ضمن التقارير الخاصة بالمشهد الثقافي العربي للسنة الماضية، نقدم هنا رصدا لأحد الدور العربية والتي تقدم من خلال جردها السنوي لأنشطة الثقافية والفنية والتي امتدت كي تشمل الاصدارات واللقاءات والطبع وتنظيم الملتقيات واللقاءات الفنية، جملة من الإنجازات التي تعددت والتي تمكننا من الاقتراب من الحراك الثقافي الكويتي والعربي.

دار سعاد الصباح تحطُّ رِحال 2017 عن ظهر قافلة من الإنجازات

طوت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع العام 2017 بإنتاج وفير من النشاطات والإصدارات والفعاليات الأدبية والثقافية والعلمية المميزة، ساعية على مدار السنة الفائتة لأن تترك بصماتها على الساحة العربية في الأدب والثقافة والعلم.

وتنوعت الأنشطة والفعاليات ما بين المشاركة في تكريمات ومسابقات وإصدار كتب لكتّاب وأدباء تميّزوا بفكرهم وبأقلامهم وبإبداعاتهم، وقدموا للشأن العام والفكر العربي الشيء الكثير. كما كان للدار مشاركات في معارض وفعاليات أدبية وثقافية ورسمية مهمة.

افتتحت الدار العام الفائت بإعلان الفائزين في مسابقتي الشيخ عبد الله مبارك الصباح للإبداع العلمي 2016 – 2017 وسعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري، وعززت الإعلان بأن أصدرت عدداً من الكتب الفائزة، ومنها كتاب (أمراض العيون) لكاتبه محمد سيد الصوري، وهو كتاب يضم جانباً مهماً تفتقر إليه زوايا المكتبة الكويتية والعربية في هذا المجال.

وأصدرت كذلك ديوان شعر بعنوان (هو الآن يعبر منحدرات الأغاني) للشاعر مختار سيد صالح من سوريا، يضم بين دفتيه 25 قصيدة تنوعت ما بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وحاز فيه الشاعر على المركز الأول ليشكل الديوان إضافة غنية لمكتبة الأدب العربي الحديث.

قدّمت الدكتورة سعاد الصباح للكتابين –كعادتها في الأبحاث الفائزة- بمقدمة موجزة أكدت فيها أن المسابقات موجهة للمبدعين العرب من جيل الشباب منذ ما يقارب ربع قرن، في الوقت الذي تكاد تغلق فيه أبواب النشر أمام مواهب الإبداع العربي.

وذكرت د.سعاد الصباح أن استحداث جوائز عبد الله المبارك للإبداع العلمي وسعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري، بوابة لدخول عشرات المبدعين في العلوم والآداب إلى عالم النشر، إذ تنال الأعمال الفائزة ما تستحق من اهتمام بالنشر والتكريم المادي والمعنوي، وهو ما يشكل حافزاً لجيل الشباب على العطاء والتفوق.

ومع مطلع العام عانقت قصيدة الشاعرة سعاد الصباح "لا تسأل" حنجرة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي بتوقيع الملحن مروان خوري.. أما ختام العام فكانت معانقة أخرى لقصيدة "عام سعيد" بصوت المطربة الكويتية نوال ولحن صلاح الكردي.

وفي 20 فبراير أقيم في مقر الملتقى الإعلامي العربي حفل افتتاح مكتبة د. سعاد الصباح الخاصة التي تحوي العديد من مقتنياتها وكتبها ومراسلاتها ولوحاتها وأقيم الحفل بحضور د. سعاد الصباح والشيخ محمد عبد الله المبارك يرافقهما مدير الدار وبوجود عدد من المثقفين والإعلاميين، وقد ألقى أمين عام الملتقى ماضي الخميس كلمة بالمناسبة كما قدم د.نزار العاني دراسة، وقدمت كل من ليلى العثمان وأمل عبدالله شهادات بالمحتفى بها.

