ينطلق مهرجان البحرين الدولي
وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "في كل عام لدينا موعد سنوي مع الإبداع الموسيقي، تجتمع فيه فرق من أرجاء العالم وتتواصل مع جمهور مملكة البحرين باللغة التي يفهمها الجميع، لغة الموسيقى". وأردفت معاليها: "أكثر من ربع قرن مضت ونحن نصنع جسور التواصل مع الآخر ، نكرّس فعاليات المهرجان من أجل إيجاد المساحة المشتركة للتبادل الثقافي والحضاري". وأوضحت معاليها أن هيئة البحرين للثقافة والآثار حرصت على مشاركة الإبداع البحريني في المهرجان عبر عروض تقدمها فرق بحرينية ومحاضرات يلقيها فنانون بحرينيون متخصصون في مجال الفن والتراث الشعبي. وتوجهت معاليها بالشكر إلى كل الذين اشتغلوا على إنجاح المهرجان في نسخته السادسة والعشرين، وقالت: "هذا المنجز الحضاري الذي يعكس استدامة مواسمنا الثقافية، هو نتاج جهود شخصيات بذلت الكثير من أجل الموسيقى والفنون في البحرين".
ويأتي حفل "فرقة أستري" ضمن جولة الفرقة التي تنطلق من مسرح "الشانزيليزيه" الباريسي و تحطّ رحالها في مسرح البحرين الوطني. وستحمل الأمسية جمال مقطوعات الموسيقار العالمي موزارت التي تعكس عمق المشاعر الإنسانيّة، إذ ستقدم قائدة الأوركسترا السيّدة إيمانويل هايم برفقة مغنيين لامعين وفرقتها الموسيقيّة أمسيةً استثنائية تحتفي بموزارت بطريقةٍ فرحة وجميلة. وتُعدّ فرقة "حفل أستري"، من أرقى الفرق المتخصصة بموسيقى الباروك، بدأت مشوارها بدعم من بلديّة مدينة "ليلّ" الفرنسيّة ووزارة الثقافة الفرنسية وتقدّم عروضها في أهم المسارح والمهرجانات الموسيقيّة العالمية.
ويستدرج مهرجان البحرين الدولي للموسيقى هذا العام عروضاً موسيقية من بلدان مثل إسبانيا، مصر، لبنان والبحرين وتستضيفها الصالة الثقافية في تمام الساعة 8:00 مساء وبدعوة عامة للجمهور.
فيوم 20 أكتوبر تقدّم فرقة "رباعي تانجوموتان" الفرنسية عرضها على خشبة الصالة، حيث سيستمتع الحضور بأداء مميز وفريد للتانجو الأرجنتيني الذي تمتزج فيه تأثيرات متعددة مثل: موسيقى البوب-روك والإلكترو والموسيقى الغجرية. ويستمد أعضاء الفرقة الأربعة إلهامهم من احتكاكهم وعملهم مع موسيقيين مشهورين آخرين من مختلف الألوان، إضافة إلى رحلة الاستكشاف الخاصة بكل فرد من أفراد الفرقة، من فرنسا إلى أرمينيا، ومن كورسيكا إلى فنلندا وتايوان وبالطبع الأرجنتين.
أما يوم 24 أكتوبر فسيكون عشاق الفلامينكو على موعد مع عازف البيانو مانولو كاراسكو، الذي سيأخذ حضور الصالة في جولة فنية للاستمتاع بأروع مقاطع الفلامينكو الإسبانية والموسيقى الكلاسيكية من القرن التاسع عشر إلى وقتنا الحاضر وذلك ضمن مشروعه الأخير "أصوات من إسبانيا".
ويوم 25 أكتوبر يأتي إلى الصالة حفل "نجوم بحرينية صاعدة" تقدمه ثلاث فرق جاز بحرينية معروفة. وسيضم الحفل ألحان الجاز الغجري لثلاثي محمد راشد، الأنغام السلسة لفرقة AQ والمستلهمة من عصر موسيقى الجاز والسوينغ والبلوز مع العازف عبد الله حاجي وأخيراً المزيج الفريد من الجاز والموسيقى الشعبية العربية والتركية مع فرقة محمد جباري والفنانة بانه.
وتواصل الصالة تقديم الإبداع الموسيقى يوم 27 أكتوبر، إذ يحل على خشبتها الفنان طارق يمني، حيث سيؤدي مع فرقته مقطوعات مختارة من ألبومهم الأخير "بينينسولار" والذي يستكشف الإيقاعات الموسيقية المتنوعة في أرجاء شبه الجزيرة العربية من منظور فريد وجديد كليا. وسيقدم الحفل ضيفاً مميزا هو المغني اليمني عادل عبد الله.
وينتقل مهرجان البحرين الدولي للموسيقى إلى متحف البحرين الوطني، حيث سيقدّم في قاعة محاضراته في تمام الساعة 4:00 مساء من يوم 21 أكتوبر عرض الفيلم "كريسيندو! قوة الموسيقى" والذي يتناول قصة ثلاث مواهب موسيقية واعدة نشأت في بيئات مضطربة ويشاركون في برنامج أوركسترالي عالمي يسعى إلى إحداث تغيير اجتماعي بين الأطفال المهمشين.
ومن مدينة المنامة إلى المحرّق، حيث تستضيف دار المحرق، الواقعة إلى جانب دار جناع، حفلين لغناء الفجري التقليدي وذلك يومي 21 و28 أكتوبر في تمام الساعة 8:00 مساء. وسيكون الحضور على موعد مع أنماط موسيقية متنوعة من هذا الفن الذي يعد أحد تقاليد وتراث صيد اللؤلؤ العريق الذي اشتهرت به البحرين.
كما وتستضيف دار المحرق يوم 28 أكتوبر في تمام الساعة 7:00 مساء محاضرة للدكتور راشد نجم نائب رئيس أسرة الأدباء والكتاب بعنوان "فيّ البرايح" يتناول خلالها بالتحليل والنماذج والاستنتاج دلالات الزمان والمكان في الأغنية البحرينية وكيف أصبحت هذه الأغنية ذاكرة حافظة لأماكن لم تعد الآن موجودة ولأزمة تراجعت أمام عوامل التطور والتنمية.
وإضافة إلى ذلك، فإن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى يتعاون مع مقهى ليلو الشهير في البحرين من أجل إطلاق قائمة طعام خاصة بمناسبة المهرجان، حيث يستحضر المقهى أشهر الأطباق للدول المشاركة في المهرجان. كما ويستمر مركز الفنون باستضافة معرض "نشاز" الذي يقام للمرة الثالثة على التوالي، ويشارك فيه مجموعة من المبدعين البحرينيين الشباب اللذين ينتمون لتخصصات مختلفة كالموسيقى، الهندسة، الفن التشكيلي وغيرها، حيث يقدم المعرض أعمالاً تركيبية مستلهمة من مفاهيم موسيقية.