الفنان التشكيلي المغربي مرشح لثلاث جوائز عالمية في الدورة السابعة للتظاهرة
تتويجا لمسارات فنية حافلة بالعطاء المتفرد وطنيا و دوليا، وبعد نجاح مشاركته وتمثيله المتألق للمغرب في البينالي الدولي لبكين في دورتيه الخامسة والسادسة بعاصمة الصين الشعبية، وولوج أعماله المتحف الوطني ألصيني، وجهت دعوة كريمة للفنان التشكيلي المغربي محمد المنصوري الإدريسي من أجل المشاركة في الدورة السابعة للبينالي الدولي للعاصمة الصينية بكين، التي تنظم في الفترة من 23 شتنبر إلى 15 أكتوبر 2017 .
ويمثل المنصوري أهم رموز الانطباعية الجديدة، وأحد أبرز رموز التشكيل المغربي والعربي، فضلا عن اهتماماته الثقافية والفكرية كرئيس لجمعية الفكر التشكيلي وكناشر.
وتعد هذه المحطة في سيرة الفنان تمثيلا لتطور فني وسيرورة إبداعية خلاقة في سياق ترسيخ اختياره الجمالي. لهذا فهذه الأعمال الجديدة للفنان تستحق المشاهدة والمتابعة. وتعتبر هذه الفعالية الفنية الضخمة هي السابعة لبكين على هذا المستوى العالمي الرفيع وهي المرة الثالثة التي يمثل فيها الفنان التشكيلي العالمي المنصوري الإدريسي محمد المغرب في بينالي بكين الذي يعد من أكبر التظاهرات التشكيلية العالمية. وسيدخل الفنان المغربي دائرة المنافسة على ثلاث جوائز عالمية يعلن عنها في ختام البينالي.
وقال الفنان التشكيلي إن مشاركته في البينالي تتجاوز البعد الفردي لتلقي عليه مسؤولية تمثيل المغرب ككل، وتراثه ومنجزه التشكيلي الإبداعي بوجه خاص. وأعرب عن اعتزازه بالمشاركة الثالثة في التظاهرة التي يتم خلالها عرض الأعمال الفنية في المتحف الوطني الصيني، أحد أكبر المتاحف في العالم. ويرى المنصوري أن الأمر يتعلق بفرصة ثمينة تتيح إدراج اسمه إلى جانب فنانين ذوي صيت دولي، يعرضون لوحات قد تبلغ قيمة الواحدة منها في سوق العرض مليار سنتيم.
وستعقد بينالي بكين في دورته السابعة تحت عنوان "طريق الحرير وحضارات العالم" من 23 سبتمبر إلى 15 أكتوبر 2017 في متحف الفن الوطني الصيني. حيث سيتم عرض 600 قطعة من الأعمال (أساسا اللوحات والمنحوتات) من 100 دولة. ومن أهداف دورة "طريق الحرير وحضارات العالم" إبراز الروح الخالدة لطريق الحرير وربط أواصر التعاون المتبادل للحضارات العالمية وتبادل الثقافات الشرقية والغربية المعاصرة ودمجها وتحقيق حلم الإنسان المشترك للتنمية السلمية العالمية. وتكمن خصوصية البينالي بحثه عن الأفكار الجديدة في التعبير التشكيلي، ولذلك يستقطب المئات من النقاد والعارضين والإعلاميين لتقييم الأعمال المشاركة وتصنيف التجارب الأكثر جرأة وتفردا.
وعن صدى المشاركة المغربية السابقة في التظاهرة، سجل المنصوري أن التشكيل المغربي، مقارنة مع التجارب الفنية إقليميا وعربيا، يحظى بصيت جيد لدى النقاد والمهتمين على الصعيد الدولي، الذين يلاحظون أن الفنانين المغاربة أكثر تشبعا بروح المبادرة والتجديد في الأشكال والأفكار، وأكثر قدرة على التحرر من الرقابة الذاتية والخروج من معطف التراث والفولكلور، وبالتالي أكثر انخراطا في أسئلة العالمية.
يذكر أن تجربة محمد المنصوري الإدريسي تصنف من قبل النقاد ضمن الانطباعية الجديدة وتراود آفاق صوفية تنفتح على لعبة الأشكال والألوان. ففي مشروع المنصوري الصباغي يجاوز الحلم الخيال. وقد اكتشف المنصوري، في حواريته مع الصوفية، ابن عربي، وفرنسوا داسيز، وجلال الدين الرومي، وهي موضوع أعماله الجديدة، أن "الحلم يشكل قوة الفنان اللاواعية، فهو آلة خلاقة للأشكال، بل شرط لكل إبداع تشكيلي، بكل معاني الوجود". وباعتبارها واحدة من التجارب الفنية، التي تماهت بالتصوف ومع المتصوفة، فإن قوام الأعمال الجديدة للمنصوري هو المشاركة والحوار وتبادل التجارب مع الغير، حيث الأشكال تحكي وتروي وتعزف وتغني. قوام الفن بالنسبة إليه، هو قوام التفاهم والتعايش بين البشر وبوازع الانتماء لهذه الأرض.