وضمن احتفالات الوطن في شهر فبراير قامت محافظة العاصمة بتكريم د. سعاد الصباح في حفل أقيم في "يوم البحار" مع مجموعة من الرموز الوطنية منهم: رقية القطامي، فاطمة حسين، محمد السنعوسي، عبدالوهاب الوزان، عبدالمطلب الكاظمي، محمود النوري، عبدالوهاب الفوزان، والفريق يوسف الأنصاري.. وقد مثلت الدكتورة سعاد في هذا الحفل كريمتها الشيخة أمنية عبدالله المبارك ورافقها مدير الدار علي المسعودي. كما تم تكريم د.سعاد الصباح من قبل أعضاء هيئة التدريب للكليات التطبيقية مع نخبة من الأسماء الوطنية منهم: دلال الهدهود، جاسم يعقوب، النوخذة خليفة الراشد، سعد الفرج، حسن عبد الرضا، عبدالرحمن المزروعي، والموسيقار عبدالله بوغيث.

وتحت رعاية وحضور د.سعاد الصباح أقيم في فبراير «بينالي سعاد الصباح للفنانين العرب 2017» وسط حضور نخبة من الشخصيات العامة والسفراء والمعنيين بالفن التشكيلي في الوطن العربي والعالم، حيث امتلأ بلوحات 58 فناناً وفنانة من الكويت والوطن العربي شاركوا في الورشة الخاصة في البينالي.

وفي كلمة لها قالت د.سعاد الصباح: "لا نريد واقعاً باهتاً ومحزناً ومتعباً، بل واقعاً يشبه أحلامنا، ليعم ما في أرواحنا من انعتاق وحرية وطفولة وحياة، فتعالوا نهرب معاً إلى الحلم، إلى عالم جديد نؤسسه بأيدينا.. نريد أن نرسم وطناً مسترخياً على الشاطئ وأطفالاً سعداء ولوحة وقصيدة شعر".

وتابعت: «ومن هذا الحلم انطلقت فكرة هذا البينالي الذي يجمع الفنانين العرب في ورشة جماعية فيها روح التعاون وروح المنافسة وروح العطاء، وإبداع لا محدود».

من جانبه، أكد رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورئيس اتحاد التشكيليين العرب ونائب رئيس الرابطة الدولية عبد الرسول سلمان أن بينالي د.سعاد الصباح يهدف إلى تحفيز المنافسة الفنية بين المبدعين العرب بتشجيع من د.سعاد الصباح للفن التشكيلي العربي الذي يعتبر أبجدية عالمية لفهم الحياة. وقد تزامن ذلك مع رعاية الشيخة د. سعاد الصباح لمعرض فني خاص عن الخيل للفنان العراقي المقيم في كندا "علي المعمار" نظمه بيت العرب في مقره.

وفي منتصف مارس رعت د. سعاد الصباح معرضاً خاصاً لعدد من التشكيليات العربيات في قاعة بوشهري بحضور الشيخة أمنية عبدالله المبارك ومدير الدار علي المسعودي.

 

مهرجان البراعم

وفي أبريل من العام 2017 أطلقت الدورة الأولى من مهرجان براعم الأدب العربي الذي نظمته دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع على مسرح سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، وحمل عنوان "مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي" وشارك فيه أطفال مميزون إلقاءً وحفظاً، حيث كشف المهرجان عن مواهب متميزة شملت أطفالاً من أبناء المواطنين والمقيمين من الناطقين بالعربية بغض النظر عن الجنسية، وذلك باختيار حوالي 20 طفلاً حفظوا مقطوعات من عيون الأدب العربي شعراً ونثراً عبر تسلسل تاريخي من العصر الجاهلي وصولاً إلى الحديث والمعاصر.

وقد أشارت د.سعاد الصباح إلى أن هدف المهرجان هو المساهمة في حفظ اللغة العربية السليمة وحسن تداولها ونشرها على أوسع نطاق بشكل صحيح، وكذلك رفع مستوى الذائقة الأدبية بين أبناء الكويت والمقيمين على أرضها.. وذلك بما يشكل دافعاً معنوياً لشريحة من الأطفال مدى الحياة لما سيلاقونه من تحفيز وهم في بداية أعمارهم.

