجعل الأرض إنساناً، و يغوص في أعماق الفنان ليكشف جمال السريرة و السر، محفوظ عبد الرحمن، بحفظه لكل هذا الإرث الإنساني و الفكري ، أفسح لنفسه مكاناً في قلوب من قرأوه، من شاهدوا إبداعه، من عملوا معه و من اقتربوا منه، يرحل جسداً و يبقى إبداعه محفوظاً في المكتبة الإنسانية إلى جوار ما تركه السابقون من مبدعي الأمم المختلفة.
إن رحيلك أمر جلل، فنم قرير العين بسلام روح من لم يبخل بعلمه و معرفته على الناس، فهو لا بد محفوظ.
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح
اسماعيل عبدالله