هي مجموعة لقاءات يواصل من خلالها مختبر السرديات في المغرب رحلة التقصي وأنشطته الأدبية والتي يحضر فيها السؤال النقدي بامتياز، سواء من خلال تقديمه للإصدارات الجديدة أو من خلال ندوات المحورية حول العديد من القضايا النقدية المركزية، هنا ورقة حول لقاء تقاطعت فيها أسئلة اللغة بالرحلة وبظاهرة المثاقفة.

التثاقف والقصة والرحلة

إيمان عـرود

 

تعد اللغة العربية من أكثر اللغات انتشارا في العالم، حيث شكلت اللغة الرسمية في جميع دول العالم العربي وانتشرت انتشارا كبيرا في فترة سابقة بالأندلس وسيطرت على مجموعة من اللغات(الفرنسية-الإسبانية- الإيطالية- البرتغالية)، وظلت دائما في المنزلة الأولى فكانت تشكل لغة العلم والأدب آنذاك. كما تعتبر اللغة الاسبانية بدورها لغة لها أهمية في العصر الحديث، يتحدثها أكثر من 400مليون شخص.

بهذا التقديم لمنسقة اللقاء إيمان عرود حول موضوع "ثأثير اللغة العربية على اللغة الإسبانية"،انطلقت أشغال الجلسة الأولى يوم الاثنين16أبريل 2018 بتدخل الأستاذة عائشة المعطي حيث وسمت ورقتها ب" الموروث الثقافي اللغوي العربي في اللغة الإسبانية"، رصدت من خلالها تأثير التواجد العربي الإسلامي في التاريخ والثقافة واللغة الإسبانية، حيث نجد أن إسبانيا قد احتضنت معالم عربية إسلامية شكلت مفخرة تاريخية لها على مر العصور، كما صرحت بأن إسبانيا حاولت محو كل أثر للتواجد العربي الإسلامي في أراضيها أثناء إعادة تشكيل هويتها، مؤكدة بأن احتفاظ المعاجم الإسبانية بما يقارب4000كلمة من أصل عربي ما هو إلا اعتراف بذلك التمازج والتلاقح بين الثقافتين العربية والإسبانية، كما أنه اعتراف بكون العنصر العربي في كل تجلياته جزء لا يتجزأ من التاريخ والثقافة الإسبانية منذ تواجد العرب في الأندلس حتى الوقت الحاضر.وقد مثلت الأستاذة عائشة للعديد من هذه الكلمات في حقول متعددة.

أما الأستاذ خالد خرباش فقد تطرق في بداية مداخلته إلى عرض أبرز العناصر الصرفية التي اقترضتها القشتالية من العربية، كما أورد قائمة من المفردات الإسبانية الموزعة على حقول دلالية متنوعة لهذه اللغة، مع ذكره لبعض آليات التغيير الصوتي التي خضعت لها الألفاظ المقترضة من العربية عند اندماجها في نسق اللغة الإسبانية.

وكان آخر المتدخلين عبد الرحمان الزنادي، الذيوقف عند التطور الثقافي الذي عاشته إسبانيا بالمقارنة مع باقي الدول الأوربية التي كانت آنذاك، ودور العرب في ذلك، مستشهدا بأقوال مؤسس الاستعراب الإسباني الأب خوان أندريس ود. شوقي ضيف، كما تطرق إلى دور تأثير ثقافة اللغة العربية في نشوء الأشكال الأولى للرواية الغربية بإسبانيا، مرورا بأول رواية إسبانية غربية وهي " لاثاريو دي طورميس"، ثم رواية "دون كيخوتي دي لا مانشا".

وقد خصص اللقاء الثاني مع القاص محمد بنلحسن حول مجموعته القصصية "حب فايس بوكي"، بمشاركة سعيد أصيل ومحمد هبصي.

وقد قدم سعيد أصيل مداخلة عنوانها قراءة نقدية في الخطاب السردي بالمجموعة

ثم مداخلة محمد هبصي كانت حول الحجاج في السرد القصصي لمجموعة حب فايس بوكي. وفي نهاية اللقاء تدخل القاص مبينا دواعي تأليف هذا النوع من الكتابة التي اعتمد فيها ما سماه التجريب القصصي من خلال الانتقال من عوالم الواقع نحو فضاءات الافتراض.

اللقاء الثالث والأخير كان حول تقديم كتاب "ذاكرة حج" لصفية أكطاي الشرقاوي في نسخته الأولى قبل الطبع.

وفي كلمته التقديمية أشار شعيب حليفي إلى أن أكطاي تعتبر أول كاتبة مغربية تدخل غمار تجربة كتابة الرحلة، مرورا بالعنوان الذي شكل منطلقا له أهمية كبيرة في هذا المتن، مشيرا إلى أن عمل صفية عمل تركيبي جمعت فيه بين مجموعة من الأجناس الأدبية الأخرى المتمثلة في المذكرات، السيرة والرحلة أيضا.وتتمة لما تقدم به الأستاذ حليفي، أشار عبد المجيد الجهاد بأن الحج إلى مكة المكرمة هو ركن من أركان الإسلام، وهذا الكتاب يتداخل فيه كل ماهو واقعي بكل ماهو تخييلي، فالذات الساردة حاضرة بقوة لتبين موضع المرأة من هذه التجربة.

وفي كلمة الكاتبة صفية أكطاي التي قرأت بعض المقاطع من رحلتها، تحدثت عن تجربتها عموما مع الكتابة وخصوصا في هذا الكتاب التأمل ان يكون جاهزا في القريب جدا كما أشار الدافع وراء كتابة هذه المذكرات راجع كما أشارت إلى مجموعة من الحوافز وراء هذا الكتاب، منها التربوي والثقافي والروحي.

وأثناء المناقشة التي شارك فيها كل من عبد الحميد الغرباوي، محمد محضار، سلمى براهمة، حسن برني زعيم وغيرهم ، أكدوا على تجربة كتابة المرأة للرحلة التي اعتبرت جنسا ذكوريا.