بدوره أكد مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي أن الأطفال المشاركين تراوحت أعمارهم بين 7 و15 عاماً، وأنه تم التنسيق مع الهيئات والمؤسسات ذات الشأن في الكويت لإتاحة إمكانية المشاركة في المهرجان على أوسع نطاق ممكن، واعداً بأن يكون المهرجان عبر دوراته المستمرة بذرة تكمل مسيرة مسابقة سعاد الصباح للإبداع الأدبي القائمة منذ الثمانينيات وترفدها بالإبداعات الواعدة.

وتم الإعلان عن الدورة الثانية لمهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي في 2018، وذلك بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية.. وعقد لأجل ذلك في منتصف ديسمبر 2017 مؤتمر صحافي في مكتبة الكويت الوطنية تحدث فيه المسعودي إلى جانب مدير المكتبة كامل سليمان العبد الجليل حول تعاون الطرفين في تنظيم وإعداد واستضافة الموسم الثاني من مهرجان براعم الأدب العربي

وفي أواخر شهر أبريل رعت د. سعاد الصباح أوبريت "راية نجاح" قدمه طلبة وطالبات مدارس التربية الخاصة على مسرح المعاهد الخاصة في حولي بحضور وكيل وزارة التربية المساعد د. عبدالمحسن الحويلة وعدد من القيادات التربية والشيخة أمنية عبدالله المبارك ومدير الدار علي المسعودي الذي ألقى كلمة بالنيابة عن د.سعاد الصباح.

يوم الوفاء

وضمن مبادرات يوم الوفاء الدورية لرموز الأدب والمعرفة في العالم العربي.. كرمت الدار المفكر والكاتب التونسي الدكتور الحبيب الجنحاني، وذلك في يوم الوفاء الذي أطلقته د.سعاد الصباح منذ سنوات لتكريم أعلام العرب الأحياء من الذين قدموا للعقل العربي المتعة والفائدة والثقافة.

وبهذه المناسبة أصدرت الدار كتاباً تذكارياً أكدت فيه د.سعاد الصباح أن "يوم الوفاء" بادرة أطلقتها لتكون باقة ورد لا توضع على ضريح.. بل على قلب حي نابض وفكر فاعل.

وأقيم حفل تكريم د.الحبيب الجنحاني في دار الكتب الوطنية في العاصمة التونسية في 20 سبتمبر 2017، وقد قام علي المسعودي مدير الدار بتمثيل د.سعاد الصباح في الحفل، وبهذا التكريم ينضم الجنحاني إلى الكوكبة التي قامت دار سعاد الصباح بتكريمهم وهم على قيد الحياة: الأستاذ عبد العزيز حسين (الكويت) 1995م. الشاعر إبراهيم العريض (البحرين) 1996م. الشاعر نزار قباني (سوريــا) 1998م. د. ثروت عكاشة (مصـر) 2000م. صاحب السمو الأمير عبد الله الفيصل (السعودية) 2001م. د. عبد الكريم غلاب (المغرب) 2003م. الأستاذ غسان تويني (لبنـان) 2007م. د. صالح العجيري (الكويت) 2013م.

 

شعر ونثر وأشياء أخرى

على صعيد الإصدارات أطلقت الدار مجموعة متنوعة تراوحت بين الشعر والنثر والعلوم والثقافة، فقد صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع مجموعة إصدارات غنية بمادتها ومتنوعة بمضامينها، بين فنون الشعر قديمه وحديثه والكتابات النثرية الأدبية كالقصة القصيرة، وكذلك المادة العلمية الطبية البحتة أو الاجتماعية أو الفكرية.

ففي مجال الأدب النثري لم يطل غياب الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح عن الساحة، فها هي بعد كتابها "الشعر والنثر لك وحدك" الذي نشر في أواخر العام الفائت، تعود من جديد لتصافح قراءها بكفّ غير كفها هذه المرة عبر كتاب حمل عنوان "قراءة في كف الوطن"..

