هي لحظة استعادة ووجع لغياب يعيد الشاعر كتابته في لحظة يصبح الحضور والغياب سيان، وكأن وجع الغياب الذي يؤرق الأحياء يجعلهم أكثر قدرة على تمثل من رحلوا، ومن هنا تنتجلي رغبة الشاعر المصري في أن يترك أثرا، بعض منه هذا النص الشعري الذي ينكتب شهادة على الغياب.

رائحة تأتى من حيث ينام أبي

محمد الشحات

 

كنت أمنى النفس

برائحة تأتى

من حيث ينام أبى

فلعل مواجع قلبى تهدأ

كنت أراوغ حزنى

لا أبدو مرتبكا

حتى حين يجىء الفرح

ألازمه،

كنت تعلمت مراوغة الأشياء

فأمرر ما يبهجني

وأحاول أن أخفيه

وأرسم عينا تضحك

قبل فوات الوقت

أحاول أن أغلقها

أرسم في أوراق العمر

زهورا ومروجا تبهجني

وأحاول أن اغلق بعض الأبواب

وأفتح نافذة

كي أرقب منها

من سيجئ

لأفتح كي ادخله

أو لا ادخله

كنت أحاول أن أبدو مبتهجا

كي لا أسقط في بؤرة

من يمضون ولا يأتون

وأردد فيما بينى وبينى

أغنية

"الدنيا ربيع .. والجو بديع "

فيضحك مني

ماكنت أحاول أن أضحكه

وأعود لأبحث عن رائحة

جاءت من عند أبى

لأمنى النفس بها..

 

حدائق القبة 12 فبراير 2017