تفرد الحرية للشاعر المصري بديلا فطريا كي يصبح للوجود نفسه معنى، خصوصا اليوم في عالم يمور بالكثير من التناقضات والمفارقات، صوت الشاعر يظل وحيدا أمام هذا العدم ويناوئ قدر المستطاع كي يلتقط جزء من هذه التفاصيل العابرة اليوم بمرارة.

عصافير قابلة للاشيء

محـمد رضـا

 

في المقهى

الذي أحمله بداخلي

عصفور أزرق

يسهر معي ليغير لونه

.

ليس هناك داع لأن أحاضر العصافير

عن الألغام المضادة للأفراد

أو أن أبكي على ذراع حبيبتي بعد قمة المناخ

أو مذبحة على صدى انتزاع العاج من الفيلة

أي قل أنني أتناسى الموت رغبة في اللاشيء

.

كنت أمشي ناظرا للخشب الذي يرصف السماء

أمشي ناظرا للطيور التي ترفرف منكسرة

كان جناحان ملقيان على جانب الطريق

وفراشات تقطع الطريق لتودع أهلها والربيع

وأنظر في عيون الموتى وأقول

ليس هناك من يسترد القمح

ولا من يعبأ النهر في أكياس مخصصة للحياة

وأتذكر كذب جدتي أن لا أحد يموت من الجوع

أو على الأقل دون عشاء

.

كان جبل يبكي بخشوع

وخيول تكتب استمارات استقالتها

تحت غيوم الكيميتريل

تحت ظلال من السم وفوارغ الترياقات

.

لأن الأحياء ينتظرون الإعدام بفارغ الخوف

لأن العناكب تنتحب بعدما ينام الناس

وتفتش في جيوب معاطفهم عن خبز القتل

لأن السحب البيض تضرب ملك الموت على خطاياه

لأن أبي ينهار عندما تنتهي الممالك

لأنني أنا وحيد مثل ذئب

مثل اللون الأزرق

مثل البحر الأزرق

والعصافير الزرقاء

وفكرة الرب في التوراة

وحيد مثل الأرض

.

أنتِ لا تحملين في يدك سوى الموسيقى

توزعينها كساعي بريد في المساء الغادر

فينام الموتى بسلام

فيقوم من كان له قلب أو ألقى السمع

فتسمعينني

فأسمعك

فتسمعينني

ف ت س ت م ع ي ن إليّ

أنا

 

شاعر من مصر