شاعرة الحب والحياة والإنسان جاءت حاملة كتابها السادس عشر الجديد وقد ضمّنته عصارة مشاعرها ونسجتها بحروف الإبداع على مذاهب الأدب الحديثة، وما يواكب عصر السرعة والتكنولوجيا، وعصر التغريدات والعبارات الموجزة محدودة الحروف.

ويبدو للقارئ أن الشاعرة تمسكت في الديوان بنسقها الشعري المعروف ومفرداتها الرقيقة وقضاياها الأثيرة، فكتبت عن الشعر وعن ذاتها وعن ذكرياتها وعن صديقها ورفيق دربها الشيخ عبد الله المبارك، وكذلك تناولت الوطن بحديث ممتدّ، أخذها بعيداً إلى رحلتها القديمة، وحديثاً في غربتها عن الحاضر المليء بالمآسي والدموع، وتحدثت عن الحرية حديث الألم والأمل.. وناقشت أبعاد الثقافة في العقل العربي، وغير ذلك من الموضوعات الإنسانية والوجدانية.

وبعد كتاب (قراءة في كفّ الوطن) أصدرت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ديواناً جديداً للشاعرة د.سعاد الصباح تحت عنوان (وللعصافير أظافر تكتب الشعر)، حيث افتتحت الشاعرة ديوانها بمقدمة موجزة جداً، قالت فيها: (لو عَرَفَ الناسُ كم أحبّك.. لاقترحت الأكاديميةُ السويديةُ إعطائي جائزةَ نوبل للوفاء..).

ثم جاءت المقاطع الشعرية موزعة على امتداد صفحات الديوان بعناوين فرعية لكل مقطع، ومن دون تقسيم للفصول والأبواب التي جرت عليه عادة دواوين شعراء العربية.

تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها د.سعاد الصباح في ديوانها، بما يعكس انشغال الشاعرة بهموم أحاطت بها في ذاتها ووطنها وأمّتها، دون أن تغفل الحديث عن محيطها القريب منها كالابن والبنت والزوج الحبيب والوطن.. وهي -كما عادتها- منشغلة بالإنسان في كل زمان ومكان.

وفي مجال القصة القصيرة صدر كتاب "جلسة تصوير" للكاتب والإعلامي علي المسعودي، وهو مجموعة قصصية متنوعة، اعتمد فيها الكاتب طريقة القصة القصيرة التي شاعت في السنوات الأخيرة، وذلك في لغة سهلة ميسرة، لا تخلو من الرمز والعمق الفكري، وبمعالجة متأنية لبعض القضايا الوجدانية أو الاجتماعية أو الذاتية التي يعايشها إنسان القرن الحادي والعشرين.

ومن خلال تتبع العناوين التي اختارها المسعودي لقصصه نجد أنه –وهو الناقد المعروف في ساحة الأدب- لم يخرج عن مفاهيم المجتمع المحيط فتحدث عن: (الغريب - طريق الحرير - سباق - ما تخفي قلوبهمتهمة - الوهم ذاته بإحساس آخرتضاريس على الأرجحليل ربّما - وجهـة نظر - سيّد الكلب - شاهد وشهيد - سارق الفرح - الطرف الآخر - حافة الحياة - جلسة تصوير - ذاكرة الجدران - حفلة زواج).

وتحت عنوان "ضغوط العمل" صدر عن الدار كتاب للكاتبة الدكتورة لولوة مطلق الجاسر، حيث تناولت فيه الكاتبة فصولاً وأبواباً شملت الحديث عن مفهوم ضغوط العمل، وأهمية دراسة ضغوط العمل في المؤسسات التعليمية، وعناصر ضغوط العمل، ودورة حياة الضغط.

وفصّلت الكاتبة في مراحل إصابة الفرد بهذه الضغوط ومصادرها وآثارها، مشيرة إلى الاتجاهات المفسرة لضغوط العمل وتأثيرها على الرضى الوظيفي.

