شكلت مدينة مراكش آخر محطة للرحلة الشعرية والتي تنتظم ضمن فعاليات الدورة السادسة لملتقى أسفي الدولي للشعر، والتي تنظمه مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي، الرحلة التي انطلقت من أسفي الى مدينة أصيلة حيث أقامت أولى قراءاتها الشعرية بفضاء دار الفن المعاصر والتي تديره الفنانة التشكيلية أحلام لمسفر. وتواصلت الفعاليات بلقاء ثاني في طنجة، بتنسيق مع بيت الصحافة الذي يديره الاعلامي سعيد كوبريت، حيث نظمت ندوة حول محور "الثقافة ملاذ الإنسانية" عرفت تقديم مداخلات لمجموعة من الشعراء (خوان مانويل روكا (كولومبيا)، شيفا براكاش (الهند)، ايلي روسا ثامورا (فنزويلا)، مينغ دي (الصين)، توبياس بورغارد (ألمانيا)، أدا مانديس (فرنسا)، كارلوس أغواساكو (كولومبيا)، نجوان درويش (فلسطين)، كارلا كورياس (سلفادور)، لينو بولانيوس (الشيلي))، الى جانب قراءات شعرية. المحطة الثالثة كانت بمكناس، بتنسيق مع المديرية الاقليمية لوزارة الثقافة والمجلس الجماعي لمكناس، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مكناس الدولي للشعر ومحور "الشعر في المآثر التاريخية"، وقدمت قراءات داخل فضاءات تاريخية (نري سواني، المدرسة البوعنانية، وليلي).
وافتتحت الفعاليات يوم الخميس 29 مارس بقاعة أطلنتيد بأسفي، بحفل تكريم الشاعر الكبير خوان مانويل روكا. وقد قدم كل من الشاعر الفلسطيني فخري رطروط (المقيم في نيكارغوا) والمترجم والشاعر خالد الريسوني والشاعر والأكاديمي كارلوس أغواساكو من كولمبيا شهادات حول المحتفى به، من خلال تقديم مكانته المتميزة في المشهد الشعري العالمي. ولد Juan Manuel Roca في ميديين بكولومبيا عام 1946. من بين ما صدر له في الشعر: "ذاكرة الماء" (1973)، و"كتاب الفروسية" (1979)، و"بلدٌ سريٌّ" (1987)، و"صيدلية الملاك" (1995)، و"شِجارُ الحالم" (2002)، و"فرضية لا أحد" (2005)، و"وصايا" (2008)، و"الوجوه الثلاثة للقمر" (الصورة، 2013). ينتمي خوان مانويل روكا إلى ما يطلق عليه "جيل الإحباط"، الذي عاصر منذ عام 1970 صعوداً متنامياً للعنف و يحظى الشاعر بشهرة واسعة في كولومبيا، حيث نال جوائز عديدة، وكتبت مقتطفات من أشعاره على الجدران العامة، وترجمت أعماله إلى عدة لغات. ويمزج في شعره بين السوريالية والسخرية والتقاليد العريقة لأمريكا اللاتينية، ويعطي أولوية فائقة للخيال والحرية. يقول عنه الشاعر غونزالو روخاس: "إنه يزرع الأرض البور بين الشعر والحياة".
