الجسد
ستنبت هذه الشجرة رجلا، سيركض خلفي ليقضم قطعة من جسدي، سأصرخ وأقسم أن ذاك الجسد ملكي، وسيقسم هو أنه ملكية عامة
سيتعجب المارة من ارتفاع صوتي وسيطلبون مني بكل أريحية أن أتوقف عن هذا النقاش البائس، وسيؤكدون: "كلنا لدينا أجساد مقضومة ولم نمت"
قيء
تقيأ أحدهم في رأسي، فأمرت أنفي بتحمل الرائحة ولم أتجرأ علي تنظيف موضع القئ
حتي استيقظت يوما ونظفت رأسي من الفضلات ومن صاحبها
ومن يومها وأنا أبكي كل ليلة ندما علي ما آل برأسي
والآن أؤكد لكم أنني تعلمت وأعدكم أنني سأبكي حتي الثمالة حين أذكر كل تجارب التقيؤ القادمة
كفاح
كل يوم أنظف بقايا الحياة عن جسدي وأنتف كل الذيول التي نبتت بفعل التكيف ماعدا ذيل واحد لا أغفو إلا بعد الاطمئنان عليه وتغذيته، ذيل الفقد الذي يمنحني الحب والثقة والنرجسية ويجعلني أعيش وقتما أشاء وأموت حينما أكتفي
استعادة
كنت أتمني أن أقص عليك ما حدث في ذلك اليوم ولكني استبدلت ذلك بأن أسررت لنفسي أن كأسين فقط جعلاني أتخذ أهم قراراتي وأتخلص منك وأتمسك بصوتي الداخلي وهو يقسم "كنتي حلوة في ذلك اليوم"
توازي
في الوقت الذي كنت أتعلم القيادة كانت هي تقاتل لتجيد الطيران ولكني لم أكن محظوظة بما يكفي لأتبادل معها العوالم أو علي الأقل لكي نترافق أنا وهي وتتضافر أكواننا المتوازية
تفاهة وتعقيد
بالأمس وضعت صورة لأظافري وكتبت عن اهتمامي بأحمر الشفاه فسمعت أصواتا تصرخ: ما هذه التفاهة؟
واليوم كتبت عن المواصفات الشكلية للتيه والوحدة فوجدت نفس الأصوات تقول ما هذا التعقيد؟
بحثت عن مصدر الأصوات لأتحدت معها وعيني في مواجهة عينها ولم أفلح
فصرخت بملء صوتي، أيها الغير مرئيون، لماذا تتدخلون في مقاس حذائي؟
وصايا
- كان علي أن ألتهم الطريق كي لا تبتلعني المواعيد، لم أتأخر ولكن وجهتي كانت معبأة بالأتربة.
- لا تقلقي يا صغيرتي، لن تخذلك أحلامك أبدا، فقط اذكريها دائما حتى يحين اللقاء فتجيدين التعرف عليها
- أعرف أنك تسمعني وأنا أتكلم معك عبر الأثير يا حبيبي، أرجوك توقف عن التحرش ببنات أفكاري التي أبعثها إليك وتوقف أيضا عن الاستمتاع بجذب طرف الحديث أكثر من اللازم، لأنك حين فعلت ذلك أمس تعثرت وسقطت
- توقف عن اصطناع التجاهل يا حبيبي واسترق يدي فأنا أراك كل يوم تطعم شوقنا وتهدهده.
- ما رأيك يا قانون الجذب أن أؤمن بك وأصدق كل ما تقول عن ظهر قلب وأدعو الناس للتعرف عليك وأمنحهم أسبابا كافية لمحبتك مقابل أن تعيد حبيبي لي؟
تحزب
يوما ما كنت ضمن التحزب الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها لمناقشة وضع النملة المارة بجوار طاولة الاجتماعات ولكني فوجئت أنه لم يكن هناك نملة من الأساس
عشاء الزوج
بالأمس سمعت عن امرأة تحول وجهها إلي ما يشبه البطيخة لأن زوجها حقنه بما يكفي من الصفعات حين تأخرت عليه ولم تحضر له العشاء بسبب طبيب الأسنان المجرم الذي اهتم بمعالجة ضروسها دون الالتفات لإطعام الزوج المسكين
لن أعمم وأخبركم أن كل النساء يعايشون نفس الظروف، إطلاقا، ثمة نساء محترمات لا يتأخرن أبدا عن تحضير العشاء لأزواجهن حتي ولو كان علي جثثهن