في ظل الاحتقان المتزايد، والذي يعرفه المجال الفني في المغرب، تسجل هنا النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، وهي أحد أكبر النقابات الفنية في المغرب، رؤيتها للوضع على ضوء اجتماع تنظيمي يعد لانعقاد مؤتمرها القادم والذي سيشكل انعطافة قوية في مسيرتها وتاريخها في أفق تأهيل الممارسة الفنية ومأسستها.

حملة ترافعية لدى الحكومة والبرلمان

حول اجتماع المكتب الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية

ليوم السبت 21 اكتوبر 2017

 

عقد المكتب الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية اجتماعه الدوري يوم السبت 21 أكتوبر 2017، بالمقر المركزي بالرباط، وتضمن جدول أعماله نقطتين أساسيتين:

- تقييم الوضعية الراهنة التي تعيشها الساحة الفنية وآفاق عمل اللجنة المشتركة مع وزارة الثقافة والاتصال؛

- مواصلة الإعداد للمؤتمر الوطني السابع، ومواصلة تجديد الهياكل الإقليمية للنقابة.

بداية تداول المكتب الوطني بشكل عميق ومستفيض وضعية الاحتقان الاجتماعي الذي يعيشه الوسط الفني، نتيجة التأخير الحاصل في صرف مستحقات الفنانين العاملين في قطاعات المسرح والسينما والدراما التلفزيونية.

ففي قطاع المسرح توقف المكتب الوطني عن التدابير المتخذة من قبل وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) ولاسيما عقب اللقاء الأخير الذي عقده وفد عن النقابة مع السيد وزير الثقافة والاتصال وكذا مبادرات الفنانين المتضررين، مشددا على ضرورة تسريع المساطر الإدارية والقانونية المرتبطة بصرف الاعتمادات المستحقة في أقرب الآجال، وفي هذا الصدد يجدد المكتب الوطني تضامنه المطلق مع كل الفنانين المتضررين، وحرصه عن الدفاع على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية آملا في حل هذا المشكل في أقرب الآجال ودون مزيد من التأخر.

كما توقف المكتب الوطني في هذه النقطة عند ضرورة إحداث آلية مؤسسية مستقلة لدعم المسرح والنهوض بالقطاع، لوضع حد لهذه المشكلة المزمنة التي تتكرر كل سنة، وتؤدي إلى عرقلة حسن سير الموسم المسرحي، كما تؤثر على مردودية الفرق المسرحية، وتعرقل تطوير قدراتها. وهو ما تضمنته المذكرة المقدمة للسيد وزير الثقافة والاتصال عند استقباله لوفد عن النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية يوم الثلاثاء 03 أكتوبر 2017، والتي أبدى معها السيد الوزير تجاوبا إيجابيا، نظرا لحاجة الساحة المسرحية إلى تدابير قانونية ومؤسساتية كفيلة بضمان سبل الاستقرار وكذا من أجل استثمار التقدم الحاصل في تطور المسرح المغربي نحو الأفضل.

أما في قطاع السينما والدراما التلفزيونية، فقد ناقش المكتب الوطني آثار التأخر الكبير الحاصل في صرف مستحقات العديد من الفنانين أو الأشطر المتبقية منها، ولاسيما فيما يخص إنتاجات القناة الثانية 2M، وفي هذا الصدد يدعو المكتب الوطني القناة والمنتجين المنفذين المكلفين من طرفها إلى أداء ما في ذمتهم للفنانين المتضررين في أقرب وقت. كما يعرب المكتب الوطني عن قلقه البالغ إزاء هذا الوضع، ويقف إلى جانب الفنانين المتضررين في تعبئتهم من أجل انتزاع حقوقهم، وتطوير المنظومة القانونية التي تحمي مصالحهم المشروعة والمكتسبات التي يضمنها لهم دستور المملكة ولاسيما عبر تنزيل سليم لمقتضيات قانون الفنان والمهن الفنية.

من جهة أخرى، تناول المكتب الوطني للنقابة، نتائج لقائه مع وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، حيث ثمن المكتب الروح الإيجابية التي عبر عنها السيد وزير الثقافة والاتصال في هذا اللقاء وتجاوبه مع المذكرة المطلبية والاقتراحية التي تقدمت بها النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، وفي هذا الإطار قام المكتب الوطني بتعيين ممثلي النقابة داخل اللجنة المشتركة التي تم الاتفاق مع السيد وزير الثقافة والاتصال على إنشائها وهم السادة: مسعود بوحسين، محمد الأزهر، عز الدين بونيت ونور الدين زيوال.

ومن جانب آخر ثمن المكتب الوطني إقدام الحكومة مؤخرا على إصدار مرسوم يتعلق بمنح وسحب بطاقة الفنان المهنية، متمنيا أن تكون لها آثار ملموسة لخدمة الفنانين المهنيين ولا سيما المتفرغين منهم. ورحب كذلك بإصدار الحكومة لمرسوم يتعلق بالجوائز التقديرية والتكريمية لفائدة الفنانين والمبدعين..

 وفي ذات الوقت يجدد المكتب الوطني دعوته للإسراع بتنزيل النصوص التنظيمية التي أقرها قانون الفنان والمهن الفنية، ويقرر تنظيم حملة ترافعية لدى الحكومة والبرلمان من أجل المطالبة برفع قيمة الإنفاق العمومي الخاص بقطاعات الثقافة والفنون والاتصال في الميزانية العامة للدولة برسم سنة 2018.

كما ناقش المكتب مشاركة النقابة في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيدرالية الدولية للممثلين الذي سيقام بمدينة زغرب بكرواتيا يومي 25 و26 أكتوبر 2017، ولاسيما ما يتعلق بتمديد برنامج شراكة نقابتنا مع النقابة الفرنسية لفناني الأداء في مجال التنمية النقابية لفترة الخمس سنوات المقبلة.

كما تدارس المكتب الوطني برنامج الجموع العامة للفروع الإقليمية من أجل تجديد هياكل النقابة وملاءمتها مع القانون الأساسي الجديد الذي أقره المؤتمر الاستثنائي المنعقد ببوزنيقة في 3 شتنبر 2016 وذلك استعدادا للمؤتمر الوطني السابع الذي تقرر التئامه أواخر شهر يناير المقبل.. وبعد تقييم الجمعين العامين الناجحين بكل من فرع العيون وفرع فاس، سطر برنامجا خاصا لما تبقى من الجموع العامة بمختلف الفروع: طنجة، تطوان، وجدة، أكادير، الرباط، أسفي، مكناس، تازة، مراكش، الدار البيضاء، القنيطرة. ورحب المكتب الوطني بتأسيس فروع جديدة لنقابتنا بكل من الداخلة وكلميم وخريبكة، وقرر إحداث فروع جديدة بكل من الحسيمة والجديدة والخميسات وخنيفرة وسلا وإنزكان، واتخاذ جميع التدابير التنظيمية والقانونية الكفيلة بذلك.

وفي ذات السياق أعطى المكتب الوطني الانطلاقة لبداية تحضير وثائق المؤتمر وحدد التكليفات اللازمة لذلك.

 وفي هذا الإطار يهيب المكتب الوطني بسائر الفنانين المنخرطين وسائر الفروع إلى التعبئة من أجل إنجاح محطة المؤتمر الوطني والتشبع بروح المتغيرات التنظيمية الجديدة وذلك عبر الانخراط وتجديد الانخراط واستكمال المهام التنظيمية والجموع العامة للفروع الإقليمية قبل متم شهر دجنبر، من أجل انطلاقة تنظيمية جديدة لنقابة بهياكل جهوية ووطنية فاعلة.