تراث الشعب في عددها المزدوج

 

طالعتنا مجلة (تراث الشعب) الفصلية المتخصصة في التراث والموروثات الثقافية التي صدرت مؤخرا بعددها المزدوج 59 ـ 60 وعلى غلافها العناوين التالية (ومضات تراثية) للدكتور (محمد وريث) تناول فيها ستة محاور وهي قصص تاريخية لأحداث في عهد الإسلام وما قبله حيث كان المحور الأول يدور حول: الكنية التي تطلق على والد الرسول (صلى الله عليه وسلم) عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم الذي كان يلقب بالذبيح وهو الذي لم يذبح إنما نجى من ذبح والده له عندما نذر (إن رزق بعشرة أبناء بأنه سيذبح احدهم) أما الثاني فكان يدور حول شخصية الفاروق عمر بن الخطاب الذي كان سفيراً لقريش وكان الثالث يدور حول الحروب التي خاضها العرب في أيام الجاهلية أما الرابع فدار حول مفهوم الجمال عند العرب كما دار الخامس حول خطأ تاريخي في كتاب مصدري واختتم المحور الأخير بسهيل بن عمرو: من مكة إلى المقدس وهي مواقف من حياته. والعنوان الثاني فكان (جولة في طرابلس القديمة) للأستاذ (علي حسنين) تطرق في هذه الورقة لشارع كوشة الصفار وحنينه لهذا الشارع لأنه ترعرع فيه وكبر بين جنباته وقد حرص الأستاذ علي حسنين على نهج أسلوب المحطات الذي حاول فيه ذكر أسماء ملاك العقارات والسكان والأنشطة التي كان الناس يزاولونها بغية التوثيق الأمين ومرفقاً هذه الورقة بالصور التي تبين زوايا من الشارع واهم معالمه. أما العنوان الثالث (مجتمع بنغازي في أواخر العهد العثماني) للدكتور (وهبي البوري) وهي دراسة تاريخية لحكم العثمانيين فيما كان يعرف بإقليم برقة في الفترة الممتدة من سنة 1835 إلى 1908 عندما تخلت تركيا عن ليبيا لصالح ايطاليا. أما آخر العناوين الغلاف فكان (دقة التعبير في نهايات الآيات القرآنية) للدكتور احمد عبدالمجيد خليفة الذي حاول أن يثبت من هذه القراءة التحليلية المطولة والمخالفة للآراء القائلة بان الآيات التي تنهي إيثار أوصاف المبالغة جاءت من اجل إحداث الموسيقى السجعية فقط مؤكداً بأنها نهايات في جمل تبين الإرادة الإلهية للفصل في أمور أو تأكيد على أمور آخرى موضحاً ذلك بالأمثلة القرآنية. وزين الغلاف بلوحة واقعية بألوان زاهية (لصانع الأحذية) للفنان عوض اعبيدة. كما احتوى العدد لقاء مع الشاعر الليبي الأصل أبوبكر الطويبي تركي الإقامة والمعروف بإلهام باكير الذي قدمه الدكتور عبد الكريم ابوشويرب في صورة حوار معه ليعرفنا بشخصيته وشعره الذي يعتبر مجهولاً لنا كما استعان الدكتور ابوشويرب في آخر هذا الحوار بشهادات شفوية لخمسة من أصدقاء الشاعر الراحل أبوبكر الطويبي. وجاء هذا العدد الغني بدراسات تاريخية لأسماء مهمة في 142 صفحة لينضم للأعداد السابقة لتثري ذاكرتنا وثقافتنا التراثية.