وفي الباب الثاني وقفت الكاتبة عند مفهوم الدعم الاجتماعي وأشكاله ووظائفه وبعض القضايا الأخرى، وتناولت تعريف نمط الشخصية (أ)، وأهمية دراسة هذه الشخصية وخصائصها والاتجاهات المفسرة لهذا النمط.

يشار إلى أن كتاب "ضغوط العمل" هو الثاني للدكتورة الجاسر الذي يصدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، حيث سبقه كتاب (العنف الأسري وأثره في التحصيل الدراسي)، والذي كانت أعدته كرسالة علمية في التربية حصلت من خلالها على درجة الماجستير.

وفي السياق الشعري الحديث صدرت عن الدار كذلك (سوناتات الماء والزنابق) لكاتبها العراقي عِذاب الرِّكابي، وهي كتاب يضم مجموعة من المختارات الإبداعية التي أطلق عليها الكاتب اسم (هايكو عربي)، وتسير في خطّ الحداثة الشعرية المعاصرة.

تحدث الرِّكابي في توطئة كتابه عن مفهوم الهايكو قائلاً: (الإبداعُ تجريب دائم!! و"الهايكو العربي" جزء من هذهِ المغامرة المقدّسة، أيقونة إبداعنا الماضي أبداً في تشكيل عالمٍ، بسحر الكلمات، عالم تهدّدُ عصافيرَه وحدائقه وأنهاره جيوشٌ من الضعف والسُّبات والترهّل!).

وعلى صعيد الإصدارات الشعرية المميزة، أصدرت الدار طبعة ثانية من دواوين الشاعرة عواطف الحوطي، وهي سبعة دواوين مليئة بالشاعرية وعابقة بالنفَس الشعري الأصيل، كانت تحت عناوين: (بذرت لأيامي، ثرى الأيام، لمن تهدى الأزهار، الرحيق المسكوب، سواقي الشوق، مهلاً فذاك الأمس، على ضريح الهوى).

 

مسابقات 2018

ومن منطلق استعدادها لعام جديد حافل، اعتمدت د.سعاد محمد الصباح موضوعات مسابقات دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع بفرعيها العلمي والأدبي للعامين 2018 – 2019، والتي تقدمها منذ الثمانينيات من القرن الماضي بهدف تشجيع الكتّاب المبدعين من الشباب العربي.

وقد ضمت المسابقات أربعة فروع في جائزة عبد الله مبارك الصباح للإبداع العلمي، وأربعة فروع أخرى في جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي.

من جهته، صرح علي المسعودي مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع بأن المواضيع المطروحة راعت ما يواكب العصر ويهم عامة الناس، ويبرز تاريخ الكويت الحديث ومعالم نهضتها الشاملة، وذلك من خلال الأبحاث المطلوبة في الفرع العلمي فيما يتعلق بالوجبات السريعة وآثارها الصحية، وكذلك مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وإيجابياتها وآثارها، وتاريخ الأمن العام في الكويت، وكذلك تاريخ الحركة النيابية في الكويت.

وأكد المسعودي أن فروع مسابقة الفرع الأدبي والفكري تناولت علم العروض ومسائله، والسينما الكويتية في نشأتها ومحاولاتها، وأفضل مجموعة قصصية، بالإضافة إلى التسابق المعتاد في الشعر.

وأشار إلى بعض الشروط الواجب توافرها في المتقدم، ومنها أن يكون عربياً لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، وألا تكون المساهمـة قـد طبعـت فـي كتاب أو فــازت في مسابقـة أخـرى، مع استبعاد المساهمات المعتمدة على معلومات الإنترنت ما لم يشر صاحبها إلى المصدر.

وأضاف أن الجوائز ستتراوح ما بين خمسـة آلاف دولار للفائز بالمركز الأول وألف دولار للفائز بالمركز الثالث في كل فرع من فروع المسابقة الأربعة

وفي شهر مارس أقيم حفل خاص بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس الدار وانطلاق المسابقات، تم فيه تكريم لجان التحكيم والفائزين في رابطة الأدباء بحضور الشيخة أمنية عبدالله المبارك ومدير الدار وعدد من الرموز الثقافية والإعلامية.

