تزخر عمَّان بهذه الفترة بالنشاطات والمبادرات الثقافية الفنية، وبالكاد يستطيع المهتم من متابعتها وخاصة حين تتضارب المواعيد والأمكنة، وحين دعتني الألقة الأستاذة ميرنا حتقوة التي تتولى اللجنة الثقافية في بيت الثقافة والفنون، لحضور فعاليات هذه المبادرة التي كانت من أفكارها وتنسيقها وترتيبها،كنت أعمل فورا أن أرتب برنامجي لأكون ضمن الحضور في الأمسيتين، وخاصة أنني سبق وأنه كان لي عدة ندوات خاصة تحدثت فيها عن العزوف عن القراءة في مجتمعنا في عدة مؤسسات منها مديرية التدريب للأمن الوطني في مدينة أريحا، وفي مكتبة بلدية أريحا العامة، وفي مدرسة بنات جيوس الثانوية، وفي عدة أماكن ومؤسسات أخرى.
ففكرة المبادرة مثلت فكرة جميلة قائمة على أن يقدم كُتاب وشعراء كتبهم هدية لإنشاء مكتبة أدبية في بيت الثقافة والفنون، ولكن تميزت المبادرة عن مبادرات شبيهة أنه سيكون مطلوبا ممن يقدم نتاج روحه أن يقرأ بعض المقاطع خلال دقائق محدودة لمن يرغب بذلك، فيتعرف إليه جمهور الحاضرين ممن لا يعرفونه بالسابق، فتخلق المبادرة حالة من التفاعل بين الجمهور والمشاركين.
شارك بالفعالية الجميلة عدد من الكُتاب والشعراء وقدموا كتبهم بعد أن قرأوا بعض من نصوصهم، ومنهم إن لم تخني الذاكرة كل من المبدعين: الشاعر سعيد يعقوب، الشاعر صيام المواجدة، الروائي صبحي فحماوي، الروائي د. فادي المواج، الشاعر محمد خالد النبالي، الشاعرة د. نعيمة عبد اللطيف، الكاتب د. مهدي فكري العلمي، الكاتب سعيد شقم، الشاعر قيس قوقزة، الشاعر باسم العدوان، الشاعر رزق المحمود، الشاعر أحمد القدي، الشاعر جاسر البزور، الكاتب علي القيسي، ولتختتم الفعالية بشعر ماجد نصيرات، وسط تفاعل جميل وتشجيع من الحضور، وهناك من قدموا كتبهم ولكن اعتذروا عن الحضور لسبب أو آخر.
عرافة الحفل الأول تولتها الكاتبة عنان محروس بشكل جميل ومتميز، فكانت مستعدة جيدا لهذه المناسبة، وأحسنت التعريف بالمشاركين والتعبير عن المبادرة، وعرافة الحفل الثاني تولاها الشاعر الجميل جروان المعاني، وقد كان متميزا بتقديمه المشاركين والمتبرعين وخصوصا بالكلمات العفوية الجميلة وخفة دمه المعهودة.
الأمسية الثانية شارك بها كل من: الدكتور عزمي حجرات، الشاعر جمال حرب، الشاعرة الناعمة إسراء حيدر، الشاعرة هدير الجميلي، الشاعر إسلام علقم، الشاعر بديع رباح، الروائي أيمن العتوم، الكاتب والناقد عبد الرحيم جداية، الشاعر عيسى حماد.
المتبرعون بالكتب ومنهم بكميات تجاوزت المائة كتاب أذكر منهم: الأستاذ رمزي ناري، الكاتب محي الدين قندور، الشاعر سعيد يعقوب، الإعلامي والوزير السابق طه الهباهبة، وصاحبة الفكرة ومنسقة الأمسيتين الأستاذة ميرنا حتقوة.
مبادرة جميلة وحلوة ومفيدة، تسجل ايجابيا لصالح إدارة بيت الثقافة والفنون والتي تواصل نشاط كبير تشكر عليه في الأمسيات الشعرية والمعارض الفنية والأمسيات الثقافية، وكنت سعيدا أنني حضرت ووثقت الأمسيتين والحدث الجميل والمبادرة الأجمل بالقلم والعدسة، حيث آمل أن يبقى بيت الثقافة والفنون صديق المثقفين ورافعة للثقافة وراسية من رواسي الإبداع، ورافد لكل من يبحث عن ثقافة وفن.