أعلنت جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة لسنة 2019، ومن خلالها تواصل هذه المؤسسة العربية والتي تهتم بالأدب الجغرافي، الاهتمام وتشجيع روح مغامرة البحث عند الباحثين العرب في استقصاء لمزيد من مجاهل المخطوطات والرحلات المؤسسة لارتياد آفاق مجهولة، وهو ما يؤكد أهمية هذه الجائزة وقدرتها لترسيخ مزيد من الاهتمام بأدب الرحلة إلى جانب إقبال الكتاب الجدد على كتابة يومياتهم أثناء سفرهم لأماكن جديدة.

جائزة ابن بطوطة تواصل إحياء روح المغامرة

 

أعلن أخيرا في أبوظبي ولندن عن نتائج الدورة السابعة عشرة لـ”جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” للعام 2019، وهي الجائزة التي يمنحها “المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق” ، ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

وقد تألفت لجنة لتحكيم الجائزة هذا العام من الأساتذة خلدون الشمعة، عبدالرحمن بسيسو، وليد علاءالدين، الطائع الحداوي، شعيب حليفي.

وفق ما جاء في بيان “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” لدورتها هذا العام فقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة 51 مخطوطة جاءت من 12 بلدا عربيا، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء.

وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 21 مخطوطة، وفي التصفية النهائية، تم إقرار الفائزين.

  1. ففي فرع “النصوص الرحلية المحققة” من الجائزة ارتأت اللجنة تتويج :كتاب نَشْوَة الشَّمول في السَّفر إلى إسلامبول، ونشوة المدام في العودة إلى مدينة السّلام” لأبي الثناء محمود شهاب الدين الآلوسيّ (1802 -1854) حققها وقدم لها هيثم سرحان.

وكتاب “أسفار فتح الله الحلبي 1830-1842” حققها وقدم لها أسامة بن سليمان الفليّح.

  1. وفاز بالجائزة عن فرع “الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد” أربعة كتب هي أسفار الاستوائية: رحلات في قارة أفريقيا” لعثمان أحمد حسن من السودان، و”مرح الآلهة: 40 يوما في الهند” للمصري مهدي مبارك، “في بلاد السامبا: يوميات عربي في البرازيل” مختار سعد شحاته من مصر كذلك، ختاما بكتاب “رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب” للسورية خلود شرف.
  2. وفاز بالجائزة عن فرع “اليوميات” الكاتب السوري خيري الذهبي عن كتابه من دمشق إلى حيفا: 300 يوم في الأسر الإسرائيلي”. أما فرع “الترجمة” من الجائزة ففازت به كتب “وراء الشمس: يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية” ليوسف عزيزي من إيران، وقد ترجمه السعودي عائض محمد آل ربيع، كما نال الجائزة كتاب “فاس: الطواف سبعا” للكاتب الألماني شتيفان فايدنر، بترجمة كاميران حوج من سوريا.

فيما حجبت هذا العام جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة.

وستصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاقللرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.

وتوزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقامان الأول في الدار البيضاء وتستضيفه وزارة الثقافة المغربية في 10 فبراير القادم خلال معرض الكتاب، ويقام الثاني في أبوظبي أواخر شهر أبريل خلال معرض أبوظبي للكتاب.

إلى جانب المخطوطات الفائزة وتلك التي أوصت اللجنة بطبعها تبنت الجائزة نشر عدد من الرحلات المعاصرة واليوميات جاءت إما بشكل منفصل عن الجائزة، وإما مما اختارته لجنة التحكيم لقيمته الاستثنائية، وسيجري الإعلان عن هذه الرحلات لاحقا في بيان منفصل. لكن الجائزة عبرت هذا العام عن استمرارها في الكشف عن الجديد باب اليوميات والرحلة المعاصرة، والكشف بالتالي عن يوميات لأقلام عربية مرموقة، لم يسبق لها أن غامرت في كتابة أدب الرحلة وأخرى جديدة. لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جددا، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة.

ورأى الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال “المركز العربي للأدب الجغرافي” وندوته العلمية وجائزته السنوية، أن المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد مجددا على تزايد الاهتمام بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب. وإلى جانب إقبال الكتاب الجدد على كتابة يومياتهم في السفر نشطت الأكاديميا العربية في تقديم دراسات جادة في هذا اللون الأدبي الممتع والخطير. وهو ما يكشف بصورة جلية أولاً عن الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع ارتياد الآفاق” في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار.