في خضم انشغال المثقف المغربي بالوضع السياسي الراهن في بلاده، وعلى إثر الأحكام الصادرة الأخيرة، أصدر فرع الهيئة الدولية بالمغرب بيانا احتجاجيا يدين من خلاله التراجعات الأخيرة، وينبه الى خطورتها على الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي محملا المسؤولية الى السلطات الوصية معلنا عن إطلاق العديد من الخطوات النضالية مستقبليا للتعبير عن احتجاجه.

نادي القلم المغربي يدين الوحشية الجديدة

 

من أجل موقف جماعي

يقف اليوم نادي القلم المغربي، باسم كافة أعضائه في مجموع التراب الوطني، وأيضا عدد لا يستهان به من المثقفين المغاربة، ليعبر عن قلقه الكبير مما يجري في بلادنا من تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية متفاقمة، تضرب راهن المغرب ومستقبله في الصميم، وعن غضبه، الذي هو إنذار لكل الذين يتحملون المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع العامة وانعكاساتها وآثارها المدمرة على أغلب الفئات والشرائح الاجتماعية، والقدرة الشرائية للمواطنين واستقرار البلاد، وكذلك في المحاكمات السياسية التي تطول كل مناضلي حراك الريف وكل المناطق المغربية.

وعليه، يسجل ما يلي:

أولا: إن الحكومة الحالية هي امتداد طبيعي وموضوعي للحكومات السابقة في كل الاختيارات، حتى وإن تغير الأشخاص، وهو ما تؤكده مجريات الأحداث التي تضرب الحرية في الصميم من خلال محاكمات تسعى إلى التخويف وإفشال النضال الاجتماعي المشروع.

ثانيا: إن ارتفاع وتيرة الاحتجاج الشعبي الذي يأخذ أشكالا متعددة هو نتيجة منطقية لكل القرارات الخاطئة القاتلة، التي اتخذتها الحكومة السابقة المنصاعة لتوجهات المؤسسات المالية، ذات المد الليبرالي الهمجي التي لم تترك مجالا اجتماعيا يتعلق بالمجتمع في قوته وتعليمه وصحته وشغله..إلا وكان هدفا لسياستها الاجتماعية، مخلة بكل شعاراتها، والأقبح أن تبشر بخطاب كاذب ومضلل وملئ بالبهتان، وهي القرارات التي مست ملف التقاعد، والتعاقد، والتخلص من الالتزامات والمقاصة، والتوحش في تحرير الأثمان للمواد الأساسية، مع ادعائها في نفس الوقت أنها لم تزد في الأسعار متناسبة أن القرارات المتخذة هي التي تؤدى إلى ارتفاع الأثمنة في كل المواد وإصابة المجتمع المغربي في العمق... إلخ.

ثالثا: بخلاف ما تروج له هذه الحكومة والحكومة السابقة، فإن الاحتجاجات الشعبية لم تتوقف، يوما، وفي كل مرة تتجدد بأساليب بحكم القرارات القمعية التي تمس حقوق التعبير والتعسف النقابي، وشن قانون الاقتطاع ضدا على الدستور، فابتكر الشعب المغربي أدوات وأشكالا غير مسبوقة، ومن يدعي بأنه يمثل الشعب المغربي لإضفاء صبغة الشرعية على سياساته البهلوانية ينبغي أن يعرف أنه لا يمثل إلا فئة ضئيلة، وصوت الشعب بكل فئاته يبقى هو الرهان الحقيقي.

رابعا: يجدد نادي القلم والمثقفون المغاربة انحيازهم المطلق إلى جانب الشعب المغربي في نضالاته واحتجاجاته، ويعبرون عن دعمهم للمطالب المشروعة، ولا يمكن للمثقف المغربي إلا إن يكون منخرطا في هذه الدينامية الحية التي تعكس صوت المجتمع المغربي، وعن الغضب الكامن وسط فئاته.

خامسا: من أجل اتخاذ قرار جماعي صائب لمواجهة السياسة الثقافية لوزارة الثقافة، يشرف نادي القلم المغربي بالدار البيضاء، منذ أسابيع، على عقد لقاءات تشاورية مع جمعيات ومثقفين حول الوضع الثقافي بالمغرب والغياب المهول لوزارة الثقافة في تخليها المقصود عن دورها من جهة؛ ومن جهة أخرى حول ما يجري في المجتمع الذي تحول إلى غرفة انتظار كبيرة يعاني فيها المغاربة من اقتصاد متوحش وسياسة حكومية وصلت إلى أسوأ مراحلها عبر الكذب والتهديد والقهر والاعتقال وضرب الطبقات الدنيا والوسطى في صميم قوتها وقيمها وحياتها عموما.

سادسا: يعلن نادي القلم المغربي مقاطعته للدورة الثانية لطلبات دعم المشاريع الثقافية والتي عرفت خروفات تعكس الرؤية التبخيسية للثقافة من طرف الحكومة المغربية.

 

الأربعاء 27 يونيو 2018