خلال يومين حافلين بالمناقشة في جو علمي رفيع، شهدت القاعة الكبرى بالمؤسسة الأوربية العربية بغرناطة – إسبانيا ( يومي 20 و21 يونيو 218) الندوة الدولية في موضوع "المغرب وإسبانيا: تاريخ متقاسم وذاكرة مشتركة"من تنظيم مشترك بين المؤسسة الأوربية العربية وجامعة غرناطة وجامعة الحسن الأول بسطات. وقد حضر هذه الندوة رئيس جامعة الحسن الأول أحمد نجم الدين ونائبيه رياض فخري ومحمد فحلي إلى جانب رئيسة جامعة غرناطة بيلار أراندا راميريز، والسيد رفائيل اورتيكا رودريكو نائب رئيسة المؤسسة الأوربية العربية. هذا بالإضافة إلى أساتذة باحثين من المغرب : محمد المحاسني( جامعة اليكانتي الإسبانية)، ليلى مزيان( جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ، آداب بنمسيك)، هشام البيض( جامعة الحسن الأول بسطات- الاقتصاد)، عبد الإله الدحاني( جامعة محمد الخامس بالرباط)، عبد الصادق بوناكي ( جامعة الحسن الأول بسطات- القانون الدولي)،أحمد بنرمضان ( جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس- الدراسات الإسبانية)، شعيب حليفي( جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ، آداب بنمسيك).
كما شارك من الجانب الإسباني كل من : روثييو بيلاسكو دي كاسترو ( أستاذة بجامعة اشبيلية)، ماريا دولورس رودريغث غومث ( أستاذة بجامعة غرناطة)، روزا ماريا سورانو ( أستاذة بجامعة غرناطة)، غونثالو فرنانث پارييا ( أستاذ بجامعة مدريد)، بياتريث مولينا رويدا ( أستاذة بجامعة غرناطة).
افتتحت الجلسة الافتتاحية بثلاث كلمات لكل من رفائيل اورتيغا رودريغو وأحمد نجم الدين وبيلار أراندا راميريز، وقد أكدت، جميعها، على عمق التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، المغرب وإسبانيا، وكيف كانت هذه العلاقات جسرا دائما لبناء هوية مشتركة بين ضفتين تجمعهما علاقات ضاربة في عمق التاريخ.
أما الجلسة الأولى التي ترأس أشغالها الأستاذ رياض فخري، فقد شارك فيها الأستاذ محمد المحاسني بموضوع " حركة الأشخاص والبضائع بين المغرب وإسبانيا في العصور القديمة"من العهد البرونزي في ارتباط بين التجارة والأسطورة. أما الأستاذة روثييو بيلاسكو دي كاسترو فتحدثت عن " العلاقات الاسبانية -المغاربية تحت الحماية الإسبانية" واعتبرت أن العمل الثقافي هو أهم تراث بين البلدين، ولابد من تقوية العلاقات عبر تصحيح المفاهيم والمواقف. بينما جاءت ورقة ماريا دولورس رودريغث غومث عن الوثائق المغربية في مكتبة غرناطة، متوقفة عن وثيقة عدلية، من تطوان تعود للقرن الثامن عشر حول توزيع الميراث .
في الجلسة الثانية والتي ترأس أشغالها رفائييل أورتيغا، حيث تدخلت الأستاذة روصا ماريا سوريانو حول "الهجرة والتجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي" من خلال الأرقام وبعض المشاريع في التنمية الاقتصادية وموقع الاقتصاد الاسباني ضمن خريطة الاستثمار بالمغرب. بينما توقفت الأستاذة ليلى مزيان عند "التجارة،المبادلات والتنقل بين المغرب وإسبانيا في القرون 17 و18 و19" في مقاربة تحليلية للمعطيات الموجودة في الوثائق التجارية. المتدخل الأخير في هذه الجلسة الأستاذ هشام لبيض حول "العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية : الحصيلة و الآفاق"، منطلقا من كون اسبانيا هي أول شريك اقتصادي بالمغرب.
في اليوم الثاني، عرف ثلاثة مداخلات في الجلسة التي ترأسها الأستاذ هشام البيض، وتحدث الأستاذ عبد الإله الدحاني عن "العلاقات المغربية الاسبانية في عهد سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790)" وأهميتها في رسم معالم جديدة للضفتين، بينما استكمل الأستاذ عبد الصادق بوناكي هذه الرؤية من زاوية الترافع في محور "المغرب وإسبانيا من الأمس إلى اليوم: تاريخ متقاسم ، ذاكرة مشتركة"في السياق الجيواستراتيجي، وانصهار المصالح ورهانات التعاون.أما غونثالو فرنانث پارييا فبحث في موضوع "المغرب وإسبانيا: من الاستثناء الاستعماري إلى استثناء ما بعد الاستعمار" انطلاقا من مفاهيم ادوار سعيد في الاستشراق.
الجلسة الأخيرة برئاسة غونثالو فرنانث پارييا، تدخل الأستاذ أحمد بنرمضان حول" العلاقات الثقافية الإسبانية -المغربية ودورها في التقارب بين البلدين المتجاورين" مركزا على الدور الأساسي للعنصر الثقافي من اجل مساحة فهم مشترك وإزاحة الصور النمطية. اما الأستاذ شعيب حليفي فسلط الضوء على "التمثلات المتبادلة في الرحلات الإسبانية والمغربية خلال القرن التاسع عشر" من خلال رحلات إسبان متنكرين: علي باي العباسي والحاج محمد البغدادي والقائد اسماعيل ثم ايميليو بونيلي.
المتدخلة الأخيرة الأستاذة بياتريث مولينا رويدا، والتي قاربت "الواقع اللغوي بالمغرب وتصوره على الجانب الآخر كعامل مهم في العلاقات الثقافية"، عبر عدد من الأمثلة للهوية الثقافية المغربية وكذلك الإسبانية.
وقد عرفت هذه الندوة على مدار يومين كاملين، وخلال نهاية كل الجلسات نقاشا علميا مغربيا اسبانيا، قارب مواضيع التقارب الإسباني المغربي اقتصاديا وثقافيا. كما عملت الأطراف الجامعية من باحثين ومسؤولين على عقد لقاءات تنسيقية تهم مستقبل العلاقات الثنائية تترجم كافة التوصيات والأفكار التي تقوي هذه الهوية المشتركة.