مسرحية غناء النجوم للدكتور احمد إبراهيم الفقيه تعرض في نيويورك

د سعدون السويح ـ الروائي الليبي، الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه، اسم معروف لدى عامة المثقفين وخاصتهم في ليبيا والوطن العربي، فهو كاتب كثير العطاء، عالج القصة القصيرة والرواية والمسرحية، فضلاً عن مساهماته بكتابة المقالة والخاطرة الأدبية والومضة القصصية في كبريات الصحف العربية.

مشاهدة عرض لمسرحيته (غناء النجوم) مساء 31/ 1/ 2009 على المسرح النيويوركي الطليعي (The Abe Burrows Theatre) وقد تولت تنظيم العرض كلية (تيش للفنون) التابعة لجامعة نيويورك.

كان مساءً شديد البرودة، وعندما دلفت إلى داخل الردهة الدافئة، وجدت أمامي الصديق الأستاذ خالد جبيلي، زميلي في الترجمة بالأمم المتحدة والأديب ذا الذوق الرفيع الذي نقل كثيراًمن الأعمال الإنجليزية إلى العربية، وسعدت بأنه كان مدعواً للحضور.

دخلنا معاً قاعة المسرح، وجلسنا في الصف الأول إلى جانب الدكتور أحمد الفقيه الذي كانت تعلو محياه ابتسامة دافئة ودودة. لم يكن على أرضية المسرح أي نوع من الديكور، فهذا النوع من المسارح النيويوركية يعتمد عل تقنية التبسيط (Minimalism) وبدأ العرض بتحية وجهتها السيدة إليزابث برادلي، رئيسة قسم الدراما في جامعة نيويورك. وكان العرضان الأولان عبارة عن مونولوغين لكاتب فرنسي وكاتبة هولندية، وأدى المونولوغ الأول ممثل، والمونولوغ الثاني ممثلة، ببراعة مدهشة من حيث طريقة الإلقاء وتقمص الظلال المختلفة للشخصية موضوع المونولوغ.

وبعد فاصل قصير، بدأ عرض مسرحية الفقيه (غناء النجوم) في ترجمتها الإنجليزية الجميلة، التي قامت بها ليلى الخالدي وكريستوفر تنغلي. وقد كان استقبال الجمهور الأمريكي النخبوي لهذه المسرحية مدهشاً حقاً حتى أن السيدة برادلي تساءلت: هل حُورت هذه المسرحية من خلال الترجمة لتلائم المشاهد الأمريكي؟ ولكن النقاش الذي دار بعد العرض مع الروائي الدكتور الفقيه كان كفيلاً بإقناعها أن هذا النوع من المسرحيات عالمي التوجه، وقد أشار بعض المناقشين إلى أوجه الشبه بين مسرحية الفقيه وبين مسرحية صمويل بيكيت الشهيرة (في انتظار غودو)، فكلتا المسرحيتين تتناولا محنة الوجود الإنساني، وحقل الألغام هو الحياة نفسها بكامل ما تنطوي عليه من مخاطر، وربما كان رمزاً أيضا لما يجابهه الإنسان العربي ـ على وجه الخصوص ـ من ألغام سياسية وثقافية واجتماعية، وقد أشار الكاتب إلى أن المسرحية لاقت نجاحاً كبيراً في الأرض المحتلة (فلسطين) إذ أحس الفلسطينيون أنها تعبر عن مأساوية وجودهم في ظل الاحتلال.