يذكر أن مسابقات دار سعاد الصباح انطلقت منذ 1988، وهي المسابقات الأطول عمراً في الساحة العربية، وتمسكت باستمراريتها الشاعرة د.سعاد الصباح على مر السنين، وقدمت لها الكثير، ولقيت مشاركة عربية ضخمة على امتداد الأرض العربية، وشارك فيها كتاب ومبدعون أصبحوا فيما بعد أعلاماً في ساحة الثقافة والأدب والإبداع العربي، وشارك في تحكيم لجانها عبر مرور أكثر من 29 عاماً ثلة من عمالقة الأدب والفكر والثقافة العرب.

 

الفنون التشكيلية

وفي منصف ديسمبر، اختتمت فعاليات ملتقى الكويت الدولي للفنون التشكيلية، تحت رعاية وحضور د.سعاد الصباح، حيث أكدت أهمية المكانة التي تحتلها الكويت في هذا المجال، وقالت في كلمتها إن مرور خمسين عاماً على إنشاء الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية هو دليل على أن الكويت كانت وستظل شجرة وارفة تحط عليها طيور الإبداع من كل العالم، وإن موسم الهجرة إلى هذا الوطن الجميل ممتد إلى نصف قرن أو أكثر، فهي صاحبة الريادة في الفنون والآداب والحرية والإنجاز، والأخذ بيد المواهب إلى مكانها ومكانتها التي تطمح إليهما.

بدوره، قال عبد الرسول سلمان رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية: إن مشاركة 30 فناناً وفنانة من الدول العربية والأوروبية إلى جانب فناني الكويت، يخلق حالة تفاعلية بينهم لإنتاج أعمال تبعاً لأساليب كل واحد منهم على حدة، بهدف إتاحة الفرصة للتبادل الثقافي والفني بين الجميع، مؤكداً أن التوجيهات الكريمة للشيخة الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح تؤكد دائماً تقديم جميع أشكال الدعم للحركة التشكيلية في الكويت وتشجيع المبدعين .

 

معارض الكتاب العربي

وعلى صعيد المشاركة في معارض الكتاب العربية، كان لدار سعاد الصباح على امتداد العام 2017 نصيب في العديد من المعارض، حيث افتتحت مشاركاتها بمعرض مسقط الدولي للكتاب في فبراير، ثم شاركت في معرض الرياض الدولي في مارس، تلاه في أبريل معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.

وأقامت جمعية الخريجين الكويتية معرضاً في أغسطس شاركت فيه دار سعاد الصباح تحت عنوان "معرض الكتاب الصيفي". وفي الجامعة الأميركية شاركت الدار في جائزة ملتقى القصة العربية القصيرة.

وحفِل شهر نوفمبر بمشاركات ضخمة في عدة معارض، كان منها معرض الشارقة الدولي، ومعرض ملتقى يوم المترجم في رابطة الأدباء الكويتيين، ومعرض الكويت الدولي للكتاب، وكذلك معرض الدوحة الدولي للكتاب.

واختتمت الدار مشاركتها في المعارض، بمعرض الكتاب المصاحب في ثانوية أم كلثوم بنت عقبة، في منطقة أشبيلية، والذي نظمته وزارة التربية الكويتية تحت مشروع تحدي القراءة العربي.

يذكر أن مشاركات الدار في المعارض تحمل غنى وتنوعاً بعدد من الإصدارات الحديثة التي تنتجته في المجالات الأدبية والعلمية والتاريخية بالإضافة إلى عدد من الإصدارات الشبابية التي تأتي في إطار الأهداف التي وضعتها صاحبة الدار د. سعاد الصباح في تشجيع الطاقات الإبداعية الشبابية وفتح أبواب النشر لهم، والسعي إلى إيصال إبداعهم إلى الجمهور، وذلك عبر مئات العناوين التي أنتجتها طوال مسيرتها الثقافية، وضمت أهم الأسماء الثقافية في العالم العربي، فأنتجت عشرات الدواوين الشعرية لعمالقة ونجوم الشعر مثل أحمد عبدالمعطي حجازي وبلند الحيدري وغازي القصيبي وسميح القاسم وفايق عبدالجليل وأحمد الشهاوي ومحمد علي شمس الدين، بالإضافة إلى إصدار خاص عن تجربة الشعر والحياة لصاحب السمو الملكي الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، وأسماء أخرى كثيرة. كما تضم في مجالات الفكر كتباً لكل من د.غالي شكر، د.محمد الرميحي، د.عبدالله الغذامي، وآخرين.

كما تضم قائمة الدار كافة إصدارات د.سعاد الصباح المتنوعة ما بين الشعر والاقتصاد والسيرة والقضايا السياسية والمذكرات.

وفي أكتوبر أقامت الدار بالتعاون مع جمعية الصداقة البريطانية - الكويتية احتفالها السنوي لمسابقة أفضل الكتب الصادرة باللغة الانجليزية عن دراسات الشرق الأوسط وذلك برعاية مبرة الشيخ عبدالله المبارك الصباح.

وأقيم الاحتفال في مقر سفارة دولة الكويت بالمملكة المتحدة بالعاصمة البريطانية لندن بحضور عدد كبير من الأكاديميين الأجانب والعرب والدبلوماسيين والباحثين من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأشاد سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان بدور جائزة عبدالله المبارك الصباح في تعزيز العلاقات العربية - البريطانية وأشار الى عدد الكتب المتنافسة سنوياً على الجائزة وتصل إلى عشرات الكتب فيما تقوم لجنة أكاديمية متخصصة تضم أعرق الباحثين والأساتذة بالمفاضلة بين الباحثين لاختيار الفائزين.

وأضاف أن مثل هذه المبادرات كان لها دون أدنى شك دور كبير في زيادة اهتمام المؤسسات والمنظمات البريطانية وسعيها لفهم دول منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، أعرب ممثل المبرة الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح عن الأمل في أن يسهم انتشار مثل هذه الكتب في تعزيز الفهم لقضايا العالمين العربي والإسلامي وتخفيف حدة تصعيد الصراع وإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وقال الشيخ مبارك في كلمة له أمام المشاركين في الحفل إنه "لا يمكن لمنطقتنا أن تستفيد إلا من الفهم العميق الذي تولده هذه المساعي العلمية المتميزة".

وأضاف أن "فهم أصولنا وتاريخنا يزودنا بالأدوات الفكرية اللازمة للتغلب على الأوقات العصيبة التي نعيش فيها مثلما هو واضح من خلال زيادة الاستقطاب والتوتر السياسي والصراع".

ودعا الشيخ مبارك إلى تشجيع ونشر الأعمال العلمية التي فازت بالجائزة في طبعتها الـ19 وكانت جميعها من خارج المملكة المتحدة، معرباً عن فخره واعتزازه بالأشواط التي قطعتها جائزة عبدالله المبارك الصباح ونجاحها في استقطاب مؤلفين ودور نشر مرموقة.

وقال إن الهدف من الجائزة هو دعم البحوث القيمة المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي تعالج مختلف قضايا العالمين العربي والإسلامي مما يساهم في تعزيز التفاهم بين الدول العربية والغربية.

وفي شهر أكتوبر أيضاً، رعت د.سعاد الصباح يوماً مفتوحاً بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لهشاشة العظام أقامته الرابطة الكويتية لهشاشة العظام.

وفي منتصف نوفمبر أقامت الهيئة العامة للشباب في مركز الشيخ جابر الثقافي حفلاً تكريمياً لعدد من الأسماء منهم: د.سعاد الصباح وإسماعيل فهد إسماعيل وعبد الرسول سلمان، حيث ألقى مدير الدار كلمة بالمناسبة، وتلا ذلك أمسية للشاعرين كريم العراقي وعبد الله علوش.