يلقط القاص المصري في قصصه القصيرة جدا الطريف والعادي من تفاصيل الحياة اليومية، عن أزواج تخون، عن مفارقات لحظات الغضب، عن أفتراق المصائر، عن الشوق إلى الصحاب، عن عجز الحياة أمام المورد المحدود من خلال جمل مكثفة تذهب أحيانا إلى السرد القصصي في وأحيانا تكتفي جملة تشي بحكمة.

قصص قصيرة جدا

صلاح عبد الستار الشهاوي

 

هدية

أخرج من جيبه هديةً ملفوفة بشريط احمر، وأمرها أن لا تفض الشريط إلاَّ بعد أن ينهي حفل عيد زواجهما الخامس والعشرون، ولما انتهي الحفل وفضت الشريط وطالعت ما في الهدية، قالت: لا شيء أكثر إيلاماً من موت القلب، وموت الإنسان أمر ثانوي. فقد كانت الهدية ورقة طلاقٍ بمناسبة عقده على فتاة في الخامسة والعشرون من عمرها!.

 

إخوة

في طفولتنا كنت أنا وابن العمدة إخوة، وعندما كبرنا مال كل إلى ضفته

 

حدث عادي بعد مشادة اعتيادية

بعد مشادة اعتيادية مع زوجته دخل الحمام وهو غضبان، ليحلق ذقنه ويهذب شاربه، ضغط على أنبوب كريم الحلاقة، أخرج معجون الحلاقة، بلل الفرشاة وبدأ حك ذقنه بعصبية، توارت ذقنه خلف رغوة المعجون، وبنفس العصبية سحب شفرة الحلاقة من أعلى خده إلى أسفل، مالت يده قليلا متجه نحو شاربه لتأخذ جزء منه، أصيب بالذعر وهو يحدق في المرأة بعصبية، وبسرعة أزال الرغوة عن وجهه ليري بأم عينيه حجم الكارثة التي تسبب بها، بعد محاولات عدة غير موفقه في ترميم شاربه، قرر بأسي حلق الشارب كاملاً، فحلقه، عندما خرج من الحمام وشاهدت زوجته منظره بدون شارب لم تستطيع أن تتمالك نفسها فتقدمت إليه سعيدة مسرورة ووقفت تحدق فيه فرحه مذهولة قائلة: يا الله الآن أصبحت أشبه بنجوم السينما.

 

تمييز

كان من عادته تغيير عطره باستمرار وكانت تمتدح ذلك كثيرا أثناء الخطبة وأول شهور الزواج، لكنه توقف عن ذلك لما لم تعد تميز بين هذه العطور

 

اجتماع

أرسل لكل أصدقائه القدامى خطاب به عبارة واحدة قائلاَ: الم يحن الوقت بعد ليرتكب أحدنا احدي الحماقات لكي نجتمع جميعا ولو لمرة أخيرة

 

علاج

في محاولة أخرى ارتديت ملابسي وأخذت حقيبتي وفي طريقي للخروج حاولت إغلاق الباب فأصدر صريرا مزعجا جعلني أتذكر كل الأبواب التي أغلقت أمامي من قبل ولكن لم يتملكني اليأس قلت لنفسي علاج ذلك نقطة زيت، ولما عدت فتحت الباب فأصدر الصرير المزعج ولكن لم أحاول علاج ذلك.

 

كذاب

كل صباح وبعد أن يستيقظ من نومه يتحسس أنفه خوفا من أن يطول فجأة ويفتضح أمره بين الناس.

 

سكوت

دخلت المقهى المزدحم الصاخب وعطرها الفواح يسبقها جلست صامته وتولى جسدها الكلام فأسكت كل من بالمقهى

 

زمان الشباب

وقف أمام شباك موظف الدعم الحكومي محاولاً للمرة الثالثة مد يده بأوراق طلب الدعم فقُذف به إلى الخلف مرة أخري فالكثير من المزدحمين شباب. قال في أسي: آه أين أنت يا زمان الشباب؟ ثم كرر في نفسه: الحقيقة أني لم أكن في شبابي بأفضل مما أنا عليه الآن.

 

دعاء

أخرجوه من غرفة العمليات واتجهوا به إلى غرفته وضعوه على سريره وحين فاق من البنج وجد ابنه بجواره، عبس بوجه ابنه قائلا: هل مازالت أمك تدعو لي بالشفاء منذ أمس في البيت؟

 

روتين قولي

في أول العشر الأواخر من كل شهر يجيبها على سؤالها المكرر بعشر كلمات هي أشبه بروتين قولي منذ أكثر من عشر سنوات. أما تلك الكلمات فهي: "لم يبقَ في جيبي سوى عشر جنيهات من راتب الشهر".

 

نهار وليل

في الليل يغدو كل شيء واضحاً، فشمس النهار غالباً ما تخفي بضوئها ما يستطيع الليل بعتمته أن يظهره:

 

salahalshehawy@yahoo.com