يعود محرر الكلمة الى لحظة تاريخية فارقة تؤكد غطرسة بعض الكيانات التي تحاول دون كلل الوقوف ضد إرادة العيش والحق في الحياة والأمل، هذا النص الذي يوجد ضمن أنطولوجيا شعرية تعلن بالرفض والكتابة بالضد أن لا أحد يستطيع التوقف أمام إرادة الانعتاق والرغبة في التحرر.

نمنمات على ضفيرة الحرية

عبدالحق ميفراني

تعبر الطفلة بضفيرتها

الجدار الممتد على جسر الحياة..

تعبر بيدها الرطبة

على فسيفساء خشنة

تركها راعي البقر

دونما انتباه

والريح تكره آثار الألم..

 

على الجدار لمسة الطفلة ذاتها

وهي تجري

مخلفة يدها على ملمس الأمل..

 

الجدار الممتد الى الأفق

يكسو باب الشمس بترياق..

نفس الفسيفساء الخشنة

تقاوم

حضوره

نفسه

روحه المرحة

خصلة شعره الأرجوانية

آثار اللعب الطفولي

إرادة البقاء

رغبة العبور

حاجة الكلام واللغة..

هو الترياق نفسه

الذي حملته الطفلة

وهي تعاود

في كل مرة فكرت

في عبور نفس الطريق

أن لا أحد

يستطيع اليوم

أن يوقف ضفيرتها

المليئة بقصائد

كتبها أطفال مخيم قريب..

المخيم الذي شهد أولى بسمتها

أولى خطوها

أولى صداقاتها

هي الآن

تجري اتجاه آخر ملمس للأفق

لعل الجدار ينتهي

لعل آثار الفسيفساء الخشنة

تنمحي

لعل الجدار

يزهر

بأشجار

الأمل..