أجبته بإصرار: وأنا لا أريد. كفَّ عن ملاحقتي بلا جدوى لأنك لن تفلح في شيء. باستهتارٍ كاملٍ قال: هل أنتِ واثقةٌ من ذلك؟ إن كنت واثقةً سأبتعد عنك للأبد، ولن تري وجهي بعد اليوم. فتحتُ الباب: أنت! ونظرتُ إليه بدهشة: كيف عرف؟ صَمَتَ وصوتُ أنيني تكلم عني. وقف وقال: تعرفين أين أكون. سأنتظر جوابكِ ولو متأخراً. توجّه نحو الباب فناديته: أيها الماضي... فتحت عينيّ فرأيته يمشي مبتعداً. كان يقول بحبّ: لقد وجدتُ الإجابة عن سؤالي.
بشاعرية تكتب القاصة الأردنية إلحاح الماضي على الحاضر، ومحاولات الذات للهروب من عبئه المبهظ، أم تراها معاناة مخاض الحاضر وهو يتأبى على التملص من قبضة الماضي، ويدرك حتمية أن يصنع سلامه معه، كي يتحقق فعلا به.
هروب ...