العدد الأخير من "الكرمل"

حقق القائمون على مجلة الكرمل حلم مؤسسها الراحل الشاعر الكبير محمود درويش بإصدار عددها وذلك تكريما لمؤسسها في ذكرى ميلاده في 13 مارس آذار. وصدر العدد الجديد من مجلة (الكرمل) مكرسا للحديث عن درويش. وكتب حسن خضر مدير تحرير الكرمل، التي صدر العدد الأول منها في بيروت عام 1981، في مقدمة العدد التسعين (بهذا العدد رقم تسعين يكون قوس الكرمل قد اكتمل ما بين لحظتي البدء والختام وقد جرى صدور توقيته في الثالث عشر من اذار كتحية لمحمود درويش في يوم ميلاده) ويضيف (يمثل عدد الكرمل هذا تحقيقا لرغبة راودت محمود درويش ولم يتمكن من تحقيقها ففي أواخر العام 2006 عندما توصل الى قناعة بضرورة تجميد الكرمل أعرب عن أمنية بدت في حينها عصية على التحقيق وهي أن نصل بالمجلة الى العدد 90) ويتابع خضر (بهذا المعنى نحتفي بالشاعر الذي رفع فلسطين باعتبارها اسما من أسماء الحرية عاليا عليا على اكف المجاز واسهم بوجوهه المتعددة الثقافية والسياسية في صياغة هويتنا الوطنية... وأثاره من تفاعلات لن تكف عن الحراك في وقت قريب علامة فارقة في تاريخ الشعرية العربية والعالمية).

ويروي الياس خوري في هذا العدد تفاصيل العثور على قصائد لدرويش لم ينشرها ووجد بعضها غير مكتمل وكيف عمل على ترتيبها لتصدر في ديوان شعري جديد لدرويش يضم مجموعة قصائده الأخيرة التي كان بدأ بنشرها أو تلك التي تم العثور عليها في منزل درويش في عمان. وسيحمل الديوان الشعري الجديد الذي من المقرر أن يصدر قريبا عن دار الريس عنوان القصيدة (لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي). وتضم مجلة الكرمل مجموعة من الأبواب من بينها (الشعر) وفيه قصيدة محمود درويش التي لم تنشر من قبل (لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي). وفي باب إضاءة كتب إلياس خوري (حكاية الديوان الأخير لمحمود درويش). واشتمل باب الدراسات على مقالات صبحي حديدي (استراتيجيات التعبير وتمثيل المعنى) وفيصل دراج (ثلاثة مداخل لقراءة محمود درويش) وكاظم جهاد (عزلة الشاهد). وحمل باب (أقواس) مقالات لكل من ستيفن هيث (فعل القراءة وتأزم التمثيل) وانجليكا نوفيرت (الوطن والمنفى) وامجد ناصر (محمود درويش وقصيدة النثر) وقاسم حداد (في شرفة محمود درويش). وتحدث أكرم هنية في باب (ذاكرة) عن (الشاعر في رحلته الأخيرة) ومحمود شقير عن (الشاعر وبعض أيامه) وليانة بدر (ليلك اخضر) وحسن خضر (صورة سيد الكلام). وكتب في الباب قبل الأخير (اختلاجات) كل من سعدي يوسف (اختلاجات في حضرة محمود درويش) وشيركوبيكه وهي شاعرة من كردستان العراق قصيدة (مات قمر وندبته جميع أشعار الدنيا). وكما كانت البداية قبل 28 عاما بكلمات محمود درويش كانت خاتمة العدد الأخير بذات الكلام وحملت عنوان (بيان الكرمل... نلم فتات الضوء).