مجلة الثقافة العربية الليبية تشعل شمعتها الـ300
محمد الأصفر
بدأت مجلة الثقافة العربية نشاطها منذ 36 عاما، وبالضبط عام 1973 حيث صدر عددها الأول وتواصلت الإصدارات منذ ذلك العدد حتى هذا الشهر وبلغت الأعداد الرقم 300 وتعرضت المجلة خلال مسيرتها إلى عدة توقفات خارجة عن إرادتها أفقدتها أكثر من ثلاثين عددا، ومنذ إصدارها الأول مازالت متمسكة بشعارها الذي ولد مع أول عدد لها وهو (ثقافة عربية أصيلة وفكر إنساني متفتح). وقد أسهم في رحلة المجلة بالكتابة أو بالإدارة نخبة من ألمع الكتاب والمفكرين العرب ومنهم من بدأ النشر في المجلة وهو يتلمس خطواته الأولى، وقد ترأس تحرير هذه المجلة عدة أدباء معروفين ومخضرمين منهم الشاعر محمد الفيتوري، والروائي د. أحمد إبراهيم الفقيه، والقاص محمد علي الشويهدي، والأديب الراحل جمعة الفزاني، والأديب الدكتور محمد حسن البرغثي، والكاتب د. عمر السوداني، والكاتب سعد نافو، ثم القاص سالم العبار، ثم الشاعر محمد المزوغي، لتؤول رئاسة تحريرها الآن للقاص الليبي محمد المسلاتي وبإدارة تحرير من الأديب جابر نور سلطان. وشهدت المجلة أخيرا دعما وتشجيعا ماديا ومعنويا من مجلس الثقافة العام مما جعلها تنعم ببعض الاستقرار مكنها من تأدية رسالتها ومواصلة الصدور شهريا من دون تعطيل يذكر.
وفي مستهل هذا العدد نقرأ مقالة بعنوان من 1 إلى 300 تستعرض هيئة التحرير من خلالها تاريخ المجلة مبرزة أسماء كل من كتب في هذه المجلة من أدباء راحلين ومعاصرين وتتعهد أن تواصل تزويد مشعل الثقافة بعرقها الإبداعي وأن تسعى إلى تطوير المجلة نحو الأفضل وتقول إنها لا تستطيع أن تنفذ برنامج التطوير هذا إلا بمساعدة وتكاثف وغيرة الأدباء والكتاب على الثقافة والفن والأدب وكل ما هو مضيء في هذه الحياة.
وقد شارك في هذا العدد الخاص عدة كتاب عرب وليبيين منهم:
د. صلاح الدين بوجاه من تونس بمقالة بعنوان (كيف تفضي الكتابة إلى الحرية)، د ميلاد مفتاح الحراثي من ليبيا بمقالة بعنوان (إصلاح علم السياسة في الجامعات العربية)، الباحث الليبي سالم الكبتي بمقالة بعنوان (أعلام عرب في بنغازي) استعرض فيها مناشط الأديب صاحب قنديل أم هاشم يحيى حقي خلال عمله في فترة من الفترات في مدينة بنغازي.
د. عبدالرحمن مجيد الربيعي من العراق يكتب ورقة عن الأديب ياسين رفاعية بعنوان (نهر من الحنان والإبداع). والصحفية والشاعرة المغربية منى وفيق تجري حوارا مطولا مع الناقد الأدبي المغربي محمد معتصم. باب الترجمة يقدم لنا الكاتب والمترجم الليبي بالعيد الساحلي عبر ترجمته لقصة الكاتب الروسي أنطوان تشيكوف (الرهان). الباحث عبدالعظيم الجحاوي يكتب لنا مقالة بعنوان (التوقيع بمحبرة الأسد) حول اعتذار رئيس الوزراء الإيطالي للشعب الليبي وقبوله دفع التعويضات وتقبيله يد نجل شيخ الشهداء عمر المختار وبحضور قائد الثورة ووسائل الإعلام الليبية والعربية والعالمية. وقد استعرض الكاتب في عرضه الصحفي المتميز أهم المحطات في حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا منذ التمهيد للغزو وحتى لحظة الاعتذار وانتصار الشعب الليبي عبر سلام الشجعان ومبدأ التسامح والصفح من أجل دفن الضغائن وبدء صفحات جديدة تتعاون فيها الشعوب على أرضية خضراء خصبة.