الدورة السادسة لملتقى أسفي الدولي للشعر والذي نظم في الفترة الممتدة ما بين 29 مارس الى 1 أبريل 2018 بقاعة أطلنتيد. وتواصلت فعالياته برحلة شعرية الى غاية 8 أبريل 2018، شهد الى جانب تكريم الشاعر الكولومبي الكبير خوان مانويل روكا، بمشاركة الفنان والخطاط لحسن الفرسيوي في تمازج فني بين الشعر والخط، تنظيم حلقة نقاش حول موضوع: "مامعنى أن تكون شاعرا اليوم؟"، وهي الندوة التي احتضنها الخزانة الجهوية بأسفي. وقد أكد المشاركون من الشعراء الذين يمثلون 23 بلدا، أن الشعر يظل جسر الإنسانية الوحيد لتجسير الهوة بين الثقافات، وخلق إمكانات للحوار والتعايش. وكما أكدت كلمة الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير التظاهرة، في "ملتقى شعري تحول الى أكبر تجمع للشعراء.. يحق أن نسائل وظيفة الشاعر اليوم؟ بعدما أمسى كل شيء يدعو الى الريبة.. الشك.. القلق.. اللايقين.. اليوم، وأمام هذه الصورة الضبابية.. وأمام هذه القصائد التي أمست أكثر احتفاء بالعزلة.. عزلة الشاعر وحيدا أمام قدره وأمام نفسه.. هنا في ملتقى أسفي الدولي للشعر، لا نقرأ القصائد فقط، بل نشكل سياجا أمام الكراهية والظلم والتقتيل.. كلما قرأ الشاعر قصيدة، إلا وتشكلت فرصة أمام الغد والمستقبل أن يكون عالما ممكنا، أن يصبح للإنسان القدرة أن يعيد لإنسانيته فرصة الاختيار.. في أن تتحلل من قيودها وأن تنبعث حرة.."
وشهدت قاعة أطلنتيد تنظيم معرض تشكيلي جماعي، شاركت فيه الفنانة نعيمة ملكاوي والخطاط والفنان لحسن الفرسيوي، كما تواصل خلال الثلاثة أيام تنظيم قراءات شعرية شارك فيها شعراء يمثلون الدول التالية: خوان مانويل روكا (كولومبيا)، شيفا براكاش (الهند)، ايلي روسا ثامورا (فنزويلا)، مينغ دي (الصين)، توبياس بورغارد (ألمانيا)، فخري رطروط (فلسطين)، جو بورتونت (لوكسبورغ)، أدا مانديس (فرنسا)، كارولينا كاسترو (الشيلي)، إيلي روزا زامورا (فنزويلا)، خابيير ياكسانكوندور (البيرو)، الزجالة فاطمة المعيزي (المغرب)، انجر ماري ايكيو (فنلندا)، انتاناس جويناس (ليتولنيا)، سندس بكار (تونس)، كارلوس أغواساكو (كولومبيا)، نجوان درويش (فلسطين)، زوي سكولدن (انجلترا)، فتيحة النوحو (المغرب)، خالد الريسوني (المغرب)، حسين حبش (كردي)، ايفان ارستوف (بلغاريا)، خورخي باولانطونيو (الأرجنتين)، بامبوس كوزاليس (قبرص)، فلامينيا كروسياني (إيطاليا)، جيرمان دروغينبرود (بلجيكا)، كارلا كورياس (سلفادور)، ديمة محمود (مصر)، محمد أحمد بنيس (المغرب)، لينو بولانيوس (الشيلي)، فيرونيكا أراندا (اسبانيا) سيومارا إسبانيا (الاكوادور)، رشيد فجاوي (المغرب)، وفي التشكيل: نعيمة الملكاوي، لحسن الفرسيوي.
كما شهدت الدورة السادسة، والتي حظيت بدعم كل من وزارة الثقافة والمكتب الشريف للفوسفاط، والمجلس البلدي لم يصل لطموح ورهان الملتقى، تتويج الفائزين في الدورة السادسة لمسابقة الابداع التلاميذي صباح يوم الأحد 1 أبريل بقاعة أطلنتيد، وقد استبق الملتقى بلقاء الشعراء بالمؤسسات التعليمية (الحسن الثاني، نجيب محفوظ، الهداية الاسلامية، صلاح الدين الأيوبي). ويشكل ملتقى أسفي الدولي للشعر فضاء للقاء والحوار بين تجارب شعرية تمثل جغرافيات ثقافية متعددة من العالم، وهو ما يجعل من أسفي تتحول الى فضاء للقاء والتلاقي بين الشعراء من مختلف بقاع العالم.