كعادته في كل عام، يلقي مهرجان التراث السنوي الضوء على جوانب مختلفة من إرث مملكة البحرين الحضاري عبر أنشطة مختلفة من أبرزها العروض المباشرة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي اشتهرت بها المملكة. وتنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار مهرجان التراث السنوي هذا العام في نسخته السابعة والعشرين بالقرب من قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في مدينة الرفاع بشعار "الخيل العربية"، إذ يستمر حتى الثالث من شهر مايو 2019م من الساعة 5:00 وحتى 9:00 مساءً.
وسيتمكن روّاد مهرجان التراث هذا العام من مشاهدة حرف تعكس شعار "الخيل العربية"، وهي حرف متصلة بشكل وثيق بشؤون الخيل والخيّالة: كالدبّاغ، المحذّي والبيطار، كما سيتعرف زوار المهرجان على فنون صناعة المعارق والسروج وغيرها.
كذلك يمكن للجمهور التعرف على حرف أخرى، مثل حرفة "صناعة سعف الخيل" التي يستخدم فيها الحرفي سعف النخيل لصنع العديد من الأغراض المنزلية المختلفة مثل حصيرة السفرة، سلال التخزين، الصحون الصغيرة، المراوح اليدوية وغيرها. وإضافة إلى ذلك يعرض المهرجان حرفة صناعة "الصناديق المبيّتة" التي لا تزال حاضرة كعنصر جمالي في العديد من البيوت البحرينية. أما حرفة "الكورار" فهي تتواجد في إحدى زوايا المهرجان، حيث تعرض الحرفيات طريقة تطريز أشرطة ذهبية وفضية رائعة الجمال من الزري والبريسم المصنوع يدوياً والتي تستخدم لتزيين الملابس.
وشهد اليوم الثلاثاء، الموافق 30 أبريل 2019م، عروض فنون شعبية قدّمتها فرقتا الدار العودة وفرقة محمد بن فارس. وأدت فرقة الدار العودة مجموعة من الفقرات السماعية التي عكست التراث الشعبي لمدينة الرّفاع وسط حضور وتفاعل من جمهور المهرجان. بينما أخذت فرقة محمد بن فارس الزوار في رحلة فلكلورية بحرينية أصيلة من خلال العديد من الفقرات الغنائية.
ويصاحب مهرجان التراث هذا العام مجموعة من المعارض التي تعطي الزائر لمحات حول أصالة الخيل العربية في مملكة البحرين، كمعرض "خيل من التاريخ" الذي يقدم صورًا ومخطوطات من مقتنيات متحف البحرين الوطني توثّق مكانة الخيل في البحرين لاسيّما عند حكامها الكرام على مر التاريخ، ومعرض "بين الخيل والخيّال" الذي يتضمن مجموعة منوّعة لمعدات تتعلّق بالخيل وبالفرسان والخيالة، ومعرض فوتوغرافي يسلط الضوء على "الخيل الملكية". كما يحضر الفن التشكيلي في فعاليات المهرجان ضمن معرض "من وحي التراث".
وعلى هامش مهرجان التراث يقام سوق شعبي تقدّم فيه منتجات محلية متنوعة. كما سيتمكن روّاد المهرجان أيضاً من الاستمتاع بتجربة تذوّق تراثية متكاملة، حيث توجد العديد من المقاهي داخل ساحة المهرجان، وهي مقاهٍ تقدّم المأكولات والمشروبات الشعبية التي تصنع أمام الزائر مباشرة. ومن أجل تعزيز الوعي بالمكونات التراثية البحرينية وخصوصاً تلك المتعلقة بالخيل العربية الأصيلة، يقدّم المهرجان سلسلة من ورش العمل التي تناسب مختلف الأعمار.
جدير بالذكر أن النسخة السابعة والعشرين من مهرجان التراث تأتي بدعم كل من ستوديو عمار بشير للإبداع الفني، شركة ديزاين كريتيف، وشركة البدّاد العالمية. وقد ساهم في دعم المهرجان أيضًا عدد من الوزارات والجهات الحكومية وهي: وزارة الأشغال، وزارة الداخلية، وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وزارة الصحة، والمحافظة الجنوبية، بالإضافة إلى متجر عليا فلاورز وإي إي لتأجير السيارات.