لايخرج الشاعر العراقي على ميسم قصيدة النثر حين تلتقط التفاصيل الصغيرة، وأحيانا من اليومي.. هي بعض من مفارقات لطبيعة وقدر الأشياء والكينونات، حيث لا قدرة لها على تغيير مصيرها، في لحظات تختار أن يكون مآل الشاعر هو ربط شجونه الخاصة بالعالم، ولو في أدق التفاصيل بداهة.

قصيدتان

عبد الله سرمد الجميل

ريشةُ الطائرِ

ريشةُ الطائرِ التي تطوَّحَتْ في الهواءِ

واختارَتْني كي ألتقطَها

صارتْ طائراً آخرَ

فبكَتْ وتوسَّلَتْ إليَّ

بأنْ أُرجعَها إلى هيأتِها

ريشةٍ فقط

فقد ملَّتْ تَرحالَ الطيرِ

في سجنِ الفضاءِ

أنا لا ذنبَ لي

إنما يدي يدُ شاعرٍ

يدٌ كأنَّ كلَّ شيءٍ تَمَسُّهُ يطيرُ

فاعذريني أيّتُها الريشةُ

من قبلِكِ طارَ الأحبابُ

والأصحابُ

 

 

عاملُ المُولِّدَةِ

انقطعَت الكَهرباءُ الوطنيّةُ

عنِ المَوْصلِ ثلاثَ سنينَ

وبعدَ أن تحرّرت عادَت الكَهرباءُ

تذكّرتُ أن أعودَ عاملَ المُولِّدةِ

فهم أكثرُ من أُشفقُ عليهم

من الصوتِ الفاجعِ

شكرْتُهُ إذ كانَ يُشغِّلُها

أربعاً وعشرينَ ساعةً

وقبلَ أن أغادرَ سألتْهُ بغرابةٍ:

من أينَ كنتَ تأخذُ الوَقودَ

ونحنُ لم نُسدِّد الفواتيرَ تلكَ الأيّامَ ؟

تنهّدَ ثمّ قالَ:

من حيثُ تأخذُ السماءُ وَقودَها

لِتُضيءَ النجومَ..