قصيدة الشاعر السوري المرموق حفريات جريئة في الدواخل، حيث لمسة الشعر وقدرة على صياغة التفاصيل الأكثر حميمية، واقترابا من تجربة شعرية تغور عميقا في الأحاسيس الإنسانية وتحولها الى عنصر توليد مضاعف.

صوتي يدْمع ، عينٌ أصابها الرّمد

باسم سليمان

 

ونخلتُ حنطةَ جسدكِ،

فتساقط زؤان الضّوء نجوماً.

*******

كلّ شيء في مكانه، الفناجين البيضاء المتفتحة الشّفاه تنتظر بُن ثديك، الأكواب المزيّنة بأشياء الأنثى تحلم بحقيبة من الشّاي السيلاني تأتي عبر طريق الحرير، صابون دوف لم تحلّق فقاعات حماماته منذ آخر طفل مشاكس بينا، بجامتكِ مطوية كسكينة لا تقرأ الأحلام وكطفلة يتيمة ألبسها في الشّهر مرّة عند اكتمال دمعة القمر، كندرتكِ هنا أيضاً لم تُنس على درج البناية لأنّي لستُ الأمير ولستِ السندريلا، قوس شعرك مستقيم كنصل، فالمطر لم يسقط بدرجة 30، دبابيس الحجاب في الكرتونة المستديرة كناعورة ترفع الرّمل إلى السّماء؛ لتسقي سرابي... ماذا بعد!؟ كلّ شيء هنا إلا الزّمن.

*******

قالت فراشة:

انظروا الضوء

قدّ بشروق وغروب

إذ همّتْ به وهمّ بها...

وغضّا النّظر

لا آلهة في الحبّ.

*******

قلبي، بيضةُ غيابكِ، كسرها الله، فبياضها القمر، صفارها الشّمس والسّماء مقلاة زرقاء الحبّ.

*******

صَدِئَت شفرةُ الحلاقة بيننا

ذقني طويلة، ذيلُ سنجاب

وساقكِ قماشُ كتّانٍ.

******

النّاي ترقيق النّأي

والشّجن ترقيق السّجن

وأنا ترقيق أنتِ

رققتني
حتى دقّ مِني الظلّ

وفي غابة الحبّ

أصبحتُ أجمةَ القصبِ.

أنا الحجرُ الغشيم

من احتضنَه نهرُكِ سبعاً

لسن بسمانٍ

لسن بعجافٍ

بل صابرات،

فولدتُ
أدورُ بفلكٍ يجري إلى غير مستقرٍ

تذوب نبوءاتي

كما الشّمع،

فاستدرتُ رحىً

هكذا
كلّ نسلِ آدم من رحمٍ

إلّا أنا

من حجر.

******

لم أكن أعرفُ أنّ الحبّ يُولد كتوأم، حبّ لحضوركِ وحبّ لغيابكِ.