زياد جيوسي
في رواق بيت الثقافة والفنون في جبل الحسين/ عمَّان، وبدعوة من الملتقى العراقي للثقافة والفنون، كنت أسعد بالمشاركة في أمسية وندوة حوارية تحت عنوان: "ذاكرة المدن في التشكيل العربي"، حيث تشرفت بالحديث عن ذاكرة القدس في التشكيل الفلسطيني، بعد أن تحدث ضيف الأمسية الفنان محمد العامري بعجالة عن ذاكرة الأردن في ريشة الفنان الأردني، وعن مدى ارتباط المكان به كفنان بشكل خاص، تحدث الفنان الرائد سعد الطّائي عن تأثير المدينة والمكان على الفنان العراقي وتحدث عن تجربته الخاصة ومعارضه التي ارتبطت بلوحات المكان، ليليه بالحديث الفنان والناقد عماد مدانات وتحدث كيف يترك المكان والمدينة أثره على روح الفنان وترتسم الصور في عقله الباطن حتى تخرج على شكل لوحات، وأكد أن الإنسان نتاج بيئته وهذا ما يعبر عنه الفنان في لوحاته، ثم تحدث الأستاذ زياد جيوسي وأشار أنه كاتب وإعلامي ويكتب بالنقد وذاكرة المكان وليس فنان تشكيلي، وتحدث عن ذاكرة القدس في التشكيل الفلسطيني منذ بزوغ الفن التشكيلي الموثق في تاريخ فلسطين، وكان من المفترض أن يشارك الفنان المبدع حسين نشوان ولكنه تغيب لظرف طارئ.
أدار الأمسية والحوار باقتدار الفنان والباحث ضياء الرواي حيث أثار حواريات جميلة مع كل من المتحدثين، و ركز الحوار على تجارب الفنانين العرب في كشف مفردات المكان والبيوت وأصالتها، وطبيعة المدن التي تتشكل بهندسية متداخلة حيث يبدو فيها العمل الفني وكأنه يضم أكثر من مكان وفي أزمنة مختلفة، وملامح المدن العربية وعبق بيئتها وأسواقها التي وثقها الفنان العربي بنمط عمارتها وألوانها التراثية التي ميزت المدينة العربية وعبر أعماله الفنية ودلالاتها المكانية وأثر تجارب الفنانين العرب في الارتقاء بالوعي الإنساني وقيم الثقافة والجمال، ثم ترك المجال للحضور للمشاركة في الأمسية والحوار فشارك كل من: الفنان التشكيلي شاكر الأوسي، الشاعر الدكتور يكان إبراهيم، الفنانة والمهندسة سفانة صلاح، الفنان التشكيلي مهدي الشمري، المحامية الأستاذة هديل حسن، الفنان التشكيلي نبيل الجبوري، كل من زاوية فأشار الفنانون لمعارضهم وتجاربهم حول المدن، وتقدم البقية بمداخلات حول الفكرة والموضوع من زوايا مختلفة أثْرت الحوار والنقاش، وقدمت الأستاذة هديل أبيات شعر من الذاكرة حول المكان مشيرة أن المكان لعب دوره في الشعر والأدب أيضا إضافة للفن التشكيلي.
أعقب الأمسية حفل موسيقي وغنائي للفنان والعازف محمد سمرين استمع إليها جمهور الحاضرين وتفاعل معها لتشهد عمَّان جمالية أخرى من ليالي الصيف، لكن بنكهة غلبت عليها رائحة العراق وعبقه الجميل، فأعطت الأمسية جمال متميز آخر بممازجة عبق العراق ونكهته مع العبق الفسطيني والأردني.