استعرضت المجلة كذلك كافة المناشط التي أقيمت في الفترة السابقة وأبرزت استعداد مجلس الثقافة العام للمشاركة بإصداراته التي بلغت الآن حوالى 400 في معرض القاهرة الدولي للكتاب. كذلك المشاركة في الندوات والأمسيات والمحاضرات التي ستقام على هامش المعرض، وفي هذه المناسبة نحب أن ننوه ونهمس في أذن هذا المجلس الثقافي أن يوسع دائرة المشاركة وأن لا يقوم بتكرار نفس الوجوه التي تشارك كل عام ومنح الفرصة لأسماء جديدة خاصة من جيل الشباب في المشاركة في هذا المعرض الدولي المهم وأن يتم معالجة كافة الأخطاء التى حدثت في الدورات السابقة.
في لمسة الوفاء نقرأ عرضا لكتاب الضفة الأخرى للروائي الراحل مؤخرا خليفة حسين مصطفى وقد قام بعرض الكتاب القاص محمد بالقاسم الهوني.
في باب التحقيقات التاريخية نقرأ بحثا مهما لعبدالرحمن محمد الدرسي بعنوان (الأهمية التاريخية والاقتصادية لأشجار النخيل في ليبيا).
وفي باب الاستطلاعات يطل علينا الدكتور المتألق والنشط والمتخصص في التاريخ الليبي عبدالسلام شلوف باستطلاع ثقافي بعنوان (شحات.. كاملة الأوصاف ومرحة الأعطاف).
في باب العلوم نقرأ مقالة عن الفضاء لعبدالحفيظ الغرياني، وفي باب الإبداعات الشعرية والقصصية نقرأ نصوصا لكوكبة من المبدعين منهم:
هبة عبدالعظيم قصيدة (حالما يحتضر الوقت)، عبدالباسط بوبكر قصيدة (ارتباك)، راشد الزبير قصيدة (يا أيها الغافي)، على عبدالشفيع الخرم قصيدة (الشوق وأحلام وأفياء)، على ابريك المسماري قصة (الاستسلام للنوم)، خالد خميس السحاتي قصة (شواطئ الغربة)، ابتسام الطعان قصة (ورد يبكي).
دوح اللغة والأدب باب يكتبه الشاعر هليل البيجو، وفي هذا العدد جاء بعنوان (خلة مصونة)، ورواق الثقافة تقدمه الكاتبة إلهام بن علي، وفي هذا العدد نرى ضيفا ومؤرخا وباحثا أثريا قدم الكثير من الجهد عبر الجمعية التي أسسها وهي (جمعية الهيلع) بدرنة حيث تستعرض في المقالة سيرة حياته وتقدم لنا نبذة شاملة عن هذه الجمعية.
ويختم هذا العدد مدير التحرير جابر نور سلطان بزاويته (نقطة ضوء)، يستعرض فيه ذكريات أول يوم جاء فيه إلى مجلة الثقافة العربية عام 1983 والمقالة كانت بعنوان (نقر على نافذة الذاكرة).
وازدانت المجلة في هذا العدد بلوحة غلاف للفنان التشكيلي المبدع حسين الساحلي.مبروك للمجلة وصولها لهذا العدد 300 ونأمل لها الاستمرار والتطور وفتح باب المسابقات وطبع الكتب والندوات والأمسيات التي يجب أن تتواصل على هامشها. وقد قامت في الآونة الأخيرة بتنظيم عدة أمسيات لكنها دائما تأتي بالصدفة وليس وفق برنامج مخطط له، ونأمل من الكتاب الليبيين والعرب الراغبين في المشاركة ألا يترددوا في ذلك، فالمجلة للجميع وبالجميع ومكتبها وصفحاتها مفتوحة لكل أدب ملتزم صادق عربي أصيل.