ٍتصوغ الشاعرة الجزائرية، المقيمة في الأردن، بعضا من ملامح أناها وهويتها الخاصة في عالم لازال يأسر فعلها على التحرر، تلك الأنا المتعددة والمركبة، والتي تقايض الزمن كي تفتح شرفاتها على الفعل وعلى الوجود، أنا الشاعرة وهي تشكل من إرادتها وشعرها حيوات بديلة لعالم اليوم.

الأنا امتحان

خـيرة بلقـصير

 

ها أنا أجِّف كالغموض ألتصق بزر يُحرض التّجربة فوق حبل الغسيل..

ها أنا أهذي على مهل والعنادل تختصر مجيئي الصّامت ..

ها أنا أطير لألبس الهاوية وأحرس ربابة الرّيح في لُعبة الحظّ..

ها أنا أتشقَّق كالخيال في رأس مقطوعة وأخيط الكمين في قصيدتي المجروحة..

ها أنا أستبيح دمي في مرآة ترى الأحياء فقط و الوحيدين مثلي وهم يبنون للوعة أدراجها نحو الآه

ها أنا أنشطر نصفان نصف يتقاسمه سُرَّاق الشّهقة ونصف أنثره قمحا للحمام

ها أنا أهدْهِدُ الموت حتى تغفو الحديقة في الرُّوح ويجهش الإسفلت خارج جدار الغياب..

ها أنا الوحشة الأنقى أحرث غبار الأنثى بحُلَيّ قلِقَة

ها أنا الهُبوب واليراع والهنْدباء

ها أنا السَّهم وخراب النّص , قَسْوَرة تفرّ من جحيم حرف..

ها أنا رضاب مخبولة باليقين المُترف

ها أنا السُّكَر الأعمى يذيبُني في ليْل المديح قبل أن تنهبني يد النّسيان

ها أنا أتملْمل كيما أخسر رُتوق الهواء وأرى الشّمس تذرف دمها السّاخن..

ها أنا أهجرني كرْها نحو وطن مصاب بغرْغَرينا الأسماء المسلوخة ..

مضمضة الأوقات ودُمّل الفراغات الصّعبة

ها أنا أعيد توضيب رأسي المهفوفة بجدال الأسئلة على أهْبة من فتوحي

ها أنا أمضغ ظلي عشبة بمزاجها الحار وانتظر تكاثر الغيم جرادا قبل أن يفسد الخيال في القلب المهشّم..

وقبل أن أبرم ساق البياض ,تلافيف الحيرة واللّاوصول..

ركض وأزاهير وعويل..

ها أنا أسقط كُمثرى في وجه العاصفة

وأشتري غيابا في النّبوغ..

ها أنا أنين يرتّب موته ببسالة أقل

ها أنا أنتهي كنقطة في فاه الأبدية ..

ها أنا أصغي للسّكوت الذي نبت في الحنجرة

فالجهات التي تسككني قُطنا ورياح كلها امتحان لإغماء يسبق الغد.

 

شاعرة جزائرية مقيمة في الأردن، صدر لها هذيان أزرق، مجموعة شعرية، وحرير الملائكة تغاريد، مجموعة نثرية.